" أنا زيد زميل رفيف في الجامعه ... "
جملة جعلت مروان يرفع حاجبه بتدقيق بطيئ على الشخص الواقف
أمامه وتلك الابتسامة المرسومه على وجهه جعلت مروان يضيق
عينيه بغضب مكبوت ولكنه لن يكون مروان النعماني إذا ظهرت مشاعره سلسة على السطح لذا ابتسم دون مرح واقترب يصافحه
ويشدد من قبضة يده وهو يدعوه لدخول مكتبه ..
جلس فس الكرسي المقابل له ينظر له بنظرة متفحصه ليقول بخشونة
" حسنا ما سبب زيارتك لي اليوم ..يا أستاذ زيد ... ؟؟.."
أرجع زيد ظهره يجلس براحه أكثر بينما مروان يضع ساق على
اﻷخرى وينظر له بتمعن ليجيبه زيد بابتسامة مغيظة
مرسومة بدقة
" لقد علمت أن زواجك وشيك برفيف ... "
رفع مروان حاجبه ليردف بسخرية متأصلة
" أظنك لم تأت الى هنا لتبارك لي ...كان يكفي إرسال باقة ورد
للمباركة ..."
-بل علمت أنك كنت ضد الزواج وغيرت قناعتك ﻷجلها
قالها زيد بابتسامة سمجه ليرد مروان باختصار خشن
-وماذا بعد ...؟؟
اعتدل زيد ليرد بخبث خفي
" أظنك لا تعرف رفيف لتسأل هذا السؤال ... ؟؟..."
صمت مروان للحظه بدت خانقة للمحيط العام ولكن زيد لم يتراجع
فالانتقام له لذة خاصة ... وهو يريد الانتقام منها كما تلاعبت به
وبغيره ... يريد أن يوجعها .. يؤلمها ... يجعلها تخسر ...
كما خسر هو قلبه معها
كما أوجعته دوما ... وتلاعبت بمشاعره كعروس الماريونيت
لقد كانت الخطوط كلها في يدها وهي دون مقدمات
ابتعدت ... هجرت ... تلاعبت ...!
مال مروان ليقترب منه قليلا يردد بصوت مخيف من بين أسنانه
" أذكر اسمها مرة أخرى وستجد نفسك مدفون تحت اﻷرض التي
تجلس فوقها ... "
ضحك زيد باستفزاز ليردف باستهانه
" لا تتعصب هكذا يا سيد مروان ... فالقادم أفضل ... "
أطبق مروان شفتيه بقسوة ورغبه قوية فس قتل الكائن اللزج الذي يجلس أمامه .. ولكنه تحكم بشق اﻷنفس ليفهم .. ما اﻷمر ... ؟؟
ليتحدث زيد بثقه
" رفيف يا سيد مروان عرفت غيرك الكثيرين .... كانت تقترب من كل
واحد ... تسلب منه قلبه كي يقع تماما وبعدها تستغل أمواله ..
تناول الطعام في أغلى اﻷماكن ... هدايا من أفخم الماركات ...
استغلال من كل النواحي ...."
نهض مروان لينقض عليه بلكمه قوية على فكه مع آخر كلماته
ليقع زيد من فوق كرسيه ومروان يصرخ بجنون
" اخررررررس أيها الحقير ...."
نهض زيد يمسح جانب فمه من خيط الدم لينظر لمروان بشراسه
مكبوته وقوة تحكم يحسد عليها ليخرج من جيبه هاتفه ويهمس بتشفي
" لن أردها لك يا ابن النعماني فأنا مقدر لصدمتك في زوجة المستقبل ... "
ليضغط عدة مرات سريعا ويصدح صوتها بغنج وثقه وصلت له في وقفته ....
" تريدين رأيي في الرجال يا عزيزتي .... ؟؟ ... حسنا استمعي
ﻷستاذتك رفيف .... الرجال بالنسبه لي ما هم الا أحذية أرتديها
متى أشاء وكيفما أشاء .أفعل بهم ما أريد .. ﻷخلعهم من قدمي وألقيهم وقتما أريد ولا القي نظرة أخرى عليهم .... فلدي ما هو أهم .. "
الصمت حل على المكان وملامح مروان تصبح إجرامية بقوة
صمته مخيف وكأنه بعد لحظه سيفجر المكان بمن فيه ولكن زيد
لم يتراجع وقد انتشى بنظرات مروان بقوة
وقد صوب انتقامه جيدا ..... انتقام حارق سوداوي كان بيد أخرى
خلف الصورة تحرك الجميع بحقد قلبها اﻷعمى
تحرك بخطوات متأنية ليقول بعبث وحاجب مرتفع
" ستصلك صور على هاتفك ... اعتبرهم هدية زفافك ... "
ثم خرج أمام نظرات مروان اﻹجرامية .... صدره يعلو ويهبط
بجنون .... رماد عينيه احترق تماما ليماثل السواد بحرقته
وصوت هاتفه يجعله على صفيح ساخن ليخرجه يفتحه سريعا
وتسطع الصور أمامه
صورة لها ضاحكه ورجل لا يعلمه يحيط بكتفيها ..
صورة وذلك اللزج يمسك يدها بمحبه
صورة لآخر يبعد خصلة من شعرها وعيناه تلتهمان ملامحها بجرأه فجه
صورة لذلك اللزج يلامس وجنتها بعشق بادي في نظراته
وصورة ..... لاااااا ..... قذف الهاتف على امتداد يده
وصدره يشتعل ... أفكاره تعصف به
والغضب يعمي عينيه لينسى كيف كانت وقت معرفته بها
ينسى تماما كل شئ الا الغضب ... الغضب الحارق
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )
Romanceتم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour