" ﻷنني أحبك يا هديل .."
تصلبت في اﻷرض تماما وكأن صوته يأتي من بعيد
أنفاسها متلاحقه .. نفس وراء نفس وراء آخر
عيناها متسعتان تنظر لوجهه بملامحه الساكنه بعدما ألقى قنبلتهوكأنهما وحدهما في زمن آخر....!
ووقوفهما وصوت حازم جعل بعض الأشخاص يقتربون ليستمعوا
باهتمام أكبر وهي انعقد لسانها تماما
فقط تلك النظرات التي سكنت عينيه
نظرات تحوي غرابه وأسئلة وفرحة دفينه بسماع تلك الجمله
الا أنها لم تنطق أبدا
بل لحظه وأخرى .... والأخيرة
كانت تهرب بعيدا بركض متفاوت بعيد عنه جاذبة نظرات كثيرة
لها ولكنها كانت تلوم نفسها على عدم حضورها برشيدة
كانت سهلت عليها الأمر ...
وقف لحظه بعد هروبها لا يستوعب ما فعلته ولكنه بعد ذلك اتجه
لسيارته كي يلحق بتلك المجنونه
تبا .... آخر رد فعل توقعه لاعترافه الذي خرج دون إرادة منه
خبط على مقود السيارة بجنون يخرج غضبه قبل رؤيتها
فلا يعلم ماذا سيفعل بها حقا ....!
ولكنه حينما اقترب منها وهي تسير بخطوات راكضه توقف أمامها
بمسافه صغيرة ليفتح زجاج السيارة ويقول لها بنبرة قويه
" اركبي ...."
هي مع حازم في تلك اللحظات داخل سيارة واحده ....!
درب من الجنون بلا شك ...
الا أن صوته خرج مرة أخرى غير قابل للجدال
" اركبي يا ابنة الغاليين .. لن أتحدث معك أبدا ... اركبي كي أوصلك ..."
كان يحدثها من بين أسنانه
فما بين غضبه البدائي وغيرته وبين اعترافه أصبحت الأجواء مشتعله
لا تحتمل كلمة أخرى خاصة بصمتها هذا ..وهو لن يتحدث
بالفعل ...
بل سيفعل ما يتوجب فعله ويوصلها لمنزلها وبعدها
لكل مقام مقال .....!وركبت معه بشفتين مزمومتين وعينان متسعتان
تشعر بأن وجهها يكاد يحترق ..
لماذا لم تقل شئ ..؟؟
هل أكلت القطه لسانها في تلك اللحظه ..؟؟
والغريب أنه لم يضغط عليها ليسمع صوتها حتى
بل تعامل بطبيعيه وكأنه لم يشعل اﻷجواء منذ لحظات
تبا ...!
هي تعلم لماذا لم تجبه في تلك اللحظه ..؟؟؟
هي لا تريد إغماء عينيها بالحب ..
هي غاضبه منه وبقوة
ورغم اعترافه الذي طال شوقها له لم تنزلق لهذا
المكان الذي تفقد فيه غضبها وسط مشاعر الحب ..!
رفعت ذراعيها تحيط نفسها بحمايه من نظراته الموجهه
لها بين لحظه وأخرى
أما هو فكان يحارب كي لا يجذبها من مكانها
ويجذب شعرها القصير الذي يداعب عنقها
في كل لحظه ..
هو يدرك جيدا نتيجة حبه لها
تلك المجنونه التب ستجعله يفقد تعقله هو الآخر ..
زفر بحنق منها ليتابع الطريق بنفس صمته القاتل
الى أن وصل لمنزلهم ليقول بتهكم
“ حمد لله على سلامتك يا ابنة خالتي .."
لم تقل سوى شكرا ملتويه وهي تترك السيارة وتدخل
المنزل
فإن كان يحبها يجب أن يتعلم كيف يتعامل معها
وكيف يحترم عقلها...؟؟
دخلت المنزل بوجه واجم وقلب يرفرف مع اﻷحلام
هي لا تنكر أن أحلامها الورديه تتحقق
وأن قلبها يريد في تلك اللحظه الصعود للسحاب
فها قد حصلت على اعتراف العمر ..
حتى وهو غاضب اليوم كان في عينيها أوسم رجل في العالم
بعينيه البنيه اللامعه ونظرته المشتعله
لقد أرادت الصراخ بأنها تحبه منذ صغرها
الا أن عنادها منعها من هذا ...!
لن تفعلها في تلك المرحله أبدا ...!
“ هديل ماذا بك ..؟؟"
انتبهت لجيهان الجالسه على اﻷريكه تقلب في هاتفها
لتجلس بالقرب منها تقول بإنهاك
“ لا شئ .. أنا بخير .."
نظرت لها جيهان بعمق لتهز رأسها قائله
" لا تبدين بخير أبدا .. أخبريني ماذا حدث..؟؟..."
صمتت هديل للحظات لتجيبها بعدها بخفوت حتى
لا يسمعهما أحد
" لقد أخبرني حازم اليوم أنه يحبني..."
اتسعت عينا جيهان لتنهض وتأخذ يدها وهي
تقول بهدوء
" تعالي نتحدث في الغرفه .. الحديث هنا لن ينفع..."
دخلتا الغرفه لتبدأ جيهان قائله
" وماذا أجبته ...؟؟.."
هزت هديل كتفها لتقول بهدوء
" لا شئ..."
" لا شئ ... لا شئ ..."
قالتها جيهان بعجب لتومئ هديل برأسها دون كلام
فسألتها شقيقتها
" ألم يكن هذا حلمك يا هديل ...؟؟.. لماذا صمت حينما اعترف لك .."
غامت عينا هديل بقتامه لتجيبها وهي تستلقي بطهرها على الفراش
" نعم كنت أحلم بحب ممتزج باحترام لأفكاري وشخصيتي وكياني
المرح ... بطبيعتي العفويه ... ولكنه لم يفعل ذلك ... أنا أشعر
أنه اعترف لي بذلك حتى أتغاضى عن تحكمه في تصرفاتي
لقد أحرجني اليوم للغايه ...."
قطبت جيهان لتسند ذقنها على قبضتها لتسألها برقه
" ماذا فعل لك حبيبتي ..؟؟..."
زفره حارة خرجت من هديل لتهمس
" لقد أحرج قصي وتعلمين أن هذا مكان تدريبي
والجميع بدأ يعاملني بلطف وكأني واحده منهم
ولكنه اليوم تعامل وكأن قصي يحاول التقرب لي وهذا لم يحدث.."
لمعت عينا جيهان لتقول بابتسامه لطيفه
" ربما يكون رأى شئ أنت لم تلحظيه .."
تبرمت هديل بصوت رافض لتجيب بتعب
" لا أنا واثقه ... "
ثم تابعت
" دعيني أنام يا جوجو فرأسي يوجعني ..."
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )
Romantizmتم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour