منزل نوران
العاشرة صباحارؤيتها لولدتها هنا كانت بمثابة بلسم يطفئ القليل من وجعها
من وحدتها وصمتها ..
ربما هي تتغنى بقدرتها على المواجهه مع نفسها وأمامه
ولكن في الحقيقه هي أكثر هشاشه من الريشه
هي تحتاج للدعم... تحتاج للأمان وللحريه
نفس قوي خرج منها وهي تشعر بالراحه المؤقته لوجود والدتها
وغيابه عن المنزل .. هي تحتاج للجلوس مع والدتها وحدها
تحتاج لاحتضانها والشبع من دفئها ..
ابتسمت بلطف لوالدتها لتقول بحماس" دعينا نتناول فطورنا سويا يا ماما .. لقد اشتقت ﻷوقاتنا معا .."
غامت عينا والدتها باشتياق وحنان لابنتها وصديقتها
بعدما غادرت المنزل كانت تتحرك فيه بدموعها
كل مكان تراها فيه ... حنان ابنتها عليها في أوقاتها الصعبه
تفهمها وسماعها لشكواها وكأن اﻷدوار انعكست بينهما
ولكن ما يهون اﻷمر عليها هو أن ابنتها حبيبتها تزوجت وأصبح لها
منزل يشرح الصدر وزوج تعتمد عليهلذا قوت نفسها وهي تقول بهدوء بينما ذراعها تمتد لتقرب نوران
لحضنها الدافئ"نور حبيبتي لقد أتيت كي أطمئن عليك ... لا أريد إزعاج زوجك
قد يأتي في أي وقت "ابتعدت نوران عن حضن والدتها لتقول ببعض الحزن
" لن يأتي يا ماما ... دعينا نقضي اليوم معا .. لن يقول شئ.
أرجوك يا ماما .. أرجوك.."
ضحكت والدتها بمرح طفله لتقول بنفس الحماس وقد رضخت
لرغبة ابنتها والتي في الحقيقه رغبتها أيضا"حسنا صغيرتي .. دعيني أصنع لك الفطور وأنت رتبي المنزل
ريثما أنتهي .."ابتسمت نوران لتبتسم عيناها ﻷول مرة من أيام
واتجهت للداخل .... ثم تذكرت أن ثيابها في غرفه منفصله عن غرفته
لتغلق الخزانات بالمفتاح بعدما أخذت أشياء بسيطه لتنقلها لديه
واستغلت انشغال والدتها لتدخل الغرفه اﻷخرى
تلك الغرفه التي أخذها له بعدما اتخذت اﻷخرى مغلقه بابها معظم
الوقت عليها ...(متحاشيه إياه ..)
الا أن بدخولها استنشقت رائحة عطره القوية لتجعد أنفها باستياء
لم تكن كارهه للرائحة بقدر غيظها من صاحبها
لم تنس للحظه ما فعله معها ...
غلظته وقسوته ... كلامه الذي ينغرس في قلبها كالسهم..
في البدايه تأثرت به ... حلمت بالحياه مع رجل قوي مثله
رجل يعتمد على نفسه في كل شئ
ربما أعجبت بالحالة نفسها أكثر من إعجابها به
ولكن كل شئ انتهى حينما كسر روحها .. آلمها وأوجعها
وهي أبدا لن تسامحه ... لن تتأثر بكلامه عن شكلها .. عن حياتها
فليفعل ما يشاء ..!ألقت نظرة على الغرفه الكبيرة فقد أخذت هي الغرفه اﻷصغر
ونقلت لها أغراضها التي كانت مجتمعه في حقيبه واحدة كبيرة نسبيا
من ثياب وأغراض شخصيه ..اتجهت حتى ترتب اﻷشياء المبعثرة ولكن صوت هاتفها أوقفها
لترفعه ويدق قلبها وهي ترى اسمه
أخذت نفس لتفتح الخط كي لا يأتي للمنزل فجأه
" نوران .."
قالها بهدوء دون تحيه بصوته اﻷجش العميق لتجيبه بهدوء
" نعم .."
يدها تقبض على الهاتف في موقف قتالي وكأنه أمامها
الا أنه لم يكن أمامها .. لقد كان يجلس على كرسيه في متجره
باسترخاء تام وقد شعر برغبه في سماع صوتها فهو تقريبا
لا يراها ولا تتحدث معه ..
خرج من أفكاره ليسألها بهدوء
" ماذا تفعلين ..؟؟..."
قطبت جبينها بعجب من سؤاله ...
أن يهاتفها فجأه يسألها هذا السؤال .. سيجعلها تجن بالتأكيد
أخذت نفس لتجيبه بهدوء
" والدتي هنا وأنا أجلس معها .."
صمت لحظه ظنت فيها أنه سيأتي ليطردها ويطرد والدتها شر طردة
ولكنه قال بهدوء
" حسنا يا نور سيأتيك شاب بعد قليل .. خذي منه اﻷشياء
التي سيحضرها .."
بنفس تقطيبة الحاجب أجابته ببعض الحيرة والاستياء
" حسنا ... ولكن لا تناديني نور مرة أخرى ..."
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )
Romanceتم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour