الفصل الثاني عشر

23.2K 460 16
                                    

المناسبه عادية للغايه ..
تشبه المناسبات بشئ بسيط ... لا زغاريد .. لا ضجه هنا وهناك
فقط صوت الشيخ الذي أعلن إتمام العقد منذ لحظات
وبعدها إخباره لها بأن تجهز نفسها للرحيل
لحظتها تخبط قلبها بين أضلعها خوفا وترقبا
بينما هو ثابت كالجبال .. عيناه تخفيان مشاعر مختلطه لا يدركها أحد
يراقب الجميع وبنظرة خبيرة
علم أن الجميع يحب زوجته ولكن ليس لديها أحد مقرب للغايه
ذلك القرب الفريد الذي يبحث عنه الجميع
تلك المشاعر الممزوجه في عينيه اندلعت منها نيران الذكرى
نيران حارقه

" فاروق "
صوتها نغمات ملحنه تصل لقلبه قبل أذنه
ليجيبها بحنان
“ قلب فاروق ..."
كانت ليله شتويه ... والمكان صغير وبارد
مكان يأوي المحبين ... لا يمتلك شئ من الرفاهيه
فكثيرا لا تجتمع الرفاهيه مع الحب
ولكن كان صدره مدفأه رحبه لها ... تتنعم فيه براحه ..
شعرها يلامسه فيزيد حرارة جسده بإثارة تدفأها
ولكنها كانت بعيدة عن أفكاره التي تحوم في رأسه
لتهمس بشرود
“ لم أتخيل في يوم أن تضمني هكذا يا فاروق ... أن أشعر بأنفاسك
تلمس كل جزء في جسدي ... لقد كان قربك حلم كبيير ...."
مال بها على الفراش بعبث ليبتسم لوجهها الرقيق ويهمس
باشتعال
“ كل اﻷحلام مجابه لك حبيبتي خاصة وأنا أنوي في تلك اللحظه
أكثر من القرب ... أنوي الاشتعاااال بك ...."
نظرت لعينيه الحبيبتين نظرة عميقه تتوافق مع صوتها المدلل
وهي تهمس
“ فاروق توقف عن العبث ...أنا أتكلم بجديه .. لقد كنت
أمنيتي الوحيدة التي طلبتها دوما من الله وهو بفضله
حققها لي .. أشعر أنني لا أريد شئ أكثر من الحياه .."
رفع يده يلامس وجهها بملامحه الناعمه ليقول بخفوت
أجش وأنفاسه تلامس كل إنش فيها
“ أنا أمنيتك يا فاديه ..!!... لو أنا أمنيتك ماذا تكونين
أنت ..؟؟؟ .. لقد هرب عقلي مني بسببك وأنا أراك
أمامي ولا أستطيع الاقتراب منك أو إعلام كل
من حولك أنك ملكي وممنوع عليهم النظر ..."
“ لهذه الدرجه ... ؟؟؟....."
قالتها فادية بعينين دامعتين وقلب يقفز في صدرها ليقترب
أكثر منها يأخذ نفس بالقرب من عنقها وهو يقول
بخشونه عاطفيه
“ وأكثر فادية ... هل أثبت لك ...؟؟؟...."

فارووق ..."
قالتها نوران بحيرة وهي ترى نظراته
المثبته على نقطه ما بينما أنفاسه تبدو خشنه
لاهثه بعض الشئ ولا يسمع نداءها أبدا من قبل ..

انتبه لصوتها لينظر لها ويقول بخشونه
رغما عنه
“ نعم يا نوران .. ماذا حدث ..؟؟.."
بهتت قليلا لتقول بهدوء بعد لحظه
“ لقد كنت شارد .."
أخذ نفس قوي وهو يحاول الهدوء ليومئ
برأسه ليقول بثبات يحسد عليه
“ تعالي لنجلس معهم قليلا قبل ذهابنا.."
مد يده يمسك يدها دون استئذان
ليتجه ناحية الجميع..
رغم أن عيني والدتها تلتمعان بالدموع ولكن كانت
قادرة على رؤية خوف ابنتها ..
على رؤية طريقة زوجها الغريبه
فلا هو محب ولا كاره ....!
قلبها ينغزها بقلق عليها خاصة وهي
ترى ذعرها الخفي عن الجميع ..
تدعو لها أن يكون حظها أفضل منها
أن تجد السعادة التي خاصمت أيامها هي ...!
هي تدعو ولكن رب العالمين له حكمه في كل شئ
نقلت نظرها لمكانهما الذي جلسا فيه لتتنبه لملامح ابنتها
التي يملأها القلق وتلك الابتسامه المتنقله بين السعاده والخوف
تنفست بهدوء لتنتبه لصوت الحاجه زهره التي تخبرها شئ ما
بينما مياس مالت على جيهان لتهمس
“ متى عرفت نوران هذا الرجل ..؟؟.."
أجابت جيهان بخفوت
“ لا أعلم يا مياس .. رغم أنني اقتربت من نوران الا أنها لم
تخبرني التفاصيل ولكن في النهايه أنا أتمنى لها السعادة ..."
ضيقت مياس عينيها الدقيقتين على وجه فاروق الصلب
كان رجل يبدو في أواخر لثلاثينات ..
ذو طله رجوليه مميزة يبدو عليه الهدوء الا أن نظرته.
التي تحمل قوة وقسوة لاحظتهما مياس لتق؟0لق
بشعور طبيعي على جارتها
مالت على جيهان مرة أخرى لتهمس
“ كوني قريبه منها يا جيهان .. أكيد ستحتاج ﻷحد قريب
منها في الفترة القادمه.."
أومأت جيهان بهدوء لتنظر لنوران وتبتسم لها برقه
فتبادلها نوران الابتسام ثم تنتبه لهديل التي تعطيها كأس المشروب
كانت مضطربه وخائفه أن تذهب معه منذ الآن خاصة وهو أتى
عقد القران مع صديقه فقط ولا أحد من العائله
متحجج بأشياء غير منطقيه
وللسخريه لم يتوقف سوى عم رضوان ليسأله بجديه عن أهله
ويخبره بضرورة حضورهم عقد القران
ولكن كما العاده خرج فاروق بطريقته الذكيه من الموقف
الا أن الحاج رضوان أوصاه بها بقوة مخبرا إياه أنه أصبح زوجها
ووالدها وشقيقها ... ( كل عائلتها ) .. وأن يستوصي بها خير ..
لقد دمعت عيناها لحظتها بخفيه متخيله لو كان والدها مكانه
لم يكن ليفعل أي من هذا
بل سيتأكد فقط ماذا يملك هذا الرجل ليعطيه ابنته
تنهدت بينما صوته يأتيها مرة أخرى بخفوت صلب
“ اجهزي لنرحل .."
وهكذا كان الرحيل ..
وﻷول مره في حياتها تترك بيت والدها لمكان آخر
أمسكت دموعها بصعوبه وهي تحتضن والدتها مودعه لها
ستتركها وحدها ...!
ستكون في بيت كبير بمفردها ﻷول مرة وسترحل هي
صوت بكاء والدتها اختلط بصوتها المختنق وهي تقول
" اعتني بها يا بني ... هي أمانتي فحافظ عليها .."
وكأن جسده تشنج تماما دون سبب
الا أن وداع والدتها لهاها عن كل
أفكارها لتتدخل الحاجه زهره قائله بحنو
“ ماذا بك يا امرأه .. أتركي الفتاه تذهب لبيت زوجها .. "
ثم نظرت لنوران لتقول بمحبه
“ مبارك صغيرتي ..."
هدأت والدتها قليلا لتبتسم ويكتمل الوداع على خير
وترحل يدها في يده ..


سلسلة  قلوب  شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن