الموت موجع ....موجع لأقصى درجه .. ولكن ..ماذا لو كان الوجع بأنك لا تشعر بوجع ....!
مسأله معقده للغايه ولم تكن تعلم أنها بتلك الصعوبه سوى اليوم ....
أين ذهبت الدموع ...؟؟؟ ... بل كيف يكون الوجع ...؟؟ .. كيف يكون الصراخ ؟
كيف ترضي نظرات النساء المسلطه عليها .... الهمسات الخافته
اﻷكاذيب الملونه ومصمصه مستفزه تجعل القلب يئن..
أغمضت عينيها للحظه .. تشرد رغما عنها في الصراخ ... في الوجع ..في اﻷلم
في البكاء ليلا .... في وجع القلب المراهق .... في فراق الشقيق حي
وبين هذا وذاك شعرت بيد تربت على كتفها وصوت مياس يقول برفق
" ابكي يا نوران ...، البكاء يريح حبيبتي ... "
نظرت لها بخواء نظره قصيره لتهمس ببرود
" وكيف يكون البكاء ..؟؟؟ انا فقط أشعر بروحي تنسحب ببطئ وتعود رغما عني ..."
أخذت نفس قوي محمل بغصه مؤلمه لتهمس
" هل جربت من قبل فقدان الشعور ....؟؟؟ أن يصبح قلبك كحفره عميقه ليس لها قرار مهما سقط فيها لا يجوز الرؤيه أبدا ..."
مسدت مياس ظهرها لتجيبها برقه
" مهما كان عمق البئر .سيأتي يوم وتظهر الرؤيه بوضوح وأنت أول من سيراها ...."
كادت تيتسم ..،، حقا الابتسامه الساخره كادت تشق وجهها النحيل ... ماذا تعلم مياس عن حياتها ..؟؟
ماذا تعلم عن الخذلان والألم دون صوت حتى ....
فهم جيرانهم صحيح وتحبهم الا أنها لم تصبح صديقه لأحدهن ... لم تفضفض يوما
هي باﻷصح لم يكن لها صديقه حقيقيه يوما .، وكيف يكون لها وهي لا ترى أحد تقريبا
لم تكن تخرج بأمر من والدها وكم كانت أوامره كثيره ......!
ابتلعت ريقها لتهمس لمياس الجالسه جوارها وبجوارها والدتها وشقيقتيها
" سأدخل غرفتي لدقائق ..."
لم تنتظر إجابتها وهي تنهض مهمله نظرات الجميع فوالدتها تجلس على بعد منها
تجاور بعض النساء وتبكي ...
اﻷشياء تتفاقم في عقلها .... أشياء مؤلمه لها
تجعل غصة قويه تبتلع ملامحها وروحها
" أبي .. أريد إكمال دراستي الجامعيه ... أرجوك ..."
وكانت نظره قويه أرعشت أطرافها خوفا الا أنها وقفت تحاول من أجل مستقبلها
لتسمع صوته الزاعق يجلجل المنزل
" أي دراسه تلك يا فتاه ... ألا تحمدين الله أنني جعلتك تتعلمين من اﻷساس وقطعت من لحمي حتى تعيشين حياه مريحه يتمناها الجميع .. ولكن ماذا اقول مثل أمك بنت ال xxxx.. .."
صمت أذنها عما تسمع ... تهمل ارتجافتها الظاهره ووجع القلب لتهمس محاوله مره أخرى
" أبي ...أرجو....."
لتصمت تماما بينما طرف يده يطال فكها وصوته الجهوري يخرس محاولتها
فقد انتهت المحاوله والحلم وانحنى الرأس
فكم يكون الانحناء صعب حينما ينمو من الجذور حتى يستوطن الروح
شعرت بدمعه تنساب على وجهها .... دمعه كانت بدايه لدموع بدأت رحلتها
رحلة ألم تخرج من الروح
رحلة فتاه وصلت لعمر الثانيه والثلاثين ولم تحقق في حياتها أي شئ ..
أي شئ على اﻹطلاق سوى الانغلاق في المنزل وانتظار عطف معنوي من هنا أو هناك..
فتاه اعتاد قلبها على الخمول ..... لم يعد يعمل سوى بأوقات معدوده ولأشخاص محدوده
" ماما أرجوك .. أحتاج لثياب ..فقد أصبحت ثيابي كلها مهلهله .. البنات تسخر مني في المدرسه وأيضا محمد يحتاج فقد أخبرني أيضا اليوم ..."
صمتت والدتها قليلا لتقول بتردد
" حسنا يا نوران ولكن لا تخبري والدك ..أنا سأطلب منه حبيبتي .. أدخلي غرقتك أنت .."
هزت رأسها لتهمس بإصرار
" لا سأظل معك ماما ..."
" نوراااان ماذا أخبرتك أنا .. أدخلي لغرفتك حبيبتي وأنهي دروسك ... هيا ...."
ودخلت بالفعل
دخلت غرفتها لتقف بجوار الباب المغلق وكأنها متأهبه لما سيحدث
هي لا تحب أن تضع والدتها في تلك المواقف ودوما تكتقي بأقل اﻷشياء ولكن ماذا تفعل...؟؟
هي تحتاج ثياب جديده فقد تقطعت ثيابها ولم تعد تصلح لشئ
وزميلاتها تسخرن منها ومن ثيابها
باﻷمس سارت علا وراءها في المدرسه تعلو بصوتها وتسخر من تنورتها الممزقه من طرفها
وحذاءها المهترئ لتتجمع الفتيات حولها ومنهن من تبتسم بشماته وأخرى تدافع عنها وأخرى توافق على ما يحدث وهي واققه بحرج الى أن امتلأت عيناها بالدموع وقالت لعلا بصوت مهزوز
أن تتركها وشأنها وليس لها علاقه بها
وبعدها هربت من أمامهن لتنفرد بنفسها وتبكي بصمت حوجتها ومهانتها
سخرية بعض الفتيات الدائمه منها توجعها للغايه ...
نعم هي لها صديقات ولكن بعض الفتيات تتعاملن بقسوه
وما يوجعها أكثر أن والدها قادر ... ليس فقير الى ذلك الحد
لو كان فقيرا للغايه لما حزنت الا أن ما يحزنها هو تركه لهم يهانون بهذا الشكل
وهو يستطيع سترهم بأقل اﻷشياء
انتفضت على صوته الزاعق وهو يصرخ في والدتها ويسبها لتغمض عينيها وتنساب دموعها
وأي أمل في ثياب جديده يموت هو الآخر
" نوران يا ابنتي لا يصح وجودك هنا والنساء في الخارج يقدمن التعازي ..."
نظرت لخالتها زهره التي دخلت عليها الغرفه تقطع سيل الذكريات البغيضه على
قلبها..
لتهز رأسها بصمت وتتجه للخارج دون كلام
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )
Romanceتم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour