أمواااج ... أمواج متلاطمه .... تندفع نحوها وهي واقفه كالصنم ... تشعر أن قدميها مثبتتان في الأرض بغرابه .... حتى لم تستطع أن تتفادى الأمر بتجربة السباحه بين تلك الأمواج القويه ولكنها ... ولكنها لا تستطيع السباحه ....!
نظرها مثبت تنتظر الغرق .... روحها تنسحب منها والرعب يحتلها
الخوف .... الخوف الشديد .... وما أصعب الخوف من الموت ....!
الغرق قادم ... والماء يزيد ليغطي جسدها ولكن كيف وهي تشعر بقدميها ملتصقتان
في الأرض .... حاولت النظر حولها فلم تستطع .... حاولت الصراخ بأحد يأتي
لينجدها قبل أن يغرقها الماء بالكامل فخرج صوتها مشروخ يُسمِع أذنيها فقط
يا الله ... ستغرق .... ستغرق لا محالة .....!!
أنفاسها تنسحب ..... قلبها ينقبض رعبا وعيناها متسعتان ذعرا من القادم
ليأتيها خاطر في النهاية أن تغمض عينيها فقط وسينتهي كل شئ
فقط تغمض عينيها ....!!
شهقت مستيقظه ... تضعر يدها على عنقها بأنفاسها المسحوبة لتمسدها بتعب
عيناها تنظران حولها بغرابه ولكنها بعد لحظة اكتشفت أنها في غرفتها ... على فراشها ... لا وجود للأمواج ولا للغرق ....!أغمضت عينيها لحظه بتعب تزدرد ريقها الجاف بصعوبه لتفتحهما بعدها بتعب
تشعر أن جسدها يئن ... صداع شديد يفتك رأسها لتستغفر ربها عدة مرات
وتنهض ببطئ من الفراش تبحث عن ماء لتجده على الجارور المجاور فترتشف
بعضه علّه يخفف من الجفاف في حلقها ....!
تنهدت لتشعر برغبه قويه في الوقوف تحت رذاذ الماء علّه يخفف عنها تعبها
فلم يكن كابوس بل كان حقيقة ... حقيقة مؤلمه تعايشت معها كل لحظه حتى
اختنقت أنفاسها وشعرت بالموت يلاحقها ..
أطلقت نفس مختنق لتتجه لخزانة ثيابها تنتقي ثياب نظيفة حتى تنعش نفسها بالماء
فهي في أشد الحاجه له الآن ....
بعد وقت كانت تستعد للنزول وشهقت حينما وجدت أنها تأخرت بالفعل عن موعد نزولها ... وجع رأسها لم يخف بل عيناها ذابلتان ... ووجهها مرهق بقوة ..
وكيف لا تكون هكذا وهي لا تعلم لماذا تركها صفوان بالأمس بل وتأخر في عودته
للغايه لتشعر باستلقائه جوارها لتتحرك تلقائيا في نومه القلق نحو صدره
فيضمها دون صوت ..... لتشعر بالغرابه منه ولكن بسبب تأخر الوقت شعرت
بالنوم يسحبها خاصة وهي تفترش صدره كما اعتادت دوما ... لتستيقظ من كابوسها
تجد نفسها وحيده على الفراش ... فينقبض قلبها من تصرفاته فلم يحدث شئ
لكل هذا ....
تشعر أن هناك شئ مبهم بالنسبه لها ولا تفهمه ... وتنوي سؤاله عما يحدث معه
أخذت نفس لتهبط السلام بههدوء تحاول التحامل على نفسها بعينيها توجعانها بسبب
وجع رأسها القوي .... ربما من الأفضل أن تأخذ مسكن ما وبعدها تتحدث مع صفوان حتى تكون بكامل تركيزها ..
توقفت أفكارها وهي تقترب من جلوسهما على طاولة الطعام لتقول بخفوت
" صباح الخير ..."
نظرت لها حماتها لتجيبها بسخريه لاذعه
" أي صباح هذا يا ابنة الراوي ... لقد اقترب الظهر ونحن ننتظر تشريفتك حتى
نتناول الفطور ..."
احتقن وجه وتين حرجا لتهمس بخفوت متردد وقلبها ينكمش ألما من صمته المميت
" معذرة يا خالتي ... استيقظت أشعر ببعض التعب ولهذا تأخرت ..."
" هه ... دوما مُتعبه رغم أنك لا تفعلين شئ .. ولكن هذا حال الفتيات المدللات دوما .."
قالتها حماتها بلذوعه قاسية لتشعر وتين بالدموع تخنق عينيها خاصة مع نهوضه
الشامخ وكأنه لم يسمع شئ ليقول بجمود
" بالإذن ... لدي بعض الأعمال وتأخرت عن موعدي..."
أطلقت والدته صوت متحسر لتهمس باستياء
" بالتأكيد ستتأخر خاصة وأنك تنتظر الأميرة لتهبط لتتناول الفطور معها ..."
نظرت لها وتين بحاجبين منعقدين ودموع محبوسه لتشعر بانعقاد لسانها
هي لا تقو على الرد أو ربما هي لا تريد .... فكثير من الأوقات تصمت احتراما لها
خاصة وأنها في مقام والدتها ولكن ما يوجعها أن حماتها تكرهها ... ليست فقط
تستاء من بعض تصرفاتها بسبب صغر سنها ولكنها رافضه لوجودها من الأساس
رافضه لمعاملة صفوان لها ...
دوما تُسمعها ألا تفرح كثيرا بتلك المعامله ... تخبرها أن ابنها قوي ولا يخضع
لأي امرأه مهما كانت ... تعيد على سمعها مثل شهير
( الغربال الجديد له رنه ...)
أخفضت وجهها تنظر لطبقها لتشعر بحلقها جاف تماما ... ليس لها قدرة على تناول
شئ ... وكيف تتناول شئ بعد تلك الكلمات لتسمع حماتها تسألها بجفاف
" لماذا لا تأكلين ..؟؟... أم أن الطعام لا يعجبك ..."
نظرت لها وتين للحظه بصمت ... لم تجبها بل تطلعت لها بهدوء لتنهض من مكانها
تقول بهدوء شديد أثار عجب أم صفوان
" لا أشعر بالجوع ... سأصنع بعض القهوة ..."
ثم اتجهت للداخل .... تتحكم في دموعها بقوة ... فليست هي من تبكي أمام أحد
هي شقيقة الرجال ... ابنة الحاج راشد الراوي لن تفعلها ...!
الا أنها ورغم اعتزازها بعائلتها .... تلك الغصة موجعه
غصة من اعتاد الدلال وبعدها صفع بالقسوة الصامتة ....!
زفرت بتعب لتعد القهوة بالفعل علّها تخفف وجع الرأس فلن تستطع تحمل وجع
القلب والرأس معا ..
أنت تقرأ
سلسلة قلوب شائكة/ الجزء الثاني ( نيران الجوى )
Romanceتم نقلها من منتدى روايتي الثقافية للكاتبة المتميزة HAdeer Mansour