20

22.5K 632 12
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءه تلهيك عن الصلاه
الفصل العشرون
_____________________________________
كان محمود ملقى أرضا متسع العينين ينظر لسيارته بذهول والنيران تشتعل بداخلها وآفاق على صراخ الموظفين فنهض مسرعا وركض بأتجاهها وهو يصرخ بأسم رغده ولكن تمكن بعض الموظفين من الوقوف حائلا بينه وبين الوصول للسياره بينما كان كل ما يفعله هو الصراخ بأسمها فقد كان يشعر أن جسده يقف فى هذا المكان ولكن روحه بداخل  السياره المحترقه ….لا يعلم محمود كيف مر عليه الوقت ليجد نفسه يجلس على دراجات مدخل الشركه وبجواره ادم الذى يحاول أن يخرجه مما هو فيه عندما تقدم منهم محمد الذى حضر إلى الموقع فى الحال  ما أن هاتفه ادم
محمد: بحزن: البقاء لله ..الطبيب الشرعى بيقول أن العربيه كان راجل فى الكرسى اللى ادام ودا طبعا السواق ...صمت محمد قليلا ثم قال بتردد..وبنت فى الكرسى اللى ورا ودى طبعا مدام رغده
احنا ادم رأسه حزنا على ابنة خالته وما حدث معها بينما استقرت عينيه على محمود الذى مازالت عينيه معلقه على حطام السياره وينظر إليها بتركيز وكأن بأمكانه أن يعيد الوقت إلى الوراء حتى يغير كل شىء
ادم: بخفوت: شكرا يا محمد...لو سمحت خلص كل الإجراءات علشان الدفنه
محمد: اكيد طبعا بعد اذنكم
تحرك محمد مبتعدا عنهم بينما جلس ادم بجوار محمود مره اخرى وقال بهدوء
ادم: محمود ...القعده دلوقتى كدا ملهاش لازمه يلا بينا نروح الفيلا
لم يجيبه محمود وظل ينظر إلى السياره صامتا فتنهد ادم بحزن على حال شقيقه
_____________________________________
فى المشفى
كان أحمد يجلس بجوار نورهان التى تستند برأسها على كتفه وتغمض عينيها ...كان أحمد يدور بعينيه فى ما حوله وهو يشعر بالقلق بسبب إصرار الطبيبه على إجراء بعض التحاليل والأشعة قبل أن تخبرهم بما تعانيه نورهان وها هما الان ينتظرون موعدهم مع الطبيبه حتى تخبرهم بما بها ..خرج من شروده على اقتراب الممرضه منهم وهى تخبرهم بأن يدلفوا إلى داخل الغرفه وبالفعل ما هى إلا لحظات وكان الاثنان يجلسون امام الطبيبه التى كانت تنظر الى الاشعه التى أمامها بتركيز شديد
احمد: بقلق: طمنينى يا دكتوره لو سمحتى مراتى مالها
الطبيبه: بهدوء:بصراحه نتيجة التحاليل  بتقول أن مدام نورهان للأسف عندها لوكيميا
اخذ احمد ينظر الطبيبه بذهول ثم نظر مسرعا الى نورهان التى كانت دموعها تنهمر على وجهها وهى تنظر الى الطبيبه بصدمه فقال مسرعا
احمد:بهلع: لوكيما ازاى …. انا مستعد أخدها واسافر اى مكان ممكن تتعالج فيه وميهمنيش الفلوس ابدا
الطبيبه: اكيد طبعا انا عارفه دا كويس  بس لازم نعمل شوية تحاليل تانيه علشان نعرف المرض فى اى مرحله
احمد: تمام ...نروح نعمل التحاليل دى فين بالظبط
الطبيبه: انا هكتبلك على التحاليل الضروريه والمكان اللى انصح حضرتك بيه
احمد: تمام ماشى ..أن شاء الله كله هيبقى تمام
الطبيبه: أن شاء الله
نظر احمد بحزن الى نورهان التى تجلس بجانبه ودموعها تغرق وجنتيها فأحتضنها الى صدره وهو يشعر بالخوف بسبب ما أخبرته به الطبيبه
_____________________________________
كان الحزن يعم الفيلا منذ أن  أخبر ادم الجميع ما حدث وكانت جنه تحتضن فاطمه التى تبكى بشده الى صدرها وتشاركها البكاء
فؤاد: بحزن: ومحمود فين دلوقتى يا بنى
ادم: بحزن: فى اوضته فوق ...من وقت ما رجعنا وهو قافل  باب الاوضه على نفسه ومش راضى يفتح لأى حد
فاطمه: ببكاء: لا حول ولا قوه الا بالله...الله يرحمك يا بنتى ...الله يرحمك يا رغده
ادم: الله يرحمها ...بس لازم نعرف مين اللى ليه مصلحه أنه يفجر العربيه ...لازم نعرف مين ممكن يعمل كدا
فؤاد:احنا طول عمرنا ما كان لينا أعداء ..ايه بس  اللى حصل
ادم: مش عارف ...انا اتفاجأت بردوا لما محمد قال إن العربيه انفجرت  بقنبله
ارتفعت وتيرة بكاء فاطمه وجنه فأتجه إليهم ادم وعينيه مليئه بالدموع واحتضنهم معا
_____________________________________
فى فيلا عزيز
كان حمزه يجلس فى الشرفه الخاصه به عندما رأى روزا التى تتجه إلى خارج الفيلا وهى ترتدى بذله جلديه سوداء وما أن وصلت إلى بوابة الفيلا حتى استقلت دراجه ناريه كانت متوقفة أمام بوابة الفيلا وانطلقت بها فأخذ يفكر فى تلك الفتاه التى هى عباره عن مجموعه محيره من الأسرار فالغموض يحيط بها من كل جانب فكل ما استطاع أن يصل إليه هو أنها تعمل مع عزيز منذ اكثر من عامين لذلك يثق بها عزيز بشده ...تنهد حمزه بقلق فقد تحدد موعد الصفقه وسيتم الهجوم على الميناء وقت تسليم الصفقه فما الذى ستفعله روزا أثناء الهجوم وهل سيستطيع أن يطلق عليها النيران اذا حدثت بينهم معركه ناريه ...تنهد حمزه بتفكير فما الذى أوقعه فى ذلك الشرك
_____________________________________
فى شقة يوسف
كانت سوف تجلس على فراشها وتقوم باللهو فى هاتفها المحمول عندما اتسعت عينيها وهى تقرأ أحد الاخبار التى وقعت أمام عينيها لتنهض بفزع واتجه ركضا الى غرفة يوسف وما أن دلفت بالداخل حتى تحدثت معه ببكاء
شوق: يوسف ...الحق يا يوسف
يوسف:وهو يقف لعبه: مالك يا شوق انتى كويسه
رفعت شوق هاتفها امام عينيه وقالت
شوق: فى خبر بيقول أن عربية محمود صاحبك انفجرت ادام الشركه بتاعته ورغده كانت جواها
نظر يوسف بذهول الى شوق ثم اختطف الهاتف من كفها لينظر إليه بذهول وهو يقرأ ما قد قصته عليه شوق سابقا لتتسع عينه فزعا وتجهم وجهه حزنا وهو يقول
يوسف: لا حول ولا قوه الا بالله….الله يرحمك يا رغده ..الله يرحمك
شوق: ببكاء: انا مش مصدقه ..دى لسه مكلمانى النهارده الصبح
يوسف: لا حول ولا قوه الا بالله...انا لازم اروح لمحمود اكيد زمانه متدمر دلوقتى
شوق:ببكاء: اكيد ...يا حبيبتي يا رغده ...الله يرحمك
_____________________________________
كان محمود يجلس على الفراش وهو ينظر امامه بشرود ويفكر فى حياته سابقا وكيف كانت معاملته دائما جافه مع كل النساء الذين مروا فى حياته حتى رغده ..تنهد محمود بحزن واغمض عينيه وهو يتذكر رغده وهى تتحرك فى الغرفه وخلخالها يصدر صوته المميز الذى كان بمثابة قطرات المياه العذبه فى الصحراء الجرداء ..تذكر ابتسامتها لوالدته ونظرتها الحزينه إليه ..فتح محمود عينيه ففرت دمعه حبيسه فى عينيه وهو يراها امامه فهب واقفا واتجه اليها مسرعا واحتضنها وهو يقول
محمود:بلهفه: رغده ..حبيبتى انتى كويسه ...انتى كويسه يا عمرى ...انا بحبك يا رغده ...بحبك من اول ما شوفتك وانتى بلبس التدريب ..بس كنت غبى وافتكرت أن الحب ضعف ...بس هعوضك عن كل اللى حصل ..انا هعوضك يا قلبى ...رغده انا ….
توقف محمود عن الحديث وسقطت ذراعيه بجانبه عندما لاحظ أنه يحتضن السراب ويتحدث الى نفسه فتهالك أرضا ودموعه تنهمر على وجهه بكثره وهو يقول
محمود: ارجعيلى يا رغده ...ارجعيلى انا بحبك ...ارجعيلى …
...عندما ابتعدتى عن حياتى اصبح كل ما حولى مؤلم
الحياه مؤلمه ...التنفس مؤلم ...التفكير مؤلم ...البكاء مؤلم ...الصمت مؤلم ..حتى الهواء أصبح مؤلماً ….بدونك حياتى مؤلمه ….بدونك ألم …
_____________________________________

الجزء الثاني من (سلسله ارواح عاشقه)   بدونك الم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن