بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءه تلهيك عن الصلاه
الفصل الواحد والعشرون
_____________________________________
فى غرفة محمود
كان محمود يجلس على فراشه وعينيه لا تفارق التى كانت تحتضن رغده كل ليله منذ ليلة زفافهم التعيسه..نهض محمود بتثاقل واتجه ببطء إلى الأريكة وجلس عليها ثم تمدد برفق وما أن لمست رأسه الخدديه الخاصه برغده حتى انهمرت الدموع من عينيه وهو يشم رائحتها التى مازالت عالقه على الخدديه..اغمض محمود عينيه واخذ يسترجع ملامح رغده وهى تتحدث أو تأكل أو تنظر إليه بتحدى واخذ يتذكر تهديداتها له وردوده البارده دائما على كل ما تقول ..خرج محمود من شروده على صوت دقات الباب فأعتدل فى جلسته وقال
محمود: اتفضل ..
فتح باب الغرفه ودلف يوسف الى الداخل ويبدوا على وجهه الحزن الشديد وما أن رأه محمود حتى هب واقفا واتجه إليه شبه راكضا والقى بجسده فى أحضان يوسف وانفجر فى نوبة بكاء بصوت مرتفع...شعر يوسف بالذهول بسبب الحاله التى وجد عليها محمودفأغلق الباب مسرعا حتى لا يراه من بالفيلا على تلك الحاله واخد يربت على ظهره ويحاول مواساته
يوسف: استهدى بالله يا محمود متعملش فى نفسك كدا ....اترحم عليها احسن من كل اللى انت بتعمله ده ...دى دلوقتى بين ايدين ربنا
محمود: ببكاء: انا مش مصدق انى خلاص مش هشوفها تانى ...مش مصدق اللى حصل ...
يوسف: بحزن:البقاء لله يا محمود ...قول ربنا يرحمها ...واقرأ ليها الفاتحه
ابتعد محمود قليلا عن يوسف وتمتم بخفوت وهو يجفف عينيه
محمود: الله يرحمها ....بس انت عرفت ازاى
يوسف: الخبر منشور على النت ...البقاء لله يا محمود
محمود:ونعم بالله ...صمت محمود قليلا ثم قال ...هو انا ليه كدا
يوسف: بتسأل: كدا ازاى ..قصدك ايه
محمود: بشهقة بكاء: ليه قاسى كدا ...انا مش ذيك ليه ...ليه عمرى ما فكرت انى احب واتجوز...ليه طول عمرى لاغى الفكره دى من دماغى ...فاكر انى كدا صح ...بس انا كنت مجرد واحد جبان خايف من تجربه جديده ممكن تغير حياتى كلها ...ثم نظر حوله بهذيان وهو يقول...ليه مش بنحس بقيمة الحاجه اللى فى ايدينا غير لما تروح ...ليه
يوسف:بعدم فهم: محمود انا مش فاهم حاجه
نظر له محمود قليلا ثم قال
محمود: ليه مسبتكش تتجوزها يا يوسف ...ليه وقفت فى طريقكم واتجوزتها انا ...ثم قال ببكاء...عارف ليه لانى بحبها ...بحبها من اول مره شوفتها فيها ...بحبها وبنكر مشاعرى ناحيتها ...علشان جبان ...حتى يوم فرحنا بدل ما اعترف ليها بالحب ده ...قولتلها على اللى حصل بينى وبين امى ..وانى اتجوزنا بس علشان رضا امى ...ايه اللى خلانى اجرحها اوى كدا ...ليه مقولتلهاش انى بحبها
اخذ يوسف ينظر لمحمود بخوف شديد فقد كان يبدوا عليه أنه يهذى فأقترب منه ببطء وقبل أن يلمس كتفه سقط محمود ارضا فاقداً للوعى
_____________________________________
فى فيلا احمد
منذ أن عاد احمد ونورهان من الخارج ونورهان تجلس على الفراش وتبكى بحرقه ..نظر احمد اليها وتنهد بحزن ثم وقف واتجه اليها وجلس بجوارها على الفراش واحتضنها الى صدره وهو يقول
احمد: كفايه عياط بقى يا حبيبتي...دا قضاء ربنا
نورهان: انا مش عارفه ليه بيحصل ليا كدا ...ليه انا دائما فرحتى مش كامله
احمد: متقوليش كدا ...أن شاء الله خير وربنا مش بيكتب لحد حاجه وحشه
نورهان: ببكاء: انا عندى لوكيما يا احمد ...انا عندى سرطان يعنى بموت
احمد: مقاطعا: لا علشان خاطرى متقوليش كدا ...انتى هتتعالجى وهتبقى كويسه صدقينى
اخذت نورهان تبكى والقت بجسدها بين احضان احمد فضمها اليه اكتر وهو يحاول تهدئتها ويفكر كيف يخبرها بما علمه من ادم للتو ...كيف سيخبرها بوفاة رغده
_____________________________________
فى اليوم التالى
فى المشفى
كان يوسف يجلس بجوار فراش محمود عندما دلف ادم الى الغرفه وهو يقول
ادم: هو عامل ايه دلوقتى
يوسف: ذى ما هو لسه مافقش من امبارح هو الدكتور قال هيفوق امتى
ادم: مفروض يفوق دلوقتى بس الدكتور بيقول النوم بالنسبه ليه راحه علشان انهيار الأعصاب اللى عنده
يوسف: لا حول ولا قوه الا بالله...انتوا معرفتوش مين اللى عمل كدا فى العربيه
ادم: للأسف لا ...محمد بيقول انها كانت قنبله بس لسه ميعرفوش مين اللى حطها
يوسف: ربنا يأذى المؤذى محمود عمره ما اذى حد ...ورغده الله يرحمها كانت انسانه طيبه اوى متستحقش اللى حصل ليها ده
ادم: الله يرحمها ...انا لغاية دلوقتى مش مصدق اللى حصل ..وخايف على محمود اوى ...انا مكنتش اتوقع انه يكون بيحبها اوى كدا
يوسف: بتنهيده: للأسف اللى فهمته من كلام محمود ان رغده الله يرحمها كمان مكنتش تعرف انه بيحبها لأنه مقلهاش ودا اللى معذبه اكتر
ادم: لا حول ولا قوه الا بالله...ربنا يقويه على اللى جاى ...انا هروح بقى اشوف إجراءات الدفنه بتاعت رغده خلصت ولا لسه
يوسف: تمام ماشى وانا هستنى هنا معاه ...ومتقلقش لو حصل اى جديد هكلمك
_____________________________________
فى الشركه
كانت حاله من الحزن تطغى على كل العاملين بالشركه فقد كان الجميع يكنون مشاعر الحب والاحترام لرغده فقد كانت بالنسبه لهم كالشقيقه الصغرى ....كان فؤاد يجلس فى مكتبه يتلقى التعازى من الموظفين عندما اقتربت منه شيرين التى كانت تتصنع البكاء وجلست بجواره وهى تقول
شيرين: البقاء لله يا فؤاد بيه
فؤاد: ونعم بالله
شيرين: امال محمود بيه فين علشان نعزيه
فؤاد: بحزن: فى المستشفى يا بنتى علشان تعبان شويه ادعيله ربنا يصبره
شيرين: ربنا يصبره يارب ...ويرحمك يا رغده يا حبيبتي
فؤاد: بحزن: يارب يا بنتى
شيرين: يارب ...انا هروح على مكتبى بقى ولو حضرتك احتجت اى حاجه كلمنى وانا اجى لحضرتك على طول
فؤاد:ماشى يا بنتى اتفضلى
وقفت شيرين واتجهت إلى خارج الغرفه بينما تتصنع البكاء الزائف وما أن دلفت الى داخل غرفة المكتب الذى تعمل به حتى ابتسمت بتشفى وهى تقول
شيرين: انا كنت عايزه انتقم منك يا محمود علشان فضلت عليا واحده ذى رغده دى ..أما دلوقتى بقى انا عارفه هعمل ايه علشان اخليك تحبنى وتتجوزنى وانسيك رغده دى واللى حصلها
ابتسمت شيرين بشر بينما لمعت عينيها بتصميم
_____________________________________
فى فيلا فؤاد
كانت نورهان تحتضن جنه و تبكى فمنذ ان علمت ما حدث لرغده وهى لا تكف عن البكاء ...نظر احمد بحزن الى شقيقته وزوجته وجلس أمامهم وهو يقول
احمد: مينفعش اللى انتوا بتعملوه ده ...لازم تطلبوا ليها الرحمه ....البكى على الميت بيعذبه
نورهان: انا مش مصدقه أن رغده ماتت...يعنى خلاص مش هشوفها تانى
جنه: ببكاء: وانا كمان مش مصدقه ...انا مش عارفه ايه اللى بيحصل لينا ده رغده تموت ومحمود يدخل المستشفى عنده انهيار عصبى
احمد: وحدى الله يا جنه كل اللى بيحصل ده قضاء وقدر
جنه: لا اله الا الله ...انا بس صعبانه عليا رغده اوى دى لسه فى أول حياتها ليه تموت بالطريقه دى
احمد: متقوليش كدا ....لكل أجل كتاب ومحدش فينا عارف الدقيقه اللى جايه مخبياله ايه
نورهان: ببكاء: ربنا يرحمك يا رغده ...ربنا يرحمك يا حبيبتي
احتضن احمد نورهان الى صدره فتشبثت بقميصه وازدادت وتيرة بكائها فضمها اكثر الى صدره وهو يحاول التخفيف عنها
_____________________________________
كانت هويدا تجلس فى غرفتها وتقوم بمساعدة بعض الأخبار على شبكة التواصل الاجتماعى فى الهاتف الخاص بها عندما وقعت عينيها على الخبر الذى يروى ما حدث أمام شركة فؤاد مهران ومصرع زوجة ابنه فهبطت من فراشها مسرعه واتجهت ركضا الى الغرفه المجاوره لها ودلفتها لتوقظ الفتاه النائمه بهدوء على الفراش وهى تقول
هويدا: رغده ...رغده ... قومى يا رغده شوفى الخبر ده
اعتدلت رغده على الفراش ثم قالت بنعاس
رغده: صباح الخير...خبر ايه على الصبح كدا
هويدا: بصى كدا....
أعطت هويدا الهاتف الى رغده التى نظرت الى الهاتف للحظات وامتلئت عينيها بالدموع واخذت بالهبوط على وجنتها وهى تقول
رغده: لا حول ولا قوه الا بالله....إنا لله وإنا إليه راجعون ....
هويدا: انا مش فاهمه حاجه...مين البنت اللى لقوها فى العربيه دى وليه بيقولوا انها انتى
رغده: بدموع ....انا هحكيلك كل اللى حصل امبارح
_____________________________________
أنت تقرأ
الجزء الثاني من (سلسله ارواح عاشقه) بدونك الم
Romanceمحمود الدميري ...... عدو المرأه ...... ذراع ادم اليمين ...... قاهر النساء ...... ماذا سيفعل عندما يجد نفسه وقع في الفخ الذي نصبته له الظروف. جميع الحقوق والملكيه للكاتبه / انجي عصام