بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءه تلهيك عن الصلاه
الفصل الثانى والعشرون
_____________________________________
كانت هويدا تنظر لرغده بتركيز بينما تقوم رغده باخبارها ما حدث وتقول
رغده : انا امبارح بعد ما شديت انا ومحمود بالكلام مع بعض كان لازم انزل استناه فى العربيه وانا فى الاسانسير حسيت انى مخنوقه ومش هقدر اقعد معاه اكتر من كدا سلمت الورق والحاجات اللى معايا لبنت اسمها صبا لسه شغاله معانا جديد فى الشركه وقولتلها انها تروح مع محمود علشان كدا ركبت العربيه بدالى وانا جيت على هنا على طول ...ثم قالت ببكاء...لا حول ولا قوه الا بالله...انا السبب فى موتها ...كان المفروض انا اللى جوه العربيه
احتضنتها هويدا وهى تقول
هويدا: متقوليش كدا يا رغده دا نصيبها يا حبيبتي...وانتى مكنتيش تعرفى اللى حصل
رغده: ببكاء: لا حول ولا قوه الا بالله...ربنا يرحمك يا صبا ...ربنا يرحمك
هويدا: وهى تربت على ظهرها: بس كدا اكيد الجماعه فاكرين أن انتى اللى موتى لازم تكلميهم وتطمنيهم
رغده: وهى تجفف دموعها: لا يا هويدا مش يمكن كدا احسن ..مش يمكن لما يفضلوا فاكرين انى ميته يبقى احسن ليا انا
جلست هويدا بجوار رغده وهى تقول
هويدا: لا طبعا يا رغده مينفعش تعملى كدا ...اولا لان زمانهم كلهم زعلانين علشان اللى حصل ليكى وكمان انتى حكيتيلى أن خالتك عندها القلب ممكن بعد الشر يحصلها حاجه وغير كدا البنت اللى ماتت مكانك دى الله يرحمها لازم اهلها يعرفوا ايه اللى حصلها لأنهم زمانهم قلقانين عليها لانها مرجعتش
نظرت رغده أمامها بتفكير وهى تتذكر صبا التى كانت تراها دائما أثناء دخولها أو خروجها من الشركه ..تنهدت رغده بحزن وهى تشعر انها السبب فى مقتل تلك الفتاه الصغيره البريئه .هبطت دمعه من عينيها محتها سريعا وهى تفكر فيما ستفعل …..بينما اخذت هويدا تنظر اليها وهى تفكر فى ما حدث لصديقتها التى كانت الابتسامه لا تفارق شفتيها أصبحت الآن الدموع لاتفارق عينيها
_____________________________________
فى غرفة حمزه
كانت فاطمه تجلس فى الغرفه بجوار النافذه وكانت تبكى بسبب ما حدث لرغده عندما دلف فؤاد الى داخل الغرفه وجلس أمامها وهو يقول
فؤاد: هتفضلى قاعده هنا يا فاطمه مش هترجعى اوضتك بقى
نظرت فاطمه بعيدا عن فؤاد وهى تتنهد بحزن وتقول
فاطمه: مبقتش اوضتى خلاص ...الكذبه اللى كنت أنا وانت عايشين فيها خلاص خلصت
فؤاد: بهدوء: كذبة ايه يا فاطمه ما انا حكيتلك على كل حاجه ...وكمان انتى مراتى وام عيالى يعنى مهما حصل مقدرش ابعد عنك
فاطمه: بدموع: اللى انكسر جوايا يا فؤاد مستحيل أنه يتصلح مهما حصل ..ولولا كلام الناس انا كنت طلبت منك الطلاق والحاجه اللى مخليانى لسه قاعده فى بيتك لغاية دلوقتى هما عيالى ..غير كدا لا
فؤاد: وهو يقف: يعنى ايه الكلام ده يا فاطمه تقصدى ايه
فاطمه: وهى تنظر إليه: يعنى ذى ما قدرت تكدب عليا عشرين سنه تقدر تتجاهلنى اللى فاضل لينا من العمر مع بعض ...كأنى مش موجوده فى الفيلا خالص
فؤاد: افهم من كدا أن ده اخر كلام عندك
فاطمه: ايوه يا فؤاد ...اخر كلام عندى
نظر فؤاد قليلا لفاطمه ثم اتجه إلى خارج الغرفه وهو لا يعلم هل يشعر بالغضب بسبب ما قالته ام يشعر بالحزن لأنه قد خسرها الى الابد
_____________________________________
فى المشفى
كان يوسف مازال يجلس بجوار فراش محمود الذى يجلس على الفراش وهو ينظر امامه بشرود فمنذ ان آفاق من غفوته لم يتحدث بكلمه واحده بل ركز بصره امامه وصمت ...تنهد يوسف فلم يكن يجد اى كلمات بأمكانها أن تخفف عن محمود ما حدث ولم يكن يعلم هل يخفف عن محمود ما حدث ام يغضب بسبب ما فعله معه ومع رغده فقد فهم من حديثه بالامس قبل أن يغشى عليه أنه لم يخبر رغده بطلبه بل فضل أن يأخذها لنفسه ...نهر يوسف نفسه على التفكير بهذه الطريقه فرغده مهما حدث أصبحت زوجة رجل يحبه كأخيه والان هى بين يدى الله لا يجب أن يفكر بها بتلك الطريقه ابدا ...تنهد يوسف ونظر إلى محمود فوجده قد هبط من الفراش واخذ يرتدى ملابسه فوقف مسرعا واتجه إليه وهو يقول
يوسف: فيه ايه يا محمود رايح فين انت تعبان
محمود: وهو يكمل ارتداء ملابسه: رايح اشوف رغده ...لازم اشوفها
يوسف: بحزن: تشوف ايه يا محمود ...مفيش حاجه تشوفها
نظر له محمود وهو يتذكر السياره المحترقه واخذ يتخيل جسد رغده المتفحم الذى اكلته النيران فأنهمرت الدموع من عينيه وهو يقول بصوت خفيض
محمود: لازم اشوفها قبل الدفن ...لازم اشوفها
يوسف: حرام اللى بتعمله فى نفسك ده يا محمود ادعيلها بالرحمه دى الحاجه الوحيده اللى تقدر تعملها دلوقتى
تهالك محمود جالساً على المقعد الموجود خلفه ولم يتمالك نفسه واخذ يبكى بصوت مرتفع فجلس يوسف بجواره واخذ يربت على كتفه محاولا مواساته
_____________________________________
فى المساء
فى غرفة جنه
كانت جنه تجلس على الفراش وتضع كفيها على بطنها وتبكى بينما تجلس نورهان بجوارها تبكى على حالها وما حدث لرغده عندما رن هاتفها المحمول فوجدت أن المتصل رقم غريب فتنهدت بملل وأجابت الاتصال
نورهان: الو ...ايوه مين معايا
المتصل: ازيك يا نورهان ...انا رغده
نظرت نورهان بذهول لجنه ثم ابعدت الهاتف عن اذنها ونظرت له بذهول ثم فتحت الميكروفون الخاص بالهاتف حتى تستمع جنه معها إلى المكالمه وقالت
نورهان: رغده ...انتى بجد رغده ...بس ازاى والعربيه ومحمود
رغده: بهدوء: انا مكنتش فى العربيه اللى كانت فى العربيه للأسف هى صبا دى بنت شغاله معانا فى الشركه
جنه :بذهول: طيب مدام انتى عايشه مرجعتش الفيلا ليه...انتى فين اصلا
رغده: مش مهم انا فين ...المهم تعرفوا اهل صبا باللى حصل وانتوا تعرفوا انى كويسه ومحصليش حاجه
نورهان: بتساؤل: يعنى ايه مش مهم انتى فين ...انتى مش هترحعى الفيلا ولا ايه دا محمود …
رغده: مقاطعه: لا مش هرجع...انا لازم اقفل دلوقتى مع السلامه
اغلقت رغده الهاتف دون أن تستمع لاجأبة أياً منهما بينما نظرت كلا ًمن نورهان وجنه بذهول لبعضهم بعضا ثم نهضت نورهان مسرعه تركض الى فاطمه لتخبرها بما علمت بينما هاتفت جنه ادم لتخبره هى الأخرى
_____________________________________
فى المشفى
دلف ادم الى الغرفه بينما ابتسامته تملىء وجهه فنظر إليه يوسف بذهول وهو يقول
يوسف:فيه ايه يا ادم مالك مبسوط كدا ليه
ادم: رغده عايشه ...رغده عايشه يا محمود
هب محمود واقفا واتجه مسرعا الى ادم وقال له
محمود: بذهول:انت بتقول ايه ...ازاى عايشه
ادم: جنه كلمتنى من شويه وقالتلى انها كلمتهم وقالت …...وقص عليهم كل شىء
تغيرت ملامح محمود من الحزن الشديد الى السعاده ثم إلى الصدمه البالغه بسبب عدم معرفة مكان رغده
محمود:يعنى ايه مقالتش هى فين هو لعب عيال ولا ايه
يوسف: مهدءاً: اهدى يا محمود المهم دلوقتى اننا عرفنا انها عايشه ...لازم نكلم اهل البنت التانيه ونبلغهم باللى حصل
ادم: والله انا شايف أن يوسف عنده حق والمهم عندنا أن رغده عايشه وكدا كدا هنعرف هيا فين مش معقول يعنى هتفضل مختفيه
حرك محمود رأسه موافقا وهو يشعر أن قلبه يكاد ينفجر من السعاده فرغده مازالت على قيد الحياه ….محبوبته مازالت على قيد الحياه
_____________________________________
فى شقة هويدا
كانت هويدا تجلس بجوار رغده التى تبكى بحرقه منذ أن اغلقت الهاتف مع نورهان وجنه وكانت تنظر إليها بشفقه وتحدثت بهدوء وقالت
هويدا: انا مش عارفه انتى مقولتليش ليه انك عندى
رغده: انا عملت اللى يرضى ضميري وعرفتهم انى عايشه ..وان اللى ماتت هى صبا الله يرحمها
هويدا: طيب وجوزك
رغده: انا عملت اللى كان مفروض اعمله من يوم الفرح انا ومحمود مننفعش لبعض لأنه عمره ما هيحبنى وانا عمرى ما هقبل بأقل من كدا
هويدا: يعنى هتفضلى على طول كدا مش هترجعيله
رغده: بأحراج: انا عارفه أن جوزك مفروض يرجع اخر الاسبوع بس انا هفضل هنا يومين بس وهمشى قبل ما يرجع أن شاء الله
هويدا: بحنق: ايه الهبل اللى انتى بتقوليه ده ...انتى اختى يا عبيطه ولو الارض مشالتكيش ...اشيلك فوق رأسى ..وبطلى هبل ومتقولش الكلام ده تانى ..انتى اختى فاهمه ولا لا
ابتسمت رغده من بين دموعها واحتضنت هويدا وهى تقول
رغده: فاهمه ...علشان كدا اول ما احتجت ابعد جيت عليكى على طول
نظرت لها هويدا بأبتسامه وحاولت تغيير الموضوع وقالت
هويدا: كفايه دموع بقى ويلا بينا نحضر العشاء انا هموت من الجوع
رغده: بأبتسامه: يلا بينا
تحركت رغده حلف هويدا واتجهت معها إلى المطبخ وهى تفكر هل ما تفعله هو الصواب ام لا
_____________________________________
أنت تقرأ
الجزء الثاني من (سلسله ارواح عاشقه) بدونك الم
Romanceمحمود الدميري ...... عدو المرأه ...... ذراع ادم اليمين ...... قاهر النساء ...... ماذا سيفعل عندما يجد نفسه وقع في الفخ الذي نصبته له الظروف. جميع الحقوق والملكيه للكاتبه / انجي عصام