الحلقة الثانية و الثلاثون

763 25 1
                                    

#ورقة_جوكر٣٢
#الحلقة_الثانية_والثلاثون
"يعني ايه كسر يعني يا دكتور ما تفهمنا عشان مش فاهمين!"
قالها كريم وهو يوجه كلامه للطبيب..كان كريم في أشد خوفه علي سالي إذا حدث إليها مكروه..
-يعني العمود الفقري حصله كسر و للأسف الكسر ده أدي لشلل في الرجلين.
توجه خالد إليه وهو يقول بصوت مرتفع و مخنوق..
-انت بتقول ايه ازاي يعني دي وقعة صغيرة يحصلها كده!
-انا اسف بس ده اللي حصل واحنا دلوقت نقلناها غرفة تانية و كمان اديناها منوم عشان الالم.
لم تستطيع ليلي استماع هذا الخبر والوقوف صامدة حتي انها سقطت علي الأرض وهي تبكي وتقول..
-انا السبب انا اللي عملت فيها كده انا السبب.
ظل كريم واقف في مكانه غير مستوعب الذي يحدث معه ومع سالي..لكنه شعر بنار خوف عليها حتي انه بدأ بمسح دموعه ثم جلس علي ركبتيه وهو يتكلم مع ليلي ويقول..
-اهدي يا ليلي اهدي عشان حتي ماما.
ظلت ليلي تبكي في حضن كريم بشدة و هي متشبثة به و تقول..
-انا لو مكنتش نرفزتها مكنش حصل كده.
-مش يمكن لو مكنتيش نرفزتيها كان حصل اوحش من كده؟ ممكن نهدي ونمسك اعصابنا عشان لما ماما تفوق متتعبش اكتر؟
ظل خالد واضع كفيه علي وجهه وهو يبكي بشدة ويقول في نفسه..
" يارتني كنت انا..يارب حرام كده والله انا تعبت مش قادر علي كل ده لوحدي! يارب"
ظل خالد يبكي و ليلي ايضا و كريم متماسك ويمسح دموعه التي تسقط منه بسرعه شديدة..لكنه ظل يبكي بداخله وهو يقول..
"مش قادر اصدق!! ازاي حد يبقي بكل الجبروت يحصله كده فجأة.. يارب يكون كلام الدكتور ده مش حقيقي و سالي تقوم تاني وتمشي علي رجليها!"
هناك لحظه حب..لا تظهر إلا في وقت الشده..لا يمكن إظهارها إلا في الاوقات العصيبه..دائما يكون بين الأشقاء الصراع و النزاع لكن لا يظهر الأصل و الحب إلا في هذه الأوقات..
                                   ***
دخلت يسرا غرفتها وهي تبكي بشدة ثم سقطت علي فراشها و بكت أكثر لا تعلم لماذا تشعر انها رخيصة لأنها سمحت لكريم بإحتضانها اكثر من مرة..لا تفهم لماذا هبة تنظر إليه هذه النظرة الحقيرة..انها تراه فارس احلامها..و هبه تراه حرامي عاطفي لا أكثر..
دخلت هبة الغرفة لتجد يسرا غارقة في دموعها ومازالت مرتدية ملابسها..أغلقت الباب ثم جلست علي الفراش بجانبها وهي تقول..
-زعلانة مني؟
صمتت يسرا ولم تتحدث لكنها بدأت في الحديث وهي تقول..
-زعلانة من نفسي.
-طب ليه زعلانة من نفسك.
انفجرت يسرا في البكاء ثم دخلت في حضن هبة وهي تقول..
-انا لو محترمة مكنتش خليته حضني كذا مره.
-وانتي لو محترمة مكنتيش هتعملي صداقات مع الولاد.
-ايوه بس انا بعتبرهم اخواتي و..
-طب مش انتي بردو كنتي معتبرة كريم ده اخوكي؟
-ايوه بس غصب عني حبيته.
تركت يسرا حضن هبه وهي تمسح دموعها..وقفت هبة امام مرآة يسرا وهي تقول..
-شايفة المراية دي يا يسرا؟
-اكيد.
-طب شايفة فيها ايه؟
-شايفة فيها كل حاجة في الاوضة.
-هي اه فيها كل حاجه في الأوضة لكن دي مش حقيقة..يعني انا لو مسكت حاجة و خبطت المراية ايه اللي هيحصل؟
-المراية هتتكسر.
-هو ده اللي انتي فيه انتي وكريم..المراية مفيهاش كل حاجه زي ما احنا متخيلين هي مجرد صورة ..والصورة دي بتتغير مع اختلاف الاماكن.
-قصدك ايه يا هبة؟
-قصدي ان كريم ده كده..انتي شايفة ان كريم مرايتك عشان بيبدلك نفس الأحساس لكن الحقيقة لا..كريم بيبادل أي واحدة نفس الاحساس اللي هي بتحسه..بيتلون علي كل لون بنت..زي بالظبط الحرباية.
-لا يا هبة انتي فاهمة كريم غلط.
-ممكت اكون فهماه غلط..بس اللي بيحب حد يا يسرا بيخاف عليه حتي من نفسه و الكلام مش بفلوس.
-يعني ايه؟
-يعني انا ممكن اجبلك واحد حلو وامور وغني يجي يقولك انه بيحبك و محبش حد غيرك وكل الكلام ده..وهو ولا هيعمل أي حاجه من الحاجات دي.
-قصدك ان كريم ممكن يكون بيضحك عليا؟
-كله هيبان بس مش دلوقتي.
-طب هو انتي مش بتحبي طاهر يا هبة؟
-لا طبعا بحبه ليه بتقولي كده ؟
-يعني اشمعني انتي تحبي وانا محبش؟
-لأني انا حاجة وانتي حاجة..انا حبيت طاهر لما جيه اتقدملي.
-يعني مكونتيش بتحبيه قبلها؟
-بصي..انا مش هنكر اني كنت بدأت اعجب بيه من قبل ما يجي يتقدملي بس كنت بشيل الاحساس ده عشان متصدمش في الاخر.
-وكنتي بتشليه ازاي؟
-بالدعاء و القرآن بردو..انا بخاف اوي اوي من ربنا..بخاف يزعل مني فيبهدلي حياتي..فكري يا يسرا في الكلام اللي قولته..والقرار يرجعلك.
                                *****
لم تستطيع يارا بسبب كلمات هشام الرنانة في أذنها..حتي هذه الغنوة التي غناها لها..أصبحت من أجمل الأغنيات والألحان لقلب يارا..ظلت تفكر في مستقبلها و في حياتها مع هشام.. وايضا تفكر بانها سترحل و تترك والديها..تذكرت مداعبة والدتها لها وامثالها الشعبية التي تحب ان تقولها وايضا تذكرت حنان والدها عليها لكن ايضا لم تنسي انها تريد ان تستقل مع هشام ..ظلت مستيقظة حتي ميعاد عملها..دخلت المرحاض و بدأت بالاستحمام ثم خرجت وارتدت ملابسها وهي في أشد نشاطها..وجدت رسالة علي هاتفها من هشام تقول..
"متتأخريش مستنينك علي الغدا"
ابتسمت يارا ثم صففت خصلات شعرها وارتدت حجابها ثم نزلت للسيارة لكنها وجدت احد خلفها يقول..
" خلاص اتجوزتي!"
كان عمر هو المتكلم ..انتفضت يارا من مكانها وهي تقول..
-استغفرالله العظيم..شَكَل للبيع علي الصبح!
-متتكلمي معايا عدل شوية يا يارا في ايه؟
-اتكلمت عدل اهو ..نعم؟
-مبروك.
-الله يبارك فيك يا عمر وشكرا علي التهنئة ممكن امشي؟
-ممكن اتكلم معاكي انا؟
-مش هينفع عشان انا عندي شغل لما ارجع.
مسك عمر يد يارا وهو يقول..
-عشان خاطري بس خمس دقايق يا يارا خمس دقايق.
اتصدمت يارا من عمر و اخذت يدها منه وهي تقول..
-ماشي يا سيدي خمس دقايق.
-انتي ليه عمرك محبتيني؟
-عشان الحب مش بالعافية يا عمر..افهم مش كل حاجه هنعوزها هنلقيها جنبنا و معانا.
-بس الحب اللي انا حبتهولك كفيل انك تحبيني.
-انا عمري ما شوفتك حبيب يا عمر انت بالنسبه لي عمر ابن طنط شكرية اللي كنت بلعب معاه واحنا صغيرين.
-طب بعدتي عني ليه بقي؟
-عشان مينفعش ابقي مش بحبك وابقي قدامك يبقي حرام عليا..عمر انت بني ادم نضيف ومحترم بس دي ارزاق و يمكن ربنا يبعتلك بنت تحبك اوي.
-ماشي يا يارا عموما اتمنالك السعادة.
-شكرا يا عمر بعد اذنك عشان رايحة الشغل..باي.
دخلت يارا سيارتها ثم فتحت التسجيل لتجد نفس الغنوة التي غناها هشام لها الامس..يا له من حظ..لكنها ظلت تفكر بعمر ..هل هي ظلمته؟ ام انه هو الذي ظلم نفسه؟
ظلت تفكر وتفكر حتي انها وصلت المركز الرياضي لتجد يسرا جالسة في الحديقة وهي شاردة..
-ايه الجمال ده؟ هبدأ اغير من حلوتك يا ست يسرا.
-انتي احلي يا حبي ..الفرح امبارح كان تحفة بجد.
-انبسطت اوي و كمان فرحت انكم فرحانين..بس ايه اللي مقعدك هنا الصبح كده؟
-مفيش عادي يعني قولت اجي اقعد هنا شوية.
-بس غريبة ان كريم مجاش و رخم عليكي زي عوايده؟
-كريم مجاش اصلا.
-ايه ده ؟ مجاش ازاي ده عمره ما عملها!
-مش عارفة .
-طب كلمتيه علي موبايله؟
-كلمته ومردش عليا.
-طب استني اتصل انا كده.
اتصلت يارا لتجد رنين..و بالفعل جاوب عليها كريم وهو يبكي..
-الو يا يارا؟
-ايه يابني مال صوتك؟
ظل كريم يبكي وهو يقول..
-مفيش حاجه مفيش.
-ما تنطق يابني في ايه؟
-سالي يا يارا..امبارح وقعت من علي السلم و العمود الفقري بتاعها اتكسر!
وضعت يارا كفها علي فمها وهي تقول..
-يانهار اسود..طب وبعدين نقلتوها علي المستشفي ؟
-اه نقلناها بس الدكتور قلنا انها مش هتعرف تمشي تاني.
-لا حول ولا قوة إلا بالله ..طب اهدي بس يا كريم انت فين دلوقت؟
-انا كنت معاها في الاوضة بس روحت البيت عشان اجيب حاجات لخالد عشان هيسافر هو و سالي و لقيت موبايلي بيرن فروحت لقيتك انتي اللي متصلة.
-طب اهدي كده اهدي..انتوا في مستشفي ايه؟
-مستشفي "..."
-طب روح اغسل وشك و ادعيلها واحنا هندعلها بردو يا كريم.
أغلقت يارا الخط لتجد يسرا تقول..
-مين اللي مات؟
انتفضت يارا من مكانها وهي تقول..
-حرام عليكي يا يسرا خضيتيني! محدش مات.
-اومال كنتي بتقولي لا حول ولا قوة إلا بالله علي مين؟
-سالي اخت كريم..مش هتعرف تمشي تاني.
-احسن تستاهل..ده تلاقي كريم هيموت من الفرحة.
نظرت لها يارا نظرة صدمة وهي تقول..
-حرام عليكي يا يسرا ده كريم هيموت نفسه من العياط! وبعدين متشمتيش في حد دي بردو مهما كانت اخته!
-وهي في اخت تعمل كده في اخوها؟
-ملناش دعوة ..هما حريين مع بعضهم..انا داخلة عشان متأخرش.
ظلت يارا منشغلة في عملها و هي مصدومة من ردة فعل يسرا عند سماع الخبر ..لكنها ظلت منشغلة حتي جاء معاد الانصراف..ركبت سيارتها و ذهبت لمنزل هشام..وصعدت لتجد لمار ترحب بها وهي تقول..
-اخيرا السفيرة عزيزة وصلت..ده هشام خد النهاردة مخصوص اجازة عشان يستناكي ولما فقد الامل دخل نام.
-نام ده انا هدخل اصحيه ده بيستعبط طبعا.
وجدت ياارا والدة هشام تخرج من المطبخ وهي تقول..
-اهلا بكنّتي.
-كنتك؟ الهندي اكل دماغك يا طنط.
-هاهاها والله بنسلي وقتنا بدل الفراغ ده..عاملة ايه ياحبيبتي؟
-تمام يا طنط ربنا يخليكي هو هشام لسه نايم؟
-اها تعالي خشي اوضته صحيه.
اقتربت يارا من غرفه هشام وهمت بالطرق لكنها وجدت والدة هشام تقول..
-انتي هتخبطي علي جوزك يابنتي خشي علطول هو كده كده نايم.
اتحرجت يارا لكنها دخلت و وجدت هشام بالفعل نائم..اقتربت منه وهي تنادي عليه وتقول..
-هشام ..هشااااااام..انا جيت علي فكرة قوم و متستهبلش.
اقتربت يارا من مكتب هشام كان في غاية النظام..
-حلو مكتبك يا هشام بس طبعا مش احلي مني صح؟ هشاااااام..انت يابني!!
اقتربت يارا من هشام كي تفيقه وهي تقول..
-يخربيتك نومك تقيل..هشااام؟ يا هشام!
دفعت يارا هشام لكن بلا فائدة لم يستفيق..انقلب وجه يارا مع دقات قلب سريعة..و ظلت تدفعه لكن بلا فائدة فقد حان معاد مقابلة هشام لربه.

رواية ورقة جوكر..[مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن