الحلقة السابعة و الثلاثون

739 24 0
                                    

#ورقة_جوكر٣٧
#الحلقة_السابعة_والثلاثون
ظننت ان الجميع يشعرون نفس الإحساس وهم يفعلون نفس الشئ لكن تفاجأت بأنه شعور مختلف لكل شخص حتي لو كان نفس الشئ..ها هي يارا تشعر شعور مختلف وهي ذاهبة لأول يوم لعملها من جديد عن شعورها وهي ذاهبة إلي عملها في الماضي..
هل الصدمة كانت قوية علي يارا حتي انها فقدت شخصيتها..ام هي فقدت شئ من نفسها؟
ظلت تنظر لنفسها في المرآة وهي تقول..
"طب هتعملي ايه لو رجعتي اعجبتي بخالد..هتعملي ايه لو حبيتي خالد..هتخوني هشام؟ هتخوني نفسك؟ لا وكمان فوق كل ده خالد مش هيحبك..طب علي ايه..هتروحي الشغل من تاني ولا هتفضلي قافلة علي نفسك؟ اوووف!! لا انا هروح ..لازم اخرج من حياتي دي بقي"
ارتدت يارا فستانها الأسود ثم ارتدت فوقه الحجاب...كانت في غاية الجمال..ثم صلت ركعتين و دخلت لأبيها لتقول له انها ستذهب لعملها..وبعدها نزلت لسيارتها..
ركبت يارا السيارة و حركتها ثم فتحت التسجيل لتجد هذه الغنوة التي كان يغنيها هشام لها..ظلت مندهشة من الصدفة و ظلت تغني مع الأغنية وهي تقول..
" وحشتيني وحشتني سنين بعدك علي عيني ليالي كنت مش عايش ومستنيكي تحيني"
ثم نزلت دمعة من عيونها وهي تتذكر هشام ثم قالت لنفسها..
"انا فعلا يا هشام بقالي ليالي مش عايشة.. ومستنية حضن من حضنك يحيني من جديد"
ذكريااات جاءت في بال يارا..وأسئلة تطرح نفسها..و خوف بدأ يقفز في قلب يارا من جديد..تخاف يارا كثيرا بأن تتعلق مرة اخري بأحد و يتركها و يترك معها نيران الشوق..
وصلت يارا للشركة ..و صعدت لكنها وجدت احد ينادي عليها من الخلف وهو يقول..
-يارا يا يارا استني بس.
كان صوت انثوي حاد..استدارت يارا لتجد نور صديقتها التي تعرفت عليها هنا قادمة إليها بشكل جديد و ايضا بملابس جديدة..كانت مرتدية ملابس محتشمة للغاية..لم ترتدي حجاب لكن وجدت يارا نور تقول..
-يخرب عقلك بقالي زمن مشوفتكيش.
حضنتها يارا وهي تقول..
-وانتي هتفضلي تحلوي كده لحد امتي يخربيتك..وحشتيني اوي.
-وانتي اكتر والله.
تركت نور حضن يارا وهي تقول..
-شوفتي رجعت تاني اهو احسن من الاول الحمدلله.
-الحمدلله بس ازاي رجعتي بالجمال ده تاني.
-الحمدلله ربنا قدرني و بابا سفرني برا..ورجعت وقولت مش هلبس عريان تاني و هحترم نفسي.
ضحكت يارا وهي تقول..
-يالا يارب الحجاب يبقي الخطوة اللي جاية.
-لو هبقي جميلة زيك كده هلبسه.
-وحتي لو مش جميلة هتلبسيه بردو.
-انشاءالله بس انتي كنتي جاية ليه بقي؟
-انا رجعت الشغل تاني.
-طب وانتي كنتي سبتيه ليه؟
-لا ده الموضوع كبير اوي..انا هطلع بقي و في الاستراحة هنزل و احكيلك.
ذهبت يارا بعيدا عن نور ثم صعدت لدور عملها وايضا لمكتب خالد..طرقت باب مكتب خالد لتجد خالد يسمح لها بالدخول..دخلت لتجده جالس مع فتاة ذات جسد حاد للغاية.. وجهها كان يرمز للمكر و الخديعة لكنها لم تبالي و دخلت لتجد خالد يقول..
-اتفضلي يا يارا اقعدي لحد ما اخلص كلام.
جلست يارا امام هذه الفتاة لتجدها تنظر لها نظره شيطانية..لم تبالي يارا ونظرت للارض لكن خالد بدأ بالحديث مع هذه الفتاة وهو يقول..
-بصي يا انسة..
-ليالي..اسمي ليالي يا مستر خالد.
-ماشي يا ليالي..انتي هتبقي مع يارا في نفس الاوضة.
نظرت له يارا بصدمة لكن خالد استكمل وهو يقول..
-اعرفك يا يارا ..دي بقي ليالي هتبقي سكرتيرة رحمة عشان رحمة اترقت و هتحتاج لسكرتيرة.
نظرت يارا ليالي بابتسامة وهي تقول..
-اهلا وسهلا.
لم ترد ليالي عليها وادارت رأسها لخالد مرة اخري وهي تصتنع الصوت وتقول..
-تمام يا مستر ..حاجة تانية؟
-لا اتفضلي علي الأوضة و هتلاقي مكتبك.
خرجت ليالي من الغرفة..ليجد خالد يارا تقول..
-مش فاهمة ازاي يعني هنبقي اتنين في أوضة؟
-معلش تعالي علي نفسك لحد ما أوضتها تتعمل.
-ايوه بس انا عايزة اوضة لوحدي.
-معلش يا يارا تعالي علي نفسك..وبعدين انتي لابسة كجول ليه؟
-عشان مش عايزة ألبس كلاسيك.
-ليه؟
-عشان الكلاسيك يا اما بنطلونات وانا مش عايزة بنطلونات يا إما جيبات قصيرة.
-ايوه بس مش هينفع اللي انتي لبساه ده!
همت يارا بالخروج ثم اتجهت لباب لتجد خالد يقف امام الباب وهو يقول..
-خلاص اللي انتي عايزاه هيحصل.
-مش هلبس كلاسيك!
-متلبسيش كلاسيك!
-وعايزة ابقي في أوضة لوحدي!
-استني طيب بس أسبوعين ده هما أسبوعين!
كان خالد واضع جسده كله علي الباب حتي يمنع يارا بالخروج..بدأت يارا في الحديث مرة اخري وهي تقول..
-طب عديني اروح المكتب.
-يلا عشان نمضي العقد!
-لا مش همضي العقد.
-ليه؟
-عشان العقد ده بيبقي فيه شرط جزائي لو عايزة امشي و انا ممكن مكملش.
-طب خلاص هعملك عقد من غير شرط جزائي..ممكن بقي تقعدي.
اتجهت يارا لمكتب ثم جلست وهي صامتة..لتجد خالد ينظر لها ثم ضحك..
-بتضحك علي ايه؟
-عليكي.
-ليه انشاءالله؟
-يعني اصل انا كنت بقول علي نفسي عصبي..بس طلع في حد عصبي اكتر مني.
ابتسمت يارا وهي تقول..
-لا معتقدش في حد عصبي اكتر منك.
-خلاص بقي ده انتي قلبك ناشف اوي.
-طب انت بتعمل ايه دلوقت؟
-بطلع ورق و بظبط الدنيا عشان اعمل العقد.
-هو لازم عقد؟
-علفكره العقد ده كويس عشانك انتي مش عشاني انا!
-ازاي؟
-منا ممكن اخليكي تشتغلي و في الاخر مديكيش مرتب و اقولك ملكيش عندي حاجة لكن بالعقد تبقي انتي بجد علي الورق و رسمي شغالة هنا.
-تمام.
بدأ خالد بالكتابة لتصتدم يارا انه يكتب بيده اليسري وليست اليمني..
-انت أشول؟
-اول مرة تعرفي؟
-اها اول مرة اخود بالي الحقيقة.
-في سؤال هموت واعرفه..لما اجي اخلف هخلف عيال شول برده؟
-اتجوز وانت هتعرف.
-شكلي كده هعملها.
-خلاص؟
-متستني الله!
كان خالد متعمد ان يكتب ببطء حتي يستفز يارا حتي انه مر ربع ساعة وهو مازال يكتب..ليجد يارا تقول..
-خلاص؟
-قربت اهو.
-انت بطيئ كده ليه!! هات اكتب انا طيب.
أخذت يارا من خالد الورقة الأصلية و الورقة الاخري ثم همت بأخذ القلم من يد خالد..ثم بدأت بالكتابة لكنها تذكرت شئ وهي تقول..
-هو انت ليه مش عمله علي الكمبيوتر و طبعته؟
نسي خالد هذا الموضوع نهائيا وضع يده فوق جبهته وهو يقول..
-نسيت!! ازاي انسي حاجة زي كده!
جزت يارا علي أسنانها وهي تقول..
-طب اعمله و خلصني!
-لا بس انا مكسل اكتب بجد.
-خلاص مش لازم تعمله النهاردة.
-هعمله علي اللاب في البيت و وابعتهولك في الايميل تتأكدي.
-ماشي طب خد الايميل بتاعي.
اعطته يارا الايميل ثم دخلت غرفتها لتجد ليالي جالسة علي مكتبها..دخلت يارا وهي تقول بهدوء..
-معلش يا ليالي بس ده مكتبي.
-يعني ايه مكتبك هو انتي مش جديدة زيي؟
-لا انا كنت شغالة هنا ومشيت و لسه راجعة النهاردة بس ده كان مكتبي!
-ايوه انتي قولتي اهو انك مشيتي..يبقي احنا زي بعض.
لم ترد يارا عليها ثم اتجهت للمكتب الاخر و وضعت حاسوبها عليه..ثم تذكرت ان خالد اعطاها عملها وهي ذاهبة من غرفته و طلب منها ان يكون العمل علي الحاسوب الذي يوضع علي المكتب وليس حاسوبها الخاص..فتحت يارا الحاسوب و بدأت بالعمل لكنها وجدت ليالي تضع مساحيق تجميلية و تعدل من ملابسها..
-هو انتي مش بتشتغلي ليه؟
-هو خالد معينك رويتار ولا ايه؟
لم تبالي يارا و استكملت عملها لكنها تذكرت هشام وموته المفاجأ ففتحت القرآن علي هاتفها ثم خفضت صوته..
و ظلت تقول الاذكار و هي تعمل..
                                 ****
"يا يسرا انا بحبك..بقالي كتير بحبك..من واحنا صغيرين.. وكنت عارف انك بتحبي كريم بس هعمل ايه بقي؟"
ظلت يسرا واقفة امام "علي" ابن عمها وهو يعترف لها بحبه لأول مرة..
اغمضت يسرا عينيها و فتحتها مره اخري وهي تقول..
-بس انا مش هعرف اعيش معاك وانا مش بحبك يا علي.
-طب سيبينا نتخطب..نتخطب بس وشوفي اذا كان هينفع ولا لا.
-يا علي ونبي متصعبش عليا الموضوع اكتر من كده سبني علي راحتي.
مسك علي يد يسرا وهو يقول..
-احنا شبه بعض يا يسرا ..انتي عرفاني وانا عرفك يبقي خلاص هنقدر نتعايش و هتحبيني غصب عنك.
حاولت يسرا ان تخرج يدها من يده لكنها لم تستطيع..وجدته يقترب منها وهو يقول..
-يا يسرا بحبك والله.
بدأ بالإقتراب و يسرا بالإبتعاد..بعدت يسرا اكثر و اكثر لكنها وجدت علي يأخذ قبلة سريعة من فمها..وايضا وجدت احد يفتح الباب ليجد كريم هذا المنظر امامه..
يا لها من صدمة ان تأتي لمصالحة أحد لتجد انه يفعل هكذا..
دخل كريم وهو يقول بضحك ساخر..
-صحيح انا منتظر ايه من واحدة لما حضنتها معملتش حاجة.
وجد كريم علي يعطيه لكمة بيده وهو يقول..
-انت عبيط يلا انت !
ضحك كريم و مسك ذراعي علي وهو يقول..
-اهدي بس اهدي كده اصل انا كنت زيك في الأول.
نظر كريم ليسرا وهو يحترق لأنه يشعر بالغباء و الخيانة معا..
-انا كنت جاي اقولك ان باباكي وافق اني اتجوزك..بس بعد اللي انا شوفته ده..فانا مشوفتكيش قبل كده.
خرج كريم و يسرا تمسك ذراعه وتقول..
-انا آسفة يا كريم والله هو اللي قرب مني!
لف كريم وهو يقول..
-قرب منك زي مانا قربت منك..انا كنت غبي لما كنت بحسبك بتحبيني بس اكتشفت انك مش بتحبي حد إلا نفسك.
خرج كريم من المركز و يسرا واقفة في مكانها والدموع غارقة وجهها..

رواية ورقة جوكر..[مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن