الحلقة الواحدة و العشرون

896 32 0
                                    

#ورقة_جوكر٢١
#الحلقة_الواحدة_والعشرون
"طب نزلني هنا بعد اذنك"
قالتها يارا للسائق بعد ان رأت هذه اللوحات.. يا الله من الذي فعل هذا..نزلت يارا من السيارة لتجد البعض ينظر لها بتأمل و البعض الأخر ينظر لها بسخرية..وقفت مندهشة من الذي يحدث لتجد احد من خلفها يقول..
-ايه رأيك؟
أدارت يارا وجهها وهي في قمة الغضب من نظرات الناس إليها لتجد عمر جارها هو الذي فعل كل هذا..لم تجد رد إلا انها صرخت بوجهه وهي تقول..
-يا أخي حرام عليك!! ليه بتعمل كده معايا!!
-في ايه يا يارا!
-في انك بني ادم مبتحترمش حد..مش شايف الناس بتبصلي ازاي!! شيل القرف ده وبلاش شغل عيال!
-اشيل القرف ده؟ ولو مشلتهوش هتعملي ايه!!
-ماشي انا هوريك انا هعمل ايه.
رجعت يارا منزلها وهي تتحدث بصوت عالي و هي تدخل المنزل وتقول..
" والله العظيم لوريك يا عمر علي التخلف اللي انت بتعمله ده ..نقصاك انت كمان"
دخلت يارا منزلها لتجد أبيها جالس مع هشام!!
هشام!! يا له يوم من صدمات ..ماذا يحدث معها هل هم متفقين عليها ام ماذا..لكنها دخلت لتجد هشام يقول..
-بتكلمي نفسك يا يارا!!
-ايوه بكلم نفسي من اللي بيحصل فيا!! فين ماما؟
دخلت يارا المطبخ وهي ترفع صوتها وتقول..
-يعني انتي كنتي عارفة يا ماما صح؟
-عارفة ايه يا هبله انتي؟
-عارفة ان عمر ابن طنط شكرية عامل اللوحات دي!! حرام عليكي انتي مشوفتيش الناس بتبصلي ازاي!!
-والله ما فاهمة حاجة..لوحات ايه اللي بتتكلمي عليها؟
وجدت يارا والدها ينادي عليها وهو يقول..
-يارا يا ياااارا تعالي هنا فهميني في ايه؟
-يا بابا الزفت اللي اسمه عمر عملي فيها عمرو دياب وكاتب لوحات عليها بحبك يا يارا!!
وقف هشام امام يارا حتي ان يارا اتصدمت من طول قامته وهو يقول..
-انتي بتقولي ايه؟
-بقول اللي سمعته يا هشام..انا عايزة اروح اقطع اللوحات دي!!
تدخل والد يارا وهو يقول..
-طب استني انا هنزل معاكي ونشوف الموضوع ده.
لكن والد يارا وجد هشام يتدخل وهو يقول...
-انا هنزل اشوف الموضوع ده خليك انت يا عمي.
-ميصحش يابني لازم اشوف الموضوع بنفسي.
-انا هروح اشوفه انا و يارا و خلي حضرتك مستريح.
ثم وجه كلامه ليارا وعيناه مليئة بالشرار وهو يقول..
-يلا يا يارا.
خرجت يارا مع هشام لتجد هشام يصدمها بالحائط وهو يقول..
-هو مين بقي عمر انشاءالله ؟
-اه كتفي يا هشام في ايه انت فكرني ولد؟!!
-معلش بس الموضوع عصبني اوي يعني!!
-انا داخلة اجيب بابا هو اللي هيعرف يتصرف!
لكنها وجدت هشام يأخذها من مرفقها و يسحبها وهو يقول..
-يلا خلصي امشي قدامي.
اندهشت يارا من طريقة هشام معها لكنها كانت في أشد فرحها ان هشام هو الذي سيتحدث مع عمر..تري ان هشام لديه جسد رياضي و ممشوق..سيرهب عمر بجسده..و ايضا تشعر انها تريد الانتقام من عمر وهو الذي سيجعلها تنتقم منه..
وصل هشام ويارا عند عمر الذي ظل منتظر يارا ..اقترب هشام من عمر ثم نظر للوحات وهو يقول..
-مين بقي اللي عامل اللوح الحلوة دي؟
كان هشام يتحدث بشكل ساخر للغاية حتي انه جعل عمر يغضب وهو يقول..
-انا اللي عاملها يا حلو..عندك مانع؟
-والله مش انا اللي عندي ..يارا اللي عندها.
-طب وهو حضرتك ولي أمرها جاي تاخد حقها يعني؟
-بص بقي يا استاذ عمر خلص ونزل اللوحات دي و لا تحب انزلها بمعرفتي وهيبقي شكلك وحش قدام الناس دي؟
نظر عمر ليارا ليجد هشام يرفع صوته وهو يقول..
-بصلي انا بقولك.
-في ايه يا عم براحة شويه.
-ها خلص.
-حاضر هنزلها..بس انا عايز اعرف انت تقرب ليارا ايه عشان تيجي تكلمني؟
-ميخصكش! ..انا عشر دقايق وهاجي تاني لو لقيت اللوحات دي منزلتش هاجي انا انزلها بمعرفتي تماام؟
ثم ذهب من أمام عمر ..لكنه أستدار ليجد يارا مازالت واقفة في مكانها ..شدها من ذراعها و اتجه نحو المنزل مرة أخري بدون ولا كلمة..لكن يارا كانت في أشد غيظها من طريقة هشام معها..فبدأت في الحديث وهي تقول..
-انت ازاي تشدني كده ؟
-والله انا اعمل اللي انا عايزه..اتفضلي بقي اطلعي عشان محدش يتكلم عليكي!
-محدش يقدر اصلا.
-اطلعي يا يارا بقي و خلصيني.
-انت بتتكلم معايا كده ليه يا هشام!!!
-ينزل اللوحات وهطلع اقولك انا بعمل كده ليه!
                                  ***
وفي سيارة خالد كان الشجار بينه وبين ماهي..
"انتي ازاي اصلا تخلي واحد يسلم عليكي بالطريقة دي!"
قالها خالد لماهي وهو يصدم يده  بمحرك السيارة..
كانت ماهي تبكي وهي تقول..
-ده كله زعيق وخناق يا خالد حرام بقي!!
-حرام انتي يا شيخة!! ايه سكتناله دخل بحماره!!
-ده كله عشان سلمت علي قريبي؟
-سلمتي علي قريبك و حضنتي قريبك و شويه و كنتي هتتجوزي قريبك!!
-لا يا خالد بقي انا مسمحلكش.
لكنها وجدت صفعة قويه علي وجهها و كأنه يعطيها الصفعة التي اعطته يارا من قبل و هو يقول..
-انتي مراتي يا هانم دلوقت يعني اللي يطلع عليكي كلمة هيطلع عليا ألف!!
ظلت ماهي تبكي بقوة وهي تقول..
-طلقني يا خالد خلاص انا مش عايزاك!!
-مش بمزاجك ..خلاص انتي بقيتي مراتي.
-وانا مش عايزة ابقي مراتك يا اخي!!
-تحبي تاخدي كف تاني؟ قوليلي بس!!
انفجرت ماهي في البكاء مرة أخري حتي ان ملامحها انتفخت كثيرا..ركن خالد السيارة وهو يولع سيجارته..و بدأ بتخريج شحنة الغضب التي به في هذه السيجارة..صمت لمده ١٥ دقيقه..توقفت ماهي عن البكاء ثم وجهت كلامها لخالد وهي تقول..
-مدام انت كده من قبل ما نتجوز اومال ايه اللي هيحصل بعد ما نتجوز!!
لم يتحدث خالد و ظل يدخن سيجارته الخامسة..
لكن ماهي رفعت صوتها وهي تقول..
-ما ترد يا أخي!!
-تعرفي انك واحدة رخيصة.
-انا رخيصة يا خالد؟
-اللي تروح مكتب واحد و تقرب منه بالطريقة اللي انتي كنتي قريبة مني فيها واحنا في الشركه و تلبس اللبس اللي انتي لبستي متبقاش واحدة رخيصة؟
-واللي ايده تبقي زيك ميبقاش واحد معاق؟
استدار خالد وجهه و لم يفتح فمه بكلمه إلا انه تحرك بالعربيه و في قلبه بركان من نار لكنه قال جملة جعلت ماهي تتصدم منها..
-انا مش هعمل فرح..هنروح شقتك نجيب حاجتك عشان هنطلع علي الفيلا الجديدة.
                              ****
ظلت يارا في غرفتها مندهشة من الذي يفعله هشام معها..لماذا يتحدث معها بهذه الطريقة العصبية..لماذا جعلها تنصدم بالحائط!! لكنها لم تبالي وهي تقول في نفسها..
'اللي في بالك مش حقيقي يا يارا ..هشام بيحب وهيتجوز ..هشام بيحب وهيتجوز زي بالظبط ما خالد حب واتجوز..اللي ربنا كتبهولي هاخده..اللي ربنا كاتبهولي هاخده..انا مفوضة امري ليك يارب"
لكنها وجدت أحد يطرق بابها ..سمحت له بالدخول لتجد هشام يدخل غرفتها وهو يقول..
-عاملة ايه؟
-سبحان الله..من خمس دقايق كنت ناقص ترميني من الشباك.
ضحك هشام لكنه قطع ضحكاته وهو يقول..
-تعالي نقعد في البلكونة انا حران اووي!!
دخل هشام البلكون ومعه يارا..لكن يارا بدأت بالكلام وهي تقول..
-شال اللوحات؟
-اها شالها.
-كويس.
-ممكن اسألك سؤال يا يارا بس متزعليش؟
-عارفاه هتقولي ايه علاقتك بعمر صح؟
-لا مش ده بس ممكن تجوبي علي ده ياريت يعني.
-علاقتي بعمر علاقة جيرة..ده غير اننا كنا صحاب واحنا صغيرين بس الزمن دار و بقي عايز يتجوزني.
-اممم وانتي موفقتيش ليه؟
-بزمتك في واحد مسئول يعمل اللي هو بيعمله ده؟
-علي رأيك.
-طب وايه السؤال اللي انت كنت عايز تقولهولي؟
-يعني مفيش دخان من غير ..
قطعت يارا حديثه وهي تقول..
-لا يا هشام انت عارف كويس انا ابقي ايه و بعدين انت ازاي تقولي حاجة زي كده ..ازاي تقول ان في حاجة بيني وبينه..للدرجة دي انا شكلي وحش في نظرك..خلاص يا هشام.
لكنها وجدت هشام يضع يده فوق فمها وهو يقول..
-بس بس بس ايه بالعة كلبة والدة!!
ضحكت يارا علي وجه هشام المصتنع وهي تقول..
-خلاص بسيت بس انا مش وحشة كده يا هشام!!
-انا قولت انك وحشة!! يخربيت دماغك يا شيخة!!
-خلاص قفل بقي علي الموضوع النحس ده ..عملت ايه بقي صحيح مع فتاة المستقبل بتاعتك؟
صمت هشام ثم نظر ليارا نظرة حزن وهو يقول..
-خلاص كل حاجة راحت..كل حاجة.
-ايه ده؟ في ايه يا هشام؟
-اهلها مش موافقين وهي نفسها مش موافقة رغم اني جبت شقه والله.
-طب وهي مش موافقة ليه؟
-بتقولي انا مش قادرة ابدأ لسه حياة جديدة انا عايزة اعيش حياتي علي طول ..مش عايزة تكون نفسها معايا يا يارا..مش عايزة تتعب.
-طب خلاص يا هشام لو كانت واحدة بتحبك عمرها ما كانت هتقول كده.
-ما هو ده اللي قهرني! ازاي انا كنت أعمي ومش شايف انها مش بتحبني؟
-مرايه الحب عامية بقي.
-مفيش حاجة اسمها مراية الحب عامية في حاجه اسمها احنا اللي شايفين العيوب وعاملين نفسنا عُمي..الإنسان المفروض يحب عادي بس ميبقاش أعمي وهو بيحب.
-ياااه يا هشام.. حتي انت بقيت عميق؟
-لا بعد الشر..عميق ايه بس يابنتي ده انا محدش يقدر يكسبني في التفاهة.
-ايوه كده يا عم..انا قولت انك هتقلب عبدالحليم بقي و تقعد تغني اغاني حزينة وكده.
-مش للدرجة دي ..بقولك ايه؟
-اممم؟
-ما تيجي بكره اخدك و نروح السينما ؟
-اشمعني السينما؟
-في فيلم عايز اتفرج عليه و زهقت من صحابي ..عايز وجه جديد.
-فطبعا قولت تيجي ليارا.
-يارا اللي بلجألها في كل مواقفي الصعبة.
-ماشي يا سيدي ..بس هقول لبابا الأول.
-ماشي..همشي انا بقي سلام

رواية ورقة جوكر..[مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن