الحلقة الثالثة

1.5K 45 1
                                    

#ورقة_جوكر٣
#الحلقة_الثالثة
بحر و شاطئ و يارا تسير علي الشاطئ بملابس قصيرة للغاية ...نظرات الجميع موجها إليها.. منها نظرات استحقار ومنها نظرات غرام..تسير وهي تستمع إلي الموسيقي و هي تنظر للبحر لكنها وهي تسير وجدت حفرة صغيرة نظرت بها لتجد انها حفرة من نار ..بداخلها لهب ..و بدأت تكبر و تكبر حتي انها وجدت والدتها تنادي عليها من خلفها و تقول..
-يارااا فوقي ياارا فوقي!!
استيقظت يارا من نومها و هي تنهج و تقول "اعوذ بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم" لتجد والدتها بجانبها تنظر لها وتقول..
-اخيرا فوقتي!!
-في ايه يا ماما ؟ هي الساعه كام؟
-الساعه ٨ الصبح يا هانم!!
-طب وفي حد يصحي حد الساعه ٨ الصبح؟
-في تليفون عشانك برا!
-من مين؟
-من الشركة الي انتي قدمتي فيها..اخرج اقولهم انك مش موجودة؟
نهضت يارا من علي فراشها وهي تجري لتخرج إلي الصالة و تمسك سماعة التليفون..
-ألو؟
-ألو انسة يارا معايا؟
-ايوة انا..هي دي شركة بلو هويس؟
-اه احنا ..كنا بنحدد معاد مع حضرتك عشان تستلمي الشغل.
-شغل؟ هو مش المفروض في انترفيو الأول؟
-المفروض يا انسة يارا ان يكون فيه بس عشان مستر خالد مستعجل علي سكرتيرة.
فهمت يارا من الكلام ان خالد هو رب عملها.
-تمام اجي امتي بقي؟
-الساعه ١٠ الصبح انهاردة يا فندم.
وافقت يارا علي هذا المعاد وهي تسب و تلعن انها أرادت ان تعمل لكنها تريد ان تحارب والدتها و تريها ان الزواج ليس كل شئ ..
                                ******************
" تمام يا مستر خالد كل اللي حضرتك قولته اتنفذ بس سؤال اشمعني البنت دي؟ "
قالتها رحمة إلي خالد وهي في مكتبه ..كان خالد يجلس علي المقعد و يبحث عن شئ بين أوراقه ثم ترك الاوراق و وضع يده علي المكتب و بدأ بالتحدث وهو يقول..
-مسألتيش نفسك ليه يا رحمة انا قولتلك شوفيلي اذا كان حد يعرف البنت دي ولا لا؟
-اكيد يا مستر عشان تسأل علي سمعتها واذا كان شغلها حلو ولا لأ؟
-لأ مش عشان كده.. عشان ميكونش حد زقيقها من المنفسين..و غير كده كمان أول مرة
تشتغل يعني هنقدر نزرع فيها حب الشركة دي.
-أكيد يا فندم.
-اتفضلي يا رحمه انتي تعبتك معايا.
                                ****
ارتدت يارا نفس ملابسها ..لأنها كسلت ان تبحث عن ذي جديد...كعادتها يارا  الكسل ..لكنها ضمت شعرها الي الخلف و لم تضع أي نوع من المساحيق التجميلية..
طلبت من أبيها سيارته و وافق وهو يقول..
-ياريت يا يارا تسوقي براحة و متتصربعيش زي عوايدك.
خرجت يارا و ركبت السياره و انطلقت إلي المكان الذي ستبدأ به مرحلة جديده...
و وصلت يارا الشركه و خرجت من السيارة وهي تقول..
-ايه الحر ده مش كنت قعدت في البيت بكرامتي؟
ثم نظرت للشركة وهي تقول..
-طب امشي؟ استغفر الله العظيم..اركزي يا يارا اركزي.
دخلت يارا الشركة و وصلت عند الأستقبال وهي تقول..
-لو سمحت عايزة اعرف مكتب استاذ خالد.
-حضرتك مين؟
-انا يارا سليم السكرتيرة الجديدة.
-طب ثواني كده.
فتح رجل الاستقبال التليفون ثم اجري اتصال و بعدها نظر ليارا وهو يقول..
-اتفضلي يا فندم ..اخر دور.
-اخر دور!!!!
كانت يارا تخشي كثيرا ركوب المصعد لكنها اضطرت لركوبه ..صعدت لتجد دور كبير مكون من عدة غرف ..بحثت عن مدام رحمة التي قال عنها رجل الاستقبال..لتجد مكان استقبال آخر و به رجل آخر..اتجهت له وتقول..
-هي مدام رحمة فين؟
-حضرتك مين؟
تنفست يارا الصعداء وهي تقول في نفسها "يخربيت ده سؤال"
-انا يارا سليم سكرتيرة مستر خالد الجديدة.
-مستر خالد!
-اه..هو فين أوضته بقي عشان أدخله؟
-أوضته؟ هو انتي عايزة تدخلي لمستر خالد كده!
-كده ازاي يعني؟ هو مستر خالد ده الناس بتدخله بإيه؟
-لا مش بيدخلوا بحاجه بس احذري!
-احذر؟
-اه احذري و ياريت متسأليش ليه عشان مش هقدر أقولك.
نظرت له يارا ثم نظرت للأرض وهي تقول..
" هو ليه محسسني اني هدخل اقابل جريندايزر؟ "
استكمل رجل الاستقبال وهو يقول...
-اتفضلي يا انسة عند استاذة رحمة.
-أنهي مكتب؟
-التاني علي الشمال.
شكرته يارا كثيرا و اتجهت للغرفه و قبل ان تفتح باب الغرفه وجدت يارا رحمة تخرج لها وهي تبتسم وتقول..
-صباح الخير يا انسة يارا.
امرأه شديده البياض ..جسدها رفيع ..ملامحها صغيره..ترتدي جيب قصير و فوقه بليزر او ما تسمي "بذلة النساء" ..
-صباح النور يا أستاذة رحمة.
-صباح النور يا يارا..بصي يا يارا انتي هيبقي ليكي لمستر خالد علي طول.
-يعني ايه الكلام ده؟
أخذتها رحمة من يدها وهي تقول ..
-بصي الشغل صعب و بالذات مع مستر خالد.
-في ايه يا جماعة انا بدأت اقلق.
-مفيش قلق ولا حاجة.
توجهت رحمه ومعها يارا إلي مكتب خالد و بعدها طرقت رحمه الباب ليأتيها جواب الموافقة للدخول..كان خالد يتحدث في الهاتف فأشار لرحمة بالخروج ثم أشار ليارا بالدخول..
ظل يتحدث في الهاتف لمدة عشره دقائق و يارا تقف و هي تلعن نفسها مره أخري علي هذا العمل..
أنهي خالد الحديث في الهاتف ثم نظر ليارا وهو يقول..
-انتي بقي يارا؟
-اها انا.
وجدت يارا خالد يخرج من علبه السجائر سيجاره لكن المفأجاه كانت في يده..يده اليمني!! بها نصف اصابع ..نعم نصف أصابع ...فكان لديه خمس أصابع لكن بنصف حجمها الطبيعي..رأت هذا فسرحت بها لكن ليست نظرة خوف او صدمة..كانت نظرة ذكري ..نعم ذكري..ذكري كانت في مرحلة يارا الثانوية..
-ايه عجباكي؟
-يعني ممكن.
نظر لها خالد ..و يا لها من نظرة..نظرة صقر بمعني الكلمة...وهو يدخن سيجارته ..لكن يارا استكملت الحديث وهي تقول..
-حبيت حد بنفس الأيد!!
لكن خالد وقف من جلسته و هو يطفئ سيجارته و معه بعض الاوراق ..وثم اقترب من يارا وهو يقول..
-مش هتحكيلي قصصك الرومانسية!! ده مكان شغل مش مكان نتكلم فيه عن ذكريتنا...اتفضلي ده شغلك الجديد.
ثم تركها و هو يخرج من الغرفه لكن توقف و أدار جسده وهو يضع يديه في جيبه ويقول..
-و مينفعش تلبسي كجول هنا!
-اومال ألبس أيه؟
-اسألي رحمة وهي هتقولك و كمان هتعرفك ايه شغلك و ازاي هتشتغلي.
خرج خالد من الغرفة و يارا تقول ..
"يخربيتك عيل رزل!! لا وانا الي كنت جاية أعيش في جو الملتزمة بتاعت الشغل..ده انا هترفد من أول اسبوع انا عارفة"
خرجت يارا من غرفة خالد و أتجهت إلي غرفة رحمة لتجد خالد عندها..
" وبعدين بقي في الرزل ده؟ "
دخلت يارا الغرفه و لم تتكلم كلمة ..بعد ان أنتهي الحديث بين خالد و رحمة..أشار خالد علي يارا وهو يستكمل الحديث مع رحمه..
-فهميها يا رحمة الشغل و كمان حضرلها مكتبها و قوليلها علي الذي الرسمي"
وخرج خالد و يارا تحمد ربها انه خرج..
"تعالي يا يارا معايا أوريكي مكتبك"
قالتها رحمة لها وهي تأخذها لمكتبها الجديد و في مكتب يارا..مكتب جدرانه من اللون السماوي و اللون الأبيض.. وبه مكتب كبير من اللون البني الفاتح..و به مكتبة أيضا لوضع الأوراق..
-ده هيبقي مكتبك يا يارا.
-ايوه بس..
--بس ايه ؟
-يعني مينفعش أكون في الدور الأول او حتي التاني؟
-اشمعني؟
-مش بحب اطلع بالأسنسير.
قالتها يارا و هي تقلد وجه المشمئز فضحكت رحمة علي طريقتها وهي تقول..
-الدور الأول و التاني ده للعملة و الزباين ...اما هنا و الدور الي تحتينا دول بقي يا ستي إدارة.
-تمام.
-بصي يا يارا انتي هتتعبي شويه في الأول بعد كده هتفهمي الشغل ماشي ازاي.
شرحت لها رحمة طريقة عملها وهي تقول...
-شكلك بنت شاطرة و هتعرفي تعملي الي قولت عليه.
-أديكي قولتي شكلي لكن انا في الحقيقة حاجه تانية.. هو انا ينفع امشي؟
-انتي مضيتي عقد العمل؟
-اه.
-يبقي خلاص راحت عليكي.
-ازاي ؟
-بصي يا ستي ..استاذ خالد بيعمل عقد عمل لو انتي كويسة بيكمل فيه لو مش كويسه يبقي تشوفي شغل تاني.
-طب لو انا عايزه امشي؟
-يبقي لازم تشتغلي علي الأقل شهر و بعد كده تمشي ولو مش عايزة تشتغلي تدفعي الشرط الجزائي وهو ١٠٠ ألف جنيه.
-ده ابتزاز بقي؟
-والله يابنتي انا شايفه ان الموضوع ده غلط في غلط لكن هنعمل ايه!!
-خلاص نرفع قضية!
-القانون لا يحمل المغفلين يا يارا..اسيبك بقي عشان ورايا شغل و نصيحه مني أوعي تحاولي تتحدي خالد.
خرجت رحمة و ظلت يارا تنظر للباب و هي تشعر انها ليست في عمل بل انها في سجن...

رواية ورقة جوكر..[مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن