رواية ورقة جوكر..[مكتملة]

الحلقة التاسعة و الثلاثون

#ورقة_جوكر٣٩
#الحلقة_التاسعة_والثلاثون.
انتهي يوم يارا و عادت إلي منزلها وهي مرهقة للغاية و ابدلت ملابسها حتي انها لم تأكل و دخلت علي فراشها ونامت..إلا انها وجدت هاتفها يرن عدة مرات..
-الو يا يارا؟
-ايوه مين معايا؟
كان صوت باكي و مخنوق للغاية..
-يا يارا انا عايزة اشوفك انا يسرا يا يارا انا لازم اشوفك.
-تشوفيني؟ مالك طيب في ايه؟
-كريم سابني وانا مش عارفة اعمل ايه انا عايزة اشوفك ونبي يا يارا انا هيحصلي حاجه!
-طب اهدي ..انتي فين دلوقت؟
-انا في البيت هلبس وهعدي عليكي.
-ماشي وانا منتظراكي.
اغلقت يارا الخط وهي تقول في نفسها..
"انا كان مالي ومال شغل العيال ده..انا ست عندي مشاغل..بس حرام بردو البت شكلها منهارة"
ارتدت يارا ملابسها ثم صلت و نزلت لتجد يسرا في السيارة و الدموع تملئ عيونها..
دخلت يارا السيارة لتجد يسرا تحتضنها بقوة وهي تقول..
-انا مش هقدر اسيب كريم..مش هقدر والله انا معملتش حاجه والله.
- بس اهدي اهدي..ممكن بس تفهميني ايه الحكاية؟
تحركت يسرا بالسيارة وهي تسرد ليارا ما حدث و يارا مندهشة من فعل كريم!!
كيف له ان يقول لها هذه الكلمات؟ كيف له ان يتهمها هذا الاتهام؟ كيف ان يكون شخص بهذا العقل يفعل كهذا؟
-انتي اكيد بتهزري! كريم عمل كده؟
-والله العظيم عمل كده..انا مش عايزاه يرجعلي خلاص انا مش طايقة ابص في وشه بس انا حسه اني كرامتي اتهانت واتهانت اوي! ومش عارفة اعمل ايه؟
-ايوه بس انتي بتحبيه.
وجدت يارا يسرا تصرخ في وجهها و تقول..
-يهون ده حب لو هيفكر فيا التفكير الزبالة ده!! يهون كل حاجة بس انا فين كرامتي!
-طب اهدي بس انتي لسه قايلة انك مش هتقدري تسيبيه!
-اللي يدوس عليا ويهني يبقي خلاص بقي ..انا كرامتي مش قليلة!
-طب اهدي انا هخليكي تاخدي حقك وتوجهيه.
اتصلت يارا بكريم لتجد الخط مشغول..اتصلت مرات و بعد فترة وجدت كريم يقول..
-ايوه يا يارا معلش كنت بعمل حاجة مهمة.
-ولا يهمك بقولك ايه يا كريم انت فين كده؟
-انا في البيت.
-طب ماتيجي نتقابل؟
-تمام ..عايزاني اقبلك فين؟
-بص انا واقفة علي النيل تعال اقعد معايا شوية.
-خمس دقايق واكون عندك بس هتصل بيكي قبلها اعرف المكان بالظبط.
-تمام.
أغلقت يارا الخط ثم وجهت كلامها ليسرا وهي تقول..
-طب هو لما يجي هتعملي ايه؟
-مش هعمل حاجة بس عايزاكي تفهميه اني مش زبالة.
-طب انتي لازم تمشي ولما كريم يمشي هندهلك تاخديني.
-انزلي.
نزلت يارا و وقفت علي الكبري منتظرة كريم..
وبالفعل بعد نصف ساعة وجدت كريم امامها وهو يقول..
-اتأخرت؟
نظرت له يارا نظرة استحقار وهي تقول..
-عمري ما كنت اتوقع انك زبالة يا كريم.
نظر لها كريم وهو مندهش ليجدها تستكمل وهي تقول..
-عمري ما كنت اتخيل انك تشك في اكتر بنت محترمة في الدنيا..عمري ما كنت اشك انك تبوظ سمعتها قدام ابن عمها..عمري ما توقعت انك بسببك بقي ابن عمها بيهددها انه هيفضحها و يقول عليها انها واحدة شمال.
نظر لها كريم وهو في غاية الندم لكنه استكمل وهو يقول..
-مشوفتش نفسي وهو لازق فيها كده!
-هي قالتلي انه خدها علي خوانة ولسه هتضربه جيت انت وقومت عملت اللي عملته.
-بس انا مكنتش اقصد اعمل كده!
-هاهاها مكنتش تقصد؟ اهي يسرا بقيت واقعة في مصيبة و يا اما تتجوز ابن عمها يا اما هيفضحها ده غير انها مش هتتجوزك..شوفت بقي انت عملت ايه؟
-هو في ايه!! خلاص هي المظلومة و انا بقيت الجاني!! هي معملتش حاجة غلط وانا اللي شيطان.
-بص يا كريم يسرا بتحبك و هتفضل تحبك بس قولي بقي ايه شعورك وانت قدامي و قدمها عيل مش راجل؟انت بتحبها ولا لأ؟
نظر لها كريم ثم نظر للنيل و عينيه مدمعة..
-كنت بحسب نفسي قوي ومش هحب بس لما شوفتها مع الزفت ده حسيت انها نقطة ضعفي.
-طب انت عايزها؟
-انا ..والله بحبها بس خايف انها متعرفش تحبني بدماغي و بطريقتي.
-كريم انت اناني اوي ..كنت بحسب ان خالد شخصية وحشة و اناني بس طلعت انت وحش اوي واناني..انا ماشية.
جري كريم خلفها وهو يقول..
-طب يا يارا انا عايزها والله بحبها و هتجوزها حتي لو غصب عنها.
-يبقي تسمع اللي هقولك عليه وانت ساكت.
                                 ****
ظل خالد يفكر بالرسالة التي وصلت له..ها هي من نفس الرقم..لم يتحمل فضوله و اتصل بماهي لكن هاتفها مغلق..لم يتحمل أكثر.. ارتدي ملابسه وهو في حالة من الإرهاق و ألم معدته يشتد اكثر و اكثر..دخل سيارته ثم تحرك حتي انه وصل لبيت ماهي..صعد المبني و طرق بابها فتحت له خالته التي لديها زهايمر تام وهي تقول..
-ايوه انت مين؟
-انا ابن اختك يا خالتي!
-انا معنديش اخوات.
-لا عندك..بصي انا عايز بس ماهي عشان مش قادر اقف.
ندهت والدة ماهي علي ماهي حتي ان ماهي أتت ..لم تتغير ماهي كثيرا ولم يظهر عليها أي علامة إدمان..ترتدي ملابس صارخة كعادتها..دخلت والدتها..وقفت ماهي امام خالد وهي تقول..
-كنت جاي ليه يا خالد؟
-لقيتك مختفية فقولت اجي و اشوف..ده مهما كان في بينا عيش و ملح.
-انا موجودة بس خلاص اتبريت من عيلة المنشاوي..مليش حد فيها.
-انتي بتشربي حاجه؟
-حاجة زي ايه؟
لم يظهر علي ماهي أي علامة ادمان واحدة..مسك خالد ذراع ماهي حتي يري إذا كانت به علامات إبر..لكنه لم يجد..فتح هاتفه و هو يقول..
-الرقم ده بعتلي انك بقيتي مدمنة.
رأت ماهي الرسالة وشحب وجهها ثم بدأت في الحديث..
-طب وانت جاي تسأل مين اللي بعتهم ولا ايه؟
-لا والله انا جاي اسأل انتي بعتاهم ليه؟
-انا؟ اكيد يا خالد مش انا يعني.
-بعتيها ليه و بعتي إللي قبلها ليه بردو؟
-واللي قبلها كان فيها ايه؟
-بتقول ان ازاي واحد مراته تحمل بالسرعة دي؟
-انت عايز ايه يا خالد؟
-بعتي الرسايل دي ليه؟
ادارت ماهي وجهها بعيدا عن خالد لكنها وجدت خالد يعيد السؤال مرة اخري..
نظرت له بارتباك وهي تقول..
-وانا هعمل كده ليه؟
-اسألي نفسك بقي..عموما انا عارف ان الشخص ده انتي و ياريت يا ماهي تبعدي عني عشان انا خلاص هبدأ حياة جديدة.
خرج خالد من المبني وهو يفكر هل ظلم ماهي و هي بالفعل تعشقه ان فقط هذا ملعوب جديد..
                                 *****
"خلاص يا يسرا انا خلصت تعاليلي في نفس المكان يلا"
ارسلتها يارا ليسرا حتي تأتي لها و تأخذها..وصلت يسرا ثم شاورت ليارا ان تركب السيارة ..لكن يارا اتجهت لها وهي تقول..
-ما تيجي تنزلي احكيلك شوية عن اللي حصل.
-طب ما تركبي و تحكيلي؟
-لا انزلي بس الجو هنا حلو اوي بجد.
نزلت يسرا واتجهت مع يارا نحو النيل..و بدأت في البكاء مرة اخري..لكنها وجدت يارا تطبطب عليها وهي تقول..
-النصيب نصيب..واللي ليكي هتاخديه يا يسرا كفاية عياط.
-انا مش عارفة اعمل ايه مع اللي بيحصلي حتي الجيم مش عارفة اشتغل فيه..مش عارفة اعمل حاجة انا ادمرت يا يارا.
-طب بقولك ايه ما تبصي جنبك كده ؟
لفت يسرا وجهها لتجد كريم بجانبها وعينيه مليئة بالدموع والندم وهو يقول..
-انا اسف يا يسرا .
نظرت له يسرا و همت بدخول سيارتها لكنها وجدت كريم يمسك يدها وهو يقول..
-انا غلط والله بس غصب عني.
-ابعد عني! انا بكرهك.
-وانا بكرهني انا كمان عشان انتي بتكرهيني! اديني فرصة واحدة بس ارجع فيها كل اللي عملته غلط.
- ترجع؟ ترجع ايه بقي انا خلاص بقيت اتهدد بأني لو موفقتش علي جوازي من علي هتفضح شوفت بقي غلطتك عملت ايه؟
-يسرا عشان خاطري انا آسف والله العظيم آسف ..ابوس ايدك يا شيخة سمحيني.
-بس بقي يا كريم.. مش انت عمرك ما شوفتيني قبل كده؟
-يسرا عشان خاطري انا اسف و انا هتفق مع باباكي و نحدد الخطوبة وهو خلاص وافق اني اتجوزك.
نظرت له يسرا و دموعها مليئة أعينها لكنها تكلمت بكل قوة وهي تقول..
-خلاص انا مش عايزاك اصلا..انساني بقي عشان انت لو اخر حد في الدنيا مش هتجوزك بردو!
دخلت يسرا سيارتها و شاورت ليارا بأن تأتي لكن يارا ذهبت إليها وهي تقول..
-ليه كده يا يسرا؟
-هتيجي يا يارا ولا لا ؟
-ممكن بس تسمعيه؟
-وهو مسمعنيش لما طلبت منه انه يسمعني..هتركبي ولا لأ؟
-طب بصي عليه ؟ بصي انه هيموت و تكملي كلامك معاه؟
-انا ماشية يا يارا.
تحركت يسرا بالسيارة وانطلقت واقسمت انها ستختفي من حياة الجميع...
ظل كريم ينظر للنيل و عينيه تنزل دموع بهدوء..ذهبت يارا إليه وهي تقول..
-هتعمل ايه؟
-هي هترجع اكيد هترجع.
-طب قدر مرجعتش؟
-مش عارف بقي يا يارا ..انا حاسس اني وقعت في حفرة ومحدش هيعرف يطلعني غير يسرا! انا اول مرة احس اني بحبها كده!
نظرت يارا لكريم نظرة ندم وحسرة وهي تقول..
-انا مش عارفة اقولك ايه! بس انت هتعمل ايه مع باباها؟
-همشي كل حاجه زي ما هي وانا متأكد ان يسرا لما تحس اني بقيت معاها مش هتبعدني.
-ربنا معاك يا كريم..انا لازم امشي.
-يلا تعالي اوصلك.
-لا مش هينفع انا هركب مواصلة من هنا وخلاص.
-لا تعالي يابنتي ..ازاي هسيبك وانا معايا عربية؟
-معلش يا كريم..يلا سلام.