الحلقة الثالثة و العشرون

1.3K 26 0
                                    

#ورقة_جوكر٢٣
#الحلقة_الثالثة_والعشرون
لم يحدث شئيا جديد بعد هذا اليوم المشؤم ..اليوم التي أتت به سالي الي المركز..اجتنب كريم يسرا كثيرا بعد ان بكي أمامها لا يعلم لماذا يختبئ منها ..حتي انه لم يحكي لها أي شئ عندما كان يبكي انه لم يفعل شئ إلا انه حضن إيها و تركها و خرج من الغرفة..
لكنه يشعر انه اخطأ كثيرا عندما فعل هذا..فهو لديه عزة نفسه اكبر من أي شئ..كان كريم يشتاق لخالد كثيرا حيث ان خالد توقف عن الاتصالات به..يريد ان يتحدث معه لكنه ايضا يريد ان يتأقلم مع الوضع الجديد وهو كريم بلا عائلة المنشاوي..
*****
وضع الاكتئاب الذي سقط علي رأس خالد ليس بالقليل..لا يفعل شئ سوي انه يعمل و يرجع منزله و هو في أشد احتياج للراحة ...لكن اليوم كان مختلف كثيرا علي خالد لا يعلم لماذا لكنه تذكر الأمس وهو يصرخ بوجه ماهي للمرة الألف بسبب ما تفعله..لكن في آخر الخناق لم يستطيع ان يراها بهذه الطريقة..
*فلاش باك*
كان خالد جالس علي الأريكة يشاهد التلفاز ليجد ماهي خرجت من المطبخ وهي تقول..
-حبيبي تاكل ايه؟
لم يبالي خالد او لم يسمعها بسبب ارتفاع صوت التلفاز لأنه كان يوجد مبارة مهمة للغاية..
وقفت ماهي امام التلفاز ثم اغلقته وهي ترتدي مريلة المطبخ وهي تقول...
-هتاكل ايه يا خالد.
-انتي اتجننتي يا ماهيتاب افتحي التلفزيون!!
-مش هفتحه غير لما تقول هتاكل ايه!
-هطفح أي حاجه بس ابعدي عن التلفزيون!
-خلاص هطلب دليفري.
وقف خالد وهو يقول..
-خشي يا ماهيتاب اعملي الأكل!
-مش هعمل غير لما تقولي هتاكل ايه!!
لكن هاتف ماهي بدأ في الرنين..توجه خالد عليه ليجد سالي المتصلة..شعر خالد انه يوجد مكلمات بين سالي و ماهيتاب ..فأخذ الهاتف ثم اتجه لماهي وفتح الخط وهو يشير لماهي بالتحدث بطبيعتها..
-ايوه يا ماهي!!
-ايوه يا سالي.
-انا مش قولتلك هنكمل كلامنا بعد ما خلص شغل ..مكلمتنيش ليه؟
اغلق خالد الخط ثم صفع ماهي علي وجهها وهو يقول..
-ايديا وجعتني من الضرب..يخربيت كده انتي ايه؟!
لكن ماهي لم تبكي لكنها وقفت مثل الصنم وهي تقول..
-اضرب تاني يلا مستني ايه ما خلاص انا بقيت الحاجة اللي بطلع فيها كل غضبك!!..انا تعبت ومليش حد اكلمه هكلم مين يعني!! وانت سايبني بين اربع حيطان..انت ايه يا أخي ايه الجبروت ده.
مسك خالد ذراع ماهي وهو يقول..
-صوتك ميعلاش..و بعدين انا مش ممانع انك تكلمي سالي..بس ممانع انك تقوليلها كل حاجة بتحصل في البيت!
-وانت سمعت الكلام اللي ما بينا! كفاية بقي يا خالد ضرب واهانة لو عايز تطلقني بس عايز انا اطلب منك يبقي طلقني انا مش عايزة اعيش مع حد بيكرهني!!
ثم دخلت ماهي الغرفة..و أغلقت الباب و انفجرت في البكاء لا تعلم لماذا لكنها تشعر ان طمعها أتي بها لوحش لا يرحم..يا الله لكنها لا تريد ان تترك خالد ..هل لأنها تحبه ام انها لا تريد ان تعيش وحيده مرة أخري..تعيش فقط مع والدتها المسنة..
شعر خالد بالذنب بعض الشئ ..فبدأ بالصراع الداخلي وهو يقول في نفسه..
"اروح اصالحها؟ ولا اسيبها كده عشان تتعلم ان الله حق؟
انا بعمل معاها كده ليه؟ ما هي فعلا عندها حق مهي مش لعبة اطلع فيها قرفي!! ياربي بقي اعمل ايه انا تعبان وعايز حد جنبي"
صعد خالد غرفته و طرق علي الباب ليجد ماهي نائمة علي السرير وهي تبكي..ظل واقف امام الباب لا يعلم ماذا يقول ..لكنه وجد ماهي تقول..
-ايه افتكرت حاجة فجاي تضربني عليها؟
اقترب خالد منها ثم جلس علي الفراش بجانبها و هو يقول..
-متزعليش انا مكنش قصدي بس ده بردو مش معناه انك مغلطيش.
وجد ماهي تبكي بقوه فجأة حتي انه أول مرة يري فيها ماهي تبكي بهذه الطريقة ..لم يستطيع ان يراها بهذه الطريقة فاقترب منها و احتضنها وهو يقول..
-انا اسف والله مكنش قصدي اضربك..مكنتش اعرف انك هتزعلي كده!
-انت بتعمل معايا كده ليه يا خالد!!
-عشان خايف علي حياتنا من سالي..انتي مش فاهمة سالي عايزة ايه..و بعدين قولتلك اني مبحبش حد يعرف عننا حاجه صح؟
-صح..بس ده مش معناه اني كل مغلط غلطة صغيرة تقوم تعمل فيا كده.
-طب دي نعمل اتفاق؟
-ايه هو؟
-انك متعمليش حاجة غلط لمدة اسبوع وانا مش همد ايدي عليكي بردو لمدة اسبوع.
رفعت ماهي رأسها من حضن خالد وهي تقول..
-وانت مبتعرفش تبطل ضرب!!
-مش هقدر بجد ايديا لما بشوف حد عمل حاجة استفزتني بتشتغل لوحدها..وبعدين انا ايديا وجعتني انتي ترضي ان ايديا توجعني؟
-لا مرضهاش بس ارضي ان وشي هو اللي يولع صح؟
-خلاص بقي يا ابو الغضب كفاية عياط!
-مين ابو الغضب ده؟
-ملكيش دعوة هو مين..المهم هنطفح ايه في اليوم اللي مش هيخلص ده!! ده انا سبت الماتش وجاي اصلحك.
-خسارة فيا؟
-اها خسارة فيكي يلا قومي اعملي الأكل.
ترك خالد ماهي علي الفراش وهو يجري للتلفاز حتي يستكمل المباراة...
لا تستطيع ماهي ان تقاوم خالد اذا تحدث معها فتنسي كل شئ حدث بينهم لكن ايضا هي لا تنسي انها تريد مال خالد ..وتريد الاستمتاع لكن ايضا تريد الاستمتاع بخالد معها..
تذكرت ماهي انها تريد ان تأخذ اللزق حتي تلزق شئ بالمطبخ..اتجهت لمكتب خالد وفتحته لتبحث عن اللزق لكنها وجدت رسمة..يا له من حظ انه الجوكر الذي رسمته يارا..رأت ماهي اسم يارا علي الرسمة ..وكادت ان تخرج من الغرفة لكنها استوقفت وهي تقول لنفسها بصوت مسموع..
"انا مش هروح اتخانق مع خالد..انا هحاول اخلي خالد يحبني بدل ما اقعد ابهدل الدنيا"
ولحظتها كتن خالد استمع لهذه الكلمات لأنه كان يصعد ليأخذ هاتفه..
*عودة*
" طب ما اللي بيتجوزوا بردو دول مبسوطين..يعني مش احساس وحش ان يكون في حد بيشركك حياتك..يلا خلينا في الشغل "
قالها خالد لنفسه بعد تذكره ما حدث..ثم استكمل عمله..
***
"مش عارفة اقولك ايه يا كريم بس هو فعلا الموضوع رخم بس مش لدرجة انك تقاطعهم و تسيب حقك ..مش يمكن دي تكون خطة سالي عشان تسيب حقك "
قالتها يارا وهي تتحدث مع كريم في استراحة العمل..كان كريم سارح في كلام يارا لكن ايضا لا يريد ان يستكمل حياته بهذه الطريقة..
-بصي يا يارا انا نقصلي سنتين واخلص و اشتغل في اي مكتب محاماة وخلاص و ابدأ حياة جديدة.
-لا يا راجل وهي بالساهل كده؟ ليه تدور علي ملاليم لما ممكن تشتغل في شركتك..و بعدين انت مش بتشوف نظرة الناس ليك لما يعرفوا انك ابن عيلة المنشاوي.
-خلاص هغير اسمي..اعمل اي حاجة بس مش عايز ابقي مذلول.
-انت حرقت دمي يا كريم بجد..انت حر بس بعد كده هتندم والله.
-متخافيش منا مش هسيب حقي بردو.
-ناوي علي ايه؟
-هتعرفي بس اصبري لما اظبطلهم وافضلهم.
أتت يسرا لهما و جلست بجانب يارا وهي تقول..
-كل ده رغي؟
-انا كنت قايمة اصلا عشان اظبط حاجات .
قامت يارا من المقعد..و ظلت يسرا مع كريم ..لم يتحدث كريم او لم يبالي ايضا بأي شئ..لكنه وجد يسرا تقول..
-هي مين الناس اللي جم الاسبوع اللي فات؟
-انتي لسه فاكرة؟ بس اشمعني؟
-لا عادي بسأل افتكرت بس دلوقت.
-اللي اتكلمت معاكي دي تبقي سالي اختي..و العسل الصغيرة دي طب بنتها.
-امممم.
-انا كنت عايز اعتذرلك عن اللي حصل يعني.
-هو ايه اللي حصل؟
-ها؟ يعني عشان حضنتك وكده!
تلون وجه يسرا بالحمرة ثم وقفت وهي تقول..
-لا لا عادي..انا هقوم عشان الاستراحة خلصت.
دخلت يسرا غرفتها وهي محرجة للغاية..كيف لها ان تسمح له ان يحتضنها بهذه الطريقة..لكنها تركت هذه الفكرة و جلست علي المقعد لتبدأ عملها من جديد..
اما يارا فكانت تضبط المشاية لفتاة..لكنها وجدت هاتفها يرن..لم تبالي فبدأ بالرنين مره أخري لكنها لم تبالي ايضا..لكنها وجدت احد يدخل المركز وكانت المفاجأة..

رواية ورقة جوكر..[مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن