الحلقة الخامسة و الثلاثون

783 25 0
                                    

#ورقة_جوكر٣٥
#الحلقة_الخامسة_والثلاثون
انتهي كريم من يومه في عمله الجديد بشركة سالي ..كان يوم من الارهاق و الانبساط معا..فموظفين شركة سالي كانوا في غاية الترحيب مع كريم و وجهوا لسالي الادعية و رسائل الاشتياق لها..ركب كريم سيارته و اراد ان يتجه لمنزل يارا لتعزيتها علي وفاة زوجها..
وبالفعل وصل بسيارته إلي منزل يارا ثم صعد و طرق الباب..ليجد امرأة تفتح الباب..
-هو مش ده بيت مدام يارا سليم بردو؟
-اه هو..مين حضرتك ؟
-انا كريم كنت شغال مع يارا في الجيم؟ وكنت جاي اعزيها بس اتأخرت عشان كنت مسافر.
-اهلا و سهلا اتفضل.
دخل كريم وجلس علي المقعد لكنه وجد فردوس تقول بابتسامة..
-هو حضرتك بقي تعرف يارا بقالك كتير؟
-يعني مش كتير اوي ..بس يارا بني ادمة محترمة و ناس طتير بتحبها.
-طب هقوم اناديها .
دخلت فردوس علي يارا لتجدها تقرأ القرآن قاطعتها وهي تقول..
-يارا في ضيف.
-مش هقابل حد..قوليله نايمة.
-خلاص هروح اقول لاستاذ كريم انك مش موجودة.
-كريم؟ لا خلاص استني هلبس واخرج..قدميله قهوة لحد ما اخرج.
ارتدت يارا الاسود كعادتها التي لزمتها..ثم خرجت لكريم وهي تقول..
-انا قولت انك نستني.
-لا ياستي منستكيش..تعالي بقي عشان بقالي كتير مشوفتكيش.
جلست يارا لتجد كريم يقول..
-البقاءلله انا عارف انها متأخرة بس والله انتي عارفة ليه.
-عارفة و مقدرة يا كريم.. هي سالي عاملة ايه دلوقت؟
-الحمدلله و بتسلم عليكي علي فكرة.
-الله يسلمها.
-وخالد بردو بيسلم عليكي.
تنهدت يارا وهي تقول..
-الله يسلمه.
-طب بقولك ايه يا يارا خالد كان عايز يجي يزورك ممكن ولا ايه ؟
-هو ممكن اكيد..بس انا كل ما اقبله تحصل مصيبة..وبعدين اكيد مراته مش هتسيبه.
-مراته؟ خالد مطلق بقاله كتير اوي.
-طلق!
-اه والله انتي متعرفيش؟
-لا انت قولت ان فيه مشاكل بس مقولتش طلاق دي!
-لا ياستي طلقها..والله احسن بلاش قرف.
-حرام عليك يا كريم..خراب البيوت وحش!
-بس هي كانت وحشة اوي.
-يلا ربنا يوفقه مع حد كويس.
-يارب و يوفقك انتي كمان.
ابتسمت يارا ابتسامة ساخرة وهي تقول..
-انا كنت عايزة حد واحد بس..واهو خلاص راح مني..انا خلاص مش عايزة حد تاني..هقفل الباب علي نفسي لحد ما اموت.
دخلت والدة يارا ومعها القهوة وهي تقول..
-يعني ايه هتقفلي الباب علي نفسك! هو ايه خلاص اتهبلتي.
-ماما بعد اذنك خلاص بقي كفاية ضغط عليا..انا بحب هشام ومش ناوية اتجوز بعده.
-والله انتي لو موتي كان زمانه اتجوز..بت هبلة.
دخلت والدة يارا المطبخ مرة اخري..و يارا تنفخ وهي تقول..
-امي وعرفاها مش هتهدي إلا لما تموتني من طريقتها دي.
ضحك كريم وهو يقول..
-هاهاهاها مامتك لذيذة اوي يا يارا.
-والله انت اللي لذيذ..قولي بقي عملت ايه مع يسرا؟
-كلمتها واعتذرتلها و بعديها كلمت باباها و قالي هشوف واكلمك.
-بس ده باباها مسافر.
-ما هو عشان كده قالي هشوف و اكلمك.
-بتحبها؟
-مش عارف... بس بحب نفسي وانا معاها وده كفيل اني احبها.
-ربنا يهنيك.
-طب انا هقوم بقي عشان هموت وانام وبقيت اشتغل في شركة سالي.
-بجد مبروك ياعم بقي.
-الله يبارك فيكي.. يلا همشي انا.
-انت يا كريم لسه جاي..هتمشي بسرعة كده!
-معلش عشان انا بقيت راجل مهم.
ضحكت يارا وهي تقول..
-ماشي يا رجل الاعمال.
خرج كريم من المنزل و ركب سيارته ولحسن حظه وجد والد يسرا يهاتفه..
-الو يا استاذ منتصر.
-ايوه يا كريم.
-ازي حضرتك في بلاد الغربة؟
-الحمدلله ..انا كنت متصل بيك عشان اقولك علي الموضوع اللي اتكلمت فيه معايا من اسبوع.
-ايوه انا كنت فقدت الامل بجد..ها؟ ايه الرد؟
-بص يابني الجواز قسمة و نصيب..و يسرا بنتي مش ليك.
صدم والد يسرا كريم..لكن كريم بدأ بان يسترد هدوءه وهو يقول..
-طب ممكن اعرف الاسباب؟
-عايز الصراحة؟ الحقيقة فرق السن وكمان يسرا ابن عمها بيحبها وهيتجوزها.
-فرق السن؟ ايوه بس احنا الفرق بنا مش كبير و بعدين..
-بص يا كريم بدون تفاصيل كتير انا ردي الرفض..وكل شئ قسمة ونصيب..بعد اذنك عشان ورايا حاجات.
اغلق كريم الخط وهو يفكر بماذا يفعل لكنه كان لديه امل..اتصل بيسرا حتي تعطيه امل..
-ايوه يا يسرا..باباكي كلمني.
-بجد؟ كلمك و وافق؟
-بصي هو رفض بس انا مش هسكت اكيد.
-رفض!! رفض ليه و ازاي؟
-رفض عشان فرق السن وبعدين ايه بقي موضوع ابن عمك ده؟
-ابن عمي ؟هو قالك ايه؟
-قالي ان ابن عمك عايز يتجوزك.
-سيبك من الكلام ده انا عايزاك انت.
-وانا بحبك انتي والله..بس اصبري كمان شوية كده وهنعمل محولة تاني..بس ارفضي اي عريس..طفشيهم اعملي اي حاجة.
-حاضر والله..انت بدأت الشغل؟
-اه بدأت ادعيلي ان الشركه متبوظش مني.
-بدعيلك.
-هقفل عشان مش عارف اركز في السواقة..يلا باي.
                                 ****
ظلت سالي تبكي علي حالها وعلي الذي حدث لها..ظنت انها ستبقي بجبروتها و قوتها لكن الله كان اكبر من كل شئ..واعطاها نصيبها في الحياة..وجدت احد يطرق الباب فمسحت دموعها و سمحت له بالدخول..كان الطارق خالد..اقترب منها ثم جلس بجانبها علي الفراش وهو يقول..
-دهرك الوجع خف فيه؟
-اه الحمدلله شوية.
-الحمدلله بقولك يا سالي انا كنت عايز اسألك سؤالين كده..السؤال الاول هي ماهي مختفية فين؟
-ماهي ؟ انا معرفش عنها حاجة من ساعة مطلقتوا.
-ازاي يعني متعرفيش عنها حاجة؟
-لا خالص والله.
-طب ابقي اسألي عليها.
-السؤال التاني؟
-مين اللي كانت ليلي بتتكلم عليه وانك هتتجوزيه.
انقلب وجه سالي خوفا من خالد وهي تقول..
-مراد.
-مراد مين؟
-مراد صاحب الشركات المنافسة لينا.
وقف خالد فجأة وهو يقول..
-مراد!! مراد ازاي مراد!! انتي اتهبلتي ولا كنتي شاربة حاجة يا سالي؟
-والله ابدا افهم بس.
-افهم ايه!! افهم انك عايزة توقعيلي شركاتنا؟ افهم ايه يا سالي.. افهم ايه!!
-انا كنت عايزة اعمل كده علي أمل اني اعرف اخود منه حاجة..يعني يكتبلي فرع من شركاته او اي حاجه.
-اه صح وهو اهبل كده!! ده كان ممكن ياخد منك انتي شركتك!! وبعدين ليه اصلا واحنا الحمدلله معانا والحمدلله.. ليه الطمع و الجشع!
-خلاص بقي يا خالد انا مش طايقة نفسي اصلا.
-طب وهو عرف اللي حصلك؟
-عرف.
-وعمل ايه؟
-متصلش بيا اصلا وحاولت اتصل بس محدش بيرد.
-استغفرالله العظيم! انتي عارفة بنتك قرب يجلها حالة نفسية ده لو مجلهاش يعني! كفاية بقي يا سالي جشع ..كفايه طمع بقي.
خرج خالد من الغرفة وهو يريد ان ينفجر باحد لكنه وجد كريم امامه وهو يقول..
-هاي يا ماووو.
-ونبي ابعد عني يا كريم مش ناقصة بقي!
دخل خالد غرفته وهو يريد كسر كل شئ حوله..لكن كريم دخل الغرفة وهو يقول..
-في ايه يا عم ..هتموت محروق من حرقة دمك دي!
-ونبي يا كريم انا مش قادر اتكلم.
-مش قادر تتكلم..طب انا غلطان اني كنت هقولك علي اخبار النهاردة واللي حصل في بيت يارا.
هم كريم بالخروج لكنه وجد خالد مسكه من كتفه ثم لفه إليه وهو يقول..
-ايه اللي حصل ؟
-مانت من شوية مكنتش قادر تتكلم.
-انجززز.
-خلاص متجزش..يارا وافقت يا سيدي تروح تزورها..وامها شكلها ست من الستات اللي عايزين يجوزوا بناتهم و فضحتها قدامي.
-ليه قالت ايه؟
-لقيتها بتقولها يعني ايه هتقفلي الباب علي نفسك والكلام ده يعني.
-اممم ماشي.
-خدت مني اللي انت عايزه وهتسبني؟
-امشي يا كريم!
-طب هتروحلها؟
-اه اكيد.
-هو انت عايز ايه من يارا يا خالد؟
-مش عارف بس انا بحب اشوفها..و مش حب علفكرة بس هي حاجه تانية.
غمز كريم لخالد و هو يبتسم و يقول..
-ماشي يا سيدي ربنا يقدرك وتعرف ايه الحاجة التانية دي.
-صحيح ابو البت يسرا كلمك؟
-البت؟ اه يا سيدي كلمني ومش موافق.
-ايه ده ليه؟
-عشان هي اكبر مني و بيقولي ان ابن عمها بيحبها.
-طب وهتعمل ايه؟
-هعمل ايه يعني ..هسيبها علي ربنا وهتقدم تاني.
-يعني انت بتحب البت دي ولا انت معجب ولا ايه ؟
-مش عارف بص انا موصلتش لمرحلة اني بعشق و بردو عديت مرحلة الاعجاب..بس مش عارف انا ببقي عايز يسرا جنبي..هي الحضن اللي بيحتويني كده.
-مش مرتحلك يا كريم!!
-ولا انا مرتاح لنفسي انا هدخل اغير هدومي وانام!

رواية ورقة جوكر..[مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن