الحلقة الأربعون

843 27 0
                                    

#ورقة_جوكر٤٠
#الحلقة_الأربعون.
يوم جديد بصباح مشرق و نشاط غير معتاد من يارا..استيقظت يارا مبكرا و ظلت تقرأ قرآن لفترة ..لا تعلم لماذا اقتربت من ربها للغاية لكنها رأت ان القرب من ربها أجمل قرب..دخلت المرحاض و خرجت و ارتدت ملابسها كعادتها ثم نزلت للسيارة..و وصلت لمكان عملها لكن كانت هناك فوضي او تجمعات غير طبيعية..او ما يسمي تجمع كل شخصين مع بعض و يتحدثا..نظرت يارا في ساعتها واجدتها الثامنة صباحا و ليس ميعاد الاستراحة..وجدت نور تقترب منها وهي تقول..
-اهلا اهلا بيارتنا.
-عاملة ايه يا نور؟
-الحمدلله..وانتي؟
-الصراحة انا كنت كويسة بس جيت اتصدمت من التجمعات اللي اول مرة اشوفها دي.
-اه عشان انتي مش متعودة اصل مستر خالد النهاردة جيه و كان وشه متغير اوي ..تحسي انه واحد تاني.
-ازاي يعني؟
-مش عارفة بس شكله تعبان..المهم هي التجمعات دي بتحصل لما حاجه جديدة بتحصل.
-تمام انا هطلع بقي انا.
صعدت يارا مكتبها ولم تجد هذه الفتاة المتكبرة والمغرورة أيضا..جلست علي مكتبها و بعدها بساعة تقريبا وجدت ليالي تدخل الغرفة وهي تقول..
-مش معقول بجد هي رحمة دي مش بتتعب من الاوامر!
-ليه عملتلك ايه؟
-انا جاية من ساعة وربع كده لقيتها دخلت و قالتلي اعمل حاجات كتير اوي.
-معلش هتتعودي بعد كده.
جلست ليالي وهي تفكر في امر لكي تدخل لخالد..و بالفعل وجدت.. نهضت من مكتبها لكن يارا لم تسألها إلي اين ذاهبة..
طرقت ليالي الغرفة لتجد خالد يسمح لها بصوت منخفض بالدخول..دخلت و وجدت خالد جالس علي المكتب و وجهه شاحب للغاية..و جسده ينتفض بعض الشئ لكنه يقاوم هذا التعب و يعمل..
-مستر خالد انا كنت جاية اشكر حضرتك عشان تعبتك معايا امبارح.
وجدت خالد يقول ببصوت منبوح و منخفض..
-لا لا عادي..لما تخرجي يا ليالي ابقي ناديلي يارا بعد اذنك.
خرجت ليالي وهي تلعن نفسها لان خالد يهتم بيارا كثيرا و ليس يعطيها ذرة اهتمام..
دخلت ليالي الغرفة وهي تقول..
-مستر خالد عاوزك.
تركت يارا ما بيدها ثم دخلت غرفة خالد بعد ان طرقتها..وجدته علي هذه الحال فبدأت في الحديث وهي تقول..
-خالد انت كويس؟
كان خالد يأكل ساندوتش لكنه كان مشمئز للغاية..وضع يده علي فمه و دخل المرحاض..دخلت يارا خلفه لكنه شاور لها بالخروج لكن يارا ظلت واقفة بجانبه..لم تشمئز منه بل بالعكس ظلت واضعة يدها خلف ظهره وهي تريد ان تساعده لكن بلا فائدة..انتهي خالد وهو يأخذ نفسه بصعوبة..بدأت عيونه تزغلل و لم يستطيع الوقوف..مسكته يارا لكنه لم يستطيع مقاومة التعب فسقط مغشيا عليه..
جلست يارا علي ركبتيها وهي خائفة و تقول..
-خالد رد عليا يا خالد!!!
جرت يارا للمصعد ونزلت لرامي وهي تقول..
-دكتور رامي خالد اغمي عليه فوق.
جري رامي خلف يارا حتي ان بعض الموظفين سمعوا جملة يارا..جري رامي و معه يارا و دخلا مكتب خالد..اقترب رامي منه ثم حاول حمله لكنه لم يستطيع..ساعدته يارا و وضعوا خالد علي الأريكة.. بدأ رامي بإفاقة خالد و بالفعل بدأ خالد بأن يستفيق ..فتح خالد عيونه ليجد امامه يارا و رامي..
بدأ رامي في الحديث وهو يقول..
-خالد انت كويس؟
نظر خالد ليارا ثم بدأ وهو يقول..
-نار في بطني.
-طب انت أكلت حاجه بايظة ولا عندك برد؟
-مش عارف.
كان خالد يتكلم بصعوبة و بصوت منخفض..
استكمل رامي وهو يقول..
-انت لازم تروح المستشفي..عشان انت ممكن يكون عندك ميكروب او حاجة.. غير كده انت دماغك سخنة اوي..و دي يا إما حالة تسمم يا إما برد.
خرج رامي ثم نظر ليارا لكنه وجدها تنظر لخالد بخوف ..خرج رامي و أغلق معه الباب..
نظر خالد ليارا ثم أغلق عيونه لكنه وجد يارا تجري عليه وهي تهزه وتقول..
-خالد خالد؟
استيقظ خالد بخوف وهو يقول..
-حرام عليكي فزعتيني.
-انت اللي فزعتيني يا أخي..انت لازم تروح المستشفي زي ما رامي قال.
-مش هروح و مش قادر اروح.
-لا هتروح انا هاخدك و اوديك يا إما هكلم كريم ياخدك و يوديك.
-كريم في الشغل.
-خلاص هوديك انا ..يلا حاول تقوم.
لم يستطيع خالد الوقوف..ساعدته يارا وهي تنزل ساقيه من علي الأريكة لكنها وجدت خالد لا يستطيع الحركة..
-مش قادر اتحرك..جسمي كله متلج و سقعان اوي.
اقتربت منه يارا ثم مسكت ذراعيه و هي تحاول ان تجعله يقف من جديد..كان خالد في عالم آخر مع عيون يارا..ظلت يارا تساعده وهي غير منتبهة لشئ إلا ان تحعل خالد يأتي معها..
وبالفعل وقف خالد ثم بدأ بالحركة وهو يستند للحائط..اقتربت منه يارا وهي تقول..
-هجيب مفتاح العربية واجي.
دخلت مكتبها لتجد ليالي تقول..
-هو كان عايزك في ايه؟
-مكنش عايزني في حاجة انا ماشية دلوقت.
خرجت يارا ثم ظلت تساعد خالد وهي واضعة كفها بكفه لا تعلم لماذا كل هذا الخوف لكنها لا تريد ان تفقده كما فقدت هشام بموته المفاجئ...لكن خالد كان يريد ان يظل مريض حتي يستمتع بلمسات يارا ..وصل خالد للسيارة و دخلت يارا ودخل هو ايضا و الجميع يتحدث عن يارا بكلمات غير حقيقة مثل..
"ده انا سمعت ان يارا دي اصلا واحدة حرامية..ده بيقولك ان يارا بت شمال واي راجل تروح تلزق فيه انت مش شايف ياعم..لا لا بجد هي مش خايفة من ربنا واللي بتعمله ده ولا هي عملالي فيها متدينة وخلاص "
كان رامي ينظر ليارا وخالد وهو يعلم انه يوجد بينهما شيئا لكنه لم ينطق..و نور تنظر ليارا وهي واثقة ان يارا تفعل هكذا من أجل الشهامة وليس لأنها فتاة تريد ان تقع خالد في شباكها..
وصلت يارا و ساعدت خالد لكي يدخل غرفة الطوارئ..
وبالفعل دخل خالد بصعوبة شديدة ثم جلس علي الفراش وأتت الطبيبة وكشفت عليه وهي تقول..
-لا ده لازم يتحجز مش اقل من يومين.
ردت عليها يارا بخوف وهي تقول..
-ليه؟هو عنده ايه ؟
-دي اعراض النزلة المعوية ممكن يكون أكل حاجة مش كويسة فوجعت بطنه..كمان درجة حرارته اربعين ونص و لازم ياخد ادوية ومحاليل.
نظر خالد للطبيبة وهو يقول..
-ايوه بس انا مش هينفع اتحجز يومين!انا عندي شغل!!
-انت ممكن درجة حرارتك دي تزيد ولو زادت عن كده لقدر الله ممكن يحصلك حاجة ده غير ان ممكن يحصلك جفاف بسبب الترجيع الكتير زي ما اخت حضرتك قالت.
نظرت لها يارا بصدمة وهي تقول..
-اخته؟
ضحكت الطبيبة واستكملت وهي تقول..
-خلاص مرااته يا ستي ولا تزعلي.
نظرت لها يارا و لم ترد و نظرت لخالد لتجده ينظر لها بحنان بالغ..استكملت الطبيبة وهي تقول..
-ثواني هشوف هتتنقل أوضة كام.
ذهبت الطبيبة وظلت يارا واقفة بجانب خالد وهي تنظر للأرض لكنها فجأة وجدت خالد يمسك يدها و هو صامت..
إحساس مفاجئ جاء ليارا..احساس بالخوف من افتقاد خالد.. تريد ان تخبئه من عيون العالم ومن الجميع..تريد ان تكون هي وهو فقط.. ينظرا لبعضهما بدون كلام..لكن عيونهما هي التي تتكلم..
ظلت يارا تنظر لعيون خالد لتجد الطبيبة تأتي وهي تقول..
-هتتنقل أوضه "...".
انتفضت يارا من صوت الطبيبة ثم ألتفت وهي تقول..
-دي في الدور الكام؟
-السادس.
انتقل خالد و يارا ومعهما ممرضة ..عُلق المحاليل لخالد وأخذ الدواء ثم فرض جسده علي الفراش ويارا بجانبه لا تعرف ماذا تفعل..لكنها وجدته يقول..
-شكرا بجد علي كل حاجة.
ابتسمت يارا وهي تقول..
-العفو علي ايه.
-علي خوفك و علي اهتمامك وعلي انك واقفة جنبي لحد دلوقت..وعلي انك فضلتي جنبي في الحمام وانا مبهدل الدنيا وممشتيش حتي بعد ما طلبت منك انك تخرجي.
نظرت له يارا ثم تذكرت ذلك الموقف لكنها لم تشعر بأي اشمئزاز..نظرت لخالد ثم أتت بمقعد و جلست بجانبه وهي تقول..
-تعرف..انا بقرف جدا من أقل حاجة..حتي بقرف من نفسي.. بس مش عارفة متأثرتش ليه لما شوفتك.
نظر لها خالد ثم استكملت يارا وهي تقول..
-انت اتغيرت اوي يا خالد.
نظر لها خالد ثم نظر امامه وهو يقول..
-اتغيرت اوي اوي..ومش عارف اتغيرت امتي ولا ازاي ..بس حاسس اني اتغيرت.
نظر لها مره أخري وهو يقول..
-يارا هو انتي حاسة نفس الإحساس اللي انا حاسه؟
-انهي احساس؟
تنفس خالد نفس عميق ثم ابتسم وهو يقول..
-يعني احساس كده.
ضحكت يارا علي طريقة خالد وهي تقول..
-ماهو حالتك دي فيها ألف احساس..يعني ممكن تكون حاسس انك تعبان ممكن قرفان وممكن مخنوق و ممكن حاجاات كتير جدا انا مش هعرف احددها.
نظر لها خالد وهو يقول..
-هو انا قفل للدرجة دي؟
-ساعات و ساعات.
-ازاي.
-استني لما اعدل نفسي كده عشان بحب اوي احلل شخصية البني آدم.
ضحك خالد ثم استكملت يارا وهي تقول..
-يعني بص..ساعات بحسك غامض اوي..و ساعات بحسك كتاب مفتوح اوي..ومتسألش علي موافق عشان مش هعرف احدد بس بحسك في كل وقت شخص.
-طب و دلوقت انهي شخص؟
-هبقي اقولك لما اعرف.
نظر لها خالد نظرو مليئة بالكلام حتي ان يارا وجهها تلون للأحمر وهي تقول..
-بتبصلي كده ليه؟
-طب شوفتي فيها ايه؟
نظرت يارا في عيون خالد و قلبها يدق بشدة ثم استكملت وهي تقول..
-اللي شوفته مش هعرف اقوله غير لما انت تقوله.
-بس انا خايف اقوله.
-يبقي متقولوش مدام خايف.
-بس انا عايز اعرف انتي شوفتي ايه؟
-طب انت شوفت ايه لما بصتلي؟
نظر لها خالد وهو يقول..
-بتحبيني..واوي كمان.
فتحت يارا عينها بقوة و وجها انقلب للون الأحمر مرة اخري..لتجد خالد يقول..
-تعالي نصارح بعض..مفيش حد غيرنا ومفيش حد سامعنا..يبقي ليه نخبي واحنا عايزين نعترف.
-نعترف بإيه؟
-نعترف ان انا بحبك.
نظرت له يارا وهي مندهشة ..لكن خالد استكمل وهو يقول..
-وان انتي كمان بتحبيني.
أخذت يارا نفس عميق ثم استكملت وهي تقول..
-ومين قالك اني بحبك ؟
-انتي مش قولتيلي شايف ايه في عيوني؟ هو ده اللي انا شايفه.
-طب و بعد مانا احبك وانت تحبني..استفادنا ايه؟
اعتدل خالد في جلسته وهو يقول..
-استفادنا قوة و أمل..استفادنا أني هعوضك زي بردو مانتي هتعوضيني.
-مين قالك اني هعوضك؟
-خوفك عليا و وقفتك جنبي دي حتي لو كانت حاجة صغيرة دي عندي بالدنيا وما فيها.
لم تتكلم يارا لكنها وجدت خالد يقول..
-انتي عمرك محبيتي هشام.. انتي بس بتوهمي نفسك انك بتحبيه..مش يمكن كل ده حصل عشان تكوني من نصيبي؟ مش يمكن انتي هتبقي البني ادمة اللي ربنا بعتهالي تعويض عن كل اللي شوفته ؟
-خلصت؟
-انتي ليه سلبية؟ ليه بتحبي تجبري نفسك علي الحاجة اللي مش بتحبيها..متخليكي معترفة مرة واحدة بس انك بتحبيني.
-انا سلبية؟ طب لو انا سلبية انت تبقي ايه؟
-ملكيش دعوة بيا انا بتكلم عليكي دلوقت.. خلاص بقي يا يارا احنا كبرنا..كبرنا و مفيش حاجة هتستاهل ان احنا نعملها غير اننا ندخل في تجربة و هي اننا نتجوز.
-مش ممكن تموت زي ما هشام مات؟
-انتي هبلة صح؟ لو مُت ده هيبقي قدري..قدري اني اقابل ربنا..بصي انا يمكن بعمل حاجات كتير غلط بس عمري ما اعترضت علي حاجة ربنا عملهالي..كل حاجة بتحصلي بسيب نفسي و بحاول حتي لو كانت المحاولة سلبية..بصي يا يارا انا اول ما اخرج هتجوزك و دي تبقي أول شراكة بيني و بينك.

رواية ورقة جوكر..[مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن