الفصل الثاني و العشرون

114K 4.3K 957
                                    

#الفصل_الثاني_والعشرون
#ولعشقها_ضريبة

فهل أرتاح بعض الوقت في عينيكِ!

أم أمضي مع الأحزان؟...

-لأ منا خلاص لاقيتها...

صدح صوت صابر وهو ينظر إلى ظهر روجيدا والتي ظهرت من العدم وتُهنئ زوجها..جاءه صوت بسنت المُتعجب والتي إتصلت بـ زوجها تستدعيه في رحلة بحث عن شقيقتها

-إزاي يعني!..أنت مش الحفلة!
-ضحك صابر بـ بلاهة قائلًا:ما هي بتبارك للعريس
-صرخت بسنت بـ جزع:خدها يا صابر دي تروح فيها
-هدأها صابر قائلًا:إهدي أنا هجيبها لحد البيت..متخافيش...

وأغلق هاتفه ثم حاول الإتجاه إليها ليسحبها إلا أن يد فاطمة منعته ثم هتفت بـ نبرة ملكومة

-سبهم يا صابر..الموضوع دا هما هيحلوه لوحدهم
-بس آآ
-قاطعته قائلة:مفيش بس..جايز دي أخر مرة يشوفوا بعض...

تنهد صابر بـ شفقة كِلاهما يُعذبان بعضهما الآخر وكِلاهما أعند من الآخر..حقًا حبهما ملعون..أو ربما عقاب لجاسر لما إقترفته يداه من قبل معرفته بها

وعلى الناحية الأخرى كانت روجيدا تقف أمامه بـ نفس الإبتسامة تمد يدها لمُصافحته ولكنه لم يتحرك إنشًا واحدًا..عيناه تصرخان بـ توسل لما أتت إلى هنا..لم يكن عليها أن ترى ذلك..يشعر بـ الصحراء التي تعصف بـ داخلها..خواء و روح تصرخ طلبًا للرحمة..تشدقت بـ نبرة خالية

-جرى إيه يا جاسر بيه!..مش هتسلم دي عشان العشرة اللي بينا مش أكتر!...

وبـ الأخير رفع يده وصافحها..كانت يده تقبض على راحتها بـ قوة وكأنه يستشعر ملمسها لمرة أخيرة..إبتسامة باهتة ونبرة جامدة هتف بهما

-الله يبارك فيكِ...

حاولت سحب يدها ولكنه شدد عليها غير سامح لها بـ الإبتعاد..نظرت إلى داليدا التي تُشاهد الموقف بـ إهتمام لتهتف بـ إبتسامة صفراء

-كنت عاوزة أسلم عليكِ وأقولك مبروك..بس هو مش سايب إيدي فـ هكتفي بـ مبروك واحد كفاية...

عادت تلتفت إليه وهو يُحدق بها بـ حزن وكأنه تيتم لتبتلع غصتها قائلة بـ نبرة جاهدت أن تكون ثابتة ولكنها ظهرت كـ عتاب

-كنت عاوزة أشوفك وأتأكد إن كدا خلاص..وهو فعلًا خلاص..ربنا يوفقك يا جاسر...

بـ قوة سحبت يدها وإتجهت إلى جيدها تنزع عنها قلادتها لتُعطيه خاتم زوجها..وضعته بـ راحته قائلة بـ نبرة مُنكسرة وعينان تلمعان بـ عبرات

-أظن كدا ملوش لازمة..كنت سيباه لأمل مش مكتوبله يعيش..مع السلامة يا جاسر..مع السلامة ياللي كنت أحلى قدر...

وحين إستدارت تتابعت عبراتها بـ الهطول وكلما إقترب منها أحد أبعدته بـ يدها لتهرب بعيدًا..وبقى هو يُحدق في إختفاءها بـ عينان جامدتان وظلام دامس يبتلع روحه بـ بطئ مُؤلم..لمَ لا ينتهي هذا العذاب!..لمَ لا تنتهي الحياه عند هذا الحد!!

ولعشقها ضريبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن