الخاتمة

139K 4.6K 491
                                    

#الخاتمة
#ولعشقها_ضريبة

سيشرق الصباح حبيبتي ,سيشرق الصباح

فليسكت الأسى الذي اظلنا,ولتسكت الجراح

اليوم لا مكان للدموع في عيوننا,ولا نواح

إنا معا على المدى ,يظلنا معا جناح

مادمت ملء خافقي ,فألف اهلا يا رياح .

عند تلك الشُرفة بـ غُرفتهما بـ القصر كانت جالسة..تحتسي كوب شاي دافئ كـ دفء يداه التي يُحاوطها بها..ولكن يداه مفقودة..مُنذ ذلك اليوم إبتعد وتركها وحيدة..نأى بـ جانبه بعيدًا عنها..قرر العُزلة حتى يُلملم شتات نفسه وهى تُقدر..يومها عاد بعدما إنتهت تحقيقات الشُرطة وتم التكتم عن الأمر..ظهر حسين فجأة وإختفى..

كسر وحطم..تشاجر مع والدته وأخبرها أنه يكرهها..عاش بـ كذبة وقرر تحميلها الذنب..ثم صعد إلى غُرفته وتبعته هى..سمعته يهتف بـ نبرة مُتألمة وكأنه على حافة الموت

-كل اللي إحنا عايشين فيه دا حرام..دا مال حرام
-وظهرت والدته ترد بـ إنفعال:دا ورث أبوك من جدك يا جاسر..مال حلال زي اللي أنت فاتح بيه القصر دا
-إبتسم بـ سخرية وقال:أي أب!..حسين ولا راضي!!
-راضي..أبوك..اللي مات مقتول وخفت عليك تعيش حياتك وأنت حاسس إنك عايش مع جوز أمك مش أبوك
-يارتني عرفت...

وضرب جانبي ساقية بـ يده ثم دلف إلى المرحاض..ربتت روجيدا على ظهر فاطمة الباكية وقالت

-سبيه يهدى..الصدمة كبيرة عليه ومش هيقدر يتخطاها بسرعة...

وأطاعت فاطمة حديثها ورحلت..بعدها دلف إلى الخارج وقبل أن تنطق قال هو بـ جفاء

-أنا هعمل زي ما قولتي..هبعد عشان أتخطى الصدمة..ولما أفوق هرجع لوحدي...

و رحل تاركًا إياها..وها قد مر أربعة مُنذ ذلك الحين..لم يكن يومًا قاسيًا بها إلى تلك الدرجة..إبتعد قبلًا قسرًا والآن إبتعد بـ إرادته..وهى لم تعد تتحمل الفراق..ولا الضيفان الجديدان بـ العائلة..نهضت وعزمت على إنهاء تلك اللُعبة القاسية..تعلم أنه بـ هذا البيت الريفي..إرتدت ثيابها وأخذت حذائين لحديثي الولادة قد إبتاعتهما أثناء العودة من الفحص

دلفت خارج الغُرفة وقد تعدى الوقت الثانية عشر مُنتصف الليل..هبطت الدرج بـ حذر ثم إلى خارج القصر..تسللت من بين الحرس وهربت..الأمور تبدو عادية وكأن شيئًا لم يكن..لا أحد يتحدث عما حدث ولا يظهر على وجوههم التأثر وكأن الجميع فضّل أن يكون الأمر طي النسيان..لا طيها فقط بل تمزيقها بـ أبشع صورة مُمكنة..كل ما تغير هو جاسر واسمه..الجميع يتناسى لكي يعيش ولكن جاسر يتألم..حياته وهم وعدوه الأول عمه

وصلت إلى المنزل وطرقت الباب بـ خفة..ثوان و وجدته يفتح..هيئته المُبعثرة بـ همجية..خُصلات إستطالت وبدت أكثر جاذبية..ولحيته المُشذبة..جزعه العلوي العار دائمًا وسروال چينز ضيق يُحيط خصره بـ إهمال

ولعشقها ضريبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن