الفصل الثلاثون

131K 4.5K 529
                                    

#الفصل_الثلاثون
#ولعشقها_ضريبة

صفعة العدو..مُؤلمة...
أما صفعة الحبيب..مُميتة...

مرت ثلاث أيام مُنذ أن تركها ورحل..كبرياء عاد ليُِهان وكرامة عادت تتحطم..رغم صرختها التي جعلت قلبه يرتجف لأول من أجل إمرأة "بحبك"..إنتشى وأحس بـ نفسه تُحلق بـ سعاد..ولكن الكذب!!..يكره الكذب والخداع..يكره التلاعب.

يكره الخيانة وهى خانته..قلب نبض لأول مرة بـ صدق وهى دمرت ما بُني بـ أيام ولكن "ما بُني على باطل  فهو باطل" وما كان بينهما باطل..أعمدة تم ترسخيها على رمالٍ مُترحكة كُلما حاولت تثبيتها غرقت الأسفل

وها هو يقف بـ جانب باب منزله يستمع إلى أنينها وشكواها..صرختها بين كُل كلمة بـ "بحبك" فـ تزداد رغبته بـ عناقها..أن يُخفف عنها ويُخبرها أن كل هذا هُراء أُسامحك ونهرب..أُحبك بلا قيد فلا تكذبي..وكلما إمتدت يده ليُدير المقبض وجذبها إليه..تتحرك لعنة الكرامة والكبرياء.

فـ يبقى ويستمع حتى تمل و ترحل..أو ربما يُصيبها التعب..ولكن تلك المرة هتفت بـ عناد

-مش همشي إلا لما تفتح..وعلى فكرة عادي أقعد على باب البيت
-مجنونة...

همسها بـ عدم تصديق الشمس بدأت بـ الغروب والطقس بدأ يبرد فـ الشتاء قادم..صعد إلى أعلى ونظر إليها من نافذة غُرفته..ليجدها حقًا تجلس مُنكمشة على نفسها كـ أحد المتسولين..زفر بـ يأس وقرر تركها فهي لن تترك أبيها وحده

ساعات مرت حتى أوشك مُنتصف الليل..نهض من أمام التلفاز بعدما هدأ صوتها مُنذ ساعات فـ تيقن أنها رحلت..ولكن هاجسًا ما أخبره أن يطمئن فقط..فتح الباب ليجد رأسًا ما تسقط على قدمه.

إنتفض بـ شدة وهو يرى رأسها عند قدميه..تشدق من بين أسنانه بـ غضب

-غبية...

جثى على رُكبيته وحملها..كانت شفتيها تميل إلى الإزرقاق و وجهها شاحب..جسدها ينتفض بردًا نقيض حرارتها التي تكفي لإذابة الثلج..حمقاء الطقس أصبح باردًا وهى لا ترتدي شيئًا يُمكنها من الصمود..إلتاع قلبه وإنخفض نبضه وهو يستمع إلى تنفسها الُمتحشرج

وضعها على الأريكة وبقى ينظر إليها ثوان بـ ألم وهو يرى ما آلت إليه حالتها..زفر بـ تردد ويداه تتجه إلى وشاح رأسها لكي يسمح لها بـ حرية التنفس..ثانية وأخرى وحزم أمره عندما بات تنفسها أكثر تحشرجًا..أزال الوشاح عنها لينكشف كنزه الثمين وكم حلِم بـ رؤياه

كما توقع "كرة شعر"..خُصلات سوداء كـ سواد الليل ولكنه رائع يجعلك تتيه بـ سحره..غزير و طويل حتى أنه يكاد يُلامس الأرض من طوله..إتسعت عيناه إنبهارًا وهو يرى تُحفةً فنية أمامه..لم يعي إلا ولسان حاله يُردد

-بسم الله ما شاء الله..بسم الله ما شاء الله...

إنتبه على نفسه وهو يسمعها تتأوه بـ ألم..ليضع يده على جبينها فـ تفاجئ بـ حرارتها العالية..نهض إلى المطبخ سريعًا ثم أحضر صحنًا ما و وضع به ماء بارد وثلج معه منشفة صغيرة وعاد

ولعشقها ضريبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن