الجزء اثنان و عشرون

1.5K 43 1
                                    


قال قاطعا الضجة التي تدور في رأسها يجب ان اتصل بأحد من اسرتك فالعملية خطيرة ومرحلة التعافي بعدها صعبة ستحتاجين مساعدة طول الوقت ..
آسف لقول هذا لكنك ربما تفقدين النطق او الحركة في النصف الايسر من جسدك .. قام الطبيب من كرسيه و هو يرى صدمتها و خوفها و جلس في الكرسي المواجه لها و امسك بيديها الباردتين .. نظرت له بأستفهام كانت عيناه عطوفتين و تحاولان مواساتها
اكمل قائلا آسف هازان لكن هذا خيارك الوحيد .. لو لم تجري العملية لا اعلم كم ستستمرين بالحياة و لا اعلم كم يسكون لديك من الايام الجيدة فكل ذلك في علم الله لكن ستصابين بالشلل عندما يضغط الورم على مناطق الحركة وتفقدين النطق و ستذبلين شيئا فشيئا ستصابين بالتشنجات و الغياب عن الوعي و الغيبوبة تكون في نهاية الامر .. هذا الورم الذي تحملينه ليس عدوانيا جدا لكن وجوده في دماغك هو ما يجعله سيئا جدا ..
لم تعد تنظر اليه كانت لا تنظر اساسا ... اكان في داخلها شييا صغير من امل .. و قد مات الآن .. كانت دموعها تسيل صامته تنكث عهدا قطعته بالتماسك و بالصبر و تحمل كل شيء ...
ربما حان وقت الوداع ..
مدت هاتفها للطيب و قالت اتصل بمصطفى ليأتي ....
....
في احدى مطاعم اسطمبول مطعم هاديء يطل على البحر لا يرتاده الكثير ..جلس بانتظار فاريا..
كان  قد اتصل بها .. وحدد موعدا للغدا يجب ان يتحدثا بكل شيء .. يعرف انها فتاة هادئة لكن الحذر مطلوب هما شخصان معروفان لايريد توتر اضافي لا يريد للصحافة ان تلتقطهما و هما يتشاجران ...
انطلق الى حيث اللقاء و جلس ينتظرها ...
جاءت بكامل اناقتها كما عهدها دائما لم يبدو عليها الحزن و الألم كما كان يتخيل ... وقف ليستقبلها لكنها لم تعره اهتماما جلست مباشرة و قالت هيا قل مالديك و نظرت الى ساعتها ... اكملت لدي الكثير من الامور لافعها ...
كانت تصتطيع صفعه .. او رمي الخاتم في وجهه لكنها انتظرت لتنهي ذلك بالضربة القاضية كانت تظن انه جاء ليصالحها .. كانت تبتسم سرا لما ستفعله به ..
استهل حديثه بقلق  قائل ..ا كيف حالك ..
ردت ببرود بخير و ابتسمت كانت تنتظر فرصتها لتنقض عليه ... صبرا فرح صبرا ..
بدا يبحث عن صوته ليقول تعلمين نحن مخطوبان منذ فترة و نعرف بعصنا جيدا منذ الطفولة .. 
ابتسمت ...
كانت تصعب عليه الامر هكذا فلو كانت غاضبة لكان الأمر اسهل
قال انتي فتاة جميلة و الكل يتمنى قربك ..
عرفت انه سيتركها كانت هي من سيتركه لقد اخطأ جدا بحقها خانها و سيتركها ..
قالت و هي تبتسم بسخرية ستتركني اذن ؟؟
اكمل فاريا ...  لم يجد ما يقول لذلك سكت لبرهة ثم قال اعتذر .
سالته فاريا لتحرق قلبه كما يفعل بها الآن .. هل استطيع ان اعرف السبب لم اعد كافية بالنسبة لك .. تخونني ثم تتركني ...
فاريا توقفي .. انا لم اخنكي اساسا انا فقط احببتها حتى انني ... شعر بانه كسر قلبها هي ايضا اليوم كسر قلوبا تحبه .. سكت و لم يكمل ..
كان ردها مؤلما جدا ابتسمت و هي تنزع الخاتم .. و تقول و قد انتصبتواقفة اتمنى لك حياة وحيدة تعيسة الى الأبد ..  من تتركني لأجلها لا تحبك اصلا .. صديقتي و اعرفها لا تحب احدا لكنني احبها ..انت فقط رقم من ضمن الارقام اللتى مرت بحياتها ..
انت حقا جاهل و لم تسمع بهازان شامكران ...
الان انا سعيدة جدا فأنت قد حصلت على ما تستحقه .. 
عش تعيسا ياز ايجمان . 
ياز لم يصدق حرفا مما قالته فاريا لكنه صدم كثيرا لايمكن .. كيف لا تحبه لقد قالتها له منذ قليل ..
فاريا تركته هناك .. شعر بان الارض تهتز و شعر بنفسه يسقط في الفراغ ..

سعادة مؤقتة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن