الجزء الثالث

2.6K 63 0
                                    


كان يدور و يدور بسيارته وجد بارا فنزل... لا يعرف ماهذا الضيق الذي احتل صدره  احتسى كاسين لكن ذلك لم يصفى ذهنه .. .. خرج و مشى على قدميه
وجد قدميه تقودانه الى مقعد خشبي يطل على البحر  جلس   ...         
لم ينتبه لها في بادئ الامر حتي هبت نسمة رقيقه حملت عطرها و شيئا من شعرها اليه التفت اليها كانت هي  نفسها الفتاة في محطة الوقود الفتاة التى كان يهرب من طيفها طوال اليوم تجلس بجواره  لا يصدق عينيه ابتلع ريقة و رمش بعينبه ليتأكد  انه لم يثمل جدا  و لم يفقد وعيه  شعر بنبض قلبه الان هل هي فعلا ام انه يرى في كل العالم وجهها
.. هي لم تنظر اليه كانت شاحبة تماما و تبدو مرهقة ..
وجد نفسه يسألها يا آنسة هل انتي بخير ؟ يريد ان يتأكد هل هي فعلا   
استافاقت من سهوتها تعلم انها يجب ان تكون قوية وعدت نفسها بذلك لهذا السبب التفتت اليه مبتسمة انا بخير كل شيء كان كل مافيها  يضحك فيها الا عينيها ..
قرأ الحزن فيهما  لسبب لا يعلمه شعر انها تنتمي اليه... وهاتان العينان له...  و لا يسمح لأحد احزانهما
لم يجد ما يقوله بقى يحدق فيها لفترة لا يعلم مداها وجد في نفسه جرأة لم يعتدها .. 
هي لم تعلم السبب الذي يجعلها تتبادل نظرات مع هذا الغريب ذو العينين الجذابتين  لا تذكر اين رأته قبل الآن.. لكن له وجه مألووف نظرت الى يديه لم يكن يضع محبسا .. فابتسمت ..

فاچأته و هي تقول بدلال لقد تعطلت سيارتي
.. كان مذهولا من طريقة نطقها للحروف لم يعد يستطيع تحديد ما يعجبه فيها وجهها عيناها شفتاها ابتسامتها و شعرها المموج ابتسم وجد نفسه يقول استطيع ايصالك الى اي مكان ترغبين الجلوس بجانبها كان بمثابة الجلوس في الجنة .. كانت تنظر اليه قائلة الحياة لحظة واحدة ووهي الان لم تعد تدرك هل ازدياد نبض قلبها سببه الدواء الذي تناولته قبل قليل ام هاتين العينين يبدو انه عازب و رجل محترم قدرت ذلك من بدلته الباهظة و عطره الفخم يجلس هنا ربما لدبه قريب مريض يبدو  متأثرا بذلك لا اظن ان هناك ضرر بقضاء بعض الوقت معه....
هازان ..كانت فتاة عابثة ذكية جدا و ماكرة ذات لسان سليط قوية تعرف كيف تصطاد الرجال و تغويهم دون ان تعطيهم شيئا كانت تبحث عن الدلال و الهدايا  و المرح و المغامرات فقط
تعرف ان جمالها آخاذ درست الهندسة الميكانكية في جامعة كاليفورنيا تجيد التحدث بالاسبانية الانجليزية و التركية لغتها الام تربت مع اسرتها  الثرية في امريكا لديها صديقة واحدة فقط كانت زميلتها في السكن ايام الجامعة  كانت تقضي عطلاتها معها  في تركيا كل عام تحب السهر تحب اللهو و الرقص و تكثر من الشرب والعبث مع الشبان لكن لا تسلم نفسها ابدا لهم
قبل  تسعة اشهر كانت في رحلة مع صديقها الى المانيا حيث اصيبت بدوار فقدت وعيها و سقطت في حلبة الرقص ًاخذها مصطفى الى المستشفى و هناك بعد عمل الكثير من الفحوصات تبين انها تعاني من ورم في الدماغ في المرحلة الثانية يمكن علاجه جراحيا لكن يجب ان تخض لعدة جلسات للعلاج الكيماوي و الاشعاع حتى يمنع هذا المرض اللعين من الانتشار ...
مرت بأيام عصيبة لم تصدق ان هذا قدرها و الى هنا ستنتهي الرحلة بكت كثيرا و شعرت ان الله يعاقبها على كل ما كانت تفعله... 
في احدى الايام استيقظت من النوم و قد قررت ان تعود الى تركيا و تبدا علاجها هناك تركت رسالة لمصطفى الذي قضى ايام عصيبة و هو يعيش داخل اروقة المسشفى كتب فيها لا تبحث عني اتركي اموت بسلام ولا تخبر احدا احببتك كثيرا يا صديقي الوفي ..
و اختفت بحث عنها طويلا لكن دون جدوى لم يخطر له ابدا انا ستعود الى تركيا تراجعت عن فكرة العبث مع هذا الرجل الذي بدا لها اجمل ما رأت
.. عيناه بلون بحر جزر المناطق الاستوائية كل شيء فيه يشعر بالطمأنينة ابتسامته الحنونة مثل شمس الشتاء الدافئة  و شعره بتدرجات الذهب يلمع لبهر عينيها  و هي تشعر بغصة و حسرة ظهرت في عينيها   قالت في نفسها لماذا التقيه الان ؟؟و انا على اعتاب النهاية؟؟ هذا الحزن الذي يغرق عينيها يراه هو فقط ربما هو سر من اسرار الحياة ربما خلق هو لاجل عينين البندق هاتين لون البندق و شفاه الكرز و خدود التفاح كلها  جعلته يتجرأ لاول مرة ليعرض عليها المساعدة ...
قال هيا لاوصلك .. و انتصب واقفا

سعادة مؤقتة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن