البارت العشرون
اللواء محمود لابنته : اين زوجك ؟
هنا بتلعثم : لقد تركنى امس باكرا لاجل مهمة روريه بعمله
بدا اللواء محمود يركز فيما تتفوه به لان يعلم تمام العلم ان ادم لم يكن عنده اى مامورية وكان متعجب من الاساس عن سبب قطعه لاجازة زواجه فقال لها عندما يعود اخبريه ان يمر على بمكتبى
.............
ادم غادر لعمله ولكه عاد لها بسرعه فقد جدد اجازته لاجلها هى وحدها وما ان فتح الباب الا ووجدها مشغوله فى التنظيف والغسيل وما شاكله فتعجب وبدا ينادى عليها فجاءت راكضة فهى لم تعرف انه سيعود هكذا مبكرا فقالت بتوتر : ما الذى عاد بك هكذا مبكرا
ادم وهو يجول بعينه على منظر الشقة فابتسم وقال ما الذى تفعلينه الم اقل لكى عليكى بمذاكرتك فقط ؟
ابتسمت وقالت : كنت اود ان ارتب المنزل واغسل لك ملابسك وقد هاتفت ليلى لتعلمنى كل شىء
ضرب ادم بيده على جبهته وقال : اه من ليلى وفردة لن يتركوكى ابدا باختراعاتهم تلك حرك راسه يمينا ويسارا بقلةحيلة وهو يضحك عليها ثم شمر عن اكمامه وبنطاله وبدا يساعدها
مرت ساعات قليلة انتهيا معا من تنظيف الشقة وجلس ادم منهكا وقد القى بجسده على الكنبه واخذ صدره يعلو ويهبط من الارهاق وابتسم وقال : سانهر سامح عما فعلته ليلى بكى فاياكى ان تنصتين لها مرة اخرى
ضحكت نور من اعماقها وجلست هى الاخرى على الكنبة الاخرى واستلقت وهى فى قمة الانهاك وقالت : كل هذا ولم اعد طعام الغذاء
قام ادم من مكانه مصعوقا وقال : لااا اياكى لقد استنفذت طاقتى كلها وليس لدى طاقة اخرى لصنع الغذاء فما رايك ان ذهبنا سويا وتناولناه فى اى مطعم
ابتمت واومات بنعم ثم قامت وتوجه للحمام لتغتسل فنادى عليها وقال انتبهى فالمفتاح فى الباب من الخارج فاغلقيه من الداخل
فوقفت مكانها ونظرت له وقالت : وان كنت اخاف منك يا توام الروح فلمن أأمن اذا ثم انت زوجى على اية حال
تركته بعد ان اثلجت صدره بتلك العبارتين
وما هى الا دقائق وكانت نور فى ابهى جمالها وقد كان توام روحها مثلها وكن ملامهم تختلط فتعطى لكل منهم ملامح الاخر فكانت اشراقة وجهه تملا جهها وكان جمال وجهها يكسو ملامحه
ما ان خرجا من بوابة العمارة الا ونظرهم احد الجيران فسال البواب عنها فقال له ك يبدو انها اخته قد احضؤها الى هنا بعد زواجه من بنت اللواء محمود
قضيا وقتا جميلا معا كاى حبيبان قد اذابهم العشق فعلى الرغم من انها كانت محرمة عليه الا انه لم يستطع ان يترك كفها بعيده عن كفه فما ان بداوا بالسير فى الشارع الا ومد كفه فشبك اصابعه وشد عليها لانه حقا كان يغار عليها حتى وان لامسها الهواء فكيف بالبشر من حولهم
هى ايضا كانت فى قمة سعادتها فكونها تسير حرة طليقة هكذا لم تعتاد الا اذا كانت برفقته او برفقة عاصم وللحظات جاءت صورة عاصم امامها فتذكرته واخذت تتذكر خوفه ايضا وان كانت لم تشعر به اكثر من اخ الا انها اشتاقت ايضا لحنانه فدوما المحروم من الاهل جائع للعواطف من الجميع
ولكن سرعان ما انحصرت صورته فوجود ادم جوارها يكفيها عن اى انسان
واثناء ركوبهم السيارة مروا من امام الدار فشهقت نور ودمعت عيناها مما جعل ادم يتوقف
لم تستوعب ما تراه فقد رات بام عينها العمال وهم يهدمون جدار الدار استعدادا لاقامة مشروع اخر وفى لحظات مر امام عينيها شريط حياتها وبتلقائية فتحت بابا السيارة ونزلت ووقفت متيبسة امام الجدار المهدوم ودمعت عيونها بصمت
تذكرت عاصم يوم ان تركها ويوم ان واعدها بالرجوع ولم يعد الا بعد سنين ثم تذكرت وعده الاخر بالرجوع ولم يعد حتى الان تذكرت ادم وحنانه وكيف كان يتابعها ويحميها ويطعمها . تذكرت كيف عندما كانت تمرض وهو يتمزق لاجلها ويسهر بجوارها
تذكرت طفولتها وكيف كان يمنعها من الاختلاط بالمتطوعين وكيف كان يحاوطها بحنانه
تذكرت دميتها الصغيرة . تذكرت عمها وكيف كانت تتشبث باقدامه ترجوه الا يتركها . تذكرت حنان مدام حكمت وتذكرت ليلى وفريدة تذكرت يوم ان حاضت . تذكرت كيف كانوا يعيشون فى هدوء والان كلا منهم فى مكان وقد تفرقوا . تذكرت يوم وداع عاصم لها وعلى وعد اللقاء ولكنه اللقاء لم ياتى حتى الان
تذكرت وتذكرت وفى كل شىء تتذكره ترى ادم معها لم يتركها
