انا زعلانة التفاعل قل ليه
...........
البارت الحادى والعشرون
...........................................
عاد ادم الى نور وما ان فتح الباب الا وركضت عليه بكل فرحة واول شىء فعلته ان سحبته من يده ليشاهد ما صنعته فلاول مرة تتعلم كيف تصنع طعاما كاملا دون مساعدته وقد اعدته وزينته
فرح لفرحتها وكاد ان يتكلم الا انه لاحظ ان هناك شاب من الجيران ينظر اليها عبر الشرفه فغارعليها فتوجه واغلقها ففهمت قصده واعتذرت على فتحها وهى بدون حجاب
ابتسم لها رغم ان داخله بركان غضب مما حدث مع هنا وربت على كتفها ولم يعنفها بل قال سنبدا اليوم المذاكرة ايتها المشاكسة المتبلدة
مرت الايام و قد نست حزنها وتبدلت بفرحة وقد بدات تعتاد انها سيدة منزل واخذت تدون من القنوات التليفزيونية طرق كثيرة لطهى الاطعمة وكان ادم لا يقل عنها سعادة فكانوا يقتسمون كل شىء حتى الانفاس وهم نائمين حتى انها تناست عاصم ودار الايتام وعاشت فرحتها بادمها فقط
وهو ايضا حاول ان يعيش معها بكل طاقته وسعادته محاولا الا يتذكر عاصم
مرت الايام وزفت ياسمين على حسام وبداو معا حياة سعيدة ولكنها كانت ناقصة لشعور حسام بما يضنى قلب اخيه
بينما كان عاصم طيلة الفرح وهو شارد الذهن لا يتخيل الا هو ونور معا
.............وفى يوم عاد وهى كانت لتوها منتهية من اخذ حمامها الدافىء وتجفف شعرها
توتر فقد كانت حقيقة جذابه فاقترب منها واخذ عنها يجفف لها شعرها ولكنها خجلت منه فخجل هو ايضا منها ولكنه لم يشعر بنفسه وقد ازداد قربا منها واخذ يشتم عبيرها ولم يدرى الا وهو يقبلها ويضمها
بينما هى ايضا استسلمت ولم تدرى بما يفعله وكانهما غابا عن الوعى ولكنه تنبه بسرعه فابتعد عنها واعتذر وقد تعرق وجهه فانتبه انه لم يكن فى وعيه وخرج من امامها بسرعة واخذ يؤنب نفسه فهو كان يجاهد نفسه عنها طيلة الوقت ولكنه فى لحظة تناسى فغاب عقله وحضر قلبه فكره نفسه وخاف ان تكرهه هى ايضا ولم يعلم انها كانت تود ان تخبره انها هى ايضا سعدت به ولكن حياءها منعها فخرجت له ولم تولى لما حدث اى اهتمام وكان شيئا لم يحدث
فى المساء قام واعد لها كوبا من اللبن ليتركها لترتاح قليلا من المذاكرة وما ان اتى الا ووجدها شاردة الذهن فاقترب منها فتنبهت فاعطاها الكوب وسالها عما كانت تفكر فقالت باستهجان : هل تعتقد ان عاصم سيعود
ارتعدت اوصاله للحظة وقال : بالتاكيد
نور : وهل ستتخلى عنى بسهولة
ادم بضيق : انتى امانه يا نور ولزاما علي ان اسلمك له ووقتها لكى مطلق الحرية فى اختياراتك
نظرت له نظرة ثاقبة اوجعته لانها كانت لا تود سماع هذا فهمت ان تقوم من جواره فجذبها واجلسها واقترب اكثر منها ونظر لها وقال : سافى بوعدى يا نور ولن اخذك جبرا بل ساحتفظ بكى اختيارا
فردت بسرعة دون تفكير وكانها شعرت ان الوقت قد حان للاعتراف لبعضهما بما يكنوه : ولكنى اريدك وانت تقصد ان تهجرنى
صدم من كلمتها فها هى تعترف بطريقة عفوية فقال : وهل تعتقدين انى لا اريدك اكثر منكى
وهنا وقد بدا الاعتراف بينهم مسترسلا من افواههم بدون وعى انهم يضعون حدود فاصلة لحياة قديمة وبداية لحياة جديدة لها معالم اخرى باعترافهم هذا : ولما اذا تحرمنى عليك وتتركنى له فهل تعتقد انه سيتركنى لك بسهوله
مد يده وشبك اصابعه باصابعها وشد عليها وقال : ساعدينى ان افى بوعدى اولا واعدك بالتمسك بكى مادمتى تريدينى
اغرورقت عيناها فقد خاب املها وقالت اعلم انك تجاملنى وتشفق على لانى اريدك ولكن انت تريد زوجتك
اخذ نفس حار وشد على يدها وقال : الى متى تظلين تضغطين على رجولتى وانتى تعلمين تمام العلم انى قد اجبرت على تلك الزيجة
نور بعصبية : لا يجبر رجل على الزواج بامراة ثم فجاة قطعت حديثها وقالت باسف لا بل قد يجبر كما اجبرت على الزواج منى
ادم بعصبية : انا لم اجبر عليكى وان كان زواجى منكى جبرا فاهلا بتلك العبودية وانتى تعلمين تمام العلم انى اتمنى هذا بكل رحابة ولكن الظروف هى من حرمتك على وانا لن اخل برجولتى ولن اخذك وانتى المعروضة على يا نور انتى اعلى من هذا بل انا من اعرض نفسى عليك وانتى لكى مطلق الحرية فى قبولى او رفضى
نور بدموع : وما الذى اجبرك عليها
ادم وهو ياخذ نفس عميق : اسمعى يا نور عمى اعطانى الكثير من حنانه وحياته وكان معى نعم الاب وهو لم يامن على ابنته الا معى فهل اخذله فى هذا
صرخت وقالت : لا . لم اعتاد منك على هذا واكبر دليل وجودى انا فى حياتك بهذا الشكل فانت ايضا لم تخذل عاصم فى واشفقت علي
ثم قامت بكل عصبية من جواره وقالت ببكاء حار : وقالت لم يتبقى الان امامى الا حلين لحياتى تلك الاول ان يعود عاصم ويومها سيزيل عن كاهلك حملى وابتسمت وعيناها تدمع وحاولت ان تكون ساخرة وقالت وبالطبع هو لن يتركنى وسيتزوجنى ان قبلت او رفضت فليس لى اى خيار
اما الحل الثانى ان عاصم يكون قد نسانى بالفعل ولن يعود ثانية وانت قد تكون سئمت من وجودى فستتركنى بالطبع لاواجه الحياة وحدى
قام اليها بسرعه وقد فاض به الكيل فهو لم يعد يصدق ان عينيها قد غشيهم الجهل بمشاعره نحوها الى هذا الحد وان علمت ان مجرد ذكر اسم عاصم فى الحديث كفيل بان يقتله من فرط غيرته عليها فامسكها من كتفيها واخذ يهزها بعصبية وقال : ارحمينى لما اشتهيتى تمزيقى بسكين بارد . لما اشتهيتى ان ترى دموع رجولتى وضعفى امامك . ان كنتى لم تعرفين مقدار حبك فى قلبى فهذا شانك ولكن لا تظلمى قلبى انا وان كنتى لا تعلمين ما هو قدرك وقيمتك عندى فانظرى الى نفسك بعينى انا . نعم عينى التى حفرت صورتك منذ نعومة اظافرى فى احداقها فابت الا ترى غيرك ولم تعلم كيف هى صورة الاناث لانها ابت الا ترى غيرك
يا ابنة قلبى لقد عشقك الفؤاد منذ ان كان نبته فى قلب طفل فابى الا يكبر الا وهو يحتضن سنبلتك بين اضلعه
اخذ نفس عميق فقد كان يتكلم بكل عصبية ويعترف اخيرا بحبه وهو لا يعى بما يقول ثم استطرد يقول : ان كنتى تعلمى كيف هو مقدار حبك فى قلبى لكنتى رحمتيه من اثارة غيرته وانتى تتحدثين عن رجل اخر سياتى لياخذك منى بكل رحابة
ان كنتى شعرتى بما اكنه لكى لعرفتى انى اتمزق وانا اتخيلك وانا اسلمك بنفسى واسلم قلبى وروحى معكى لعاصم
ولكنى ابدا ما ارضى ان يقال عنى انى اختطفتك اجبارا لظروفك بل سانتظر حتى تبلغين من العمر ما يقال انكى اصبحتى راشدة وتستطيعين الاختيار وان كنت اعلم ان ابنتى راشدة منذ زمن طويل فانا اعلم الناس بكى
اخذ يشير على نفسه وبنفس عصبيته اكمل قائلا : ان كنتى علمتى انكى تسرى بداخلى مجرى الدم لعلمت انى اجاهد نفسى ليل نهار واتماسك كى لا اقترب منكى
ان كنتى شعرتى بتوام روحك لكنتى شعرت بمقدار سعادتى وانتى تحملين اسمى
ان كنت انا حقا توام روحك ما احتاجتى منى الى اى اعتراف لانى انا لم احتاج منكى لاى دليل
كانت تنظر له وهى ثابتة العين التى كانت بدورها تدمع بصمت ولا تعرف هى نفسها اهى دموع فرحة بما يتفوه به لسانه من اللاوعى ام دموع حزن لانها جرحته حتى جعلته يتمزق من داخله
بينما اكمل هو وقال : انى كنتى تريدين ان ترى نفسك وكيف هى صورتك فادخلى فى نفسى لترى ان كل نبضة تنطق باسمك وكل قطرة دم ما هى الا دمك وان اذنى لا تسمع الا صوتك وعقلى لم يفكر الا لكى وفيكى
لقد ابى كل انش فى جسدى منذ طفولتى الا ان يتبعك فى كل خطواتك فقد اصبحتى انتى لى الروح والقلب والانفاس
كيف لم تشعرى بحبك داخلى وقد حرمت على نفسى الحياة الا معكى فاصعب ايام حياتى التى كنت اشعر فيها انى ميت هى فترة كليتى فقد كنت اشعر انى مسجون لانى حرمت رؤياكى والان تتهمينى بانكى لا شىء فى حياتى
صرخ عاليا وقال : انكى لم تعرفين كيف هو حب ادم لنور حياته والا ما مزقتينى باتهاماتك
لم تستوعب اذناها اكثر من هذا فصرخت هى الاخرى وقالت : انا ايضا ابى قلبى الا يدق الا لك ولكنك تتمنع عنى وارتمت بسرعة فى صدره واخذت تبكى بانهيار وتتمسح فى صدره حتى انها بللت صدره بدموعها
فاغمض عينه التى لم تستطيع حبس دموعها اكثر من هذا فهى لم تبكى ابدا على طفولته اليتيمة ولكنها بكت لها هى فقط خشية ضياعها منه
حاول الا يبكى امامها مرارا وتكرارا وكان فى كل مرة يتركها فيها كان يود ان صرخ ولم يبكى فقط ولكن الان ترك لدموعه العنان لتفرج عما بداخله من بركان
رفع يده وضمها فى صمت فها هو الان لتوه بدا يستنشق انفاسه براحة فقد عادت قطته لمكانها الطبيعى بين ضلوعه فود ان ادخلها فى صدره واخفاها عن الجميع ولكن هناك وعد حال دون ذلك كما ان هناك رجولته التى لا تابى الا ان تظل ابيه
استد بذقنه على راسها المدفونة فى صدره وصمتا كلتاهما للحظات حتى انهم سمعا دقات قلوب بعضهما
كان يود الا يبعدها عنه وكانت تود الا تغادر حضنه كلاهما كانت لديه نفس الرغبة
اخيرا استجمع قواه واخذ نفس عميق و قال مطمئنا لها وهو يربت على ظهرها : اطمانى يا نورى فعلاقتى بهنا ليست كما تتخيلين فحياتى من الاساس لم تسعى الا لكى
اخذت تشهق وتقول : انا ايضا لم اعرف كيف يكون ارتباط النفس بالنفس ولكنى اعرف كيف ارتبطت نفسى بنفسك واصبحت عاشقة متيمة بك فعينى ترى فيك كل البشر فقد اغنيتنى عن امى وابى واصدقائى وصرت انت وحدك كل شىء حتى يتمى لم اشعر به الا وانا بعيدة عنك اما وانا بين يديك اشعر انى امتلك العالم اجمع وان لامست كفوفك كفوفى شعرت وان دفء الكون فيهم
تمسحت اكثر فى صدره ولاول مرة تتمسح عن قصد وكانها تاخذ منه الحنان وتشبثت فى قميصه وجعلت راسها مدفونه بين وجهه ورقبته وقالت لقد اكتفيت بك عن العالم حتى انى كثيرا كنت اتخيل نفسى مع عاصم فكنت اشعر بالبرودة تسير فى جسدى فمجرد تخيل غيرك ولو لمجرد تخيل اباه عقلى وقلبى اخذت نفس عميق تستنشق عطره ورفعت راسها ليقابل وجهها وجهه وقالت ليتك تسامحنى يا توام الروح فاعلم انى قد اوجعتك
صمتت للحظات وهى لازالت على نفس وضعها رافعة وجهها مقابل لوجهه وقالت : ولما نعذب قلوبنا ونحن اعلم الناس بان كلام الناس وارائهم لن تفيدنا فهل كلامهم سيزيد حبنا حبا فوق حب
لم يرد عليها فاجابت هى : وهل بعد حبنا هناك حب . بل هل فوق حبنا حب
لازال صامتا ولازالت هى المتكلمة : لا والله لن يفيدونا فى شىء فنحن اكتفينا بقلوبنا فما دخلهم بنا ..
قاطعة وهو ينظر فى عينيها وقال : ولكنى لا احب ان يقال انى قد غررت بكى واستغليت ظروفك فانتى اعلى من ان يقال عنكى هذا يا نورحياتى رجولتى تابى هذا فلابد ان افى بالوعد حتى افخر بانى اعود واتقدم اليكى من جديد من عاصم نفسه
ثم صمت لبرهة وقال : يجب ان تنتبهى ان عام ان عاد سيقاتل حد السيف ليفوز بكى وانا اعذره ف هذا فمن سكنتى انتى قلبه وجب ان يحارب للفوز بكى مهما كان وانا اعلم انه وصل بحبه لكى حد الهيام ولكنى مع ذلك سينحصر دورى فى التقدم لكى وطلبك منه اما البقية فهى عليكى لان انتى من ستقررين الموافقة او الرفض بكل حرية
عادت نور للاستكانه فى صدره وقالت : وانا لن امل من انتظار عاصم وان كنت اود ان اتى للتو حتى اعترف له بانى لا اريد غيرك
ابتسم عليها فها هى نور حياته ابكته واضحكته فى ان واحد ولا احد سواها يجرؤ على فعل هذا . اوجعته وطيبت خاطره بكلمة انهما حقا توام روح
يعشقنى ويخفى وجده رغم العناء
يغار ان كلمت رجلا فى حياتى
ويئن انين الشوق الى حد البكاء
يلاطفنى عندما يسالنى وكم اجبته انت الماء والحياه
اواجهه مرات فيخجل منى فاضيع بين السكوت والحياء
لن امل همسه ولن امل حبى
فكيف احيا وحبه بلغ السماء
والوجد منى قد بلغ السماء
اخاطب قلبك استجدى اعترافك
اين صك الحياة لروحى والبقاء
وعندما اجاب عرفت انه يحبنى حد الفدا
.............................
اخيرا اخرج كلا منهما شحنته الداخلية وسكنت ارواحهم وجلسا سويا على الاريكة امام التلفاز وما هى الا لحظات الا وذهبت فى ثبات عميق واسندت براسها على كتفه فابتسم على تلك الصغيرة التى دوما ما يشعر بابوته نحوها فمد يده بخفة ودثرها بالغطاء ونام جوارها وهو على نفس وضعه من الجلوس حتى لا يزعجها
حل الصباح فاستيقظت نور فلم تجده ففزعت وقامت راكضة تبحث عنه فوجدته يعد لها الفطور وما ان راا الا وابتسم لها بنصف عين وقال : التو استيقظتى ايتها الفتاه الكسولة
نظرت له وضحكت وقالت حقا انا زوجة كسولة لانى لم اوقظك انا ولم اعد فطورك بنفسى
ابتسم لها وهو يعلم انها قصدت ان تلفظ لقب زوجة لتؤكد كنيتها له وقال ك لا عليكى انا اسامحك اليوم فقط لانه الجمعه وانا لست بمتعجل
ثم قال لها : ما رايك ان قضينا اليوم فى التنزه
قالت بفرحة : بالطبع لن ارفض
تدم : ولكن عليكى ان تعلمى اننا سنعود مبكرا لمذاكرتك
اقتربت منه وقالت بخبث : اذن ستقضى اليوم كله معى انا
فهم قصدها فتجهم وجهه فقد تذكر هنا وازداد ضيقه ورد باقتضاب : نعم
شعرت به وهى كانت تنوى ان تساله كيفة تسرى الحياه بينه وبين هنا وكيف يعيشان ولكن تجهم وجهه ورده المقتضب الزمها السكوت
..........
ما ان خرجا معا من بوابة العمارة تحت انظار الحارس وجارهم الذى كان ناظرا عليهم من داخل شرفته الا ونزل الشاب بسرعة للحارس وساله مرة اخرى ك هل تاكدت ان كانت اخته ام ماذا ؟
الحارس : الموضوع لا يحتاج الى اى سؤال يا استاذ علاء فالموضوع ظاهرا جليا انها اخته فعرسه على الست هنا ابنة سيادةاللواء كان من وقت قصير
اقتنع الشاب بكلام الحارس وعاد الى منزله
........