البارت الثامن والعشرون
مر شهران كاملان والوضع كما هو نور مختفيه وادم يبحث عنها فى كل الوجوه حتى بات يرى كل وجوه الاناث هو وجه نور وقد هزل جسده حتى فقد نصف وزنه وطال شعره ولحيته واصبح مهملا فى عمله حتى انه استنفذ اجازاته كلها فى وقت قصير فى البحث عن نور وما خدمه بالموضوع هو وجود عمه ومساندته له فعلى الاقل كان سيفصل بسبب لحيته وشعره واجازاته ان لم يفصل بسبب اهماله فى عمله
لما غبت يا عمرى لما لم تات يا اتى
امنى النفس باللقا عسى ان القاك لحظات
لكى اعلمك ما اخفيه من حب واشواق
ولكى اخبرك يا روحى بانك كل رغباتى
ان لم تاتى سوف اموت فتقتلنى هياماتى
فلطفا منى ار فق وضع حدا لماساتى
تعالى كى تزيلى الهم منى وتعيدى لى ابتساماتى
اما عن عاصم فقد خاطب وزارة الشئون ووعدته بالرد لاعطاءه معلومات من يسال عنها بعدما طلبوا منه ارسال اوراقه عبر النت التى تثبت قرابته لها وابداء سبب ايداعها فى ملجا للايتام مادام لها عائلة لكى يطابقونها بما هو مثبت عندهم من بياناتها
اما عن نور فبدات دموعها تهدا قليلا لكنها ذبلت هى الاخرى فلم تعد تحيا بقلب وردى مبتسم بعدما انطفا نورحياتها ببعدها عن توام روحها وما كانت الدموع يوما هى دليل الحزن فهناك الكثير من تتحجر دموعهم فى الاحداق ولكن قلوبهم تنزف دما من قهرتهم
كما ان هناك من الرجال الذين لم يعرفون الا بالصلابة حتى ان الدموع لم تعرف لاحداقهم طريق ومع ذلك هم اكثر البشر جميعا هما
وليست كل الدموع حقيقية ومعبرة عن الالم فهناك دموع باردة تزرف للرياء او لجذب الشفقة وهؤلاء اصحابها كثيرون وعلى الرغم من ذلك فمهما زرفوا من الدموع انهارا فدموعهم غير مؤثرة البته فكم من ثعلب زرف الدموع وهو ماكر وكم من تمساح ذرف الدموع وهو يتربص صيدته وكم من اسد بات موجوعا ولم يزرف دمعه واحدة
وهكذا كان حال نور فعلى الرغم من ان دموعها كانت نار حارقة الا انها حتى وهى لم تبكى يشعر من حولها ببكاءها
وكذلك كان ادمها فعلى الرغم من ان رجولته حرمته من ان يزرف انهارا من الدموع الا ان من حوله لم يكن ليحتاجوا الى دليل لمعرفة انه قلبه يبكى قبل عينيه
انا معا فى كل وقت منيتى ومعا نقاسى لوعة الاشواق
سنموت يوما معا محبوبتى لكن موتى لن يكون فراق
فى سكرة الموت التى تنتابنا قد تعرفين حبيبتى
انا كمة اعانى عندما اشتاق
حاولت نور جاهدة ان تعيش ايامها والحق يقال ان يوسف كان من خيرة الرجال الذين فلحت نور فى اختيارها له عندما لجات اليه فكون اصالته تعود للصعيد العميق كان له اكبر الاثر فى تكوين رجولته المثاليه فلم يخذل نور فيه ولم يحاول ان يتجرا عليها او ان يترك نفسه لشهواته ان تميل به على الرغم انه كان يهواها وهى وحدها معه وفى نفس الوقت مكسورة من العالم الخارجى ولكنه لم يستغل هذا وغلبت عليه شيمة رجولته
...........
فى ايطاليا
مرت عدة اشهر اخرى حتى بدات السنة الدراسية الجديدة وطلبت نور من يوسف ان يساعدها فى سحب اوراقها من مدرستها وتقديمها فى اخرى حتى لا يعثر عليها ادم
وبالفعل فلح يوسف فى نقلها الى مدرسة خاصة فهى الوحيدة الى ستقبل اوراقها دون الحاجة الى تعقيدات المدرسة الحكومية من احتياج الى ولى امرها وما خلافه
بدات نور تذاكر دروسها لتحقق امل ادم فيها بدخولها الهندسة بينما كانت زوجة جار يوسف تاتى اليها لتقضى معها بعض الوقت حتى لا تشعر بالملل من الجلوس وحيدة حتى صارت العلاقة بينهما ودودة
يوسف : اريد ان اتحدث معكى يا نور فى امر هام
نور بابتسامة باهته كانت دوما ما تحاول ان ترسمها امام يوسف الذى كان بدوره يعلم تمام العلم انها ابتسامة مصطنعه لتطيب خاطره : تحدث يا يوسف ولا تستاذن لتتحدث
يوسف : ما رايك ان عقدت عليك القران ؟ وقبل ان تقبلين اوترفضين عليكى ان تعلمى شيئين مهمين الاول – انى لم افعل ذلك استغلالا للظروف فرجولتى تمنعنى من ذلك ولكنى لابكام اى فم يتحدث بشان وجودك معى وللعلم انا بالفعل اعلمت البواب وكل من اتعامل معه هنا انكى زوجتى حتى لا اسىء الى سمعتك ما عدا عماد جارى وزوجته فهو طيب القلب ولن يسىء الظن فينا هو او زوجته اما ما عداهم فلا اضمنهم لذلك اشعت خبر زواجنا
اما الشىء الثانى فلاول مرة اعترف لكى اننى حقا اهواكى واتمناكى فما ردك
نظرت له نور ولم ترد فى لحظتها بل شردت وكانها كانت تفكر فيما تقوله حتى طال شرودها لانها شردت فى ادم وعند ادم يتوه منها كل شىء
تنبهت على تنحنح يوسف فقالت : يا يوسف انت من خيرة الرجال ولم لم اكن نور لاخترت ان اكون زوجة يوسف ولكن نور لن يقترن اسمها الا بادم والله ان لم يكن ادم فلا حياه لى بعده
يوسف وهو متعجبا من شدة تمسكها به فقال : ولكنك طلقت منه وقررت عدم العودة له فلما الرفض اذن
نور بنفس الوجه الشاحب : انا من اجبرته على طلاقى وانا من قررت عدم العودة له وانا الان من اقرر ان اسمى لن يقترن الا باسمه كما انى انا من قررت كذلك ان حياتى اصبحت عدم دونه
اخذ يوسف نفس عميق مملوء بالياس وعاد وسالها : وماذا عن عاصم ابن عمك ان عاد
ردت بسرعة وبنفس الياس : عاصم اصبح مثله مثل اى رجل فى العالم لا يقارن بادم
يوسف : ولكن هناك وعد انه ستزوجك حتى وان كنتى فى عصمة ادم فهو لن يتخلى عنكى مهما كان
نور بايتسامة ساخرة : مادام فلح ان ياخذنى من ادم فاهلا به زوج لجسدا دون روح فجسدى قد يملكه لكن روحى توام لادم
