البارت الثالث
.......
• بعد انتهاء اليوم الدراسى خرجت نور بصحبة زميلاتها واذا بها تفاجا بادم منتظرها فتركتهم وركضت نحوه بفرحة عارمة وسالته / منذ متى وانت تنتظرنى ؟
•
• ادم / قابلت معلمك ثم انتظرتك وسانتظرك كل يوم ثم ابتسم لها ابتسامة حانية واكمل ويبدوا انى ساجازى بسببك ولكن كله يهون لاجل نورى
• نور بفرحة / حقا يا توام روحى ؟
• ادم اكتفى بايماءة براسة بمعنى نعم ولا تزال ابتسامته على وجهه الا ان اختفت بسؤلها المباغت الذى لم يعد بعقله اجابة مسبقة له فقد كان مشغولا بصغيرته التى يطمع بها الجميع وهى ملاكه خاصته ويا ليتها تعلم فهى دائما ما تسلب عقله وقلبه ومع ذلك فالكل يحق له ان يعبر لها عن مشاعره الا هو محرم عليه ذلك وتذكر عاصم ووعده وبحزن حادث نفسه قائلا / اه يا عاصم قيدتنى وحرمتنى من ملاكى وبسرعه انتبه على صوتها تعيد عليه سؤالها .ماذا كان يريد منك معلمى ؟ . هاا اا ابدا كان يسالنى عن سبب سكوتك الدائم وعدم خلطتك بزملاءك
• بتلقائية قالت / حقا انا لا اختلط الا بالقليل لانك نبهت على بذلك
• اتسعت ابتسامته فرحا بطفلته التى تنفذ تعليماته بدقة
حبيبتى اريد ان احلق فوق سمائك
واعلن الحب على كل ارجائك
يا من ملكتى القلب واصبحتى للروح تواما
قلبى وروحى بين يديك وانتى فيهما تحكمى
.....................
• جاء يوم الخميس وذهب ادم للدار وبعد ان ساعد نوره فى دروسها تحدث مع مدام حكمت وفريدة وقال ان على فريدة ان تجهز حالها لانه سيسافر معها ويسلمها لعائلتها بالصعيد وطلب من حكمت ان تاذن لليلى ونور انهم يسافروا معهم للتهوين عليها من رهبة الموقف
• اما حكمت فخافت عليهم جميعا لانها تعلم حدة طباع اهل الصعيد ومن الجائز ان يستلموا فريدة منه وبعد رحيله ياذونها
• ادم هدا من خوفها وعبر عن رايه بان اهل الصعيد حتى وان كانوا حادين الطباع الا انهم لا يتركون ابناءهم للملاجىء ويعتبرونها عيبا فى رجولتهم وطمانها اكثر انه مرتب لكل شىء لامتصاص الموقف
• شكرته حكمت لمساندته لهم ودعت لهم جميعا
• فى الصباح سافر الجميع لقنا موطن والد فريدة التى كانت طول الطريق شاردة فى تخيلاتها للموقف وترتعد اوصالها لانها لم تعطى لعقلها فرصة ان يتخيل الجانب الحسن من اهلها وكانت كلا من نور وليلى يهداون من روعتها اما ادم فكان كالعادة يملى عليها كلامه الحانى الدافع للاقبال على الحياة
• اخيرا وصلوا لمنزل اهل فريده الذى اكتشفوا للوهلة الاولى انه اكبر بيت فى البلدة واكبرعائلة ولهم ثقلهم
• ادم طلب مقابلة كبير العائلة ومرت دقائق قليلة الا انها مرت على فريده كالدهر اما ادم فكان عقله مشغول بكيفية اقناعهم يقبول فريدة وكسب الجولة لصالحها
• فجاة دخل علهم رجل طاعن فى السن مستند من جهة على عصاه الابنوسيه الا انه يحمل من الهيبة ما لا يجعل للسن اى اهمية ويستند من الجهة الاخرى على يد رجل من الواضح انه ابنه لتقارب ملامحهم وخلفهم شابان يبدوا عليهم العلم والثقافة رغم ارتداءهم للجلابية الصعيدى
• ادم وقف والبنات قلدوه
• الحاج عاصى الجد / اهلا وسهلا
• تبادل الرجال السلام بينما وقف الثلاث فتايات منكمشين بادم
• الجد / قالوا لى انك تريدنى خير ؟
• مرت ساعة ادم الوحيد هو كان صاحب الكلام والكل من حوله بين منصت وبين من ينتظر رد الفعل وبين من يراقب الكل فى صمت كان ادم يتكلم بثقة جتى انه اصبح يضاهى الحاج عاصى فى هيبته وقوة ذكاءه وتعامل وكانه ولى امر فريده حتى يشعرهم ان هناك من يدافعون عنها ان ا رادوا بها سوء وبذكاءه استطاع ان يلملم كل خيوط الموضوع بيده بحيث سد على عائلة فريدة اى مجال لطرح اى سؤال فقد شرح كل شىء
• لكن الغريب فى الموضوع انه وجد الابتسامة تعلو وجه الاربع رجال والترحيب به وبمن معه
• ادم / هذا ما عندى يا حاج عاصى واريد ردك
• اتسعت ابتسامة الجد ومع ذلك كانت ابتسامة ممزوجة بحزن وقال / لقد تركتك يا بنى تقول ماعندك ولم اقاطعك واعرف جيدا انك حاولت اقناعنا وفى ذلك ايضا تركتك لتقول كل ما فى جعبتك ولكن لست لاقتنع وانما لاعرفك واعرف شخصيات من تربت حفيدتى بينهم وحقا انت رجل يعتمد عليه ونظرتى لك لا تخيب واخلاقك واضحة فى حديثك وهذا طماننى على حفيدتى اكثر ولكن للعلم انا لا تخفى عنى خافية فمنذ ان تركنى ولدى وعصى امرى وانا اتابعه فى صمت وكل اخباره كانت معى وكنت اعلم بان هناك طفلة تحمل اسمه وكانت نيتى ان اتكفلها بعد موته ولكن لم اعرف اين خفتها امها خاصة انها توفت اول ما اخفتها وان كنت علمت مكانها لكنت وفرت عليها عناء العيشة بالملاجىء وليكن بعلمك انا من قمت بكافة مصاريف دفن والدتها ولم اضنى وقتا فى البحث عن حفيدتى
• هنا تنفس كل من ادم وفريدة الصعداء اما نور وليلى فقاموا بتهنئتها ومع ذلك لم يكتفى ادم بذلك الاعتراف فقال بنفس الثقة والدهاء / وانت ايضا يا حاج عاصى لم تخيب ظنى بك ولكن فريدة لها اوراق رسمية بالدار ومن الواجب عليك وانت تستلمها منى ان تمضى انها اصبحت فى كفالتك وانك لن تؤذيها
• الحاج عاصى وهو مبتسم / الم اقل لك انك رجل يعتمد عليه ولزيادة اطمئنانك سامضى فريدة امامك على استلامها كافة ميراثها كبيع وشراء لانها ليس لديها اعلام وراثة بعد وانا لا زلت حيا وستكون انت الشاهد الاول على العقد وهذا يتطلب مكوثكم معنا ليومين لحين تجهيز الاوراق
• ادم بامتنان / وانا عاجز عن شكرك يا حاج عاصى وبنظرة جانبية لفريدة التى سرعان ما فهمت قصده وقامت بسرعة حضنت جدها
• حقا لم يكن ادم مسئول عن نور وحدها بل كان سندا لثلاثتهم حتى باتت كلا منهن تفهمه من مجرد نظرة
• قابلها الجد بحضن دافىء عوضها فيه عما قاسته فى حياتها
• بكت فريدة وبكت معها كلا من نور وليلى وانا كنا محقين فوجب علينا ان نقول ان ادم نفسه تاثر ولكن طبيعة الرجال دائما ما تخفى مشاعرهم ولما لا يتاثروا فجميعهم يحلمون ببيت وعائلة وحضن دافىء مثل حضن الجد عاصى ولكنها اقدار الحياة
• مرت لحظات صعبة على الشباب اليتامى وانتهت بان تعرفت فريدة على عمها وابنيه مروان الكبير ويوسف الاصغر
• مروان يعمل دكتور ويوسف مهندس وهو ذراع جده الايمن ويمسك له شركته بالقاهرة وقد لاحظ ادم انه يركز على نور فزادت غيرته عليها
• ..........................
• مر اليومان على الجميع بهدوء ممزوج بفرحة واثناء تجول ادم ونور بين الخضرة المحيطة بالمكان
• نور / يالا روعة الجو هنا ورائحته كما المسك
• ادم اتبتسم على تعليقها وقال لها / الهواء رائحته جميلة اممممم اول مرة اعرف ان للهواء رائحة
• نور تبدلت ابتسامتها وقالت / انا اقصد رائحة الهواء الطلق الذى بلا اسوار . هواء الحرية
• ادم / لكنى ارى الحرية فى كل مكان لانى ارى نفسى حر يا نور فانتى وحدك التى بيدك سجن حريتك
• نور بابتسامه ردت عليه بجمله لم يتوقعها جعلته يتوتر من فرحته فقد قالت له / انا ارى الحرية فى كل مكان انت فيه اما اى مكان اخر فهو سجن حتى لو كانت حقيقته جنة
• لاحظ يوسف الانسجام بين نور وادم وحاول انه يعرف مداه لكن قصر المدة لم يسعه ذلك ولكن لا ننكر ان ادم لاحظ انه يحاول ان يقترب منها ولكنه لم يعطيه فرصة بالاضافة لقصر المدة كما ذكرنا
• ..............
• فى ايطاليا
• عاصم لا يزال يكرر محاولات الاتصال بنور ولكن لا فائده لم يجمع معه اى رقم
• حسام / لا تقلق فهناك الشبكات ليست بنفس تقدم هنا وان كان لابد فاتصل على موبايل غريمك
• عاصم / لم انتظر قولك هذا فقد حاولت ونفس النتيجة
• حسام / حسنا هذا يؤكد كلامى
• خيرية لسارة / لقد مللت من كثرة الحجج وادعاء المرض وعاصم لا يكف عن الكلام عنها والتفكير بالسفر اليها وقد تابعت من الشركة واعطونى تقرير بحجب المكالمات الصادرة والواردة بفضل تقديمى بلاغ على ارقامها زيادة فى الاحتياط ووجدت عدد لا حصر له من محاولات عاصم على ارقامها كما وجدت ايضا اتصالات من الدار ذاتها واغلقت حسابها الذى كان يرسل عليه علي مصاريفها بالتوكيل
...............
• سامح وليلى يجهزون للزواج خلال مدة بسيطة بينما نور كل يوم يزداد خوفها فكل يوم يبتعد عنها من تحبهم ويتركونها وحيدة ولا تعرف ما يخباه لها قدرها فبدات بخروج ادم من الدار بثم ترك عاصم لها وتبعه فريدة واخيرا ليلى
.................
• لا يفتا اللواء محمود فى التقريب بين هنا ابنته وادم بينما لا يزال ادم ينظر لها بتافف من طريقة لبسها وتعاملاتها وكلامها مع الاخرين وان كان يعلم سيادة اللواء ان محاولاته تلك تذهب هباء فادم لن ترى عينه الا نوره ولا يدق قلبه الا لها لاراح نفسه وبحث لابنته عن اخر ولكنها هى الاقدار
انت فى الحياة نبضى ووجدانى
فكيف اصف الحب وانت فيه كل المعانى
جننت بك رغم اتزان عقلى وعميت بك رغم
سلامة البصر واقصرت عليك حد النظر منك وبك اكتفى
