البارت السابع والثلاثون
بينما صرخ عاصم فى وجه ادم تحت اعين كلا من حسام ونيرمين ونور المرتعدة خوفا والطبيب قائلا : بل انا من سياتى اليك لانه وجب حقا وقت انهاء الامور واغلق الهاتف بسرعة دون ان يستمع اى رد
شهقت نور ولم تتفائل باى خير لان ملامحه لا تنم على ذلك ابدا
بينما عاصم لم يبالى وكانه اصبح شخص اخر غير الشخص وبكل برود اشار للطبيب ان يتقدم ليتم كشفه عليها
كاد الطبيب ان يبدى رايه بانها ليس بها سوء ولكنه خشى منه فملامحه كانت واضحة انه يرسم الهدوء ولكنه فى الحقيقة بركان يغلى وكاد ان ينفجر
......
مرت ساعة بدا عاصم يهدا وكان يجلس فى مكتبه يفكر وقد سحب من نور هاتفها والغريب انه بدا يتنبه لتوه بوجود نيرمين تجلس مع حسام وياسمين فى الخارج وصوتها العذب قد طرب اذناه فقام على الفور وفتح باب مكتبه ونادى عليها
ولكن تقدمها حسام بعد ان اشار لها لكى تنتظره للحظات ثم دخل لعاصم واغلق باب المكتب خلفه
عاصم بضيق : ماذا تريد وفى عجالة حتى لا تنتظر نيرمين اكثر من هذا
حسام : وما الداعى للعجالة فى استقبالها فهى منتظرة معنا منذ حوالى ساعة وانا لم ادخل لك من وقتها حتى تهدا
عاصم : انجز يا حسام ماذا تريد
حسام على حين غرة : اتحبها ؟
عاصم صدم من السؤال وتلعثم ولم يعرف بما يجيب
حسام : اتحبها هى ام نور
عاصم بسرعة دون انتظار التريث عكس السؤال السابق : نور . وانت تعلم فنور كل شىء ولكنه توقف فجاة عن الكلام وكانه لا يعرف ما يكمل به كلامه
حسام : اكمل يا عاصم اريد منك تفسير لكل ما فعلت وكل ما ستفعل
عاصم ولازال التوتر واضح على نبرات صوته : احب نيرمين جدا واشعر معها بسعادة لم اعتاد عليها من قبل بل انى اصبحت افكر فيها كثيرا حتى انى فى بعض الاحيان اكره التفكير فيها لانها تطغى على تفكيرى فى نور
ضرب مكتبه بقبضته وقال : لا اعلم لم اعد اعلم ما انا فيه يبدوا انى جننت او يبدوا انى لم احبها بالمرة لا اعرف لا اعرف
حسام : بل انت تعرف جيدا ولكنك خائف من المواجهة
عاصم بحدة : اى مواجهة
حسام : انت تحب نيرمين وحبك لها حب رجل لانثى وتحب نور ولكن حبك لها حب من نوع اخر حب اب او اخ لابنته او اخته
وللاسف انت قد حرمت نفسك حتى من لذة الشعور بالحب الحقيقى نحو نيرمين الحب الرومانسى كما انك ايضا حرمت نوؤر من شعورها بحبك الحقيقى لها وكان فى امكانك ان تسعد كلتاهما بحبك فالرجل يحب زوجته ويحب ايضا ابنته وكلا الحبين حبا جما ولكن هذا نوع والاخر نوع ولكنك خلطت بينهما حتى صعب عليك التمييز فى الوقت الذى وجب عليك التمييز واود ان انبهك انك ان لم تميز الان وتاخذ قرارك فستضيع كلتاهما من بين يديك فنور ستذهب لزوجها وستهرب منك ونيرمين ستذهب لمن يحبها حبا خالصا لها
ظل عاصم صامتا لبضع دقائق وكانه لم يستوعب الحقيقة التى واجهه بها حسام او ربما لا يريد ان يدقها او يشعر نفسه انه ربما كل تلك السنون عاش فى وهم فصاح فيه فجاة : يبدو انك قد جننت انا احب نور وساطلقها من زوجها حتى وان تطلب منى ذلك ان اقتله
حسام بكل هدوء محاولا ان يكسب الجولة وهو على تمام العلم انه اخيه الان فقط استجلت حقيقة نفسه واضحة امام عينه فقال : وما الداعى للقتل فادم ان علم ان سعادة نور معك فسيطلقها بكل بساطة ولكن الاهم من هذا هل نور نفسها ستكون سعيدة معك ام انك ستجبرها على الزواج منك اجبارا
نظر له عاصم ولم يرد وكان تلك الحقيقة توجعه فهو يعلم انها حقا تحب ادم
بينما اكمل حسام وكانه يضغط على الحقيقة المرة انت بوضعك هذا تدمر كل من حولك وتدمر نفسك قبلنا فانت تهوى نيرمين ومتمسك بنور فلا انت ذقت حلاوة حب نيرمين ولا انت انهيت مرارة حب نور
كما انك حرمت نور وادم من بعضهما وحرمت نيرمين منك فاى حب هذا ؟
صاح فيه عاصم غاضبا : انا لن اترك نور ابدا فيكفى ما تحملته بسبب سكوتى قديما ولن اخذلها فى مرة اخرى مادمت حيا
حسام وقد شعر باخيه : الموضوع لا يمت للخذلان بل على العكس انك الان فى قمة خذلانك لها وانت تحرمها ممن احبت
صرخ عاصم باعلى صوته وهويضرب مكتبه باقصى قوة له فلم يعد يعلم ما يجب عليه فعله وشعر بان كلام اخيه حق فهو يدمر نفسه ويدمرها معه
حسام : اهدا يا عاصم الامور لا تحل هكذا
عاصم بنفس العصبية : اى امور وانت تحكم على الان ان اترك روحى لغيرى
حسام شعر انه لامجال للخوض اكثر من هذا فى نفس الموضوع فقال : اهدا الان وسنتحدث لاحقا ثم تركه وخرج وصعد لاعلى بخوات ثقيلة فالامر اصبح يزداد تازما
بينما ظل عاصم فى مكتبه شارد الذهن لا يعرف كيف يستريح ويريحها
حل المساء بكل ثقل على الجميع نور محبوسة فى غرفتها خائفة مما هو ات واخذ عقلها يشرد فى الهروب
بينما ادم كان فى قمة ضيقه وغيرته وقرر فى نفسه وعزم اموره انه ان لم ياتى له عاصم فى الغد لسوف يذهب هو له وياخذ نور ان شاء او ابى
بينما حسام انشغل فى مجموعه اتصالات هامة ستحل الموقف
هبط حسام مرة اخرى وطرق باب مكتب عاصم وهو يعلم انه لازال موجودا به على الرغم من ان الساعة تجاوزت منتصف الليل وما ان دخل الا ووجد عاصم جالس كما هو وقد اصبح وجهه متعبا للغاية ودافنا اياه بين كفيه واسند بمرفقيه على مكتبه
اخذ حسام نفس راحة ثم قال : لقد هاتفتنى المصحة بايطاليا واخبرونى ان حالتها تزداد سوءا لانها لا تكف عن طلبها رؤيتنا ورؤية شركتها فكانها ترى اننا قد خربنا كل شىء
عاصم بضيق وبصوت خافت : اذا فهى لم تتحسن حالتها ولم يوجد اى تقدم فيها
حسام : لا على العكس بل ان حالتها قد ازدادت سوءا وجنون العظمة قد تفاقم ولا تفتا تذكر نور وانها السبب فى هدم حياتها
عاصم بخوف : نور ؟ وما لها نور ؟
حسام بخبث : هى تعتقد ذلك المهم ساذهب من الغد فقد اتفقوا معى انه لابد ان اذهب واستلمها
عاصم : اذا فهى ما ان تاتى الا ولن تترك نور تهنا بحياتها
حسام : اخشى ذلك
عاصم وكانه يفكر فى شىء : حسنا اذهب لتاتى بها انت فانا كما ترى لست مستعدا لاستقبالها وانا هكذا
حسام : لا عليك ساذهب انا اليها خاصة ان الموضوع لا يحتاج الى سفرى فقد اتفقت مع خالتى وهى قامت بكافة الاجراءات وامى قادمة غدا وانا ساستلمها من المطار
صدم عاصم مما سمع وقال : لابد ان احمى نور منها واجعلها امام الامر الواقع وقام من خلف مكتبه بسرعة ور كض نحو نور ليخبرها انه اخذ قراره وانه سيطلقها من ادم ويتزوجها هو
حسام نادى عليه فقد شعر انه سيتهور بفعل شىء يجهله
فتح عاصم باب غرفة نور مرة اخرى على حين غرة وكان يبدوا عليه العصبية وما ان وجدته نور هكذا الا ركضت نحو سريرها وانكمشت فيه خائفة منه فوجهه كان لا يبشر بالخير
اقترب منها فى ثبات وقال : ساذهب من الغد لادم لانفذ وعدى
نور بخوف وبتلعثم : اى وعد ؟
عاصم : زواجى منكى
صعقت نور ومن قبلها حسام بينما بكت نور وقالت له : ولكنى لا اريد ان يطلقنى ادم و..
اقترب منها عاصم وبعصبيه مخلوطة بخوف من ضياعها من بين يديه وبصوت يحمل الرجاء فى نفس الوقت فحقا عاصم كان فى حالة غريبة يصعب تفسيرها بسهولة وقال : نور انا احبك
نور بعصبية هى الاخرى بل تحدثت وهى تبكى بكاء اقرب الي الصراخ : انت لا تحبنى بل يخيل لك انك تحبنى وكان الاولى لك ان تبحث فى داخلك كيف لك ان تحب فتاة غريبة عنك لا تعرف عنك شيئا
عاصم بحدة : غريبة ؟
نور : نعم انا غريبة عنك ولا تعدعى انك تعرفنى لتحبنى فانت الان اشبه برجل من القرون الماضية التى لا يرى عروسه الا يوم زفافهم وان كنت تحاول ان تقول اى تفسير غير هذا فانت واهم او ربما تعلم ولكنك تضحك على نفسك فالحب لا ياتى الا لانثى عايشت معها كل حالتها
صمتت قليلا وكانها تتذكر ماضيها المؤلم ونظرت له وقالت بدموع : ان اردت ان تحبنى حقا عد بى بالزمان للخلف ثمانى عشر سنة وعش معى افراحى واحزانى واعلم عنى كل شىء وكن لى ام واب وحبيب عش معى حتى اكون بالنسبة لك كما الشمس الواضحة جل النهار حتى تصل درجة القرب بيننا لان تقرا صمتى قبل كلامى
كنت بحثت عنى واكلات السماء قبل الارض وطعنت الظروف شر مقتل لتاتى الى ولكنك تعللت باسباب واهية لتبرر موقفك والحقيقة انك كنت خائف على عملك اكثر منى
لا تلعن ادم ولا القدر انه وضعه امامى ولا تعيب على قلبى اننى احببته ولا تعتقد انى مسلوبة الارادة او معدومة الفهم فقد تربيت على يديه واصبحت رشيدة قبل اوانى لاننى مررت بمحن لا تخطر على بالك انت
ان اردت ان ارتبط بيك اجعل من نفسك نسخة من ادم فانا قد عشقته بكل ما فيه عشقته منذ نعومة اظافرى ليس لاننى لم اجد الا هو امامى ولكنه سبقنى بحبه واعطانى ما تتمناه اى انثى اعطى لى الامان والسند والعطف وقبلهم اعطانى الحب
كنت له انا الاولى فى كل شىء حتى قبل نفسه فهل تحتاج اى انثى لاكثر من هذا ؟
لكنك الان تقول انك تريد تنفذ وعدك بالزواج منى وفى نفس الوقت تريد نيرمين والاصح ان نيرمين هى حبك الحقيقى بل والوحيد
كاد عاصم ان ينفجر غيظا واحتراقا من كلامها ولم يعد قادرا لسماع اى حرف اخر فاقترب منها وكله عصبية حتى انها شعرت بخطورته
فاخذت تتراجع وقد ابتلعت بقية كلماتها و انكمشت فحالته كانت غريبة ولم تعهده هكذا بل عاهدته دوما راشدا متعقلا للامور ولكن من امامها هذا شخص اخر
عاصم : ساحافظ عليكى من امى ومن العالم اجمع وساعوضك ما عانيته بسبب بعدى عنكى
حسام بعصبية : كفاك يا عاصم وارجع لعقلك نور متزوجة من ادم وتهواه
نظر له عاصم متحديا وقال : بل تحبنى انا ثم اعاد النظر لها وكانه يسحب منها الموافقه وكانه لم يسمع منها اى حرف مما تفوهت به وقال : اليس كذلك يا نور
نور لازالت خائفة من حالته تلك وشعرت بالياس وانه لم يعى ماقالت
بينما كرر حسام نفس الكلام فما كان من عاصم الا وتعصب وقد اخذت العصبيه مداه فاخذ يصيح ويقول لا نور لى . نور لن تكون الا لعاصم . هى تحملت بسببى الكثير وجاء الوقت لاعوضها .
حسام بعصبية هو الاخر : ونيرمين ؟
عاصم بدون وعى : احبها من كل قلبى ثم تنبه لما يقول فجاة فاخذ يضرب جبهته فى جدار الحائط ويقول : لا اعلم لم اعد اعلم اااه واخذ يضرب براسه فاسرع نحوه اخيه وكتفه من خلف ظهره ليمنعه بينما نور اخذت تقترب منه هى الاخرى وتصرخ لاجله تسترضيه ان يكف عما يفعله بنفسه
ولكنه لم يسمع لاى منهما واخذ يبكى بهيستريا ويضرب راسه حتى نزفت جبهته الدماء واغشى عليه بين يدى اخيه