البارت ال 29

1.1K 14 0
                                    

البارت التاسع والعشرون

هنا لم يستطع عاصم منع دموعه فقد انهمرت دمعه رغما عنه وقال : لقد تزوجها ادم يا حسام . تزوج حياتى التى اعيش لاجلها
وقعت الكلمة على اذن حسام كالصاعقة ولكن حاول ان يهدا اخيه فقال : الم يذكروا لك سبب زواجه منها وكيف له ان يتزوجها دون الرجوع الى اهلها كما هو مثبت فى اوراقها
عاصم : يقولون ان الدار التى كانت فيها خاطبتنا ولم نرد
حسام وهو قاضب حاجبيه : والله ان الامر لفيه شىء فانا متاكد ان ادم ليس بخائن وما كان ليتزوج نور وهى لازالت صغيره انما الموضوع يتعلق بكون ان الدار هدمت فيجوز انه قد خاف عليها التشرد وانتشلها بالزواج
عاصم : ان كان ذلك فما السر فى عدم اخبارنا ولما تزوجها فى الخفاء . انه خائن فقد سهل لنفسه كل شىء لكونه ضابط
حسام : لا يا عاصم وفكر برويه فان كان فعل هذا لاجل لنفسه فلما الدار لم تخاطبنا وهى بهذا تضع نفسها تحت طائلة القانون ؟ انما هناك شىء غامض فى الموضوع وربما قد تشكر ادم على فعلته بدلا ان تصفه بالخائن فوالله انا متاكد انه ليس بخائن فالخيانة ليست من شيمته
عاصم بعصبية من كلام  حسام على ادم : تشعرنى كانك تربيت معه وفى سريره
حسام : لا ولكنى رايت تربيته لنور وتعاملت معه نفسه وان كانت الخيانه فى طبعه لخانك منذ زمن بان باح لها بحبه الذى كان جليا امام عينك ولكنه صبر للوعد الم يكن لديه الفرصة لهذا ؟ وبالاخص انك انت من تهاون فى حقك فيها فى الفترة الاخيرة
صدم عاصم من الكلمة فقام وهو فى قمه هياجه النفسى ووقف امام اخيه كما الثور الهائج وقال : كيف تهاونت وانت تعلم انى لم اترك ثانية الا وحاولت ان اتتبع اخبارها ولكنى لم استطيع ...
قاطعه حسام وقد تعصب هو الاخر ولم يشعر انه قد يؤذى اخيه بكلامه ولكن شعوره بضياع ابنه عمه افلت منه عقله وقال : كفاك يا عاصم انا اعلم انك تحبها ولكنك لم تحارب لاجلها فحرقة قلبك الان لانك تهواها ولكن فى نفس الوقت و قفت ضعيفا امام امك وانت تتنازل عن السفر بحثا عنها مرة تلو المرة وانت تعرف كما انا اعرف ان والدتك كانت تتحجج ولكن لم يكن لك الجراة ان تاخذ قرارك وتترك حججها وفضلت البقاء خوفا عليها فى حين لم تخف عليك هى
كما انك علمت انها لم تعد تراسلك وان سبل الوصول اليها اصبحت مستحيلة فلما تنتظر هنا وانت تتالم هل انت ليس برشيد
انا عن نفسى ان كنت مكانك لما جلست هنا ليوم واحد ولمسحت الارض مسحا للبحث عنها حتى وان تطلب الامر الغوص فى اعماق البحار ولكنك انتظرت لرغبة ابيك حتى كدت انا نفسى اسافر اليها لا ليس لانى اهواها ولكنها ابنه عمى ولحمى وتحمل اسمى لانها من دمى ولكنى خشيت ان اثبت لك انك ضعيف فتراجعت حتى تاكدت الان انى مثلك كنت ضعيف وكان على ان اتخذ قرارى فى البحث عن ابنه عمى حتى وان كان هذا يؤلمك فلا يهمنى انت وشانك لانه كانت لديك الفرصة عندما نزلنا القاهرة اول مرة وقد وجدتها قد اصبحت انثى يانعة فكان علينا الا نسلمها للدار مرة اخرى وكان الواجب عليك ان تبقى معها وتطعمها دفء حنانك وحبك بدلا من ان تجدد الوعد مع ادم ولكنك تغافلت ان ادم مهما كان فهو بشر وله طاقة تحمل ولما من الاساس نحمله عبء اختنا ونحن رجال اشداء
ولكنك تركتها له وسافرت مطمئنا بحجة ان هناك وعد
والسؤال الان لما اتهمت ادم بالخيانة مع انك اول الناس الذين طلبت منه الوعد توسما لامانته فى الصغر وجددته معه فى الكبر؟
يا عاصم انت تعلم ان ادم امين ولكنك تعلق تفريطك فى حقك فيها انه بسبب خيانته للامانة فلا تحمله ذنبك
الم تسال نفسك مرة ما شعورها وانت تتركها للمرة الثانية فى كنف شاب اخر يرعاها بحجة الوعد وقد عاهدتها بانك ستعود اليها ولم تعد فهل لك اى جراة لتنهرها انها تعلقت به ان كنت انت من الاساس طلبت منها الا تتعلق الا به دون ان تقولها صراحة
حاولت ان تفرق قلبيهم وفى نفس الوقت تربط بينهم اى تضاد هذا ؟
ولما انتظرت من الاساس كل تلك الفترة منتظرا رد الشئون الاجتماعية ولما لم تسافر مرة اخرى للبحث عنها ؟
ظل عاصم فارغا فاه من هول ما يسمعه من اخيه فها هو الان الذى اصبح المجرم فى حقها والمفرط فيها  واول ما فكر فيه هو نور فكيف رايها فيه الان ان كان هذا راى اخيه فيه وهو عالم بكل شىء فما بالها هى وهى لا تعلم اى شىء
ابتلع ريقه بياس وقال هامسا بدون تصديق : هل انا من فرط فيها اهذا رايك فى وانت كنت اقرب الناس معرفة بى
حسام بدا يستعيد هدوءه فقد شعر ان انفعاله لضياع ابنه عمه جعله يصدم اخيه بحقيقه لم يراها هو فى نفسه فخاف عليه من لوعه الندم فقال مواسيا له : اهدا يا عاصم ولا تستمع لكلماتى وقت انفعالى ولكن المهم الان ان نبحث عنها لنعرف مكانها اولا ثم نحدد ان كان ادم خائنا ام لازال وافقيا للوعد لانى اعتقد ان هناك شىء غامض فى الموضوع علينا اكتشافه اولا
ثم ان هناك شىء اخر لم اعد افهمه بعد : انت قلت لى انك اكتشفت ان ادم قد تزوج من ابنه اللواء عمه فلما اذن تزوج نور اذا ففى الامر شىء كما قلت
صمت عاصم وجلس بكسرة على كرسيه فقد استشعر الندم حقا من كلام اخيه وقال : هل لى الجراة ان ابحث عنها الان و قد ترى هى في العبر اكثر منك وقد لا تصدق حبى لها ولوعتى على ضياعها  ثم فجاة صرخ ااااه عاليه حتى كاد يختنق من كتم بكاءه
اقترب منه حسام فقد اشفق على حاله وقال مهدئا له : لا تحزن يا عاصم ولا تغضب من كلامى فهو من جراء تاثرى وانفعالى وعموما فبعد غدا موعد بطولتك فى القاهرة وهذه فرصة جيدة لك لانها ستتيح لك فرصة البحث عنها
نظر له عاصم نظرة حسرة ولم ينطق حرفا

أنين القلوب الجزء 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن