البارت ال31

1.2K 16 0
                                    

البارت الحادى والثلاثون
توترت نور وتلجم لسانها وارتعدت اوصالها وكسى العرق وجهها ولم تعد تعرف بما تجيبه فهى الى الان لا تعرف حقيقة طلاقه من هنا فكانت تفكر هل تقول الحقيقة وتعود اليه ام تستمر فى خطتها ليبعد عنها وينساها
تلعثمها وتوترها اكد لادم ان هناك شىء  فاعاد النظر لسامح وقد بدا القلق جليا على وجهه وعاد السؤال لسامح : يوسف من يا سامح
سامح بجدية ممزوجة بتوتر : يوسف ابن عم فريدة وزوج نور
شهق ادم شهقة قويه هزته من مكانه وجحظت عيناه من هول ما سمع ولم تعد قدميه تثقله فبدا وكانه ينهار وكاد ان يسقط مكانه وقد تخلى كفه عن كف نور فى حركة ياس لا ارادية فركض نحوه سامح واسنده لاقرب مقعد واجلسه
اقتربت منه نور وصرخت بصوت مسموع وقالت وهى تنظر لسامح : اسكت يا سامح انت لا تفهم شيئا اسكت ارجوك لا تتفوه بشىء اخر
ثم جثت على ركبتيها امام ادم الجالس امامها كما الميت لا يحرك ساكنا واخذت تهز فيه ودفنت وجهها على ركبتيه وقالت وهى منهارة : لا تصدقة يا توام روحى اقسم لك انه لم يمسسنى ولكنى اضطررت ل...
قاطعها بصوت ضعيف واهن مملوء بحزن العالم فى نبراته وقال : اضطررتى للزواج منه ؟ اى اضطرار ذلك الذى جعلك تهجرينى لاجله ؟ هل استسغتى اقتران اسمك باسمه ؟ هل استسغتى فراقك لادمك يا نور ؟ هل هان عليك ادم الى هذا الحد ؟ ان كنتى مضطرة للزواج منه فقد كنتى مضطرة ايضا للزواج منى وقد رفضتينى بقوة من قبله ؟ الان يا نور تزينت عيونك بغيرى ؟
لم يعد قادرا لان يتفوة باكثر من هذا فارجع براسه للخلف واسندها على المقعد وقال بصوت جامد : اخرجها لزوجها يا سامح
صرخت اكثر واخذت تسترجاه لاجل ان يسمعها ولكنه لم يتحرك ولم يسمع لها وظل جامدا كالجثة المتجمدة
اخذت تهز فيه وتستجديه ان ينظر اليها وقد بات صوت شهقاتها وترجيها عاليا فسمعه يوسف فدخلا مستنكرا كل تلك المحاولات منها لتفهمه الحقيقة فبدا مقتضب الملامح ومستنكرا استرجاءها هذا فقال بعصبية : انه لا يريد ان يسمع منك فهيا بنا
صرخت فيه هو الاخر تسترجاه وتقول : ارجوك اخرج يا يوسف الان
قام ادم وكان الحياة قد دبت فيه وبقبضة ضعيفة لانه لم يستعيد قوته بعد فذراعه الاخر لازال عاجزا بسبب الاصابه لكم يوسف فى وجهه وصرخ فيه : كنت اعلم انك تهواها ولكنى لم اعلم انك كالحية خسيس خائن فاستغليت وحدتها
اخذ يوسف يمسح عن وجهه من اثر القبضة وقال : لانى رجل ولست بخسيس لن ارد لك ما فعلته لتوك لمرضك ولانك لم تفهم بعد لكن حسابى سيكون ثقيلا فيما بعد لتعرف ان كنت خسيسا ام انى لا اقل عنك شهامة ومد يده يسحب نور امام عينيه
ما ان راى ادم يوسف وهو يسحب نور من امام عينيه الا وكانه يسحب روحه من جسده فكاد ان يموت حقا
بينما نور كانت لا تزال تبكى وتقول له ارجوك اسمعنى اقسم لك لم يمسسنى احد مطلقا
بينما حاول سامح ان يحثهم على الخروج حتى لا يتازم الوضع اكثر من هذا فقد شعر ان ادم كاد ان يموت حقا
وفجاة صرخت نور فقد شاهدت ادم على الرغم من وقوفه ثابتا الا انه نزف دما من انفه ومن جرحه فقد فتىء جرحه من ارتداد اللكمة من يده السليمة بينما نزف من انفه لزياده ضغطه
لم تستطع رؤية دمه وهو ينزف بهذه الغزارة فى لحظة فاخذت تصرخ وهى ترى وجهه قد تلطخ بالدماء وكذلك ذراعه
بينما فى نفس اللحظة تناسى يوسف ان من ينزف هو نفسه من لكمه منذ لحظة واسرع نحوه وحمله لسريره بينما ركض سامح كالمجنون ينادى الاطباء بينما ظلت نور متشبثه فى ملابسه تصرخ وتبكى الما وندما على ما وصل اليه بسببها
مر وقت ليس بطويل ولكنه بدا كما الدهور حتى خرج من غرفة العمليات مرة اخرى وما ان تم نقله لغرفة عادية الا وباتت نور جالسة ارضا ساندة راسها عند اقدامه تبكيه بينما هو نائما من فعل المخدر مع المسكنات ولا يشعر بوجودها ولكنه لا يردد الا اسمها
......
مر يومان حتى استعاد ادم عافيته مرة اخرى وما ان بدا يستعيد وعيه الا وتركته نور خوفا ان يصاب مرة اخرى بما اصابه بينما كان يوسف قد شرح لسامح كل شىء لاجل ان يشرح بدوره لادم
استعاد ادم عافيته تماما ثم اخبره سامح بالحقيقة ومع ذلك لم يطلب ان يراها او يردها وظل صامتا لساعات وبعدها راسل عاصم وقص له كل شىء فى رسالة وطلب منه ان يجىء بنفسه وياخذها
ولكن سارة كانت قد قامت كالعادة بحذفها
اخذ ادم يفكر فى اى طريق يراقب بها نور ليتاكد من صحة كلام يوسف ولم يجد سوى سامح ليساعده
سامح بصدمة : هل جننت يا ادم اتريد ان تزرع كاميرات مراقبة فى منزل يوسف لتراقبهم وتريدنى انا ان افعل هذا فى عدم وجودهم ؟
ادم : هذا عملك يا ضابط امن الدولة واريد ان ارقب الكاميرات من هنا واشر على كاميرا هاتفه
لم يكن بوسع سامح الا ان يوافق فهو يعلم ان ادم سينفذ خطته سواء كان هذا بمساعدته او بمساعدة غيره وبالفعل ام بزرع الكاميرات اثناء وجود نور فى جامعتها
ظلت نور حزينه واخذت تحاول ان تتصل به ولكنها لم تجد منه اى رد
.....
جلس ادم ليل نهار امام منزل يوسف يراقب تحركاتهم دون ان يروه فراها وهى ذاهبة الى كليتها وكانت تتارجح فى خطواتها الثقيلة لهزل جسدها فود ان ركض نحوها وضمها وكانت عيناه قد اشتاقت لمجرد طيفها وها هو يراها الان ولكنه لم يستطيع حتى النداء عليها
كذلك اخذ يراقبها عند عودتها ثم راقب يوسف وهو عائد بعدها وبدا قلبه متوترا وهو يفتح عاتفه ليراقبهم من الداخل فخشى ان يرى ما يؤلمه
ولكنه ابتسم وهو يراها تستقبله وهى ترتدى اسدالها وشاهد حركاتهما فى كامل البيت وقد ارتاح قلبه لانه تاكد انهما ليس بزوجين اذ انهما ينامان فى غرف منفصلة وتجلس امامه محجبة ولا تتحدث معه الا قليلا
فى يوم وهو جالس امام مسكنها منتظرا رؤياغها وهى تذهب الى العمارة ولكنها تاخرت ففتح هاتفه وبدا يراقب فوجد ان جرس باب مسكنها يرن ففتحت وشهقت اذ لم يكن الطارق سوى جارهم عماد الذى سبق لنور نهر زوجته وطردها
نور بتلعثم : ماذا تريد
عماد بنظرات متفرسة وقد بدا يضع قدمه عائق حتى لا تستطيع نور غلق الباب : لقد اعجبت بكى كل الاعجاب وانى وجدت فيكى جميل الخصال التى كثيرا ما حلمت بها
نور بعصبية ممزوجه بخوف لم تظهره : انت مجنون وخائن والخيانة ليست بجديدة عليك فمادمت اشتهيت الى زوجة اخيك وهى فى عصمته وتجرات عليها فلابد ان اتوقع ان تجروء على بيت ضديقك وجارك فانت لا تعرف لشيم الرجال طريق ولا لخصائل
دينك كذلك
عماد بطريقة مستفزة وبايتسامة خبيثة بدا يطو اولى خطواته داخل الشقة مما جعل النور  تتراجع للخلف وهى تشير اليه بسبابتها كتحذير وتقول : ان لم تخرج الان ساصرخ
كاد ان ينقض عليها هاجما الا انها صرخت ونادت باعلى صوتها ادم
على الرغم انها تعلم ان ادم غير موجود الا لانها تعلم انه امانها الوحيد فنطق صوتها وعقلها الباطن بما يشغل عقلها وقلبها دوما دون اى تردد او دون ان تحسب اى حساب
وقد كان فى امكانها ان تنادى باسم يوسف وهو الاولى لانها فى بيته او ان تنادى على عاصم ولكن لسان حابلها ابى ان ينطق الا باسم ادم
لم يستطع عماد ان يحطو خطوة اخرى فقد كبلته قبضة من حديد من الخلف فنظر لتلك القبضة فكان جزاؤه لكمة قوية اطاحت به للجدار
بينما ركضت نور وهى تبكى وارتمت فى صدر ادم الذى ربت عليها برفق ليسكن خوفها ثم ابعدها قليلا عنه ثم اقترب من عماد مرة اخرى وكبل يديه خلفة باحد الاحبال وقال له : لقد طلبت الشرطة وكل شىء مسجل ومصور هنا واشار على الكاميرا التى كانت مخفية لا ترى بسهولة فنقبض اقلب عماد وعلم انه لا يهزة
بينما اخذت نور تنظر لوجهه لتتحقق انه هو بالفعل من يقف امامها وتقول بدموع ك اقسم لك لم يمسسنى وابيت ان يقترن اسمى باسمه
ابتسم ادم على صغيرته فها هى لا زالت تستجدى رضاءه وقال بهدوء : اهعلم يا نور فهداى من روعك الان
اخذت تبكى وتضحك فى ان وا فقد صدقها توام روحها وعاد اليها من جديد بابتسامته الهادئة
.......
مد يده واصطحبها معه للخارج بعد ان تم القبض على عماد وسمعته يتصل بسامح ويطلب منه ان ياتى على شقته ومعه الماذون
اتسعت ابتسامتها داخليا ولكنها كانت خائفة ان يتكرر نفس ما حدث من قبل من هنا ووالدها
ما ان ولجوا لداخل شقته الا وبدات تدور بعينيها فيها كما المشتاق لاركانها بينما هو اقرب هو منها ومد يده واحتضن وجهها لتعلم انها اصبحت حقيقة بين يديه وقال لها هامسا : لقد طلقت هنا بل لم اتزوجها انا من الاساس
جحظت عينيها غير مستوعبه ما يتفوه به ولكن لمعة عينيها اظهرت سعادتها التى حاولت ان تخفيها
ولكنها فلحت ان تحرر لسانها من التلجيم وسالته : هل ستظل محافظا على الوعد ام ساصير  زوجة لك حقيقة وليس مجرد وثيقة
اقتضب حاجبيه وكانها اخرجته من حلم جميل كان يتمنى ان يطول فقد ذكرته بشبح عاصم
امسكها ادم واجلسها امامه وقال : هل عاهدتينى خائنا يا نور ؟
نور بضيق ممزوج ببعض العصبية : لكنك تكبلنى وتكيل نفسك بشبح فعاصم لن يعود
ادم لا يا نور بل سيعود بل انه عاد من الاساس وكان اشد اصرارا على اعادتك الى كنفه
نور بدهشة : ماذا ؟ عاد عاصم ؟ واين كان طيلة تلك السنوات ؟ ولما لم يرد على وانا استنجد به ؟ اخذت نبرات صوتها تعلو كمن يصرخ من الالم
هدا ادم منها وشرح لها كل شىء حدث كما شرح لها وضعه مع هنا من بداية الزواج
هى ايضا قصت له على كل ما عانته دونه
مر وقت ليس بقصير اخرج كلا منهما ما كان يكنه فى صدره من حقائق ومواقف واوجاع حتى هدا حالهما واستكانا فى مكانهما ولكن نور كانت تبكى عمها فالان فقط قد شعرت انها لن تعيش جو العائلة مع عمها التى كانت دوما ما تحلم به وتتخيله  لتصبر نفسها انه سيعود لها ويعوضها عن حنان والدها
وفى ذات الوقت بكت عاصم فقد شعرت انها الى حد كبير قد قست عليه فى تلك الرسالة التى تركتها له يوم مباراته
والاهم انها كانتى تبكى حالها فقد تاكدت انه لن يجعلها تهنا بادمها فهو ان اجلا ام عاجلا فقد اصبح حقيقة وسيعود لياخذها
اصبح عقلها مشوش من كثرة الافكار فى اكثر من جانب
وما هى الا ساعات وعادت نور  زوجة لادم مع وقف التنفيذ ولكن هذا لم يمنع ان عادت الابتسامة ونضارة الوجه لكليهما فكانما كانا لبعضهما الدماء التى تجرى فى الوريد

أنين القلوب الجزء 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن