البارت الثلاثون
كاد عاصم ان يتحدث لادم الا ان جاءه اتصال من اخيه حسام فرد عليه وكاد ان يشكى له همه ولكن عيناه قد جحظت وهو يستمع لاخيه وما هى الا لحظات الا واغرورقت عيناه وصاح بكل عصبيه حتى ان اطاح بكوب الماء الموضوع امامه وقال : لما يا ابى ؟ لما الان ؟
قام ادم من مكانه وسحب منه الهاتف ليفهم من حسام ما حدث ولكنه وجد ان الخط قد اغلق
نظر له وقال باستفهام : ماذا حدث يا عاصم ؟
عاصم وهو يبكى بحرقة مخلوطة بعصبية : لقد توفى ابى فور ان علم ان نور لم تكن معك وانها اختفت نهائيا فلم يتحمل قلبه الصدمة ولابد لى ان اعود الان لايطاليا فانا المسئول عن كل شىء ولكنى كنت اود الا يموت حتى يطمئن عليها وليس وقته ايضا ان اترك القاهرة واعود لايطاليا
صرخ مرة اخرى وقال : ما لها الدنيا تقف دوما امامى وكانها تعاندنى
حاول ادم ان يهدا من روعته وقال له : اذهب لاجل تخليص اوراق دفن والدك ولاجل شركتك وانا سابحث عنها وان توصلت لشىء لاخبرك
........
مرت ايام اخرى وادم لا يترك اثر يظن انها موجودة فيه الا وبحث عنها وعاصم انشغل بدفن والده وبتوثيق اوراق توزيع التركة وحاول ان يتصل بادم ولكن عادت نفس المشكلة لان سارة عادت لعملها
......
دخلت نور جامعتها واول يوم ذهبت بصحبة يوسف وانتظرها كذلك بعدما انهت محاضراتها
بدات تتعرف على القليل من زميلاتها فى حدود وكانها تنفذ تعليمات ادم
اعتقد يوسف ان هذا الجو الجديد عليها قد ينعش ابتسامتها من جديد ويجعلها تقبل على الحياة بسعة رحب الا انه قد اخطا فحب نور لادم لا ينتهى بمجرد تغيير نمط حياتها فحبهما اكبر واعمق من هذا
وفى هذه الاثناء اعلن ادم طلاقه من هنا فقد انحلت مشكلتها
........
فى يوم كان هناك توتر بين طلبة الجامعات وبدات اشتعال المظاهرات والثورات فيها
كلف اللواء محمود ادم باموريه لتهداة الاجواء والسيطرة على المظاهرات بما انه بادارة الامن المركزى كما كلف سامح معه كمعاونه له من امن الدوله
وفى اثناء قيام ادم باعطاء تعليماته لعساكره والضباط الذين هم تحت قيادته والمظاهرة فى الداخل كانت مشتعلة والاغرب انها اشتعلت بالخارج ايضا واستخدم فيها الرصاص الحى ضد الضباط
وما كاد يكمل تعليماته وهو لا يزال خارج الجامعة الا و توقف قلبه وجحظت عيناه فقد وقعت على نور حياته
انخفض معدل انفاسه حتى كاد يختنق فقد ضاق صدره وهو لا يزال غير مستوعب انه حقا يراها حقيقة امام عينيه
كل هذا المشهد لم يستوعب اكثر من ثانية ولكنه مر عليه كالدهر
ادم صمت ووظل جاحظ العينين غير مصدق ما يراه حتى لفت منظره تابعيه فنظروا حيث ينظر
ركض بسرعة بين الطلاب غير عابئا بالمظاهرات ونادى باعلى صوته نووووووور
نور حيااااتى
وقعت كلماته على اذنها وتوقفت مكانها غير مصدقة اذنيها وغر مستوعبه هى الاخر ما سمعته وما انت التفتت وراته يركض نحوها الالا وقالت بهمس لنفسها غير مستوعبه : توام روحى
ولكن حالت بينهم المظاهرة وتجمع الطلاب فهربت واختفت من امام عينيه
جن جنونه واخذ يبحث وينادى هنا وهناك باعلى صوته وقد تناسى انه فى ماموريه رسميه عليه اتمامها
فهو دوما ما يجعلها فى اول اولوياته حتى وان كان على حساب وظيفته
علم سامح على الناحية الاخرى من الجامعة بما حدث لادم فذهب اليه بسرعة فوجده يصيح فى وجهه ويقول : لقد رايتها يا سامح . اقسم بالله رايتها بام عينى . رايت نور حياتى
حاول سامح ان يهدا من روعته ويقول : اهدا يا ادم انت فى داخل حرم الجامعة لاجل تهداة الثورة وان كان على نور فما دمت رايتها فاعدك انى ساعرف لك مكانها
ادم بعصبية وقد امتلات عيونه بالدموع كما الطفل الذى يبكى على فقده امه : لقد رايتها يا سامح لقد كبرت ابنتى سنة وهى بعيدة عن عينى وعن جناحى
سامح : اهدا يا ادم
ادم مكملا وكانه يهزى : الا تصدقنى ؟ اتعتقد انى اهزى . حقا انا اراها فى كل وجوه البنات ولكنى رايتها اليوم حقيقة امامى ولكنها اختفت كما الطيف
