البارت السابع
• حاولت نور ان تقوم من رقدتها ولكنها كانت هزيلة فساعدها واسند ظهرها على السرير بينما جلس هو قبالتها وما اجملت فرحته وهو يراها قد استعادت وعيها ولكن فرحتهم كانت ستكون اكبر ان كانت سمعته وهو يعترف لها وهو فى حالة اللاوعى
• نور / قم ي ادم واذهب اليها فمن المؤكد انها تريدك فى شىء ضرورى
• ادم وهو يربت على كفها ويبتسم لها ابتسامة عذبه / ليس عندى اهم منكى يا نور
• تجمعت الدموع فى حدقتيها ولم تستطيع حبسها فنزلت حارة وكانها سيل يحفر على وجنتيها اثار السنين الظالمة لها ولبراءتها
• ولكن هيهات ان تبكى نور فى حضور ادم فمد يده بسرعة ومسح دموعها وقال / ابنتى لا تبكى ابدا على تفاهات الدنيا .ابنتى اقوى من هذا ام انكى تريدين ان اعترف امام نفسى اننى اب فاشل لاننى لم اعلمك ان ليس هنا ما يكسرك مهما كان
• نور لا زالت الدموع تملا احداقها ولاتستطيع ان تتفوه بحرف
• لاحظ هو رعشة جسدها فربت على يديها وشد عليها وقال / لا اريدك ان تتحدثى فى اى شىء الان ولكن هذا ليس معناه اننى لن اسمعك بل على العكس ساكون خير منصت لكل حرف تتفوهى به فخير علاج اخراج ما يؤذى مشاعرنا ولا نبقى له اى اثر يوجعنا وساتناقش معكى بكل حرف تتفوهين به لكن ليس الان فالان عندنا الاهم من الكلام ومن افراغ ما بداخلنا عندنا صحتنا يا نور فالله لم يعطيها لنا لنفرط فيها نحن
• وبعد هذا سنتكلم كثيرا حتى تخرجى كل ما فى جعبتك وفى كل هذا لن ننسى حلمنا يا نور فى كلية الهندسة
• ابتسمت نور بحزن ولكنها لم تتكلم
• قام ادم من جوارها وما ان ولاها ظهره الا ومسح بسرعة دمعة نزلت رغما عنه فقد كان يحبس دموعه امامها حتى لا يفتضح شوقه فيها
• ........................
•
• وفى نفس اللحظات قام عاصم مفزوعا من نومه فقد راى فى نومه ان نور تناديه وتمد له يدها مبسوطتان ليجاوبها هو وياخذها للامان ولكنه وجد نفسه مبحوح الصون ومكتف الايدى ولكنه يحترق لهفة عليها بينما اخذت هى فى التلاشى من امامه شيئا فشيئا حتى اختفت امامه ولكنه وجدها وهى تختفى وسط الدخان ان هناك يد تلقفتها واذا بابتسامتها تتسع ولم تعاود النظر لعاصم مرة اخرى وظل هو على حاله من التكتيف وما ان اختفت الا ونظر ليده فلم يجدها مكتفه فاخذ يضرب نفسه لانه من الاساس لم يحاول ان يرى ان يده كانت مبسوطة وغير مكتفة
• وكان الحلم صور حقيقته التى يحيا عليها
• وظل طيلة اليوم فى حالة من الضيق وظل شاردا حتى انه لم ينجز اى شىء من عمله بالرغم انه تواجد فى مكتبه حتى وقت متاخر لم يعتاد ان يمكثه فى الايام العادية
• ..............................................
•
• بينما عند نور فى الدار
•
• خرج ادم راكضا وطلب من الدادة اكل مغذى لنور واعطاها نقود ثم توجه لمكتب مداد حكمت التى ما ان راته الا و عرفت من الابتسامة اللى على وجهه ان نوره فاقت
• مدام حكمت / لن اسالك عليها فابتسامتك طمنتنى
• ادم اتسعت ابتسامته وقالها / الحمد لله هى بخير
• مدام حكمت بابتسامة ام / كنت متاكدة انك انت الوحيد القادر على مساعدتها على الرجوع لوعيها كما انى متاكدة من انك الوحيد القادر على اقناعها بالا تياس ولا تعود لهذا مرة اخرى
• تنهد بامل وقال / ربنا يقدرنى وازع بها الثقة مرة اخرى والا اجعل عيناها ترى الحزن ابدا وصمت لبرهة ثم قال ولكن لى طلب عندك
• مدام حكمت / اتفضل يا حبيبى
• ادم / اعلم ان ما ساطلبه مخالف لقوانين الدار ولكن انتى ادرى الناس بى ولن اطمان عليها على الاقل هذا اليوم الا اذا كنت قري منها ولهذا اريدك ان تسمحى لى بالبيات معكم هنا فى الدار
• مدام حكمت وهى متفاجاة من طلبه وقالت / انت لم تطلب شىء مخالف لهذه الدار انت تطلب شىء مخالف لاى دار وبهذا ستضعنى انا فى محل اتهام وتساؤلات ثم صمتت لبره وكانها تفكر ثم قالت
• انت تعرف يا ادم اننى لم اتعامل معكممثل اى دار من دور الايتام بل لم اتعامل معكم قط على انكم ايتام بالمرة وتعاملت معكم على انكم اولادى وان هذه الدار هى بيتنا جميعا وكلانا اعطى الاخر ما ينقصه فانا اعطيتكم الامان والحنان والدفاء وانتم اهديتكونى اجمل شعور خلقه الله فى الدنيا وهو الشعور بالامومة وتاكد اننى ان كنت انجبت لم اكن احبه اكثر مما احبكم وان كنا هنعمل تقدير لمن اعطى اكثر فيكون انتم السباقين فكل انثى تولد ام ولكن ليس كل ولد يهدى امه بالحب والامتنان لها وبرها والحنان اللى انتوا كنتوا مفتقدينه كان ممكن تلاقوه وتعوضوه من اى فرد لكن الشعور بالنقص الذى كان يتملكنى يصعب على غيركم تعويضنى به
• ولهذا كله سلكت امور لم يسلكها اى دار واقربها اننى سمحت لنور ان تخرج معك وان تقضى اسبوع مع اولاد عمها وسمحت لك انت ان تزورها هنا لانى اعلم كل ما يجول بدواخلكم حتى وان لم تشركونى فيه فالام تعلم ببواطن ابنها حتى وان لم يبوح بشىء فالامومة احساس وشعور قبل ما تكون اشياء ملموسة
• ولهذا سازوافق على طلبك بكل سرور وان كان هذا سيعرضنى لاشياء لا يعلم عقباها الا الله خاصة فى تلك الايام العصيبة التى امر بها وخاصة ايضا بعدموضوع المحضر الذى حرر بسبب محاولة نور للانتحار
• ادم وهو مضيق عينيه محولا استباط ما خلف كلام مدام حكمت فقال / لا داعى للقلق بخصوص محضر نور فانا مهما كلفنى الامر لن ارضى ان يدرج اسم نورى فى اى محضر وبالطبع اسم حضرتك واسم الدار فمن هذا لا تشغلى بالك ولكن سؤالى الان لما حضرتك خائفة ولما تخصين تلك الايام عما قبلها ولما تصفيها بالعصيبة ولما من الاساس حضرتك تحت الملاحظة
• مدام حكمت بتلعثم لانها خشيت منه ومن اسالته فهى وقعت بين يدى ضابط فى الاول والاخر/ فيما بعد يا بنى ستعلم كل شىء
• ادم / وانا سارفع عنكى اى حرج فسابقى خارج الدار ويكفينى فقط ان اظل قريبا منها فمجرد شعورى ان انفاسها قريبة ومطمئنة فهذا يكفينى
• بينما ابتسمت مدام حكمت على ابنها الذى يظل مخفيا مشاعره والتى تظهر رغما عنه فى مثل تلك المواقف وقالت له بحنان ام وهى تربت على كتفه وهل خيل لك ان قلب امك يستطيع ان يتركك تبيت فى الشارع . انت لن تبرح الدار وستبيت هنا فى مكتبى
• ثم اتسعت ابتسامتها بامتنان ودعت له قائلة وربنا يجمع بينكوا فى الخير يا حبيبى ويقرب قلوبكوا
•
• خجل ادم من دعوتها فقد تاكد ان لهفته عليها ومشاعره قد فضحته وود ان نطق وقال لها انا احبها من غير امل فيها فهى لن تكون لى ابدا ولكن عجز لسانه
• عاد ادم لنوره مرة ثانية فوجدها على نفس رقدتها ولكنها غطت شعرها فابتسم على فعلتها فصغيرته دوما ما تستوعب درسها وتعليماته لها
• دخلت الدادة بالطعام فى نفس اللحظة فاخذه منها ادم وبدا يطعمها وقال وهو مبتسم سابات اليم معكى فى الدار
• نور باستفهام / لما يا ادم . لا عليك منى ولا تعطل عملك بسببى
• ادم وضع يده مستندا على مسند السرير خلفها وقال / اين العطلة هنا وانا بجوار ابنتى فيا ليت كل عطله تكون معك يا نور حياتى ثم انه ما الفرق فى ان ابات هنا او فى بيتى فمنذ ان تركنى سامح وانا اسهر كثيرا فقد اعتدت على وجوده معى حتى فى طعامى اصبحت مشردا فانا غير جيد فيه وهو كان شيف ماهر ثم ابتسم وقال سامحكى الله يا ليلى فتزوجتيه انتى وتعبتينا نحن
• ابتسمت نور له لانها شعرت انه يحاول ان يخفف عنها ويفهمها انه هو ايضا وحيد لكنه يحاول ان يكون قوى ليعدى الايام ويهونها
• نور بحزن / وهل حقا تاثرت ببعد سامح يا توام روحى
• ادم / بالطبع يا نورى واعلمى انه لا يبقى شىء على حاله وان منة يستطيع المقاومة ليبقى على حاله هو الاقوى فالجبل مثلا ممكن الدنيا كلها تتغير من حوله حتى ان البشر يحفرون بباطنه ليسلبوا منه كل نفيس ومع ذلك لا ينهدم بل انه من كترة الهموم على ما فقده قد ينفجر منه بركان الا انه فى النهاية لا ينهدم ويظل شامخا متحديا للبشر
• وسؤالى لكى الان يا نور هل ستكونين مثل الجبل ام مثل الرمال تتبعثرين مع هبوب القليل من الهواء
• بل اريدك ان تتخيلى نفسك كانك تسيرين فى شارع مزدحم من حولك وهناك ريح قوية هبت عليكى وحاولت انها مرة تطير ملابسك ومرة تزيل طرحتك ومرة تالتة تهزك لتقعين فيا ترى كيف سيكون تصرفك
• نور نظرت له ولكنها لم تبد له باى اجابة
• ادم / ساجيبك انا بما ستفعلينه ستمسكى بكل قوتك طرحتك لانها تاج راسك ولا تظهرى ما تحت تاجك للناس باحدى يديكى وباليد الاخرى ستمسكى ملابسك حتى تبقين ساترة لنفسك وستثبتى اقدامك فى الارض حتى لا تقعين امام اعين الناس وستستمرين على نفس وضعك حتى تمر الريح بسلام ومن الجائز ايضا ان تركضى نحو اقرب مكان لتختباى فيه محتمية بجدرانه
• نور اومات براسها بمعنى نعم وقد بدات تفهم كلامه
• ادم / وانا اريدك مثل الجبل لا تهتزى ابدا مهما مر بك من صعوبات ولكن لن اقول لكى لا تتاثرين فكما قولت انفا فحتى الجبل يتاثر ولكن اياكى ان تنكسرى ودائما ودوما اجعلى من نفسك سندا لنفسك فاقرب الناس لكى هى نفسك وهى تستحق منكى المقاوم والمصابرة واياكى ان تستندى على كتف لا يريدك فيكون هو اول من يقذف بك ليخفف عنه حملك ولكن كونى
• نظرت له وقالت / ولكنى لم استند الا على كتفك ولا اراك ترمينى ابدا
• ابتسم لها فهى تقول الحقيقة فهى وحيدته وهو وحيدها ولا يكل ابدا منها ولا تكل هى منه فلما اذن هذه النصيحة ما دام لن يتخلى عنها ابدا ولكنه رد عليها بصوت حنون قائلا ان كنت لكى كتفا مثقله ما كنتى اقدمتى على الانتحار وتركتينى وحيدا اتالم عليكى ثم اخذ نفس عميق اعقبه تنهيدة حارة واكمل لها قائلا كونى انتى مبادىء حياتك ومعتقداتك وتناولى الحياة باسلوبك الخاص ولا ترينها من خلال عيون الناس بل شاهدينها بعيونك انتى واعتد ان عيونك الجميلة الصافية لن ترى ابدا الا كل جميل
• صمت لبرهه ليركز فى حديثه ويستجمع قواه التى خارت اماها وقد خشى على نفسه ان يمطرها بكلمات قلبه العاشقة واكمل قائلا اجعلى نفسك انتى الامرة والناهية فى كل حياتك ولا تجعلين حريتك فى يد احد لياخذ لكى قراراتك
• فجاة وجد الدموع تجمعت فى عينيها وصرخت قائلة / اتسخر منى بكلامك هذا ام تهدا منى وانت تعلم انى وحيدة وليس لى اى احد يسال عنى او حتى يشمت فى او ياخذ عنى قراراتى فكل من كانوا لى هجرونى وتركونى وحيدة فحتى المكالمة التى كنت انتظرها منهم كل فترة حرمونى منها وكان ثمن المكالمة يغنيهم عنى وحتى عاصم الذى وعدنى خان وعده للمرة الثانية
• ثم نظرت له بعينيها الحمراوتين من كثرة البكاء وقالت وحتى انت ايضا قريبا سترى حياتك وتنسانى واراها اصبحت قريبة فلما البقاء اذن ولماذا اعذب نفسى معى