الفصل السادس والثلاثون
تعالت أصوات الصراخ في قاعة المحكمه وقد شعرت " حنان " بتشنج في جسدها وجحظت عيونها بهلع وذعر ورفعت كفيها لتلطم على وجهها قائله بحسره ووجع على أبنها وقد خرج صوتها بصعوبه :
_ يلهوي ابني اااه ٠٠تشوشت الرؤية أمام عينيها لتفقد وعيها وأخر جمله سمعتها هو صوت صراخ " سميره " الباكيه تقول بحرقه :
_ مااااما ، سفيااان ٠٠٠بينما " ساره " تصلبت في جلستها كالصنم لا تريد التصديق ودموعها تسيل بصمت وهي توزع نظراتها الضائعه بين الموجودين في القاعه ٠٠
أما " ألماسه" فكانت تهز رأسها بعنف شديد وهي تنظر إلي " سفيان " الذي أغمض عيونه بشده وخفض بصره ولسانه يردد " يااارب " لتزداد عبراتها لتحرق وجهها كحرقه قلبها لتشعر بجسدها قد تراخي وشعرت بقدمها تيبست حاولت الوقوف ولكن لم تسعفها قدميها ، لتضرب على صدرها عدة مرات متتاليه بطريقه هستيريه ترافق دموعها الساخنه ، لتتعالي شهاقتها المخيفه التي تمزق القلوب لتصيبها حالة انهيار عصبي لتصرخ بطريقه هزت أرجاء المكان من شدة حرقتها ووجعها :
_ سفيييييييااااااااااااانانتفض " سفيان " ورفع بصره لينعقد لسانه ويسيطر الرعب عليه أكثر وهو يري والدته الفاقده للوعي وقد تجمعوا حولها محاولين إفاقتها ، لينقل بصره إلي " ألماسه" تلك الكتله التي تكاد تموت من قهرها وبكاءها الذي شعر كأنه طعنات تقتله بلا رحمه ، ليشعر بعضلات جسده تتشنج وهو يقبض بقبضتيه بقوه على القضبان الحديدية ليزمجر بعنف وهو يشعر بالعجز الشديد وهو يوزع نظراته بينها وبين والدته وشقيقاته و " زهره " التي مازالت تحت تأثير الصدمه و " صالح " الذي ظهر على وجهه بعض الحزن والشفقة ،كادت عيونه أن تخرج من محجرهم وهو يري " ألماسه" التي وقفت بصعوبه شديده وجسدها يهتز بشده من شهاقتها العنيفه ، لترفع كفيها لتلطم علي وجهها الأحمر المشتعل من دموعها الحاره ، أخذت تلطم فوق وجهها بطريقه جنونيه مرعبه وعيونها الذرافه للدموع جاحظه بشكل يثير القلق ، لتتحرك عدة خطوات ببطء لتسقط على ركبتيها وتصرخ بصوت يثير الفزع في النفوس ٠٠ليشعر " سفيان " بحرقه شديده وكانت عيونه حمراء من شدة غضبه أو بالأحرى من شدة ذعره عليها ، ليجذبه العسكري من يده بصعوبه شديده حيث كان بصره معلق بها ، وهو يسير بخطوات ثقليه معه على مضض وهو يشعر بانسحاب روحه منه بل بلهيب من النيران التي احرقت روحه بالفعل ، لتنهض هي كالمجنونه كمن لدغها عقرب وقد شعرت بالهلع وهي تري " سفيان" يتحرك مع هذا العسكري ، لتتقابل نظراتهم معا ٠٠٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بعد مرور يومينوقفت " ألماسه " أمام المرآه تزيل بقايا دموعها بعنف من على وجهها الشاحب وعيونها الحمراء المتورمه تشع بأصرار وعزم شديد ، ضربت بقبضتها الصغيره على طاوله الزينه بقوه ، ليقع بصرها على هاتفها الذي يهتز ، لتمد يدها تلتقطه بلهفه لتجيب قائله بصوت متهز متوتر :
_ ها ، هتقدر ؟؟
أنت تقرأ
العبق الاقحواني " مي الفخراني" (كامله)
Romanceاقتباس من الأحداث تحدثت بعصبية شديده وهي تشعر بأنها علي حافة الإنفجار من الغضب : _ جوزك ده ملوش دعوه بيا سمعاني ، أنا زهقت منه و .... لم تكد تنهي تلك الأحرف الناريه حينما وقعت عينيها علي تلك الكتله المشتعله بحممٍ متفاقمة كالبراكين ، لم تخطيء مقلتيه...