الجزء الاول من الفصل الثاني والأربعون

5.7K 129 9
                                    

الجزء الاول من الفصل الثاني والأربعون

بهتت ملامحها من الفزع وتصلبت في وقفتها كالتمثال ودق قلبها بخوف وهي تري الشرطه تقتحم المنزل وتبحث في جميع أنحاء المنزل عنه بينما يقف أمامها ظابط يهتف بها بصوت جهوري :
_ فين سفيان مصطفي ؟!

ارتجفت ألماسه أثر صوته لكنها أجابت بصلابه:
_ معرفش

عقد الظابط حاجبيه بشده ينظر لها بتفحص وهو يقول بنبره مرتفعه أكثر وهو يضغط على الكلمات بشده:
_ بقولك فين سفيان ، انطقي !!

تصنعت ألماسه الثبات وهي تنظر له عكس ما بداخلها من ذعر وتوتر ، و هتفت بجمود مزيف:
_ وأنا بقولك معرفش هو فين !!

خرج العساكر من الغرف المتواجده في المنزل وهم يتحدثون بنبره رسميه :
_ مفيش حاجه يا فندم

تسأل الظابط بحنق ونظراته الحاده معلقه بألماسه :
_ متأكد يا بني أنت وهو ؟!!

أجاب أحدهم بتأكيد :
_ ايوه يا فندم، البيت فاضي

بينما خرج عسكري آخر من أحدي الغرف وهو يهتف بنبره جاده خشنه:
_ في يا فندم هدوم رجالي هنا ، وكمان لاقيت دي
قال الجمله الاخيره وهو يمد يده له بالبطاقه الشخصيه لسفيان ، التقط الظابط منه البطاقه وأخذ يقلبها في يده واحتدت عيونه وهو ينظر إلي ألماسه التي أبتلعت ريقها بتوتر وقلق وقد شحب وجهها بشده ،ارتسمت ابتسامه ساخطه على وجهه وهو يقول لها باستخفاف :
_ بقي متعرفيش هو فين !!!

ابتلعت ألماسه غصه في حلقها ، ودق قلبها بعنف من شدة خوفها، وأجابت بتلعثم مرتبكه:
_ ايوه ، معرفش ، ح حاجه عنه

ظل الظابط يرمقها بنظراته المتفحصه بدقه لتعبيرات وجهها ، وكان الشك وعدم التصديق واضح في نظراته تلك ، لكنه قال بعدم اقتناع:
_ هعمل نفسي مصدقك !! ، يلا يا بني أنت وهو

قال الجمله الاخيره وهو يبعد بصره عنها ينظر إلي العساكر التي بدأت تتحرك عقب جملته مغادرين المنزل ، فخرج الظابط خلفهم بعد أن رمق ألماسه بنظره قويه غامضه جعلت الاخيره ترتجف من الخوف !!
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
اغلقت باب المنزل عقب خروجهم ، وركضت سريعا بملامح شاحبه مرتعده إلي غرفتها وفتحت الخزانه وأخرجت حقيبة ظهر وبدأت بسرعه شديده تجمع فيها بعض الملابس القليله وبعض المتعلقات الشخصية الهامه ، ثم أخذت الحقيبه واتجهت إلي غرفة سفيان وجمعت أيضاً بعض الملابس القليله له ومتعلقاته الشخصية أيضاً ، ثم عادت إلى غرفتها بخطوات شبه راكضه وحملت معطفها من على الفراش وارتدته بعجله ، ثم حملت الحقيبه على ظهرها ، وأخذت تلتقط أنفاسها المضطربه القلقه بل والمذعوره وهي تخرج من الغرفه راكضه حافية القدمين ،فتحت النافذه قليلا تري الأجواء بالخارج ، وزفرت براحه عندما اطمئنت من ذهاب الشرطه ، ثم ركضت باتجاه الباب وكادت أن تفتحه ولكن انتبهت أنها حافية القدمين ، فضربت على جبهتها بضيق وعادت تركض باتجاه غرفتها ، ودلفت داخل الغرفه تبحث بعيونها في المكان عن حذائها الرياضي حتي وجدته بجانب الخزانه ، فتحركت سريعا وانحنت بعجله والتقطته ثم جلست على الفراش وارتدته سريعا ،ثم نهضت وخرجت من الغرفة بل من المنزل بأكمله وهي تركض بسرعه في الطرقات وكانت الشمس قد بدأت تغيب والجو قد تحول إلي البرد ٠٠٠

العبق الاقحواني " مي الفخراني" (كامله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن