بقلم :نهال عبدالواحد
غنيت في المدرسة في طفولتي:
يوم السبت ستة
ستة شهر عشرةجانا النصر م الله
و عبور القناةنحن أمة فُطرت أن تكون عزيزة وقوية ويدٍ واحدة، طالما كنا هكذا لم يقوى علينا أحد، أما بمجرد تخلينا عن أخلاقنا، ديننا ومبادئنا نتحول إلى قصعة مستباحة تتداعى عليها الأمم كما تُدعى الأكلة حول القصعة.
_________________________
لم يكن السادس من أكتوبر ٧٣ هو مجرد استرداد أرض مغتصبة من عدوٍ محتل، بل هو استرداد للعزة، الكرامة ورفع الرأس، وليسترد الجندي المصري كرامته بعد إهانة مريرة منذ ٦٧.
فمن يرى شكل الجنود على الجبهة وحتى قبيل العبور بلحظات لا يفعل إلا أن يضحك ساخرًا وهم يلعبون، يمرحون ويتظاهرون بمصّ القصب!
السادس من أكتوبر، حرب العاشر من رمضان، حرب تشرين، حرب يوم الغفران، حرب يوم كيبور.
ولن يُنسى أبدًا ذلك البيان:
«نجحت قواتنا المسلحة في عبور قناة السويس على طول المواجهة، وتم الاستيلاء على منطقة الشاطئ الشرقي للقناة، وتواصل قواتنا حاليًا قتالها مع العدو بنجاح، كما قامت قواتنا البحرية بحماية الجانب الأيسر لقواتنا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وقد قامت بضرب الأهداف الهامة للعدو على الساحل الشمالي وأصابتها إصابات مباشرة...
هنا القاهرة!»لم يُتوقع أنه بعد دقائق ستقوم الطيران المصري وكانوا حوالي مئتان واثنان وعشرون طائرة تدك مواقع الجيش الإسرائيلي، مواقع قيادته واتصالاته في حدود عشرين دقيقة وتعود بخسائر بسيطة.
كانت إسرائيل قد حصّنت نفسها على الجبهة بتحصينات خط (بارليف) الذي وصفوه بالمستحيل وقصوا حوله من الأساطير، الساتر الرملي ومواسير تضخ في القناة مادة النبال الحارقة.
فقامت القوات الخاصة بسد فتحات ضخ النبال من الليلة التي تسبقها، وفي نفس وقت دك الطائرات لحصون العدو عبرت القوارب المطاطية (حوالي 2500 قارب مطاطي / موجة عبور كل 15 دقيقة) والدبابات البرمائية ووصلت للضفة الشرقية، وتم استخدام مضخات تضخ من ماء القناة وتهدم الساتر الرملي بتجريفه من اندفاع الماء.
وُضعت الكباري المتحركة حوالي ستون كبرى لتمر من فوقها الدبابات، المدرعات والمعدات الثقيلة، والمدافع في نفس الوقت تضرب مئات القذائف في حصون العدو بمعدل قذيفة كل ثانية ونصف تقريبًا.
عبرت القوات المصرية وغرست العلم المصري على الضفة الشرقية، وبعد ساعتين من المعركة وتوغل الجيش المصري في سيناء، بدأت تهاجم الطائرات الإسرائيلية لكن تصدى لها حائط الصواريخ والذي استطاع أن يتوغل لعمق خمسة عشر كيلومترات، ولم يعد لسلاحهم الجوي أي قيمة.
وقع في أيدي المصريين اثنين وعشرين موقع دفاعي إسرائيلي، وستة وعشرون نقطة محصّنة مساحة كل نقطة أربعة آلاف متر، وكان في كل نقطة حوالي ستة وعشرين دشمة لـ(المتريوزات) ومرابض الدبابات والمدافع الأرضية وحوالي أربعة وعشرون عنبر للعساكر الإسرائيلية.
كانت كل نقطة تتصل بالأخرى وبمركز قيادتها لكن قد قُطع الإتصال، ووجد العدو نفسه أمام معارك شرسة وكلما حاولوا التقدم والزحف في اتجاه النار وجد في وجههم صواريخ (ساجر) والتي لم يتعاملوا معها من قبل وكانت تصل لعمق كيلومترين، وكانت تُحمل على الأكتاف وكان من السهل على جنود المشاة التحرك وهم يحملونها وكان لها قدرة كبيرة على اختراق دروع الدبابة، احتراقها أو إصابتها بأعطال على الأقل.
بالطبع مهما حكيت لن ينتهي الكلام حول البطولات الجماعية والفردية والكثير من الأسماء التي لمعت في تلك الملحمة الرائعة.
«التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلًا! بالفحص والدَرس أمام عملية السادس من أكتوبر ٧٣ وتمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع، وإقامة رؤوس جسور لها بالضفة الشرقية على خط القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه في ست ساعات.»
(السادات)
ومن مواطن قوتنا اتحادنا، توافقنا ووقفتنا مع بعضنا وقفة رجل واحد كعرب، فقد كان للدول العربية دورًا كبيرًا داعمًا لهذا الانتصار.
تلك البطولات إن دلت على شيء فإنما دلت على روح المحبة والأخوة السائدة واليد الواحدة بلا أي حسابات ولا تفكير لأنهم بالفعل أخوة، وتلك الظروف الحالكة قد خلقت قوة واتحاد لا مثيل له!
«سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروي ونُعلّم أولادنا وأحفادنا جيلًا بعد جيل، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترةٍ حالكةٍ ساد فيها الظلام ليحملوا مشاعل النور ويضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر بين اليأس والرجاء.»
(السادات)وها نحن نعيش جميعًا في فترة حالكة ومظلمة شديدة السواد يكاد الواحد منا لا يرى نفسه...
ترى ماذا ننتظر للوحدة الخالصة قلبًا وقالبًا؟!
ألم يأن للأخوة أن يعودوا للعيش في بيتٍ واحد؟!Noonazad
أنت تقرأ
( رواية نور) By: NoonaAbdElWahed
Historical Fictionملحمة تاريخية وطنية كان ميلادها مع نور الانتصار وبعد ظلام الغارات فسُميت نور تيمنًا بإنارة النور، نشأت وكبرت وأمامها بطلٌ شجاع أحبته من كل قلبها رغم حداثة عمرها... شاءت الأقدار أن تبدلت الأحوال دمار موت بُعد و... [قد نختلف مع أنظمتنا لكن لن نختلف...