(بقلم : نهال عبدالواحد)
و بينما كانت نور تضع صينية الشاي على الطاولة المستديرة وإذا بأمها تخرج من الممر المؤدي لحجرتا النوم.
قالت عديلة: صباح الخير حبيبتي.
أجابت نور بهدوء: يسعد صباحك أمي، هيا فالإفطار جاهز سأصبُّ الشاي و...
وتفاجئتا بجمال يخرج من حجرته المقابلة لحجرة عديلة و نور مرتديًّا جلبابه الأبيض، فقال مبتسمًا وهو يجذب أحد الكراسي ليجلس: صباح الخير.
بينما كانت عديلة ونور واجمتين وفارغتين فاهما، فانتبه لهما قائلًا: ماذا بكما؟
فأجابت نور بنفس وجومها: أراك جئت لتتناول إفطارك معنا! و تتحدث بذوقٍ وأدبٍ جم! لا وتلقي الصباح أيضًا!
فابتسم جمال وتابع: عادي.
صاحت نور بدهشة: عادي! لا وأيضًا مرتديًّا جلبابك الأبيض !
فأجاب جمال بهدوء: اليوم يوم الجمعة ومرتدي جلبابي حتى أتناول إفطاري ثم أذهب للصلاة.
صاحت نور مجددًا بعدم تصديق: تذهب إلى أين؟
كنت أعد جلبابك هذه من صلاة العيد إلى صلاة العيد التي تليه، وحتى صلاة العيد منذ عيدين وأنت لا تجئ لصلاة العيد وتفضّل التسكع مع... مع أصدقاءك.صاحت عديلة في ابنتها: انتظري قليلًا يا نور -ثم التفتت إلى ابنها وسألته بلطف- حقًا يا جمال هل ستذهب إلى المسجد اليوم لتصلي الجمعة؟
أومأ جمال بسعادة: أجل يا أمي.
ثم قال: أعلم أني كثيرًا ما أتعبتك وأغضبتك، وأنتِ يا نور معك كل الحق حتى تسخري مني فقد أغضبتك وأهانتك بما فاق الحد وطفح الكيل.
أهدرت عديلة بسعادة وقد ترقرقت عيناها بالدموع: يا الله سبحانك ما أكرمك! أحمدك وأشكر فضلك! أقسم لك يا بُنيّ أني لم أكف عند دعائي ليلًا ولا نهارًا، وكنت على يقين من الاستجابة وأن الله سيهديك ويراضيني فيكما.
فانحني جمال يقبل يد أمه، وقال: صدقيني يا أمي لقد انتهى كل شيء، جمال القديم انتهى وولّي، أما الآن فقد وُلد جمالٌ جديد، رجل بحق ولن أغضبكما بعد اليوم، وسأذاكر وأجتهد وأدخل الإمتحان وأجتاز الثانوية العامة إن شاء الله وأكمل تعليمي وأسعدك يا أمي.
- كم أتمنى ذلك يا ولدي العزيز! لقد علمت من أختك عندما ذهبت لتصرف معاش أبوك أنه يمكن لأبناء العاملين في الشركة العمل فيها، اجتهد أنت والتحق بالجامعة وتحصّل على شهادتك ويمكنك العمل هناك مثلما تفعل أختك الآن، خاصةً وأنت ذكرٌ وحيد أي لن تلتحق بالخدمة في الجيش.
هكذا تابعت عديلة بسعادة كبيرة.جمال بأدبٍ جم: إن شاء الله يا أمي.
ثم اتجه ناحية أخته وقال: أعتذر منك يا نور أنا آسف بحق، لا تغضبي مني، فليس لي إلا أنتِ وليس لكِ إلا أنا، والظفر لا يخرج من اللحم.
![](https://img.wattpad.com/cover/188915637-288-k921725.jpg)
أنت تقرأ
( رواية نور) By: NoonaAbdElWahed
Historical Fictionملحمة تاريخية وطنية كان ميلادها مع نور الانتصار وبعد ظلام الغارات فسُميت نور تيمنًا بإنارة النور، نشأت وكبرت وأمامها بطلٌ شجاع أحبته من كل قلبها رغم حداثة عمرها... شاءت الأقدار أن تبدلت الأحوال دمار موت بُعد و... [قد نختلف مع أنظمتنا لكن لن نختلف...