(31)

284 14 0
                                    

               ( بقلم : نهال عبدالواحد)

بينما كان عزيز و والديه يخرجون من شارع البيت، كان جمال قد وصل ولمحهم فاشتعلت عيناه غضبًا يكاد يقذفها عليهم قذفًا.

وقد لمحه عزيز بطرف عينه لكنه تابع سيره مع والديه كأنه لم يلاحظه، حتى وصلوا جميعًا إلى البيت فجلسوا بعض الوقت يشيدون بالعروس والغداء الذي أعدته، وها هي حميدة تقوم بتوصية ابنها حول كيفية معاملة عروسه وأصول التعامل في فترة الخطبة من زيارات ومواسم  و...

بينما لم يكن عزيز بكامل انتباهه معها، وبعد قليل دخل والديه ليناما في حجرته.

أما عزيز فقد أخذ زيه العسكري ومتعلقاته التي سيحتاجها في الغد للذهاب إلى عمله ونام بالخارج فوق الأريكة.

لم يستغرق عزيز في نومه كثيرًا، فقد ساورته الكثير من الكوابيس التي لم تتركه منذ أعوام طويلة، لكنها كانت قد تركته... فلِم عاودته من الجديد؟!
وفي هذه الليلة بالتحديد والتي من المفترض أن تكون أسعد ليلة!

كان يرى عوض، مسعد، الشيخ بدر، يوسف وغيرهم ممن تعرف عليهم، صادقهم وأحبهم ثم وافتهم المنية بعد ذلك على يد الأعداء...

فينهض من نومه مفزوعًا، تسيطر عليه فكرة واحدة أنه كلما مال قلبه لأحدهم وأحبه فسيفقده حتمًا.

سيطرت عليه تلك الفكرة التي أطارت بالنوم من عينيه فجلس ينفث بهمومه عبر دخان سيجارته، و هاهو المطر يهطل بالخارج يُسمع صوت دقاته على النوافذ والشرفات، و يتسلل من فتحاتها ومضات البرق تضئ لتنذر بقدوم الرعد الذي بدأت تقرع أصواته بعدها بتلك الأصوات المفزعة...

و هاهو قد حُكم على هذه الليلة باللانوم و اللافرحة!

أما جمال فبمجرد أن رأى عزيز وأهله انطلق نحو البيت، وبينما  عديلة ونور تتسامران وتسترجعان جمال ذلك اللقاء واليوم الرائع.

إذ فتح جمال باب الشقة دافعًا إياه بفوضى و غضبٍ عاصف، ففزعت عديلة ونور.

فصاحت نور مستنكرة: ماذا؟! 

فاستقبلته أمه بدهشة قائلة: ماذا بك تصفع بالأبواب؟!

فصاح جمال بغضب: ماذا قلت ونبهت من قبل؟! ألم أنبه أن ذلك العزيز لا يطأ البيت بقدمه نهائيًّا؟!

فصاحت أخته: ماذا جرى يا جمال؟! لقد جاء بصحبة والديه!

فقالت أمه بهدوء:  انصت يا بني!  كما قلت لك في السابق، إنهم كانوا جيراننا منذ أن كنا بالسويس، و لقد أثبت حسن نواياه وجاء بصحبة والديه داخلًا البيت من الباب...

ثم اتسعت ابتسامتها بسعادة كبيرة وقالت: لقد جاء اليوم ليتقدم خاطبًا لأختك، وبمشيئة الله سيُعقد قرانهما ويتمم الزواج في الصيف المقبل، لك الحمد يا الله! 
هيا بارك لأختك...

( رواية نور)       By: NoonaAbdElWahed حيث تعيش القصص. اكتشف الآن