بقلم : نهال عبدالواحد
دع سمائي فسمائي محرقة
دع قنالي فمياهي مغرقةوبعد قرابة الشهرين من المقاومة المستميتة من الجيش والشعب معًا رحلت القوات المحتلة.
فقد انسحبت القوات الإنجليزية، الفرنسية والإسرائيلية في الثالث والعشرين من ديسمبر لنفس العام واحتفل الشعب المصري خاصةً أهل مدن القناة من قادوا تلك المعركة بحق رجالًا، نساءً وأطفالًا.فقد انتهت الغارات، المخابئ وغلق النور فلا صفارة غارة بعد اليوم!
ولا صوت المنادين «اطفئوا النور!»بل صوت الجميع «ولعوا النور!» (أضيؤه)
وكانت عديلة وسط تلك الاحتفالات منهكة للغاية من أثر مجهود الأيام السابقة، التوتر والقلق الشديد وهي الآن في نهاية شهرها التاسع ويُحتمل أن يجيئها مخاضها بين ساعةٍ وأخرى.
فقد صار يجيئها ذلك المسمى بالطلق الكاذب فهي تتألم من حينٍ لآخر كأنها ستلد ولكن ليست آلام المخاض.
لقد انتفخت بطنها كثيرًا وصارت قدماها متورمتان بشكلٍ كبير مما سبب ثقلًا وألمًا في حركتها، كما صار وجهها منتفخًا خاصةً الأنف والشفاه.
كانت حميدة خلال اليومين السابقين ذهبت بمفردها لشراء حوائج المولود والولادة، كانت تخبرها دائمًا أنها حامل في أنثى رغم عدم ذهاب النساء وقتها للأطباء لمتابعة الحمل ولا كان هناك أجهزة لأشعة الموجات و غيرها للتبين من نوع الجنين، لكنه حدسًا يكون لدى بعض السيدات خاصةً سيدات ذلك العصر.
وكانت عديلة تخشى أن تقول هذا الكلام أمام زوجها فقد كان معظم الرجال في ذلك الوقت يرغبون في الذكور وليس الإناث ونادرًا ما تجد صاحب العقل المتفتح المؤمن الذي لا يهتم بنوع الوليد.
وذات ليلة استيقظت عديلة من نومها تصرخ من شدة الوجع فاستيقظ يوسف على أثر ذلك الصوت فيجد زوجته تصرخ وتبكي فيحاول أن يهدئها ظنًّا منه أنه طلق كاذب.
لكنها لا تهدأ ولا تسكت فاتجه نحو شقة جارتهما أم عزيز وقبل أن يصل للشقة وجدها تخرج مسرعة فصوت عديلة قد شق الجدران ووصل إليها.
دخلت حميدة لحجرة النوم عند عديلة، تفقدتها فأدركت أنها ولادة، وكان آنذاك أي سيدة يمكنها أن تقوم بالتوليد حتى إن منهن من تلد وحدها.
وبدأت بإحضار متطلبات التوليد فهي الولادة الأولى لعديلة وتعلم أنها ستستغرق وقتًا طويلًا، فجلست تخرج ملابس الوليد، المزيد من المناشف وأغطية السرير، خرجت مسرعة في اتجاه المطبخ لتسخّن بعض الماء وتصنع فنجان من القِرفة الساخنة وتعطيه لعديلة فأجلستها نصف جلسة وأخذت تقوم بإعطاءها لتشرب رشفة بعد رشفة في أثناء وقت الهدوء بين طلقة المخاض والأخرى.
![](https://img.wattpad.com/cover/188915637-144-k921725.jpg)
أنت تقرأ
( رواية نور) By: NoonaAbdElWahed
Fiction Historiqueملحمة تاريخية وطنية كان ميلادها مع نور الانتصار وبعد ظلام الغارات فسُميت نور تيمنًا بإنارة النور، نشأت وكبرت وأمامها بطلٌ شجاع أحبته من كل قلبها رغم حداثة عمرها... شاءت الأقدار أن تبدلت الأحوال دمار موت بُعد و... [قد نختلف مع أنظمتنا لكن لن نختلف...