بقلم : نهال عبدالواحد
بالفعل خرج يوسف من الحجرة، وضعت عديلة نور في فراشها الصغير وقامت مع حميدة لتأخذ حمامًا دافئًا ثم قامت حميدة بتنظيف الفراش من أثر الولادة.
كانت حميدة تقوم برعاية عديلة كأنها أختها الكبرى فتذهب لبيتها مع أبناءها ترتبه وتعد الطعام ثم تعود لعديلة تيقظها وتعطيها مشروبًا ساخنًا أو تعد لها وجبة خاصةً في الأيام الأولى عقب الولادة.
تعلّمت عديلة على يد حميدة كيفية رعاية طفلتها من تنظيف، غيار وحموم و....... حتى بدأت تتقن أمور الأمومة تدريجيًا.
مرت سبعة أيام بعد الولادة وحان موعد سبوع الوليدة وكان حفلًا صغيرًا لم يحضره سوى بعض الجيران المقربين.
وقد قامت حميدة بمراسم السبوع من نخل الوليد، دق الجرن (الهون)، رش الملح وتوزيع الشموع الصغيرة على الجميع وأيضًا أكياس السبوع الصغيرة التي قامت هي، يوسف وعبد المنعم بتعبئتها وفيها الحمص، الفول السوداني وبعض الحلوى.
حمل عزيز هذه الصغيرة بين يديه ناظرًا إليها بسعادةٍ متأملًا لضآلة حجمها وسكونها بين يديه فلم يجري ولم يلهو مع باقي الأطفال بل ظل حاملًا نور بسعادة.
كانت عديلة تترقبه من حينٍ لآخر لتطمئن على طفلتها كونها على ما يرام أو ربما تبكي، بينما يوسف يبتسم من هيئته ويعود بذاكرته لأعوامٍ طويلة فقد كان في نفس الموقف منذ أعوام....
تذكر ذلك اليوم وكانوا آنذاك يعيشون جميعًا في بيت جدهم، ويومها صرخت أم عديلة فجأة بقوة فأدخلنها النسوة الموجودات بداخل الغرفة.
ظلت بداخلها يُسمع صوت صراخها من الخارج وكان يوسف لايزال طفلاً جلس في حجر أبيه وجواره عمه والد عديلة ينتظر زوجته أن تضع مولودها.
ظل الارتباك والتوتر سائدًا، خاصةً وتلك النسوة تذهب منهن من تحضر الماء الساخن وتدخل به للغرفة عند أم عديلة، وبعد فترة من الوقت سُمع صوت صرخة مدوية ثم صوت بكاء طفلٍ حديث الولادة.
وبعدها خرجت الجدة ممتعقة الوجه متأففة فأسرع العم (والد عديلة) نهض واقفًا نحو أمه.
فتسآل العم بخوف: ماذا جرى يا أمي؟
فأجابت الجدة بتذمر: لقد أنجبت أنثى مع الأسف.
فتنهد العم براحة قائلًا: الحمد لله كله رزقٌ من الله!
فصاحت فيه الجدة بغضب: دع هذا الهراء وانتبه لحالك إن لم تنجب ذكرًا لن يكون لك اسم فالبنت لزوجها، إذن عليك أن تسرع في الإنجاب ثانيًا لتأتي بالذكر.
فتابع العم بتردد: لكن أمي......
فقاطعه الأب (والد يوسف): سيفعل ما تريديه يا أمي.
ثم غمز لأخيه قائلًا: اطمأني سأقنعه.
أنت تقرأ
( رواية نور) By: NoonaAbdElWahed
Ficção Históricaملحمة تاريخية وطنية كان ميلادها مع نور الانتصار وبعد ظلام الغارات فسُميت نور تيمنًا بإنارة النور، نشأت وكبرت وأمامها بطلٌ شجاع أحبته من كل قلبها رغم حداثة عمرها... شاءت الأقدار أن تبدلت الأحوال دمار موت بُعد و... [قد نختلف مع أنظمتنا لكن لن نختلف...