(بقلم : نهال عبدالواحد)
عادت نور إلى البيت وتكاد تطير من فرط سعادتها، ولم يختلف شعور عزيز عنها كثيرًا إلا انشغال عقله الدائم بعمله والأحوال من حوله، ذهب بعدها بالفعل إلى تلك الشقة التي ذكرها وقام باستئجارها.
جاء والديّ عزيز، ذهب لاستقبالهما بمحطة القطار ثم إلى بيته الذي يسكنه الآن، وما أن دخل والديه الشقة حتى تلفتت حميدة حولها وهي تفك الوشاح من فوق شعرها، ولم تكن تغيرت كثيرًا إلا أن ازدادت بدانة خاصة من الجزء السفلي، بعكس عبد المنعم الذي اصطبغ شعره وشاربه باللون الأبيض.
نظرت حميدة لمحتويات الشقة بضيق، ثم تحدثت: ما هذا؟! ما هذه الشقة الحقيرة يا عزيز؟!
فتسآل بعدم فهم: ماذا بها يا أمي؟!
فتابعت بعدم رضا: أهذه شقة تسكنها يا بني؟!
فأشار حوله وهو يلتفت في أرجاء الشقة وتسآل: وماذا ينقصها؟! هاهي نظيفة ومرتبة.
- لكنها لا تليق بمقامك نهائيًّا يا عزيز، كيف لضابطٍ مثلك أن يسكن في شقةٍ كهذه؟!
فتدخل عبد المنعم: أراكِ تبالغين يا أم عزيز!
فتابعت حميدة: لا، لم أبالغ، الشقة حجرة واحدة وصغيرة للغاية، حتى أثاثها قديم.
تابع عبد المنعم ببعض السخرية: هل كنتِ تتوقعين أن يستأجر ملعبًا ليسكن فيه بمفرده؟!
- يا أمي هو مجرد سكن مؤقت، ثم أني رجلٌ أعزب وليس لي السكن وسط العائلات، وهاهي تقضي الغرض، وعلى أية حال يا أمي هناك شقة أخرى قمت باستئجارها، لكن استريحوا أولًا من تعب السفر ونتناول الغداء ثم نتحدث.
فصاحت أمه تحاول أن تستشف ما يخفيه: لا، كأنك تخفي شيئًا ما ولابد أن أعرفه الآن!
فابتسم عبد المنعم وقال بقلة حيلة: أنصحك بالتحدث الآن، لقد تولتك أمك ولن تسكت إلا أن تحكي.
فابتسم وقال ببعض التوتر: حقيقةً يا أمي الشقة الثانية هي مقدمة لموضوع آخر أكثر أهمية.
فأومأت حميدة تحاول فهمه: خيرًا يا بُنيّ!
- الشقة الثانية ستكون شقتي بمشيئة الله لأتزوج فيها.
صاحت حميدة بسعادة: تتزوج!
هيا اجلس واحكي كل شيء وما أصل هذه الحكاية؟! من تكون؟
ومن أهلها؟
وكيف تعرفت عليها؟
وأين؟!
وكم تبلغ من العمر؟فضحك عزيز ووالده فقال الأب: لقد أخذت أمك دور وكيل النيابة، هيا أجب.
فرمقته حميدة بغضب ثم تابعت: أتسخر مني يا أبا عزيز، لم أنتظر منك هذا.
فتدخل عزيز مهدئًا: لا يا أمي هو لم يقصد أبدًا، إنه يمزح معك، كأنك لا تعرفيه!
فتابعت بحماس: إذن طمئني يا بُنيّ، أنت تعلم جيدًا منذ متى وأنا أتمنى أن أفرح بزواجك، وكم رفضت من فتياتٍ قبل ذلك؟ وكأنه لا توجد فتاة جيدة!
أنت تقرأ
( رواية نور) By: NoonaAbdElWahed
Ficción históricaملحمة تاريخية وطنية كان ميلادها مع نور الانتصار وبعد ظلام الغارات فسُميت نور تيمنًا بإنارة النور، نشأت وكبرت وأمامها بطلٌ شجاع أحبته من كل قلبها رغم حداثة عمرها... شاءت الأقدار أن تبدلت الأحوال دمار موت بُعد و... [قد نختلف مع أنظمتنا لكن لن نختلف...