(29)

276 15 0
                                    

بقلم : نهال عبدالواحد

انصرف عزيز بينما اتجهت نور وعديلة خلف جمال إلى حجرته وكانتا غاضبتين، فدخلتا إليه وتسآلت عديلة بضيق : وما الذي فعلته مع الرجل؟!

صاح جمال بغضب: كيف تسمحان بدخول شخص غريب إلى البيت؟!

أجابت عديلة بهدوء: يا بُنيّ هو ليس بغريب، إنه عزيز جارنا منذ أيام السويس.

فتابع جمال: يا أمي، أعني بغريب أي ليس أخ ولا أب ولا عم و لا خال.

أومأت عديلة بعدم رضا: لكنك ارتكبت عمل غير لائق.

فتسآل بتهكم: وما سر هذه الزيارة الكريمة؟

فأجابت نور بهدوء: أراد أن يقابل أمي ويطمئن عليها.

فزفر بضيق وتسآل: وما الذي ذكّره بنا؟

فأجابت أمه بتلقائية: لقد قابلته نور في الطريق أثناء عودتها من عملها.

فأردف بتهكم وسخرية: شيء عظيم ومشرف حقًا! وكأن أي شخص تقابليه تحضريه معك إلى البيت!

فصاحت فيه أخته: جمال! احفظ لسانك وانتق ألفاظك.

فتدخلت الأم باعتراض: لا يصح ما تقوله لأختك.

فانصرف جمال غاضبًا بعد مشاداة معهما بين دهشة وتساؤلات نور وشعورها بشيءٍ مريب يخفيه أخيها.

وبعد خروجه وقد ظلت نور شاردة محملقة من حيث خرج، فصاحت فيها أمها بعد تكرار السؤال بلا إجابة من نور: ماذا جرى يا نور؟! ما بكِ؟!

فشردت ونظرت أمامها ثم قالت: قلبي يحدثني أن خلف جمال أمر ما، بل قصة كبيرة.

- لا قصة ولا رواية، كل ما هناك أن أخاكِ ما شاء الله تبارك الله قد التزم بالصلاة على أوقاتها ومتقٍ لله!

فسكتت نور وانصرفت من أمام أمها لكن لم تنكر ذلك الشعور الذي ينمو بداخلها.

وبعد عدة أيام قابلت نور عزيز بزيه العسكري وهي عائدة من عملها فابتسمت ابتسامتها الساحرة وكانت اليوم بشعرها الأصلي أسود اللون وطالقة له العنان مرتدية نظارة شمسية كبيرة العدسات، تنورة من اللون الرمادي متوسطة الطول، كنزة صوفية حمراء اللون وعقدًا طويلًا من اللون الأسود وفيه بعض حبات الخرز الحمراء وحذاء أسود ذات كعبٍ وعنقٍ عالٍ.

تصافحا الاثنان وعبرا الطريق وجلسا متجاورين فوق سور البحر، نظر إليها عزيز وقال بإعجابٍ واضح: تبدين رائعة الجمال اليوم.

أومأت نور بخجل وقد توردت وجنتيها: شكرًا.

إنها الحقيقة يا نور.

فسكتت قليلًا وهي تعبث بطرف عقدها من التوتر، ثم قالت تغير الموضوع: أعتذر منك يا عزيز بشأن المرة السابقة وطريقة جمال ومقابلته الفاترة لك.

( رواية نور)       By: NoonaAbdElWahed حيث تعيش القصص. اكتشف الآن