الفصل (2)

825 57 518
                                    

***____****____***

ونستعين بك اللهُم على مشاق الحياة وشدائدها استعانةً نلفظ بها كل مخاوفنا جانبًا ونمضي بها مطمئنين

***____****____***

بعد مدة كان الجميع يجلس على مائدة الطعام باستثناء سليم الذي كان داخل غرفته يقوم بتناول الغداء وحده، كانت ريليان تحرك الملعقة في طبقها بصمت وهي تفكر شاردة الذهن، ليقاطع شرودها صوت ابتهال المخاطب لها بتساؤل:- صغيرتي لماذا لا تأكلين.

تنهدت باسمة بخفة وهي تشعر ببعض الذنب تجاه سليم لتجيبها بابتسامة حزينة بعض الشيء :- خالتي اخبريني الحقيقة لماذا لا يأكل سليم معنا او معي بالأخص
توقفت قليلًا لتكمل باستغراب:- هل انا نجسة.

وضعت ابتهال ملعقتها على طرف طبقها لتتنهد موضّحة و مجيبة لها بابتسامة كأنها تخاطب طفل صغير كي تستطيع ان تفهمها الاخرى:- انّ تصرف سليم صحيح وسليم مئة بالمئة ريليان ولا يقتصر هذا عليكِ بل تصرفه يشمل كل انثى من إناث حواء،
إن ديننا الاسلام يختلف عن الدين النصراني الذي تتبعين نهجه، هناك اختلاف شاسع كاختلاف الارض والسماء بينهم، اولها انه امرنا و نهانا من الاختلاط والحديث بين الجنسين إلا بين المحارم وهذا ايضًا بحدود هل فهمتِ.

نظرت اليها تريد ان ترتب ما قالته لها حتى يتسنى فهم ما قيل لها لتوها، اومأت بعد عدة ثواني وهي غير مقتنعة بما وَصل اليها من فِهم لتبدأ بتناول الطعام ببطء، رفعت انظارها الى سارة التي نهرتها موبخه بعض الشيء عندما رأتها تأخذ بملعقتها من اخر الطبق حتى تصل لأوله ثم تضع الملعقة في فمها لتبتسم لها رغم الضيق الذي يعتريها:- ماذا قلتُ لكِ من قبل ريليان .

زفرت ريليان بضيق وهي تبعد يدها عن الطبق لتكمل سارة :- قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يا غلام، سمِّ اللهَ، و كُل يمينك، وكُلْ مما يليك)، ما معناه ريليان .

لوت ريليان جانب فمها بضيق:- لكني لستُ على دينكم سارة لقد كبِرتُ على هذه الطريقة وجميع من بالمنزل يأكل بها ايضًا.

نظرت اليها سارة بابتسامة ضيق:- هذا الشيء لا يخص دينًا معينًا ريليان.

زفرت الأخرى بضيق لتنظر الى باب غرفة سليم عندما فُتح لتجده قد ابدل ثيابه الرسمية بأخرى تتكون من سروال جينز وقميص أسود تابعت حركاته نحو المطبخ ليضع الصينية التي عليها الطعام ثم بعد ذلك ارهفت السمع الى صوت صنبور المياه ويبدو انه يقوم بغسل الاطباق المنتهية،  نظرت الى انعقاد حاجبيه وانخفاض رأسه عندما خرج من الداخل لتستمع الى صوته الرزين وهو يخاطب والدته:- امي سوف اذهب الى المسجد، هل تريدين شيئًا مني احضره لكِ عندما اعود.

أجابته ابتهال بعدما ابتلعت ما في فمها:- لا بني اريدُ سلامتكَ فقط.

اوقفته سارة قبل ان يفتح باب المنزل متسائلة:- هل ستعطي درسًا اليوم؟.

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن