***____****____***
من دعاء عمر بن عبدالعزيز رحمه الله:
" اللَّهُمَّ إن لم أكن أهلاً لأن أبلغ رحمتك، فإن رحمتك أهلٌ لأن تبلغني، فرحمتك وسعت كل شيء، وأنا شيء ".
***____****____***
فتح سليم الباب باسمًا لتتلاشى ابتسامته بصدمة عندما رأى الزائر الذي يقف امامه فلم بكن يتوقعه البتة.
لكن المفاجئة الاكبر والصدمة الاقوى كانت من نصيب جرير الذي حاول استيعاب الامر بكون سليم زوج ابنته ريليان ليسأله بعدم تصديق ومازال مدهوشًا برؤيته امامه او لشكه بالأمر بكونه اختلط في المنزل المنشود:- أهذا انت؟.
اومأ سليم له بتأكيد وما زال ممسكًا بالباب مغلقًا نصفه بعد ان خرج اليه للخارج:- مرحبًا بك سيد جرير.
ارجع جرير رأسه للخلف بابتسامة استنكار تام يريد ان يستوعب الامر ليخاطبه بتعجب:- كيف هذا ؟ ءأنت زوج ريليان.
ابتسم سليم في وجهه بهدوء كبير مؤكدًا برأسه وبداخله بعض التوجس من ان يقوم بأذية ريليان والان:- اجل هذا صحيح.
نظر اليه بترقب وهو يرى ردات فعله المستنكرة والغير مصدقة واعصابه التي تشنجت ليندفع جرير نحوه ممسكًا اياه من تلابيب قميصه الازرق:- ءأنت هو! ألم تجد غير ابنتي وتتزوجها يا هذا،
اكمل بصراخ وهو يهزه بعنف كبير:- ألم تجد غير بيتي لتدمره وتقلبه رأسًا على عقب، ألم يكفي انك ارهابي وتحاول سحر الاخرين بحديثك وديانتك واكاذيبك، ألا يكفي ما تفعله بنا لتقترب مني وانت تعلم علم اليقين ذلك الكره الذي اكنه لك، أخبرني من سلّطك عليّ يا هذا من هو مُرسلك.
قال اخر جملة له وهو يلكم وجه سليم مما ادى الى اغلاقه لعينه بسبب الالم الطفيف الذي شعر به جراء اللكم التي تلقاها.
في الداخل كانت ريليان ترتعد خوفًا بمجرد سماعها لصوت والدها، لا تعلم كيف عرف طريقها ووصل الى هنا لكن مهلًا هل ابي يعرف سليم من قبل هل التقيا سابقًا بالتأكيد فحديثهم يثبت ذلك، كانت تتمسك بغطاء الطاولة تضغط عليه برعبٍ شديد لتتقدم منها ابتهال تربت على كتفها بحنان وهدوء، التفتت نحو الباب الذي ضُرب بقوةٍ وكأن هناك جسد ارتطم به ليهتز بؤبؤ عينيها بخوف اكبر وهي تتخيل ان جرير سيقتحم المكان.
التفتت ابتهال نحو سارة التي كانت تنظر بتوتر نحو الباب لتخاطبها بعجلةٍ:- اذهبي الى غرفتكِ سارة ولا تخرجي منها البتة ولا تقلقي سنلحق بكِ حالًا.
نظرت اليهم سارة بتوجس لتومأ لها ابتهال بابتسامة مطمئنه لتتوجه سارة نحو السلم قاصده غرفتها وهي تدعو الله بأن تكون العواقب سليمة.
اعادت انظارها الى ريليان التي تمسكت بيدها متحدثة بخوف:- سوف يفتك بي اليس كذلك امي، سوف يتخلص مني ان...
قاطع حديثها صراخ جرير باسمها لتتصلب اعضائها في مكانها بخوف من صوته الذي هز البيت بأكمله، اعتدلت بسرعةٍ كبيرة وقلبها يقرع كالطبول ليسقط المقعد الذي كانت تجلس عليه ارضًا، كادت ان تخطو خطوةً نحو الخلف لتنصدم بجرير الذي وقف امامها ناظرًا اليها بعيون حمراء اشبه بمصاص دماء وسليم خلفه يسير بخطى كبيرة والذي كان يخاطبه وهو يمسح الدماء التي بجانب عينه:- للبيت حرمة يا سيد توقف عندك الى اين انت ذاهب.
ابتعدت ابتهال وهي تحمد الله بأنها ما زالت ترتدي حجاب الصلاة لتقف بعيدًا حتى لا تختلط به.
اخرجت ريليان صوتها والذي كأنه في صحراء قاحلة:- ابي.
تقدم جرير منها بخطى بطيئة ليسرع سليم الوقوف بجانبها ممسكًا بيدها وقد شعر بارتجافها ليضغط عليها بخفة بأن لا تخف وانه معها ناظرًا الى والدها بعدما ابتسم لها، لا ينكر انه يريد المواجه بينهم عله يسامحها او يلين قلبه لكن نظرات جرير اليها وكأنه اسدٌ جائع يريد ان ينقض على فريسته جعله يتراجع عن فكرته، وضعها خلفه ليخاطبه بهدوء ولين:- يمكننا التفاهم سيد جرير.
خاطبه دون ان ينظر اليه ومازالت انظاره نحو ريليان التي تتمسك بسليم تخترقها:- لا يوجد تفاهم بيننا يا هذا، اعطني اياها بدون احداث اي ضجة وصدقني لن اظهر امامك مطلقًا.
نظرت ريليان بترقب الى سليم تريد معرفة ردة فعله ليمسك سليم بيدها اليسرى مجيبًا جرير بعد ان رفعها امامه:- انها زوجتي سيد جرير اعتذر منك، لا يمكنني اعطائها لك فأنا لا اتخلى عنها.
اعادت انظارها بقلبٍ يخفق بسعادة نحو جرير لتجده يضغط على اسنانه بغضب كبير لتهمس لسليم بعد ان رفعت جسدها على اطراف اصابع قدمها ومازالت ملتصقه به:- انني خائفة سليم، انه غاضب الان وجدًا انني اعلم هدوءه هذا فخلفه بركان سينفجر وسيتسبب لنا بمشاكل.
ظل سليم مركز انظاره نحو جرير وهو يستمع اليها ليحرك جرير رقبته في محاوله لتهدئة نفسه ليخاطبها بهدوء وابتسامةٍ مصطنعة فأسلوب الاجبار لن ينفع معها هذا ما فكر به:- ريليان حبيبتي الم تشتاقي لنا ان البيت مظلم بدونكِ، ثم ان رلين ليست بخير البتة لأنكِ ليستِ بجانبها هيّا عودي معي واعدكِ ألا امسكِ بسوء.
نظرت اليه بعيون منتبه عندما ذكر اسم رلين لكنه بعدما وعدها بذلك الوعد حركت رأسها بنفي تام لتجيبه متشبثة بذراع سليم بقوةٍ وخوف:- لا اريد ابي فأنا متزوجة الان وغير ذلك لن تفي بوعدك وستقوم بحبسي داخل تلك الغرفة مجددًا كالسجينة الا تذكر ما فعلته بي ذلك اليوم.
ضغط على يديه ليكمل بابتسامته المبتذلة:- لن افعل صدقيني.
ليكمل وهو يرى التردد الذي استقر داخل عينيها بعدما ذكر اسم شقيقتها:- الم تشتاقي لرلين انها متعبةً جدًا واصبحت شخص اخر ومختلف تمامًا انها تحتاجكِ.
التمعت عيونها ببكاء وهي تتذكر امر اختها لقد اشتاقت اليها كثيرًا، سألته بتردد:- هل هي متعبة حقًا ابي.
اومأ لها بصدق:- اجل انها متعبة للغاية، هيّا عودي معي اعدكِ انني لن افعل لكِ شيء وهذا وعد قسيسي وليشهد الرب ولتشهد العذراء على ذلك.
اغلقت اذنيها لا تريد ان تستمع اليه وهي تحرك رأسها بهستيرية كبيرة تتذكر ذلك الوعد الذي كانت تعده بإخلاص للعذراء، ليشاهد ردة فعلها فيبدو انها تذكرت الدين النصراني
اكمل وهو يتقدم منها:- صدقيني ان اعلنتِ ندمكِ وتوبتكِ فستسامحكِ امنا العذراء وسيسامحكِ اليسوع على فعلتكِ هذه.
بدأت تتراجع للخلف بعدما تركت يد سليم وهي تضغط بكل قوتها على اذنيها لا تريد ان تستمع اليه اكثر من ذلك، وقف سليم امامه ضاغطًا على اسنانه متحدثًا بضيق:- هل ان عادت لدينها وهو الدين الاسلامي امر يغضب العذراء؟ من فضلك لا تتعب نفسك سيد جرير فقد تعلق قلبها بالإيمان، والان اطلب منك بكل هدوءٍ واحترام ان ترحل فلقد بدأت تثير اعصابي واعصاب زوجتي فارحل كي لا اتصرف تصرفًا لن يعجبك.
ابتسم جرير بسخرية ناظرًا لريليان التي تجلس في الزاوية منكمشة على نفسها ومازالت تضع يديها على اذنها ليخاطبه ببرود:- ماذا ستفعل هل ستسحرني كما سحرت ابنتي فهذا ليس غريبًا عن كائنٍ حي ذو لحيةٍ و شارب وجلباب ابيض قصير، كاذبٌ ماهر وكبير وستكون كذلك دائمًا.
خاطبه سليم وهو ينظر الى ثيابه مما تسبب بضحك ابتهال التي تتابع الموقف:- اين الجلباب الابيض فأنا ارتدي قميصًا ازرق واسود.
اغمض جرير عينيه بغضب من سخريته ليخاطب ريليان بقلة صبر:- تعالي ريليان.
زفر سليم بضيق منه ومن حديثه ليخاطبه بضيق:- من فضلك يمكنك الخروج الان وعدم العودة فلقد اخبرتك زوجتي انها لا تريد المجيء معك.
شدد سليم على كلمة زوجتي مخبرًا اياه انها مسؤولةٌ منه وانها ليست سيدة قرار نفسها لتقرر ذلك.
الصقه جرير بالحائط وهو يصرخ في وجهه وقد برزت عروقه:- لا تقل زوجتي ليست زوجتك ولم ولن اعترف بهذا الزواج مطلقًا افهمت يا هذا.
ابتعد عنه ليتوجه نحو ريليان منحنيًا بنصف جسده ليمسكها من يدها يجبرها على الوقوف:- سوف تأتين معي وستعودين لديانتكِ وستتزوجين بأمبر.
ضغط سليم على يده بغضب كبير ليبعده عن ريليان وقد نفذ صبره حقًا وخاصة بعدما ذكر اسم أمبر امامه:- الا تفهم يا سيد اقول لك انها زوجتي، زوجتي ضع هذه الكلمة في عقلك واخرج من منزلي الان.
شهقت ريليان عندما لكمه جرير في فكه لتضع يدها على فمها بصدمةٍ كبيرة من ذلك التصرف.
خاطبه سليم من بين اسنانه ببعض الالم:- لن اردها لأنني احترم سنك يا سيد لكن اقسم بالله انك ان لمستَ ريليان فلن ارأف بسنك الكبير هل فهمت.
يبدو ان جرير فهم العكس ليلكمه مرةً اخرى تلتها عدة ضربات متتالية ثم اقترب من ريليان على حين غفلة من سليم بعدما التفت اليها الاخر وقد امسك بشعرها لتصرخ الاخرى باكية بألم وهي تمسك بيد والدها لتخفف الالم.
هنا وقد جن جنون سليم تمامًا مما يرى، مسح الدماء التي تسيل من فمه ووجنته والتي قد جرحت بسبب خاتم جرير ليتوجه نحوه في محاولةٍ لتخليصها من بين يده بعدما اخذ جرير يضرب بها، امسك بيده ليضعها خلف ظهره وقد شل حركته وهو يتحدث بغضب كبير:- قلت لك لا تلمسها والا لن ارأف بسنك.
ضغط على يده اكثر من ذلك رغم طول جرير الذي يتجاوزه ليكمل بغضب:- ان كنت تريد ان تكون قطعة واحدة سالمًا فأخرج من هنا الان، وصدقيني لن اتراجع عن وضعك بالمشفى.
ارتفع رنين هاتف جرير لينظر اليه سليم بعدما اغمض عينيه بضيق ليبتعد عنه متوجهًا نحو ريليان التي تبكي انحنى جالسًا على قدميه محاوطًا كتفيها كي يهدأ من روعها قليلًا وقد شعر بسوط يمزق قلبه من بكاءها، نظر جرير الى المتصل لينظر الى سليم مخاطبًا اياه بعد ان اغلق الاتصال على جوليا:- صدقني سوف تندم، وانا حتى الان لم اقم بأذيتكم لان هذا طلب رلين ولا استطيع ان ارفض لها طلبًا.
ليكمل وهو ينظر الى ريليان:- وانتِ ريليان لقد اخترت طريقكِ فلا تطرقي بابي مرةً اخرى وانسي ان لديكِ عائلة لقد كانت محاولة اخيرة لمسامحتكِ لكنكِ رفضتها بكل قوة، فقط اريد ان اخبركِ بشيء ان رلين حقًا متعبة وان حصل لها شيء فلن ارحمكِ حينها مطلقًا ولن يستطيع زوجكِ هذا ان يقف امامي وان يخلصكِ مني.
ليخاطب سليم بسخرية:- تلك الدماء التي بجانب فمك هديةٌ مني اظنها اعجبتك واتمنى ان تكون تذكارًا جميل لزواجكم.
استدار بجسده ليتوجه نحو الخارج لتتقدم ابتهال بسرعة منهم بعد ان ارتمت ريليان بين ذراعي سليم تشهق بصوت مرتفع، ربت سليم على ظهرها بحنان كبير ليهمس لها بجانب اذنها برقة:- يكفي بكاءً، ها انا بجانبكِ.
تنهدت ابتهال لتخاطبه بحزن لحالها:- خذها للأعلى سليم اجعلها ترتاح قليلًا.
لتهمس له متحدثة:- ليس هين ما حدث لها انه صعبٌ جدًا.
اعتدل سليم وهو يحملها بين ذراعيه متنهدًا بضيق اكبر مما حدث ليتوجه نحو الاعلى ليجد سارة تجلس في مفترق السلم الاول وتبكي بصمت، ابتسمت لها عندما اعتدلت لتعانقه وتعانق ريليان التي كان يحملها معًا لتخاطبه بصوت باكٍ:- حمدًا لله انه ذهب كنت خائفة سليم.
انحني قليلًا ليقبل جبينها:- لا تخافي سارة انني موجود لحمايتكم حبيبتي، هيّا اذهبي لغرفتكِ او اذهبي لأمي.
اومأت له لتتوجه للأسفل ليكمل سيره نحو غرفته لتشدد ريليان تشبثها بقميصه وقد بللته بدموعها.
««:::::::::::::-::::::::::::»»
في المساء جلست سما بجانب ريم بعد ان تأكدت من خلود ابراهيم للنوم فطوال الوقت كانت هي وريم يتناوبون لمساعدته وتلبية طلباته نظرت الى عمر الذي يلون وهو شارد الذهن لتهمس لها:- ما به منذ الصباح هكذا.
تركت ريم قطعة الثياب التي كانت تخيطها لإبراهيم بعد ان طلب منها ذلك لتجيبها:- ماذا برأيك سما؟.
تنهد سما وهي تضع رأسها على كتف ريم:- ليس وحده من يشعر بالجفاء ريم، صحيح انني احب ابراهيم وهو يحبني اكثر منكِ لكن ما فائدة حبه الذي يتحكم ويقيد بكِ في كل تصرفٍ تقومين فيه!، هل هو ممنوع ان اهاتف والدتي فقط هي من تقوم بذلك ورغم هذا علي بتصوير الوقت قبل وبعد مهاتفتها، هل حبه لي يمنعني من الخروج للخارج، اريد ان اشعر بحريتي ريم.
ابتعدت عنها ناظره اليها بتردد:- ريم انني افكر في الطلاق بجدية تامة هل تساعديني في ذلك؟.
تنهدت ريم بسخرية بعد ان استمعت اليها:- وكيف ذلك يا عبقرية زمانكِ، هل تتخيلين انه سيترككِ ببساطة؟.
قاطعتها سما بجدية تامة واصرار كبير:- انني اتحدث بجدية ريم، سوف نتشاجر واقول لكِ كلام يجرحكِ كثيرًا وامامه ايضًا، واخبره انني لم اعد احتمل اطفاله ولا البيت ولا هذه الحياة صم انه لدي ابراهيم سرٌ صغير سوف احاول ان اتأكد منه قبل ان اطلب الطلاق، صحيح انني سأتألم لفراقه لكني سأعتاد بعد ذلك.
ضحكت ريم بقوة وهي تنهض من جانبها لتخاطبها بضحك ساخر:- لتوي تأكدت من ذكاءكِ الخارق سما ان نجحتِ في ذلك اخبريني حتى اطلب الطلاق قبلكِ هيّا سوف اذهب لغرفتي لأنه موعد نوم الصغار.
ثم خاطبت طفليها بهدوء :- عمر علي هيّا للنوم.
تحدث عليّ الذي كان يشاهد التلفاز:- امي لا يوجد دوام اننا في اجازة ارجوكِ دعينا قليلًا، ان ابي نائم ولن يوبخكِ.
نظرت اليها سما بان تأتي بجانبها لتتنهد ريم بتردد فإن علم ابراهيم انهم ظلوا مستيقظين فسوف يوبخها كثيرًا، عادت الها بقلة حيلة لتنخرطا في امور حياتهم، قاطع ذلك رنين هاتف ريم لتجدها والدتها
فاستأذنت من سما لتتوجه نحو غرفتها حتى يتسنى لها الحديث براحتها.
اجابتها بشوق جم:- كيف حالُ نبعِ الحنان.
ابتسمت والدتها بحب لتجيبها:- بخير ما دمتِ بخير حمدًا لله على سلامة ابراهيم اعذريني لم اهاتفكِ قبل هذا الوقت بسبب خالد لم يقبل ان اهاتفكِ لأطمئن على ابراهيم.
تنهدت ريم بحب لأخيها ولحبه اليها:- كيف حاله خالد امي هل ما زال غاضبًا من ابراهيم.
زفرت بضيق لتجيبها:- اجل في اليوم الماضي، ذلك اليوم الذي جاء اليكِ فيه ليحضر صديقه من السفر هل تتذكرين.
اجابتها بتأكيد:- أجل، اجل اتذكر ذلك، ماذا فعل؟.
اجابتها بحزن لحال اولادها:- لقد اتفق مع صديقه ان يبرحا ابراهيم ضربًا لكنه كان في العمل وهذا ما اغضبه جدًا لذلك اجلها ليوم مغادرة صديقه، حتى انه قام بالدعاء عليه بالأمس بعدما اخبرتني انه مازال داخل غرفة العمليات، صدقيني لقد شعرت بالضيق لأجله.
جلست ريم على السرير متنهدة فهي لم تتأثر بإبراهيم وبخضوعه لعمليةٍ وما شابه او هذا ما تقنع به نفسها لتجيبها بهدوء:- هدانا الله واياكم امي، صدقيني احيانًا عندما اهاتف صديقتي وتستأذنني بانها ستشتمه او انها ستقوم بالدعاء عليه انفجر ضاحكة ولا اتأثر بذلك مع انني اعرف انها تفوض الامر لله و...
قاطعتها والدتها بتعجب:- صديقتكُ؟ من المفترض ان رقمكِ لا يوجد مع اي شخص الم يمنعكِ ابراهيم من ذلك.
ابتسمت ريم بهدوء:- اجل هذا صحيح.
قاطعتها بتعجب اكبر:- اذًا كيف ذلك؟!.
ضحكت بخفة لصوت والدتها المتعجب:- لقد صادقتها صدفة وانني احادثها على موقع للقصص،
بدأت ريم بإخبارها عن كيان وما الذي يحدث بينهم من احاديث ومواقف مضحكة وايضًا مقالب لتنتبه لطفليها اللذان فتحا الباب، خاطبتها بابتسامةٍ:- حسنًا امي نتحدث في وقتٍ لاحق ف عمر وعليّ سينامان الان تصبحين من اهل الجنة نبعي.
بعد ان تأكد من نومهم ذهبت للخارج لتجد سما قد دلفت عند ابراهيم لتمسك هاتفها تحادث كيان لتخلد بعد ذلك للنوم.
««:::::::::::::-::::::::::::»»
ارتفع رنين جرس المنزل مرةً واحدة لتفتح الخادمة الباب، دلف أمبر المنزل ومعه إلينا التي ذهبت لجوليا تقبلها صافح ستيف على مضض ثم خاطبه ببرود:- هل رلين وأليس بالأعلى.
اومأ له متنهدًا بضيق من بروده لكنه معذور:- اجل في الاعلى.
تركه متوجهًا للأعلى ليطرق الباب بهدوء كبير، فتحت آليس اليه بسعادة لتسحبه من يده للداخل جلس بجانب رلين التي كانت نائمة وتنظر بشرود ليخاطبها بهدوء:- رلين ركزي معي واسمعيني جيدًا حسنًا، اعلم انكِ حزينةً لابتعاد ريليان عنكِ لكن ما رأيكِ بطريقةٍ لعودتها الينا كالسابق.
وكأن الدب خرج من سباته لتنظر اليه باستفسار:- كيف هذا.
ابتسم بسعادة لتفاعلها معه ليكمل بشر:- لقد وضعت خطة ولكن اريدكِ ان تشاركني بها ف يدونكِ لن نستطيع ذلك.
اعتدلت في جلستها لتسأله باهتمام:- هل انت متأكد من ذلك أمبر، اي هل انتَ متأكد بعودتها اليّ ولديننا؟.
اومأ لها بتأكيد وثقة:- اجل هذا صحيح سوف نشترك بها انا وانتِ وأليس، لدي فكرتين وربما اجعلهم خطةً واحدة.
نظرت اليه بان يكمل عندما توقف عن ذلك ليكمل بتردد:- اخشى انكِ لن توافقي على ذلك وربـ....
قاطعتها مسرعة وبلهفة:- انني موافقة، المهم انها ستعود الينا.
ابتسم بخبث مترقب ردة فعلها وهو يملي عليها الخطة لتنظر اليه بصدمة:- ما الذي تقوله أمبر، هذا سيدمرها.
اومأ لها بتأكيد مبررًا:- اجل هذا صحيح ،لكننا سنقوِمُها بعد ذلك لا تقلقي.
تدخلت أليس متحدثة بتشجيع:- لا تقلقي رلين، سوف تعود الينا ريليان السابقة فأنا صليت اليوم وطلبت من العذراء بان تعيدها الينا وبمشيئة الرب سيحدث ذلك.
نظرت اليهم بتفكير في الخطة متذكره ما قاله جرير ورفضها القاطع للعودة وانها لم تهتم بها ولم تسأل عنها، اي انا متعبة وانتِ غير مهتمة، حسنًا سوف تريها ماذا يحصل لها، اجابتهم بقوة حازمة امرها:- موافقة.
ابتسم أمبر وآليس بخبث كبير وسعادة اكبر كلٌ حسب مصلحته.
««:::::::::::::-::::::::::::»»
هبط سليم للأسفل ليجلس بجانب سارة والتي يبدو عليها انها تفكر في امرٍ ما، خاطبها بهدوء ينبهها بوجوده:- لماذا مستيقظة حتى الان.
نظرت اليه متنهدةً لتسأله بهدوء:- كيف هي ريليان الان هل هي بخير.
زفرت بضيق لأجلها ليجيبها بحزن لحالها:- انها نائمة طوال الوقت فقط اوقظها للصلاة تصلي وتدعو الله ثم تعود للنوم مرةً اخرى.
تنهدت الاخرى لحالها تخاطبه:- هل حديث والدها يعنى انه لن يعود اليها وسيتركها وشأنها.
اومأ لها وهو ينظر لابتهال التي تقدمت منه وبيدها كوب من المشروب الساخن لتخاطبه باسمة:- تفضل بني، انه لريليان اجعلها تشربه كاملًا سيساعدها في تهدئة اعصابها.
نظر للكوب الذي بين يديه ليخاطبها بمزاح لا يناسب الاجواء ليخفف القلق الذي يحيطهم:- وانا لماذا لا يوجد لي كوبٌ مثله، هل اصبحت هي ابنتكِ وانا لا.
ضحكت بخفة ثم خاطبته مازحة :- اجل، والان اذهب لزوجتكَ واهتم بها جيدًا، انها تحتاجك الان وبشدة لا تتركها بني.
خاطبها متنهدًا:- انها نائمة الان.
اجابته بقلة حيلة:- اذًا اشربه انت.
قبل رأس سارة ليعتدل متوجهًا نحو ابتهال مقبلًا جبينها ويدها باحترام وحب:- انني ذاهب اليها امي.
توجهه نحو السلم قاصدًا غرفته ثم دلفها بهدوء حتى لا يوقظها، وضع كوب اليانسون على الطاولة ليقترب منها متأملًا ملامحها، فما زالت اثار البكاء عالقة في رموشها، تنهد بحزن ليقبل جبينها وقد اطال القبلة قليلًا ليبتعد بعد ذلك باسمًا عندما فتحت عينيها.
خاطبها بابتسامةٍ رقيقة:- كيف انتِ الان.
اعتدلت جالسة لتضع يدها على رأسها بألم ثم اجابته بحزن:- بخير .
توجه نحو الطاولة ليحضر الكأس ليعطيها اياه:- خذي اشربي هذا سيخفف من الم رأسكِ.
نظرت اليه بنفس العيون الحزينة والتي تحكي قصصًا ليبتسم اليها مشجعًا اياها على تجرعه، خاطبته بألم:- اعتذر سليم، كل ما يحدث لك بسببي.
قطب جبينه بعدم فهم:- ماذا تقصدين ريليان.
تنهدت وهي تتلمس جراحه التي عقمها بتردد ورقة:- هذه كلها بسببي، كل ما يحدث لك من عائلتي بسببي سليم، انني عبء ثقيل عليكم.
قاطعها نافيًا بقوة:- ليس صحيح ريليان من اخبركُ بذلك؟.
تنهدت بثقل لتنظر اليه متحدثة بجدية:- سليم .
حرك رأسه قليلًا بمعنى ماذا هناك لتتحدث وهي تبعد عينيها عنه:- اريد ان اعود لعائلتي ......
««:::::::::::::-::::::::::::»»

أنت تقرأ
صراعٌ ولكن ( مكتملة)
Beletrieالحياةُ صراع ؛؛ صراعٌ مع الزمن، صراعٌ مع الضمير، صراعٌ مع الجاهلين، صراعٌ مع الظروف، صراعٌ مع العادات والتقاليد، صراعٌ مع العقل والقلب مع الأفكار وحتى المشاعر وأشد وأقوى صراع هو الذي تخوضه مع نفسك، فهو يحاول إسقاطك بكل ما أوتيت من قسوة وأنت تحاول ال...