الفصل (6)

495 43 523
                                    

***____****____***

لأنــكَ الله لا خوفٌ ولا قلقٌ ولا غروبٌ ولا ليلٌ ولا شفقٌ،
لأنــكَ الله قلبي كله أملُ، لأنك الله روحي مِلؤها الألق.

***____****____**

نظَر سليم إلى هاشم بصدمة عندما وجده أمامه لتذكره بوجود ريليان فالمعروف عن هاشم أنهُ يكنّ الكره والبغضاء للنصرانيين كما يكن البعض الكره للمسلمين، لم يكن كذلك في السابق لكن يبدو انه حدث موقف معه جعله بهذا العداء

أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يبتسم مرحبًا به :- كيفَ حالكَ خالي.

هاشم بنظرات مخترقه ومستفسرة:- أهلًا بكَ سليم .

ابتسم له وهو ما زال واقفًا خارج المنزل وبيده زجاجة المياه وحبيبات العرق تزين وجهه من آثار ممارسته للركض، نظر إلى والدته التي تنظر اليه بريبةٍ مما تتخيل صحيح أنها تثقُ بسليم ثقه عمياء لكن لا يوجد تفسير الا تفسير واحد لوجود ريليان هنا وما يزيد الطين بله انها ترتدي ثياب النوم الخاصة بسارة، والخوف الاخر من اخاها هاشم إنها تعرفه جيدًا ان علم ان ريليان من النصارى لن يحدث خيرًا مطلقًا.

تداركت سارو الموقف لتقترب من ريليان مقبلة وجنتيها بحرارة مزيفة:- أهلًا يا جميلتي لماذا لم تخبريني أنكِ قادمة هنا، كان من المفترض ان استقبلكِ استقبال آخر.

ابتسمت الأخرى بتوجس وهي تشعر بشرارات الكهرباء المتطايرة في الاجواء لتجيبها ناظرة اليها باعتذار:- أعتذر إن أتيت بدون ان اخبركِ لكني كنتُ أريدكِ بأمر يخصني.

امسكت سارة السلسلة الصلبية لتخبئها داخل قميص ريليان حتى لا يراه هاشم لتبتعد عنها ببعض الراحة:- حسنًا تعالي معي للداخل إذًا اخبريني بما تريدين .

سارت ريليان مع سارة وعيون الجميع تتابعها كلٌ حسب فكره ليتقدم سليم للداخل وعلامات وجهه هادئة جدًا عكس ما يولجه في الداخل من بعض الخوف والقلق من معرفة خاله بديانة ريليان.

جلس هاشم على الاريكة وبجانبه سمر التي تنظر الى سليم بحب ليستمع الى صوته الرزين :- الامر ليس كما تعتقد خالي.

نظر إليه هاشم لبعض الوقت ليتحدث اخيرًا :- اذًا برر ما رأتهُ عيني سليم في رأسي الف فكرة وفكرة لا اريدُ تصديقَ ايّ منهم.

اجابه سليم بهدوء تام :- الامر ببساطةٍ انها قدمت الى هنا وكانت بحاجة ماسة للبقاء بعدما علمت ان أمي وساره ليستا هنا ف سمحت لها بذلك وخرجت للخارج
اطمئن فانا اعرف ربي جيدًا خالي.

تنفست ابتهال الصعداء لتتحدث براحة:- المسكينة ما الذي كانت تريده.

نظر اليها سليم بعدما اعتدل في جلسته:- يمكنكِ سؤالها عن ذلك، والان اسمحوا لي بان ابدل ثيابي بأخرى.

نظرت سمر الى ابتهال متسائلة بعدما دلف سليم غرفته:- من هذهِ عمتي.

اجابتها ابتهال بابتسامة رقيقة :- انها صديقة سارة في المدرسة.

رفعت حاجبها باستنكار تام :- وكيف لا ترتدي الحجاب بما انها بعمر سارة؟!.

ابتهال لتغير الموضوع رغم معرفتها بالجواب:- نتمنى لها الهداية، اخبريني كيفَ دراستكِ انتِ؟.

تنهدت سمر بإرهاق ملحوظ:- انها متعبةً للغاية لكن الحمد لله بفضله تسير اموري بخير.

أجابتها ابتهال قبل ان تعتدل ناهضة من جلستها:- اتمنى لكِ التوفيق صغيرتي، اريدكِ اكبر مهندسة في هذا البلد.

هزت رأسها بخفة مبتسمة برقة:- ان شاء الله عمتي.

نظر هاشم الى ساعة يده ليجدها مازالت السابعة والنصف ليوجه حديثه لابتهال مبتسمًا بخفة:- اظنه موعد الافطار يا أم سليم، ام انكِ تريديننا ان نرحل بدون اي لقمة نضعها في معدتنا.

ضحكت بقوةٍ وهي تتوجه نحو المطبخ:- سامحك الله هاشم هل كنتَ تظن ذلك.

ابتسم لها معتدلاً من جلسته:- من الذي ظن حبيبتي دعيني أساعدكِ ف الاعداد حتى لا تظني.

تنهدت سمر وهي تنظر للمنزل بضجر لتتوجه نحو غرفة سارة تريد ان تتعرف على ريليان أكثر، كادت ان تطرق الباب لتستمع الى حديثهم عندما وصل اليها اسم سليم.

في الداخل بعدما دلفتا نظرت اليها سارة تريد ان تعطيها توضيح لتتنهد الاخرى بحزن وقد تجمعت الدموع في عينيها:- لقد تمت خطبتي بالأمس وهربتُ من أمبر وعندما أتيتُ الى هنا اخبرني سليم انكِ لستِ موجودة و...

قاطعتها سارة ببعض الصدمة:- انتظري هل تمت خطبتكِ بالأمس.

اغمضت عينيها مانعة نفسها من البكاء، ثم فتحتهم ناظرة لها بحزن لتذكرها ذلك، جلست على السرير ناظرةً الى السجادة اسفلها:- اجل ومن نفس الشاب الذي اخبرتكِ عنه.

جلست سارة بتعاطفٍ بجانبها ممسكةٍ بيدها بمساندة:- وكيفَ حدث ذلك، حبيبتي.

حركت قدميها بخفة لتنظر اليها بحزن لتنساب الدموع مواسيةً لها :- لا اريده سارة لماذا لا يفهم انني اكرهه، كان لدي بعض الأمل بألا يتقدم لكنه خالف توقعاتي وقام باستباق الموعد،

-ثم اكملت بترجي:- سارة اريد الخلاص منه ساعديني.

اجابتها سارة بمواساة وليس بيدها اي حيلة:- لعله خير ريليان.

نظرت اليها بحزنٍ دفين لتلوي جانب فمها بتهكم:- عن اي خير تتحدثين سارة ارى الان حياتي معه عذاب وجحيم انتِ لا تعرفين أمبر بقدر ما اعرفه انا، انه شخصٌ سيء جدًا، ناهيك عن علاقاته المتعددة ولا والتي لا تعد ولا تحصى.

قاطعتها سارة بنفور مما تسمع:- من المفترض انكِ اعتدتِ على تصرفاته بما انكِ تعرفينه منذ الصغر.

اغمضت ريليان عينيها بقلة حيلة:- صحيح انه من المفترض ان اكون قد اخذت على تصرفاته لكن باسم الرب انفر منه، والان بما انه تمت خطبتنا سوف نذهب للكنيسة لمدة شهر كامل لتلقي دورة تأهيلية انها من أجل كل خاطبين ليتم اعدادهم نفسيًا، لا اعلم لماذا اصبح بداخلي القليل من النفور من عقيدتي ايضًا.

نظرت اليها سارة باستفسار:- لم افهم كيف تشعرين بالنفور.

ارجعت رأسها على الحائط متنهدة وبداخلها آلاف المشاعر المتخبطة:- لا اعلم اصبحت لا احب الذهاب للكنيسة، ولا ادعو للرب وحتى عندما اقف امام العذراء لا اعرف ماذا ادعو اشعر بمشاعر مختلطةً سارة.

اجابتها سارة ببعض السعادة:- ريليان ما رأيك بتعلم معالم ديننا اظنكِ تشعرين بهذه المشاعر بعدما اختلطتِ بنا اليس كذلك؟.

نظرت اليها بضياع وخوف ممزوجين بتردد:- ما الذي تقولينه سارة، هل تريدينني ان أخرج عن عقيدتي وديني الذي رُبيت عليه.

نفت سارة حديثها ببعض الحرج:- لا ريليان، او اجل اريد ذلك صدقيني ان الدين الاسلامي دين عظيم وقبل أن يكون وعدًا للآخرة فيه الفوز بالجنة والنجاة من النار و هو مخطط ودستور لحياة رائعة، ودُنيا من العدل والرحمة والصدق والنزاهة والشرف تشعرين بالراحة التامة وانتِ سوف تتفاخرين بكونكِ مسلمة وتنتمين الى هذا الدين.

هزت رأسها بنفي قاطع وقد شعرت بالخوف الحقيقي:- لا، لا اريد سينزل عليّ غضبُ الربّ ولن يسامحني اليسوع.

زفرت سارة بقلة حيلة:- حسنًا كما تشائين لكن ان اردتِ ذلك فإننا متواجدون في كل وقت، حتى سليم لن يبخل عليكِ بذلك.

نظرت اليها ببعض الشك عندما جاءت بذكر سليم لتسألها بلهفة:- حقًا .

اومأت لها سارة بتأكيد وابتسامة مريحة:- أجل سوف تجديننا في اي وقت، ثم تعالي الى هنا هل منذ الامس وانتِ هنا؟.

فركت مقدمة رأسها بخجل كبير:- أجل واعتذر لأنني استعرت ثيابكِ لأنني لم اكن ارتدي سوى فستان سهرة.

نظرت سارة الى الفستان المعلق هازّة رأسها بخفة لتعيد انظارها نحو ريليان :- وكيف نمتِ واين ذهب سليم ، وكيف وافق على بقائكِ وكيـ..

قاطعتها ريليان ضاحكةً بقوة :- على رسلكِ يا فتاة أكُل هذهِ اسئلة، حسنًا انها قصة طويلة لكن باختصار لقد جاء أمبر بالأمس الى هنا يبحث عني بعدما هربت وقام سليم بمساعدتي لكنه ينكر،

لتكمل بعدم اهتمام:- على ايّة حال دعينا من هذا، ارسل أمبر لي برسالة انه اخبر ابي وانا اخاف منه صدقًا وليس مبالغة وهو يعرف ذلك واستغل هذا الشيء، انه شديد جدًا احيانا اشعر انني يتيمة واحيانًا مقيدة منه لم اشعر يومًا بانه ابًا جيدًا معي باستثناء اخوتي انه يعاملهم بطريقة مختلفة عني لا اعلم السبب.

ربتت سارة على كتفها بمواساة بعدما بدأت الاخرى بالبكاء لتكمل بغصة آلمتها:- اخبرته انني سأعاقب من والدي فسمح لي بالبقاء وهو خرج للخارج ولم اراه مطلقًا الا اليوم.

كانت سمر تستمع الى آخر جزئية من حديثهم لتفتح عينيها على مصرعهم هل كانت هنا منذ الامس ايضًا كادت ان تفتح الباب لتستمع الى صوت باب غرفة سليم الذي فتح لترتب نفسها بسرعة، نظرت اليه بتدقيق لقد قام بتبديل ثيابه ويبدو انه قام بالاغتسال فمازالت خصلات شعره البنية تتساقط منها قطرات المياه، توجهت اليه باسمة مرققة صوتها:- كيفَ حالك سيلم.

اومئ بخفة ليجيبها:- للهِ الحمدُ والمنة وانتِ كيف حالك.

نظرت بصدمه هل اجابها الان ثم هل يسألها حقًا لتجيبه بسعادةٍ كبيرةٍ:- انني بخير جدًا، شكرًا لك.

تخطاها نحو المطبخ مجيبًا:- الشكر لله.

دلف المطبخ ليقبل رأس والدته ثم يليها يدي هاشم الذي كان يجلس على المقعد ليبتسم له الاخر عندما شاهده امامه مخاطبًا ابتهال ضاحكةً:- يأتي الصالح عند ذكره، لقد كنا نتحدثُ عنك قبل قليل.

جلس سليم على المقعد المقابل لهاشم وهو يتناول كوب الماء المتواجد على الطاولة ثم امسك ابريق الماء يسكب منه:- حقًا وماذا كنتما تتحدثان، اعترفا.

اجابه هاشم بابتسامة:- كنت اخبرها انك اصبحت رجلًا وعليك الزواج .

تزاحمت قطرات الماء في جوفه ليصاب بكحة شديدة وقد بدأ يشعر بالاختناق حقًا، سارعت ابتهال اليه بخوف وهي تحرك بيدها نحو وجهه لتجلب الهواء له ويدها الاخرى تضرب ظهره بخفةٍ ليقف هاشم ناظرًا بقلق نحوه وقد دلفت سمر التي كانت ترتكز على حافة الباب ليرفع يده بضعف بأن يتوقفوا، حاول لمام نفسه ليرفع رأس الذي اصطبغ باللون الاحمر ليغمض عينيه آخذًا نفسًا عميقًا ليبتسم لهاشم بخفة:- سامحك الله.

زفر هاشم براحةٍ تامةٍ ليجلس على المقعد ضاحكًا:- لقد اوقعتَ قلوبنا يا رجل، ظننتكَ لِنتَ في هذا الموضوع.

نظر سليم باستفسار بعدها ابتسم لابتهال:- عن اي لين تتحدث! اتقصد انني متشدد، اعتذر لك لكنك مخطئ خالي لقد فاتحت إمي منذ اربعة أشهر تقريبًا بأن تبحث لي عن زوجةٍ صالحةٍ وانني انتظر حتى الان، اما بالنسبة لسبب معارضتي في السابق انني لم اقم بتكوين نفسي جيدًا لكن الحمد لله لقد انتهيت من بناء منزلي الخاص قريبًا كما تعلم.

ابتسم هاشم بسعادة ليخاطبه بلوم:- ولماذا تبحث عن عروس وابنتي موجودة.

قبل ذلك الوقت استأذنت ريليان سارة للرحيل لتبدل ثيابها بأخرى من ثياب سارة للخروج غير الفستان الخاص بها، خرجت من داخل الغرفة لتتوقف في منتصف الطريق عندما استمعت لآخر جملة هاشم وكانه اصابها صدمة لتنظر اليها سارة بتعجل:- ما بكِ لماذا توقفتِ.

التفتت اليها ناظرة بعدما استجمعت نفسها :- بالمناسبة من هذا الرجل؟.

اجابتها سارة بابتسامة هادئة:- انه خالي هاشم والفتاة هي سمر ابنته انها تكبرنا بأربع سنوات وتدرس الهندسة.

ابتسمت بحزن اذًا سوف يتزوجها لقد كان يقصد سمر،  لتنظر اليها مستفسرة لم تمنع نفسها من السؤال:- هل سوف يتزوج سليم بها.

عقدت بين حاجبيها باستغراب كبير:- ما الذي تقولينه ان سمر تعتبر اخت سليم أقصد ان سليم يعتبرها اخته.

وفعلا فقد جاء رد سليم الذي اكد كلام سارة عندما اجاب هاشم خاله:- اعتذر منك خالي انا لا اعيبك ولا اعيبها على العكس انها فتاة محترمة ويشرفني ان اناسبك، لكنني اعتبر سمر مثل سارة في المقام ومازالت صغيرةً ايضًا ولا تنسى الدراسة سوف يكون صعب عليها كل هذا.

خاطبه هاشم بتعقل وتريث:- يمكنك تأجيل امر الزواج الى ان تنتهي سمر من الدراسة.

تنهد سليم بتريث ناظرًا لوالدته بأن تتدخل في الحديث لكن الاخرى لم تستجب له:- عندما تنتهي سوف انظر للموضوع ان لم تحضر امي فتاة صالحة اعدك بذلك خالي.

اتسعت ابتسامة سمر بعدما كانت تشعر بالحزن من حديثه الاول لتنظر الى ابتهال بخجل وهي تبتعد قليلًا نحو الخارج لتجد ريليان تقف مع سارة لتنقلب ملامح وجهها للعداء:- لقد سمعت حديثكم بالداخل سارة.

ابتلعت ساره ريقها بخوف كببر:- عن اي حديث تقصدين.

نظرت ريليان اليها بتفحص اجل انها مسلمة من نفس دينه وايضًا ترتدي الحجاب الذي يحبون ارتداءه ف بالتأكيد سيقبل بها، لها لقد خيب آمال بَنتها في آخر جملة وعدها لهاشم لتبتسم لها بحزن يبدو انها خسرته لتمد بيدها نحو سمر:- اهلا بك.

نظرت سمر الى يدها الممدودة لتضع يدها داخل يد ريليان بغيرة كبيرة وتحدي واضح لا تعلم لماذا لتتحدث ريليان :- اسمي ريليان وانني صديقة سارة.

سحبت سمر يدها ناظرة لها بتكبر واستعلاء:- اهلًا لقد قالت عمتي ذلك.

سحبت سارة ريليان من يدها لا تريدها ان تختلط بسمر لتتوجه نحو الباب هامسةً لها:- اعتني بنفسكِ ريليان وإن احتجتِ لشيء ستجدينني متواجدةً معك.

اجابتها ريليان ببعض الابتسامة التي اجبرت نفسها على اخراجها بسبب ما تشعر به من حديث سليم :- حسنًا الى اللقاء.

التفتت سارة الى سمر ب التي تبتسم بسعادة بعدما اغلقت باب المنزل خلف ريليان لتتحدث بريبة وخوف:- لماذا انتِ سعيدةً هكذا؟.

نظرت إليها سمر متذكرة:- سوف اصبح زوجة اخيكِ، سوف يقوم سليم بخطبتي.

نظرت اليها الاخرى وهي تريد ان تتأكد مما سمعت لتتحدث بعدم تصديق:- هل هذا صحيح؟ .

اومأت لها سمر بتأكيد لتسألها بفضول:- أجل صحيح
اخبريني كيف بقيت صديقتكِ هنا بمفردها اليس لها عائلة يسألوا عنها، الا تعلم عمتي بذلك.

نظرت اليها سارة وهي على وشك صفعها لتتحدث بضيق:- سمر انتِ ..

قاطع حديثها خروج سليم من المطبخ ليتوجه لغرفته مرة اخرى.

««:::::::::::-::::::::::»

كانت ريم تجلس في شرفه المنزل وبيدها كوب القهوة خاصتها والتي تعشقها جدًا، كانت تفكر في حديث إبراهيم المرة الماضية ومازالت مبرراته الواهية تتكرر في رأسها اخذت نفسًا عميقًا لتخرجه على مراحل مستمعةً لصوت القرآن الذي فتحته منذ ساعة من الان، التفتت لجانبها عندما شعرت بوجود سما لتبتسم اليها بهدوء:- تعالي اجلسي .

جلست سما بجانبها ناظرةً للأمام لتتحدث بتنهيدة وهي تحتضن كوب القهوة الذي سكبته لنفسها:- ان كنتِ تظننين انك ظُلمتي ريم فأنا ايضًا ظُلمت معه، لا تنسي انه اوهمني بأنه رجل عازب وغير متزوج، لقد رأيتِ صدمتي عندما اتيت الى هنا ورأيتُ امامي امرأة وطفلين ليتبين بعد ذلك انهم اطفاله وزوجته.

ابتسمت ريم بألم لتذكرها ذلك اليوم المشؤوم لتنظر للأمام خاصة على ذلك العجوز الذي يوبخ ابنه لسبب لا تعلمه لتتذكر والدها الراحل والذي اشتاقت اليه، لو انه كان على قيد الحياة لما ترددت للحظة واحدة في اخبارهم، تحدثت بكسل :- لم يعد الامر يفرق معي حقًا لقد تلاشى الشغف الذي كان متواجد سابقًا، لم يبقى الشيء الذي كنت عليه ولن حاول اثبات حبي له.

نظرت سما اليها بتفكير ومنطقية :- لكن انتِ معك اطفالك ريم، انا حتى الان لم احصل عليهم ويبدو انني لن احصل عليهم ايضًا.

نظرت اليها ريم بابتسامة هادئة :- ادعي الله بذلك وسيعطيكِ سما.

تنهدت سما بأمل انها تخشى خسران إبراهيم بسبب هذا الشيء لا بد من انه سيمل منها وسيريد التغير كما قام بتغيرها بريم، امسكت عمر من ذراعه عندما سار من جانبها لتحدثه بابتسامة:- صباح الخير.

نظر اليها ليقبل وجنتيها بخفة:- صباح النور سما.

ابتسمت سما وهي تقبل شعره الاصفر:- افدي صباحي بكَ يا رجل.

ابتسم لها لينتقل الى ريم منهلًا عليها بالقبل المتلاحقة لتضحك ريم من صميم قلبها بسعادة عندما استمعت اليه ط:- ان لم تقبليني سأحب سما اكثر منكِ.

قبلته من وجنتيه بقلب إم محب انه دائمًا يقولها كي يغيظها لكنها لا تتأثر بهذه الجملة، ابتعد عليّ عنها متسائلًا:- هل كان عليَّ قول هذا؟.

قرصت سما وجنتيه بمداعبة :- لا اريدك ان تحبني سوف يصبح لدي ابن ويحبني.

أخذ عليّ قطعة الشكولاتة خاصتها:- حسنًا، حسنًا لكن دعيني اتناول هذه لقد استيقظت لتويّ سما.

اخذتها منه سما بطفولة ومشاكسة:- انها خاصتي .

اخرج عليّ لسانه لها بعدما اخذها منها:- انها من مال والدي اي ليست لك.

كادت ان تأخذها ليستمعوا الى صوت إبراهيم الذي تقدم منهم بملامح جامدةً:- اين الافطار .

نظرت ريم الى الساعة المعلقة على الحائط انها تشير للتاسعة وثلاث وخمسون دقيقه لتتنهد معتدلةً في جلستها متوجه نحو المطبخ، التفتت قبل ان تذهب نحوه تريد تسأله ما الذي يريده لتجده يضع قبله على وجنتي سما لتبتسم بحزن دالفه للداخل بغصة كبيرة،

نظرت سما اليه بعدما جلس ملتصقًا بها لتخاطبه بترجي:- إبراهيم اريد ان اسافر انا وانت.

نظر اليها قليلًا لينظر الى عليّ المنهمك في تناول الشكولاتة:- واين تريدين ان تذهبي .

وضعت إصبعها على فمها مفكرة لتجيبه بعدها:- لا اعلم لكن اريد ان اذهب لأي مدينة انا وانت لبضعة ايام انني مكتئبةً حقًا.

امسك يديها يسألها باهتمام :- لماذا حبيبتي ما الذي يجعلك هكذا.

نظرت اليه وهي على وشك البكاء تريده ان يكون لوحدها لتجيبه:- لا اعلم ما بي لكني اشعر بالاكتئاب .

قبل رأسها ليبتسم لها متحدثًا:- لا تقلقي سوف انظر في سجل الرحلات الحالية واحجز في اي واحدة قريبة.

عانقته بحب لتضع رأسها على كتفه لتتذكر ان ريم تقوم بصنع الطعام بمفردها، ابتعدت عنه قبل ان تقبل وجنته لتدلف المطبخ تساعد ريم التي كانت تبكي وقد مسحت دموعها قبل ذلك بقليل.

نظر إبراهيم الى عليّ ليخاطبه مستفسرًا :- لماذا لم تذهب لدوامك اليوم.

جلس بجانبه ناظرًا اليه بحزن انه لا يهتم بهم كثيرًا صحيح انه مازال صغير ذو خمس سنوات لكن ينظر الى معاملته لهم ليتحدث بابتسامة صغيرة :- لقد كنت تعبًا بالأمس لكن عمر ذهب للمدرسة.

حرك رأسه متفهمًا :- فهمت وكيف انتَ الان .

امسك عليّ هاتف والدته التي تركته ليحاول فتحه:- بخير لقد اعتنت امي بي جيدًا .

امسك إبراهيم هاتفها ليحاول فك القفل انه منذ شهر لم يقم بحملة التفتيش على الهاتف خاصتها ليستدعيها عندما تذكر ذلك:- ريم تعالي الى هنا .

خرجت من الداخل بابتسامة مصطنعة في محاولة منها لتخبئة حزنها:- تفضل.

اعطاها الهاتف ناظرًا لها بانتظار لتقوم بفتحه بإستهزاء وهي تعطيه له، انه لا يثق بها يظن انها ستقوم بخيانته كما فعل ومازال يفعل ، اخذ يبحث في هاتفها لا يوجد لديها مواقع تواصل البته لقد اراحت رأسها ولم تفتح اي حساب حتى لا يجد لها ثغرة يمسكها عليها نظر اليها ليضع الهاتف امامها متحدثًا بعصبية:- ما هذا؟.

نظرت للهاتف زافرة بملل سوف يبدأ من جديد ويخرجها مخطئة لتنظر الى محتواه لتفتح عينيها بصدمه لتنتقل بنظرها الى إبراهيم بخوف وهي تبتلع ريقها .....

««::::::::::::-:::::::::::::»»

دلفت ريليان للمنزل بعدما فتحت لها الخادمة لتسألها بهمس وخوف :- هل والدي قدم من الكنيسة؟.

نفت ليسا برأسها مجيبة اياها باحترام :- لا لم يأتي بعد آنسة ريليان .

زفرت براحة تامة لعدم وجوده لتتسحب على اطراف اصابعها صاعدة الطابق العلوي، دلفت غرفتها لتنظر الى رلين الغير موجودة لتشعر بوجود احدًا خلفها كادت ان تلتفت لتغمض عينيها بقوة مصدومة، ضغطت على أسنانها بغضب عندما استمعت لصوت ضحكات صادرة من عدة اشخاص لتحاول رفع الشيء الذي وضع على وجهها باشمئزاز تام.

خرج صوت رلين وهي تحاول ان تتوقف عن الضحك من منظر وجه ريليان الملطخ بالحلوى:- تبدين كقالب حلوى تمامًا .

شاركتها مايا الضحك بصوت صاخب :-كانت فكرة رائعو انظري الى نفسكِ ريليان.

زفرت ريليان بغضب مصطنع:- كيف تفعلون هذا انني لا ارى شيئًا ثم ان الحلوى بأي نكهة مصنوعة اظنها الكراميل أليس كذلك؟.

توجهت نحوها أليتا تزيل الكريما الخاصة بالكعك عن وجهها:- انا لم اتفق معهم ريليان لقد اخبرت مايا انكِ ستغضبين لكنها قالت انه اننا سنضحك لأننا اشتقنا لك.

حاولت ريليان ازالة ما على وجهها من كريما وقطع الحلوى لتبتسم لها بعد ان استطاعت النظر اليها بتشويش :- هل تعلمين انني احبكِ أليتا لستِ ك مايا او رلين الشريرتين.

نظرت اليهم بضيق مصطنع وهي تريد ان تتمكن من ضبط الرؤية امامها:- انني اخاصمكم لا تتحدثا معي.

اسرعتا الاثنتين للاعتذار وهما يشاهدان ملامح وجهها الحقيقية الغاضبة وهذا يعني انها نجحت في التمثيل لتمسك بعلبة اعطتها اياها أليتا ثم افرغتها في وجه الاثنتين، بعد ان استوعبتا الامر انفجر الجميع ضاحكًا وقد امتلأت وجوههم بالكريما الخاصة بالحلوى ليستمعوا لطرقات على الباب ثم يليها دلوف شخص ما.

نظرت ريليان بخوف لوالدها ليتحدث بغضب كبير:- ما هذا التصرف هل انتم اطفالًا.

اصطف الجميع مخفضين رؤوسهم باعتذار لينظر الى ريليان بضيق:- اذهبوا وازيلوا هذا الشيء وانتِ ريليان تعالي للمكتب.

بعد حوالي نصف ساعة طرقت ريليان المكتب ليسمح لها والدها بالدلوف، اخذت نفسًا عميقًا لتزفره مشجعة نفسها على الدلوف، نظرت اليه لتجد أمبر يجلس بجانب والدها لتغمض عينيها بخوف من اخباره وغضبً من وجوده في نفس الوقت.

««::::::::::-:::::::::»»

دلف سليم غرفته ليتنهد بقوة مما حدث قبل قليل جلس على المقعد الخاص بمكتبه واضعًا رأسه بين كفيه بتفكير، كيف وافق هكذا واعطاه كلمة لا يردها من قلبه، صحيح ان سمر فتاة جيدة لكن ليست هي التي يتمناها هناك مواصفات يريدها في شريكته ورفيقته للجنان، ليست صفات خَلقية بل خُلقية اغمض عينيه بقوة لينتبه الى طرقات الباب ليسمح للطارق بالدلوف بعد ان عرف عن نفسه

نظرت سارة اليه باستكشاف:- هل صحيح ما سمعته.

ابتسم لها وهو يشير بان تقترب لتتقدم الاخرى وهي تجلس بجانبه ليتحدث بهدوء:- وما الذي سمعتيه يا فتاة.

زفرت بقوه ناظرة له ترجع شعرها للخلف بعد ان ابدلت ثيابها:- انك ستتقدم لطلب يد سمر ابنة خالي هاشم.

ابتسم بتأكيد ليجيبها بهدوء:- اجل لكن اذا لم تجد امي العروس المطلوب.

ضربته على قدمه بخفة:- لا تمزح سليم اعلم انك تعتبر سمر مثلي لماذا وافقت.

نظر اليها ضاحكًا بقوة :- لكنها بالحقيقة ليست اختي سارة، لا توجعي رأسكِ سارة بهذه الامور عندما يأتي ذلك اليوم نستطيع ان نتحدث.

وقفت من جانبه بضيق لتتحدث وهي تمسك هاتفها بيدها:- ولو لمرة واحدة اريدك ان تخرج ما في قلبك وان ترفض اي طلب يعرض عليك انه ليس بصحيح ان تفعل ذلك، ارى الندم بين عينيك.

ضحك سليم بقوة وقد ظهرت أسنانه البيضاء :- لقد اضحكتني يا ابنتي جزاك الله خيرًا، حسنًا سأخرج ما في قلبي انتِ اجمل اختٍ و الطف اخت و

قاطعته بابتسامة سعيدة :- حسنًا، حسنًا لا تكمل تراني اخجل يا رجل.

تنهد باسمًا ليقف ويقبل رأسها :- أدامكِ الله في حياتي واطال بعمركِ صغيرتي.

احتضنته بحب لتبتعد عنه عندما ارتفع رنين هاتفها لتنظر اليه باستغراب مجيبة :- السلام عليكم  ريليان .

جاءها صوت ريليان باكٍ:- سارة اريد.......

««:::::::::::::-::::::::::»»

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن