الفصل (31)

394 35 337
                                    

***____****____***

‏أعوذ بك يا الله من أن تطرق يدي بابًا غير بابك ، ومن أن تلوذ نفسي إلى مأوى غيرِ مأواك، ومن أن تنكسر عند أحد دونك، وأعوذ بك من الليال الموحشات والأيام العسيرات، ومن السخط على قضاؤك وتدبيرك إذا قضيت، ومن القنوط من رحمتك وحلمك إذا ما سدت الأرض وضاقت بما رحبت.

***____****____***

زفرت ريليان وهي ترتدي ثيابها المدرسية مخاطبة سليم بضيق:- أرجوكَ سليم لا أريدُ أن أذهب، فسارة غيرُ موجودة هذا أولًا ثم انني مُتعبة.

نظر اليها بطرف عينيه متحدثًا ومازال يرتدي سترته العملية:- لقد أصبحتِ تكذبين ريليان وكثيرًا أيضًا إنها ليست المرةُ الأولى لكِ، كوني صادقة فيما بعد.

أجابته بصدقٍ وهي تتقدم منه:- اُقسمُ لكَ أنني متعبة سليم ثم اُنظر الى الساعة لقد انتهت الحصة الثانية.

التفت إليها بعدما انتهى من ربطة عنقه متحدثًا بابتسامةٍ مستفزة:- وماذا أفعل أنا، سوف أوصلكِ صغيرتي لا تقلقي ولا يوجد عقابٌ من المديرة.

ضربت الأرض بقدميها بغضبٍ طفولي لتمسك حقيبتها المدرسية وهي تضعها بين يديه بقوة:- خذها إذًا واحملها إنها ثقيلة.

رمش بتعجبٍ من تصرفها لتغلق الباب خلفها وهي تحادث نفسها بغضب، ضحك هازًا رأسه بقلة حيلة واضعًا القليل من عطره ثم أمسك بحقيبته الخاصة بجانب حقيبتها ليتوجه نحو الاسفل، نظر إليها وهي تشتكي لابتهال ليزفر بضيق من تصرفاتها فسار عدة خطواتٍ وصولًا إليهم ليقف بجانبها متحدثًا:- يا فتاة، كم مرةً قُلت لكِ لا تشكي لأمي تعلمين انها تقف في صفكِ دائمًا وكأني لستُ ابنها.

نظرت إليه ابتهال متحدثة بضيق:- لماذا أحزنتها سليم، ألا تعلم أنها الآن في أشهر حملها وأيُّ شيءٍ يؤثر على الجنين.

أجابها بهدوءٍ متنهدًا:- لم اُحزنها اُمي بل كُلُّ ذلكَ في مصلحتها، اُنظري إليها لا تريد أن تذهب للمدرسة بحجة الحمل هذا.

نظرت إليها ابتهال ببعض التوبيخ لتخفض الأخرى رأسها بحرج لتتحدث وهي ترفع رأسها:- أريدُ أن أذهب معكِ عند سارة اُمي، ليس عدلًا أن تذهبي وتزوريها وأنا اُجبر نفسي للاستماع لحديثِ المعلمة التي لا تفقه شيئًا، ثم إنَّ سليم يشرحُ لي اكثر منها.

قلب سليم عينيه للداخل من تلميحها هذا اي انه لا يشرح جيدًا فتوجه نحو الباب وقبل ان يفتحه سمعها تصرخ بسعادة:- يا إلهي، سوفَ تذهب وتتركني هنا أجل، شكرًا لك.

نظر إليه بإستهزاء متحدثًا بجدية:- حمقاء، معكِ حتى أعُد للثّلاثة ثم أنتِ أعلم ماذا أفعل لن يعجبك الشيء.

زمت شفتيها بضيق منه بعدما اغلق البا، خاطبت إبتهال بدموع:- اُمي أرجوكِ لا أريدُ أن أذهب إنَّ سارة ليست معي.

تساءلت ابتهال باستفسار:- ريليان اصدقيني القول لماذا لا تريدين الذهاب للمدرسة؟.

تحدث بغصة في حلقها وذلك بعد ترددٍ كبير:- إنني أهابُ من حديثَ الفتيات في الفصل كوني كنتُ نصرانية ثم أسلمت.

نظرت إليها ابتهال بتعجب:- ومنذ متى تواجهين هذا الشيء

اجابتها بعد أن مسحت دمعةً سالت بحزن على وجنتها:- لقد واجهتُ هذا الشيء منذ ثاني يومٍ لي في المدرسة لكن سارة كانت تواجههم وتدافع عني لقد كانت شرسة في هذا الموضوع صحيح انهم توقفوا عن ذلك لكن ما زال هناك بعض الهمازات واللمزات، اُمي اخشى ان يضايقوني اليوم بما أن سارة غير موجودة أرجوكِ لا اريد ان أذهب.

تساءلت ابتهال باستفسار:- وما الذي ادراهم بذلك! من أين علموا وهل سليم يعرف بهذا الشيء.

أخذت نفسًا عميقًا قبل ان تجيبها :- هناك صديقة لسارة كانت تشاهدني معها السنة الماضية وهي من اخبرت بقية الطالبات حتى بعض المعلمات تنظر اليّ بنظرة لا استطيع تفسيرها، او كأنني نكرة.

احتضنتها ابتهال بحنان ممسدة على رأسها وهي تخاطبها بهدوء:- لا تهتمي لهم صغيرتي، من المفترض أن تفتخري بأنّ الله هداكِ للإسلام انتِ لربما اعظم درجةً منهم واقربهم لله، ليس كل مسلم مؤمن ريليان.

ابتعدت عنها تمسح دموعها لتغير مجرى الحديث:- اخبريني لماذا تشاجرتِ بالأمس مع سمر.

زمت شفتيها بضيق عندما ذُكر اسمها لتكتف يديها متحدثة وهي تشيح عينيها للجهة الاخرى:- لا شيء يهم.

رفعت ابتهال حاجبها بعدم تصديق لتخاطبها:- مع أنني أعرف السبب، لكن أريد ان أسمعه منكِ أنتِ ريليان لا أريد أن أسمع من طرف واتركَ الآخر.

التفتت اليها بتعجب:- هل تعرفين اُمي؟ هل اخبرتك سمر حقًا، اخبريني ما الذي قالته لكِ!.

أجابتها ابتهال بهدوء وهي تبتسم لها:- أريد أن أعلم منكِ اولًا لماذا تشاجرتم .

زفرت ريليان بقوة قبل ان تجيبها:- لقد قالت عني سارقة وساحرة ومشعوذة لأن سليم تزوجني ولم يتزوجها، أما سبب شجارنا لأنني أوقعتها أرضًا قمت بدفعها عندما قالت أنها ستفكر في طريقة لاسترجاعه حينها دفعتها عني فسقطت لكن لم اكن اقصد سقوطها اقسم لك  واثناء اعتدالها أردت أن أريها السلسلة التي احضرها إلي سليم لكنها قامت بالضغط بخفة على يدي بعد ان اعتدلت، صحيح انها لم تؤلمني لكن لا أعلم فعلت ذلك وانتهى الامر، ربما اردتُ ان اريها ان سليم لي وحدي انا ولا يمكنها اخذه مني.

انفجرت ابتهال ضاحكة ولم تتوقف الا بعد مدة لتجيبها وهي تشاهد علامات التعجب على وجهها:- حسنًا، حسنًا أتعلمين أن سمر مخطوبة.

رمشت بعينيها منصدمة مما تسمع:- ماذا؟.

أومأت لها بهدوء بينما تكملت بلطف:- بعد شهرين من الآن سيكون زفافها، لقد هاتفتني في الصباح واعتذرت لما بدر منها من أي تصرف وأخبرتني بموعد زفافها، لو أنكِ انتبهت للخاتم الذي ترتديه لما فعلتِ تلك الدراما يا مشاكسة.

اتسعت ابتسامتها وكأن رُوحها رُدت إليها لتعانقها بقوةٍ كبيرة:- شكرًا لكِ اُمي.

ربتت ابتهال على كتفها بحنان:- لم أفعل شيء حبيبتي بالمناسبة،

أكملت عندما ابتعدت ريليان عن أحضانها:- ألن تخبري والدتكِ بأمر حملكِ ريليان من حقها أن تعلم!.

اختفت ابتسامتها وهي تجيبها بحزن وغصة في حلقها:- لقد تخلوا عني اُمي ولا أظنها ستجيبني او تفرح لي إن علمت.

كادت ان تجيبها لولا دلوف سليم السريع، شعرا ريليان انها تطير في الهواء لتخاطبه بضيق:- سليم أنزلني.

سار بها حاملًا إياها بين يديه ليتحدث بمشاكسة:- لماذا هكذا ازددتِ وزنًا يا فتاة لا تتناولي كثيرًا كي لا يُصاب ظهري بألم عندما أقوم بحملكِ مرةً اخرى.

ضربته على كتفه بضيق حقيقي:- لستُ ثقيلة الوزن سليم، ثم انكَ بلسانكَ أخبرتني أنني هيكلٌ عظمي يحتاج لاكتساب الوزن.

وضعها داخل السيارة برفق بعد ان فتح بابها ليخاطبها مستفسرًا:- ألم يكن ذلك بالأمس عندما ارتديتِ ثوبكِ.

أجابته بتأكيد وضيق منه:- أجل بالأمس أرأيت.

أغلق باب السيارة ليتوجه نحو مقعده محتلًا إياه، ليجيبها وهو يحرك المقود:- ويحكِ ريليان هل ازدتِ كل هذا في ليلة واحدة، حقًا انكِ مجرمة في تناول الطعام.

قلبت عينيها للداخل ثم اجابته ناظرة للطريق امامه بعبوس:- لن أتجادل معك، فرأسي يؤلمني

التزم الصمت بعدما نظر الى هدوءها لينطلق نحو المدرسة الخاصة بها لتبدأ تدعو الله بأن يمر اليوم بسلام.

««::::::::::::-:::::::::::»»

أغلق هُمام مع والدته بوجهٍ شارد، ليتوجه نحو الخارج ، وجد سارة قد نظفت طاولة الطعام ورفعت الاطباق فقد ذهب لداخل احدى الغرف عندما استمع الى طلب والدته الغريب.

جلس بجانها وقد كانت تسرح شعر أمل لتنظر إليه مستفسرة برقة، تنهد بهدوءٍ قبل ان يبتسم لها:- لا شيء حبيبتي.

وضعت الإكليل على شعر أمل ثم قبلت وجنتها متحدثة بلطف:- هيّا اذهبي للعلب في غرفتكِ وسأوافيكِ بعد قليل، انتبهي اُريدُ أن تصنعي غرفة الطبيب بشكل جميل ك جمال وجهكِ اتفقنا.

أومأت برأسها ثم انطلقت راكضة نحو غرفتها، استدارت سارة نحو هُمام وهي تسأله بينما امسكت يده بتشجيع:- أخبرني هُمام ما الطلب الذي طلبته خالتي منك!.

اخذ نفسًا عميقًا وهو يبتسم لها:- لا تهتمي سارة.

ثبتت أنظارها عليه باختراق ليأخذ نفسًا عميقًا متحدثًا بتفكير:- تريد ان تأخذ أمل عندها.

نظرت إليه بخوفٍ كبير بينما تحدثت برفض:- لا لن اسمح لكَ بأخذها سليم.

تحدث بضيق جازًا على أسنانه بغيرة:- إنني هُمام سارة ولستُ سليم هذا اولًا، ثم انني لن اقبل بذلك لكنها قالت اسبوع واحد حتى نأخذ راحتنا.

نظرت للبيت حولها ثم اجابته بانفعال بعد ان هبّت واقفة:- انظر للبيت الذي يتسع لعشرون شخصًا ألن يتسع لأمل؟ لن تضيق علينا أو تعيقنا هُمام، ثم أين هم من أول مولدها، هل الآن تذكروها وأرادوا راحتك؟ عذرٌ اقبح من ذنب، لن اقبل أن تذهب أمل من هنا.

أمسك يديها يهدئها ثم خاطبها باسمًا:- أيتها المجنونة من قال لك أنني سأسمح بشيءٍ كهذا، إن أمل روحي سارة ولن أفرط بها مهما حييت،  لذلك لا تغضبي.

نظرت إليه تريد ان تصدق ما قاله لتمسكه من تلابيب قميصه متحدثة بدموع :- إذًا عدني بذلك همام، عدني ألا تتركها او تتخلى عنها، عدني بألا تسمح لأي شخصٍ بأخذها منا.

غمرها بين أحضانه مقبلًا أعلى رأسها بحب:- أعدكِ فتاتي المجنونة، أعدكِ الا اتخلى عنكِ او عنها مهما حدث، هذا وعد مني.

تشبثت به براحةٍ كبيرة تدفن رأسها به تنعم بدفء أحضانه، ابتعدت عنه بعد مدة بتذكر:- صحيح لقد هاتفتني اُمي وقالت سوف يأتون في المساء.

اومأ لها باسمًا وهو يخاطبها باستفسار:- هل سوف يأتي سليم معها.

عقدت بين حاجبيها بتعجب لتجيبه بتأكيد:- بالطبع سيأتي معها هو وزوجته.

زفر بضيق كبير ليجيبها وكأنه طفل صغير:- إنّ المنزل لا يبعد عنهم شيئًا سارة فلتأتي بمفردها هي وزوجةُ اخيكِ، او هل أقول لكِ شيئًا أنا سوف أذهب واُحضرها إلى هنا.

نظرت إليه بصدمة لتتساءل بتعجب:- ولِمَ كل هذا هُمام .

نفخ وجنتيه بضيق حقيقي وهو يكاد يبكي:- لا شيء سارة، اذهبي عند أمل ودعيني أندبُ حظي.

ضحكت بخفوت وهي تجهل السبب لتعيد تساؤلها:- ما الذي حدث لهذا هُمام.

تنهد زافرًا لا يريد إزعاجها بغيرته:- لا تهتمي حبيبتي لا يوجد شيءٌ يُذكر، هيّا اذهبي لأمل إنها تنتظركِ في الداخل.

أخذت نفسًا عميقًا لتخرجه على مهلٍ ثم توجهت نحو غرفة أمل كي تلعب معها كما وعدتها تاركة هُمام يندب حظه لمجيء سليم اليوم داعيًا الله بأن يمر اليوم بسلام.

««::::::::::::-:::::::::::»»

خرجت ريليان من باب المدرسة وهي تجوب بأنظارها باحثةً عنه، أسرعت الخطى نحوه باسمة بشكرٍ كبير ليفتح لها الباب عدما اقتربت منه، حرك المقود بعد أن جلس خلفه لتخاطبه بحب وعشق:-شكرًا لكَ سليم، لقد أسعدتني جدًا لم يعد أي شخص يتحدث أو يتكلم عني، حقًا شكرًا لك.

ابتسم لها بهدوء ناظرًا لعينيها:- لا داعي للشكر حبيبتي، لكني أشعرُ ببعض الضيق منكِ لأنكِ لم تخبريني بذلك منذ البداية، لو أنني لم أستمع إليكِ وأنتِ تخبرين أمي لما علمتُ بذلك، ألسنا شخصًا واحدًا ريليان؟!، ألم تعديني بأن تخبريني بكل شيءٍ سواء صغيرةٍ أو كبيرةٍ، أليس كذلك حبيبتي.

اومأت له بندم لترفع يدها قليلًا تضعها على يده:- أعتذرُ سليم لكني لم أشأ  إزعاجكِ بذلك.

تنهد بهدوء لا يريد ان يعكر صفوها :- حسنًا ريليان لم يحدث شيء يدعو للاعتذار لكن لا اريدكِ ان تخفي عني اي شيء مرةً اخرى مهما حدث اتفقنا.

اومأت له بتأكيد ليكمل قيادته وهو يحتضن كفها بين يده، نظرت إليه متسائلة بتردد:- سليم، هل يمكنني ممارسة رياضة الجري معك!.

نظر اليها بتعجب من طلبها ثم خاطبها بشك:- تمزحين أليس كذلك؟.

اجابته بالنفي وهي تحرك رأسها يمنةً ويسرة:- لا، ولماذا أمزح إنني أتحدث بجدية تامة لقد اشتقت للركض على الجانب الاخر لك.

ضرب جبهته متذكرًا هذا الامر ليجيبها بعد أن نظر إليها:- أترين ماذا خلفكِ.

نظرت خلفها بتعجب لتجيبه باستغراب:- لا يوجد شيء.

اجابها باستفزاز:- وبالتالي لا يوجد ممارسة للركض، أغلقي على هذا الموضوع خديجة.

انفجرت ضاحكة ثم مسحت دموعها لتخاطبه بغضب:- وتقول انه لا يوجد خديجة، إنكَ لثالث مرةٍ تقولها سليم،

ثم اكملت ساخرة:- اووه انتظر، انتظر أم أنكَ تقصد أن القلب لم يولد ولم يكتمل بي، سوف اصدق ذلك، لكن حقًا لقد أضحكتني.

نظر إلى ضحكها ليجيبها بهدوء وبرود:- إذًا أدام الله ضحكتكِ .

أشاحت بوجهها للجهة الأخرى وهي تضغط على عينيها مانعة نفسها من البكاء لا تريد أن تفتعل مشكلة معه في السيارة داعيه الله بأن يكون ما قاله لها مسبقًا صحيح.

««::::::::::::-:::::::::::»»

توقفت كيان عن الحركة وهس ترمش بصدمة كبيرة ثم خاطبت ريم:- ويحكِ يا ريم تمزحين هذه المرة.

تنهدت ريم بهدوء قبل ان تجيبها:- لا أمزح كيان، انتِ لا تعرفين إبراهيم حقًا أتصدقين أنه تسبب لها بفضيحة أمام عائلتها كلها، لقد سترها الله قبل ذلك لماذا يصمم على فضحها أعلم أن تصرفها خاطئ وارجو من الله ان يغفر لها، لكنها اتبعت شيطانها و سولت لها نفسها.

أجابتها كيان ببرود شديد:- من المعلوم انه سيفعل ذلك، لكن اخبريني ما هي ردة فعلها بعد فعلته.

عقد ريم بين حاجبيها بتعجب:- معلومٌ ماذا! .

أجابتها كيان وهي تشرح لها وجهة نظرها:- انه سيفعل ما قام به، كل رجل يخرج مع فتاة في علاقة محرمة يضمن نفسه عند نكرانها للشيء، وتسجيل كل شيء حدث بينه وبين الفتاة التي يخرج معها او يتحدث معها كي يهددها ثانيًا، فما بالك بفتاة اصبحت حاملًا منه؟ صحيح انني صدمتُ لكن في النهاية تصرفه طبيعي لشخصٍ مثله، اخبريني هل هاتفه شقيقها، ام ماذا ؟!.

اومأت ريم بتأكيد بينما اجابته بغد ان جلست على سريرها :- أجل لقد هاتفه بالأمس وشتمه وقال له ان اختي أشرف وأطهر منكَ ولو لم تكن فعَلت ذلك لما تزوجتها، وهاتفه زوج شقيقتها وبدأ كل واحدٍ منهم بشتم الاخر ثم قام بالاتصال على والدتها وشتم سما بها، ثم اغلق الهاتف في وجهها، وعندما هاتفه زوج شقيقتها مرةً اخرى اعــ

انفجرت كيان ضاحكة ولم تستطع إمساك نفسها أكثر من ذلك لتتحدث من بين ضحكاتها:- اوووه إنني اعيش في فيلم أكشن، حسنًا، حسنًا اكملي لنرى المخرج اين سيصل.

ابتسمت ريم ثم اكملت بحماس:- اعتذر إليه وقال له انني لم اكن في وعيي وفعلت ذلك في لحظة غضب وانا مستعد للذهاب اليهم واعتذر إليهم مرةً اخــ

قاطعتها كيان باستغراب وعدم استيعاب:- لحظة لحظة من الذي اعتذر؟ إبراهيم!.

أكدت لها ريم وهي تجيب:- أجل و أنا شخصيًا استغربت اعتذاره ولو لم تكن المحادثات أمامي لما صدقته.

أجابتها كيان بتفهم:- آها حسنًا اكملي.

أكملت ريم بهدوء بعدما تنهدت:- لقد كانوا مصممين على الطلاق وعندما هاتفه زوج شقيقتها بدأوا بالتفكير في إعادتها مرةً اُخرى.

تساءلت كيان بتعجب وعدم فهم :- لماذا يريد إعادتها؟ لا افهم

زفرت ريم بضيق مبطن:- انا بذات نفسي لا اعلم لماذا ولا افهمه ولا افهم تفكيره.

اكدت كيان بجهل وتفكير:- وانا ايضًا وبصراحة ضعت بالتفكير.

تنهدت ريم بخوف حقيقي:- اُقسمُ بالله انني خِفتُ على نفسي معه.

تساءلت كيان بتفكير:- معكِ حق من الطبيعي ان تخافي فهو انسان مريض غير طبيعي، لكن اريد أن افهم شيئًا كيف قام برمي يمين الطلاق عليها ثم فعل كل ذلك وتسبب بفضيحةٍ لها ويريد إعادتها مرةً اخرى.

ثم اكملت ضاحكة بسخرية وعدم استيعاب:- حقًا لا افهم كيف يفكر هذا البرهم، الحمد لله أنه تزوجكِ في الحلال وبطريقة طبيعية.

حمدت ريم ربها ثم اجابتها:- ليس لدي سوابق معه والحمد لله، سِر مستقيمًا يحتار عدوك بك، لكن الامر الان انه يمسك عليها ورقةً قبل زواجهم وهي خائفة من ذلك.

اجابتها كيان بتساؤل:- أتقصدين ورقة من شركة تيسير الزواج تلك، ليكن في علمكِ يكون هناك وصل وورق احتياطي مع الشركة.

تساءلت ريم بتوجس:- هل يعني هذا انه يستطيع ان يؤذيها به؟!.

اومأت كيان بتأكيد متحدثة:- ولما لا، لو اخذ الوصل والاوراق اي النسخ الاحتياطية من الشركة نفسها ولم يبقى موجود هناك يمكنه ذلك.

اجابتها ريم بتأكيد على حديثها:- اجل لقد اخذه من هناك لكن مكتوب عليه" خالص مع الشكر ".

تساءلت كيان باستفسار:- الوصلين؟.

أجابتها ريم نافيه بتذكر:- لا فقط واحد.

اومأت كيان بتفهم لتخاطبها:- اها الثاني اذًا باقي مع الشركة هذه.

اجابتها ريم بنفي بينما اوضحت :- لا فقط وصل واحد ومع الزوج لا يوجد وصلين لقد اخبرتني انها وقعت على ورقةٍ واحدة وليس اثنتين.

اجابتها كيان شارحة بهدوء:- لا، يجب ان يكون اثنان، لا يجوز ان يكون واحد فقط بل يجب ان يكون هناك نسخة وايضًا تكون أصلية مع المؤسسة هذه او الشركة التي تتحدثين عنها، قد تكون مضت على الاول، والثاني بواسطة الكربون من التوقيع الاول.

هزت ريم رأسها بتفهم:- اها لقد فهمت سوف اسألها في ذلك، بالمناسبة سوف اسافر لوالدتي بعد عدة ايام .

عقد كيان بين حاجبيها بتعجب وبعض القلق:- لماذا هل هي بخير؟.

اجابتها بهدوء:- لا تقلقي انها بخير انني كل سنة اسافر عندها واقضي شهرين هناك، شهر رمضان والشهر الذي بعده، لذلك لم يكن ابراهيم يجعلني اسافر في باقي اشهر السنة بحجة انني اسافر.

اومأت كيان بتفهم وقد اطمأنت:- تصلين بالسلامة، لكن فكري مرةً اخرى هذه المرة لا تجعليه لوحده لأنه كما تعرفين لا يُؤتمن هذا البُرهم.

اجابتها ريم بعدم مبالاة:- فل يفعل ما يشاء لم يعد يهمني في شيء.

قلبت كيان عينيها بضيق منها:- ولو ناديتَ لأسمعت حيًا، لن اتحدث وافتح الموضوع معكِ مرةً اخرى على رأيّ احدهم انني انفخ في قربة مخرومة، اغلقي قبل ان احطم الهاتف على رأسكِ ريم.

ضحكت ريم بقوة من انفعال صديقتها لتجيبها بعد ان هدأت:- حسنًا حبيبتي، اهتمي بنفسكِ سوف اذهب كي احضر طعام الغداء.

تنهدت كيان بهدوء وحب:- اعطاكِ الله الصحة والعافية، في امان الله.

««::::::::::::-:::::::::::»»

ارتمت سارة بين أحضان والدتها تعانقها باشتياق بينما خاطبها بدموع:- لقد اشتقت لكِ كثيرًا اُمي.

ربتت ابتهال على كتفها بحنان بعدما ابتعدت عنها:- وانا كذلك صغيرتي، كيف حالكِ هل انت بخير.

اومأت له بتأكيد لتنقل أبصارها نحو سليم التي اشتاقت اليه حد اللعنة، فتوجهت نحوه ترتمي بين أحضانه بقوةٍ دافنةً رأسها في صدره مما تسبب بارتفاع زفير هُمام بغضب وغيرةٍ  ليجز على اسنانه متحدثًا:- ها قد بدأنا، الصبر من عندكَ يا الله.

ابتسم في وجهه ابتسامة لم تصل لعينيه عندما صافحه سليم ليسأله بهدوء:- كيف حالك، اتمنى ان تكون بخير.

اجابه سليم باسمًا:- لقد أصبحت بخير عندما رأيت سارة انها بخير وسعيدةٌ أيضًا.

اومأ له هُمام بهدوء لينحني سليم هامسًا له:- لن تمنعني من شقيقتي هُمام، انصحكَ بعدم تحديِكَ ومقارنة نفسك بي لأنني احقُ بها منك

انفجر همام ضاحكًا لحديث سليم ليهمس له بتحدي مبطن:- لماذا اشعر انكَ حبيبها ومنافسي بحديثك هذا، لم أتحدث معك بشيء يا رجل

ابتعد سليم عنه نسبيًا ثم اجابه:- أخبر نفسك هذا أيضًا، فأنا لستُ أي شخص هُمام.

جز الآخر على أسنانه بقوة مجبرًا نفسه على الابتسام ليتوجه نحو ابتهال يقبل يدها باحترام كبير.

توجهت ريليان مع سارة بعد مدة الى المطبخ لتسألها سارة باستفسار:- اخبريني كيف كان اليوم الدراسي.

اجابتها ريليان وهي تبعثر شعر أمل بلطف:- انه جيد نوعًا ما، لكن اجمل ما فيه حضور سليم.

تعجبت متسائلة وهي تنظر لها:- هل سليم دلف للداخل.

اومأت لها بتأكيد وحب:- أجل ولقد صرخ في وجه المديرة المسكينة وضرب الطاولة بقوة، لقد اعجبني حقًا شعرت انني لستُ وحيدة، ان هناك شخص خلفي.

ضربت طاولة الطعام بيدها بقوة وهي تقلد سليم:- زوجتي هذه التي تتحدثون عنها أفضل منكم جميعًا، لا يشوبها شائبةٌ ولا ينقصها شيء، ولن أسمح بأن يتم الحديث وسوف اقاضي كل شخص يتحدث عنها بسوء، غير انني سأنقلها من هنا ان تكرر الامر، ولا تنسي انني ادعم هذه المدرسة سيدة إحسان اي انني استطيع سحب دعمي لها ونقله الى مدرسةٍ اخرى تستحق اكثر منها، اكرر زوجتي وشقيقتي خطين احمرين لا يُسمح لأي شخصٍ الاقتراب منهم، ثم ماذا يعني انها حديثة الاسلام، هذا افضل من ان تكون من مسلمة بالاسم فقط دون مخافة الله وتطبيق اوامره.

حركت رأسها بسعادة كبيرة:- انني احفظ كلامه بالحرف الواحد، لقد اعاد ثقتي بنفسي سارة، بالمناسبة لقد احضرت معي ما اخذناه اليوم لكِ.

ابتسمت سارة بعدم تصديق طوال ما كانت تتحدث به الاخرى:- انتظري هل سليم فعل ذلك؟! لا اصدق لقد انقلب وحشًا يا إلهي هذا جميل ومثيرٌ للاهتمام

ربتت على معدتها المنتفخة قليلًا:- اخبريني كيف حملكِ؟.

ضحكت ريليان بخفة:- لم يمضي يومًا واحدًا لترككِ ايانا سارة انني بخير لا تقلقي.

ضحكت بخفة لتسألها أمل بتعجب:- هل انتُ حامل ليان هل يوجد هنا طفل.

ابتسمت بسعادة ثم احتضنها متحدثة بعدما اومأت لها ريليان بتأكيد:- اريد ان تكون فتاة وتسمونها بإسمي لطفًا.

ربتت ريليان على رأسها بهدوء:- إن شاء الله حبيبتي.

بدأت سارة بتحضير العصير وبعض الحلوى ولم تنسى قهوة سليم المُرة وقهوة هُمام ايضًا، وقد اصرت ريليان على مساعدتها لتسمح له الاخرى بذلك بعد عنادٍ طويل ليخرجا بعد مدة لتجلس ريليان بجانب ابتهال فقد جلس سليم مع هُمام في غرفةٍ اخرى.

نظرت ابتهال الى سارة تخاطبها باسمة:- هل تذكرين كريم سارة.

اومأت لها بتأكيد وهي تجيبها:- هل عاد اُمي!، لقد اشتقت إليه لم يعد منذ زمنٍ الى هنا اليس كذلك.

اومأت له برأسها قبل ان تجيبها:- لقد هاتفتني شقيقته واخبرتني انه سيأتي في القريب العاجل لقد اشتقت إليه انا ايضًا.

تساءلت ريليان يتعجب:- من كريم هذا.

اجابتها سارة هدوء وابتسامة رقيقة:- انه في عمري لقد كان فتىً جميلًا وشجاعًا حقًا من أجله اريد دراسة الطب انه حلمنا منذ الصغر.

اومأت لها بتفهم لينخرطوا في عدة مواضيع ليذكرهم سليم بعد مدة بموعد المغادرة كي لا يزعجوهم اكثر من ذلك.

««::::::::::::-:::::::::::»»

دلفت رلين باب المنزل وعلى وجهها ابتسامةٌ كبيرة لتسألها جوليا باستفسار:- الى اين ذهبتي.

جلست رلين بجانبها واضعةً رأسها على قدمها مما جعل جوليا  تلعب بخصلات شعرها بهدوء:- لقد ذهبت لمدينة الاشباح، لقد عشت مغامرة رائعة اُمي لقد استمتعت بحقٍ.

ابتسمت لها جوليا لتتقدم أليتا متحدثة بضيقٍ طفولي:- امي اريد ان انام والكسندر لا يجعلني أفعل ذلك.

تنهدت جوليا معتدلة بعد أن ابعدت رأس رلين عن قدمها:- ها انا قادمة صغيرتي، وسوف اعاقب ألكسندر هذا الذي يزعجك.

توجهت رلين للأعلى معهم نحو غرفتها متثائبة بنعاس لتدلف الى غرفتها بإرهاقٍ كبير، بعد مدة توجهت جوليا نحو غرفتها تريد ان تخلد للنوم لتستمع لرنين هاتفها، أخذته بهدوء كي لا يستيقظ جرير لتجده رقم غير مسجل عندها، كادت أن تجيب لينقطع الاتصال احنت زوايا فمها بتعجب لتسألها مايا التي كانت تذاكر:- من المتصل امي.

اجابتها بجهالة وعدم مبالاة:- لا اعلم انه رقم لا اعرفه، اذهبي واخلدي للنوم صغيرتي وسوف اوقظكِ في الصباح لتكملي دراستكِ.

اومأت لها بهدوء لتتوجه نحوها مقبلة وجنتيها باحترام لتذهب نحو غرفتها.

جلست جوليا في الردهة قليلًا مغمضة عينيها بتعب بسيط وقبل ان تتعدل ارتفع الرنين مرةً اخرى لتجيب ونبضات قلبها تعلو لسببٍ لا تعلمه.

««::::::::::::-:::::::::::»»

تدثرت ريليان تحت الغطاء وهي غمض عينيها استعدادًا للنوم، جلس سليم بجانبها لتلتفت للجهة الاخرى كي لا تنطر إليه، تنهد بضيق من تصرفها ليسألها مستفسرًا:- هل قرأتِ سورة المُلك ريليان.

حركت بتأكيد ليخاطبها آمرًا'- انظري الي ريليان .

زفرت بقوة وهي تنظر اليه ليعطيها هاتفها متحدثًا بلطف:- هاتفي والدتكِ واخبريها بأمر حملكِ.

ابتلعت ريقها بخوفٍ لتعتدل جالسة:- لا اريد سليم، شكرًا لك.

نظر اليها بصمت وابتسامة مشجعة لتغمض عينيها وهي تأخذ الهاتف منه بتردد كبير، اقترب منها ممسكًا بيدها متحدثًا بهدوء:- انا معكِ حبيبتي، وصدقيني سوف تفرح بهذا كثيرًا.

اقتربت منه اكثر منكمشة على نفسها لتضع رقم هاتف والدتها  التي تحفظه كي تهاتفها، استمعت لرنين الهاتف لتسرع في اغلاقه بعد عدة ثواني وهي تغمض عينيها بخوف احتضنها سليم لتدفن رأسها في صدره متحدثة ببعض الارتجاف:- لا استطيع سليم، ارجوكَ اعفني من هذا.

ربت على كتفها بهدوء ليمسك هاتفها متحدثًا:- يجب عليكُ اخبارها ريليان ، انظري ان رأيتِ عدم القبول في محادثتها لكِ عليكِ بإنهاء المحادثة، اتفقنا.

زفرت بثقل ليقبل رأسها باسمًا بلطف:- هيّا، انها تنتظر منكِ اتصالًا انا متأكد.

نظرت للهاتف بتردد ليضعه سليم على اذنها بعد ان ضغط على زر اعادة الاتصال، تشبثت بيده تستمد منه القوة لتستمع الى صوت والدتها المتسائل و التي اشتاقت إليه كثيرًا، ترقرقت الدموع في محجريها لتخاطبها بغصة واشتياق:- اُمي

تجمدت جوليا في مكانها وقد صدق حدسها، اجل لقد خمنت ذلك اخذت نفسًا عميقًا لتجيبها ببرود مصطنع:- ماذا تريدين

نظرت ريليان نحو سليم بمعنى اسمعت! ليومئ لها باسمًا وهو يهمس لها بتشجيع:- أكملي انها تتصنع ذلك.

فركت ريليان جبهتها بتوتر:- لقد اشتقت إليكٌ اُمي، كيف حالكِ.

اجابتها جوليا ببعض اللين:- بخير نشكر الرب على ذلك، اخبريني ماذا تريدين ألم اقل لك لا تحادثيني مرةً اخرى

اغمضت ريليان عينيها بهدوء:- اريد ان اخبركِ بأمر ما واتمنى ان تكوني سعيدةً لذلك.

على الفور تذكرت جوليا حديث ستيف ورلين لتجيبها بسرعة وخوف:- اخبريني ما الامر.

اجابتها ريليان ببعض التوتر:- سوف تصبحين جدة بعد حوالي سبعة اشهر.

دقيقة اثنتين حتى وصلت لخمس دقائق ارادت جوليا استيعاب الصدمتين، صدمة حملها والصدمة الثاني ان الامر الذي ظنته ليس صحيح ويبدو انه لا وجود له، اجابتها بسعادةٍ حقيقيةٌ ولم تستطع اخفاءها:- اقسمي انكِ حامل.

اجابتها ريليان بسعادة:- اقسمُ بالله انني حامل امي.

اجابتها جوليا فرحةٍ متناسية كل شيء:- مباركٌ صغيرتي.

ابتسمت ريليان بسعادة وهي تنظر لسليم الذي يبتسم لها:- شكرًا لكِ امي، اخبريني هل الجميع بخير.

اومأت جوليا بهدوء:- اجل صغيرتي الجميع بخير.

لتسألها بتوجس:- ريليان هل انتِ مرتاحةٌ في زواجكِ هذا.

اجابتها بتأكيد بعد ان نظرت الى سليم بحب:- أجل امي وكثيرًا الحمد لله.

تنهدت جوليا بقلة حيلة وقد علمت امر خداع رلين فصوت ريليان السعادة والراحة واضحين فيه، كادت ان تسألها لتستمع الى صوت جرير لتخاطبها بهمس:- ريليان سوف اغلق الان، اهتمي بصحتكِ وصحة الجنين صغيرتي اتفقنا.

مسحت ريليان دموع السعادة للين والدتها لتسألها بترقب:- امي هل يمكنني الاتصال بكُ وقتما اشاء.

اومأت جوليا وهي تتفقد الرواق:- اجل صغيرتي يمكنك ذلكِ، والان سوف على ان اغلق لان والدك يبدو انه استيقظ.

اجابتها ريليان بسعادةٍ كبيرة:- تصبحين على خير امي.

اجابتها جواليا وهي تسير متوجهة نحو غرفتها:- وانتِ بخير ، قبلاني لكِ صغيرتي.

ارتمت ريليان في احضان سليم فرحة لتقبل وجنتيه شاكرة:- شكرًا لك سليم لقد تصالحت مع والدتي بفضلك.

تنهد سليم ليبتسم لها بهدوء مخاطبًا اياها بلطف:- لا داعي للشكر ريليان، اخلدي للنوم ف الغد يوجد دوام لكِ.

عادت بجسدها لتخاطبه وهي تنظر إليه:- سليم.

نظر إليه لتكمل:- ألن تنام؟.

أغمض عينيه متنهدًا:- سوف انام لكن سأبدل ثيابي اولًا.

اومأت له بتفهم ليعود بعد مدة وقد ابدل ثيابه لتنظر إليه بتعجب، كتم ابتسامته ليمد ذراعه فأسرعت بالاختباء داخل احضانه، فخاطبته بصوت مكتوم :- سليم اكمل لي القصة.

تنهد بهدوء ليسألها بنسيان:- هل تتذكرين الى اين وصلنا.

اومأت بخفة ثم اجابته:- اجل عندما ذهبا للحج مرةً ثانية لكنك لم تخبرني هل استجاب الله لهم.

هز برأسه مجيبًا:- اجل لقد استجاب لهم علام الغيوب ورزقهما بطفل جميل، أسمياه " فرقان"  وابذي نما وكبر قليلًا، وكانت الأسرة العارفة بالله فرحةٌ بولدها الصغير، ولكن في يوم من الأيام هجمت مجموعة من " النمل" على الطفل الصغير وقرصته، فمرض الصغير وحزنت الأسرة لذلك،

تحدثت بحزن له:- كان الله بعونهم، اظنهم دعوا الله بأن يشفيه اليس صحيح

اجابها بهدوء مشتمًا عبق شعرها:- بجانب ذلك لقد تصدقت العائلة طلبًا للشفاء من الله تعالى للصغير، واستغفروا الله وسبحوا له وحمدوه وداوموا على ذلك، فمنَّ الله الرؤوف الودود بالشفاء على الطفل، وفرحت الأسرة لشفائه وسجدوا لله "سجدة" شكر حمدًا لله وعرفانًا بفضله عليهم.

تنهدت براحة كبيرة قبل ان تتحدث:- الحمد لله، اذكر ان هناك نملة قرصت اختي مايا جعلتها تصرخ من الالم، وبعدها بعدة ايام كان الالم موجود حتى دواء الطبيب لم ينفع غير ان ابي قا..

اكملت بضيق لتذكرها ما عله والدها فقد قام بالصلاة للرب:- أعتذر ، هل انتهت القصة.

قبل رأسها ليكمل لا يريدها ان تتذكر اي امر يخص والدها:- لا لم تنتهي، فقي يوم من الأيام ذهبت الأسرة للنزهة بجوار البحيرة، فنصب الأب الخيمة وبدأ الأطفال يلعبون ويمرحون، وعند حلول وقت الغذاء ذهب الأب إلى الشاطئ و(صاد) سمكةً كبيرةً، رجع بها الأب ولكن السمكة كانت أكبر من المقلاة التي سيطهون بها.

تساءلت بتفكير ناظرةً له:- فماذا فعلت الأم؟

اجابها مكملًا:- (فصلت) رأس السمكة عن جسدها وطهتها، وأكلوا وحمدوا الله على الرزق والعافية، وبعد حلول المغرب نظر الأب إلى السماء فوجد (النجم) ساطعًا وجميلًا، وبحلول الظلام هبت رياح قوية أدت إلى (انشقاق) أقمشة الخيمة.

تنهدت بحزن لتتحدث:- المساكين، وماذا فعلوا بعد ذلك.

اجابها بهدوء ونعاس:- عندها قررت الأسرة العودة من النزهة وهي حامدة لله على نعمه وفضله، وفي الطريق قرأوا وردهم من القرآن، وكانت البداية من سورة (العلق) وعادوا بسلامة الله الحنان، المنان إلى البيت بسلام ، هل اعجبتك .

اومأت بتأكيد ليسألها ناظرًا لها:- هل تعلمين قصة ماذا اخبرتك.

نظرت اليه بترقب مجيبة:- قصة الصبر والتوكل على الله.

اجابها نافيًا وابتسامة زينت مبسمه:- لا هذه قصة سجدات التلاوة في القرآن الكريم، هل تتذكرين في سورة الاعراف عندما سجدنا سجدة تلاوة

اومأت بتأكيد متحدثة بتذكر:- اتقصد عندما قلنا " سبحان ربي الأعلى، اللهم اغفر لي ذنبي كُله دُقه وجله وأوله وآخره علانيته وسره، اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين اللهم تقبلها مني كما تقبلتها من عبدك ونبيك داود عليه السلام واجعلها ذخرًا عندك يا رب.

اومأ لها بتأكيد لتتحدث :- اجل، اجل ولقد اخبرتني انه بقي اربعة عشر سجدة.

اجابه بهدوء:- (الأعراف، الرعد، النحل، الإسراء، مريم، الحج "مرتان " الفرقان، النمل، السجدة، صاد، فصلت، النجم، الانشقاق، العلق).

ابتسمت بسعادة لتجيبه:- طريقة جميلة لحفظهم شكرًا لك.

قبل رأسها ليحتضنها بهدوء:- نامي ريليان ف في الغد يوجد تراويح لقدوم الشهر الفضيل وغدًا سأخبرك بكل شيء لكن الان أنا مرهقٌ بحق.

لفت يديها حوله لتغمض عينيها بهدوء وسعادةٍ كبيرة واخيرًا تصالحت مع والدتها .

««::::::::::::-:::::::::::»»

في الصباح عاد سليم من رياضة الجري ثم دلف للمنزل بهدوء، وجد ريليان قد تجهزت للذهاب للمدرسة فنظر الى ساعة يده بتعجب:- أليس الوقت مبكرًا قليلًا!.

اومأت له بتأكيد ثم اجابته بملل:- اجل لكني انهيت حفظ الآيات التي يجب ان احفظها وذاكرت بعضًا من دروسي وأديت فرضي ومملت، وها هو فطورك جاهز .

قبل وجنتها بعدما اقترب منها ثم خاطبها بحب:- سوف اغسل جسدي واعود لنتناوله معًا، بالمناسبة اين امي.

اجابته بعدما جلست على المقعد تنتظره:- انها تقرأ وردها في غرفتها وقالت انها لا تريد ان تتناول الافطار فقط تريد بعض الفاكهة ووضعت لها في طبق وتناولته.

ابتسم لها بشكر وقبل ان يصعد للأعلى ارتفع رنين جرس المنزل، عقد سليم بين حاجبيه فمن من الممكن ان يأتي في هذا الصباح الباكر، توجه نحوه فاتحًا اياه بصدمةٍ وتعجب بعد ان شاهد الزائر من خلال العين السحرية.

««::::::::::::-:::::::::::»»

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن