***____****____***
الدعاء هديةٌ لا مثيل لها ادعُ كثيرًا لمن تعرف ومن لا تعرف ، فلذلك سأدعو لكم بحب وقلب صادق.
"اللهم القوة والثبات لكم ، اللهم ﻻ ميل عن الصواب ولا انكسار أمام شعوركم، اللهم ﻻ توقف أثناء مضيكم، اللهم الخفة حين الخيبة، والاستقامة حين التعثر.
اللهم بلغهم ما يودون واجعل لهم دعوه لا ترد وهـب لهم رزقًا لا يعد وافتح لهم بابًا إلى الجنة لا يُسد يا اكرم الاكرمين" .
فقط يكفيني قول الملائكة : ولك ب المثل .
***____****____***
في المساء كانت سارة تجلس بجانب ابتهال وهي تروي لها ما حدث فلم تسنح لها الفرصة لإخبارها إلا الان لأنه وبكل بساطةٍ رحل هاشم وسمر قبل قليل فلم تسمح ابتهال لهم بالمغادرة ابدًا قبل ذلك.
نظرت اليها ابتهال بسعادة غير مصدقه ما تسمعه:- حقًا!، هل تريد تعلمّ تعاليم الدين الإسلامي.
اومأت سارة بتأكيد وهي تهز رأسها بسعادة :- أجل، في البداية صُدمت مثلكِ لكنها اكدت لي انها جادةً وتريد حقًا رؤية وروعة الدين الاسلامي الذي نتحدث عنه، لقد أخبرني سليم بأنها تستطيع ان تحضر الندوة التي سيذهب اليها بعد اسبوع من الآن ولقد اخبرتها بذلك ووافقت بسعادة كبيرة.
نظرت إليها ابتهال لتتحدث بحمد وشكر لله:- شكرًا لك يا الله بيدك هداية الخلق،
لتكمل شارحةً:- لا انكر انني اشاهد الفضول داخل عينيها عندما نتحدث عن الدين وتشعرين انها سكنت وهدأت عند انصاتها للقرآن، كنتُ اتمنى ان تتعلم ونعلمها، لكن لا اكراه في الدين.
اومأت سارة بتفهم حديث والدتها لتسألها باستفسار:- أمي هل كان ابي رحمه الله مثل سليم.
تنهدت ابتهال بحزن واشتياق لتذكر زوجها محمد رحمه الله لتجيبها بشجن :- بل كان اكثر من ذلك، صحيح ان سليم نسخةٌ مصغرة من محمد لكن اجد محمد اكثر عـ..
قاطعتها سارة مازحه تريد أن تغير مجرى الحديث عندما بدأت الدموع تتجمع في مقلتي ابتهال:- حسنًا، حسنًا سوف تقولين انه احنُّ واطيب الخ... لأنه زوجك ستقولين هكذا وتنقصين حق سولي حبيبي،
لتكمل بدرامة مصطنعة:- آه اين انت يا سولي لتستمع الى امك كيف تنقص من حقك.
ضحكت ابتهال بقوة ليدلف سليم من الباب فقد قدم لتوه من المسجد لتتحدث ابتهال ضاحكة :- يأتي الصالح عند ذكره.
اقترب سليم بابتسامةٍ وهو يقبل رأسها:- لان امي صالحه يأتي الصالح.
جلس بجانبيها وهو يكمل: - ها قد اتى الصالح ماذا كنتم تتحدثون عنه، يا ام الصالح.
اجابته ساره بضيق مصطنع:- قبل اي شيء اين قبلتي عندما تأتي من الخارج يا هذا.
لتكمل بحزن مصطنع اكثر: - وانا التي كنتُ اكبّر من قدرك وارفع من شأنك، يا الله ماذا افعل هل هذا جزاء المعروف.
انفجر سليم وابتهال ضاحكين وقد ادمعت عيني سليم من شدة الضحك ليتحدث بعدما هدأ :- يا فتاة لقد اصبحت كوميدية ماذا تأكلين.
نظرت اليه سارة بضحك وهي تخرج لسانها اليه:- لن اخبرك، هذا سر المهنة.
اعتدل سليم واقفًا ثم قبّل رأسها:- حسنًا هل هكذا ستخبرينني.
وضعت سارة اصبعها الابهام اسفل ذقنها و اصبعها السبابة على وجنتها لتتحدث بمكر:- دعني افكر قليلًا.
نظر اليها سيلم برفعة حاجب لتتحدث الأخرى ضاحكة :- حسنًا، حسنًا انني آكل ما يأكله الصالح، لا اكثر ولا اقل.
غمز سليم بعينه لها مصححًا حديثها بضحك:- بل اكثر يا فتاة، انني لا اتناول حلوى الاطفال في المقابل تلتهمينها كلها.
انفجرت سارة ضاحكة. لتمسك بمعدتها من كثرة الضحك لتتساءل ابتهال باستغراب من كميه الضحك هذه:- الى هذا الحد اضحكك الامر.
نفت سارة برأسها وهي تحاول ان تكتم ضحكتها:- لا فقط تخيلت سليم يأكل حلوى الاطفال وعلى رأسه القبعة البيضاء خاصتهم.
تحدث سليم وهو ينظر اليها بابتسامة حنونة:- سأتقبلها منكِ لأنه ليس لدي مزاج لمجادلتكِ.
توقفت سارة عن الضحك لتنظر اليه بتساؤل:- ما بك هل هناك شيء يزعجك، ام ان موضوع سمر ما زلت تفكر به.
تدخلت ابتهال بالحديث وهي تخاطب سليم بحنان :- بني.
التفت اليها سليم باسمًا ليجلس بجانبها مرة اخرى:- تفضلي امي.
خاطبته ابتهال بتنهيدة مثقلة:- انت تعلم رأيّ بهذا الامر، صحيح ؟!.
اومأ لها سليم باسمًا بحب واحترام:- لا عليكِ امي اعرف انك لا تحبين زواج الاقارب وان خالي هو من عرض لذلك خجلت من الاعتراض والتدخل، لكن عليكِ بالبحث جيدًا عن فتاةٍ ف انا اعتبر سمر كسارة حقًا.
اجابته ابتهال بتأكيد وبعض الراحة:- حسنًا لا تقلق بني.
اعتدل سليم واقفًا ليستأذنهم :- عن اذنكم سأخلد للنوم، وانتِ سارة اذهبي للنوم الان ف لديكِ دوام بالغد.
وقفت سارة لتتوجه اليه متسائلة :- ذكرتني، كيف ستكون تلك الندوة سليم.
زفر بخفة مجيبًا اياها بهدوء:- لا اعلم انها تختلف في كل مرة، أي انها تعتمد على الاسئلة الموجهة بها لكني لا اجادل بالقرآن كثيرًا ، فنهاك ما لا يحب ذلك، لذلك نحن نحترم هذا الشيء.
اومأت سارة برأسها متفهمةً لتبتسم له:- تصبح من اهل الجنة اخي.
سليم وهو يقبل رأسها بحب:- وانتِ من اهلها سارة.
««:::::::::::-:::::::::::»»
كانت ريم تجلس بجانب سما وهي تمسح دماءها بخفة بعدما جعلت إبراهيم يخرج من الغرفة بصعوبةٌ فقد اغلقت فمه حتى لا يرمي يمين الطلاق عليها لتتحدث بحنان ناظرةً لها:- لقد اخطأتِ سما، ما كان عليكِ مجادلته في امر كهذا، تعلمين أن إبراهيم عقليته صعبة ولا يتفهم الامور بمكنونها صدقيني لقد جلبتِ هذا لنفسك.
نظرت اليها سما والدموع مازالت تترقرق في عينيها:- انني اشتاق لأمي ريم، انه لا يجعلني اهاتفها البته، لا اعلم لماذا لا يريدني ان اتواصل معها مع العلم هو الذي ذهب لأمي واخبرها انه حدث شيء بيني وبين ابنتكِ واريد ان اصحح هذا الشيء، اذا لماذا لا يريدني ان اتواصل معها؟!.
تنهدت ريم من هذا الحال فقط ما تريده هو الخلاص التام من ابراهيم لتجيبها بهدوء:- سما انظري كنتُ سأكون اتعسَ فتاة ان قام ابراهيم برمي يمين الطلاق عليكِ قبل قليل لكنه لم يفعل والحمد لله وهذا اسعدني بشدو، ها هو تركك تفكرين بالأمر وترجاك بألا تتركيه.
اغمضت سما عينيها وهي تتذكر ما قاله ابراهيم لها قبل ان يخرج من المنزل "سما انتِ تتفوهين بحديثٍ ليس له معنى وما زلتِ تحبينني كالسابق فقط قلتِ ذلك لأنني آذيتك، سأترككِ الآن كي تهدئي وتفكري بالأمر جيدًا وارجو ان تعودي لصوابكِ وتتخلين عن فكرة الطلاق هذه."
نظرت اليها مستفهمة:- لماذا ستكونين اتعس فتاةٍ ريم ان تركتُ ابراهيم.
تنهدت ريم بحزن لتجيبها :- انني لا اضمن ابراهيم البته سما، من الممكن ان يعود لأفعاله السابقة ويحضر الفتيات هنا في منزلي، صدقيني سأموت ان فعل ذلك حينها، صحيح انني لم اعد احبه ولا اتحمل النظر اليه، لكن لو لم يأمرني ربي بطاعته لوجدتني داخل غرفتي جالسة ولا اهتم لأمره وليفعل ما يشاء.
ارجعت سما رأسها للخلف لا تريد ان تبكي لكنها انفجرت بالبكاء ولم تعد تتحمل لتقترب منها ريم تعانقها بمواساة لتتشبث بها الأخرى بقوة وهي تخرج ما بداخلها من قهر.
مسدت ريم على شعرها بحنان لتخاطبها برقة :- اذكري الله سما، ما تفعلينه لا يجدي نفعًا من المفترض ان يضعوني في موسوعة جنيس لأكثر فتاة بكت ولم يتغير شأنها، لقد تحطمت وانا لم ارى شيئًا في حياتي غير الالم والخيانة سما، ومع ذلك كلي امل بالله بأن يساعدني ويخلصني من هذا الوضع.
ابتعدت سما عن أحضانها مبتسمة لها بحب لتخاطبها :- ريم انت فتاة طيبة للغاية رغم ما فعلتهُ بكِ ما زلتِ تقفين بجاني وتساعديني.
تنهدت ريم بانكسار لتبتسم لها :- لا عليكِ سما لا نريد ان نتذكر الماضي وصدقيني لقد نسيتُ كلَ ما كنتِ تفعلينه.
أجابتها سما بامتنان حقيقي لها :- هل تعلمين انني اعتبرك اختي، صحيح في بداية الامر كنت احرضّ إبراهيم عليكِ بطريقة غير مباشرة لكني رأيت انكِ لا تستحقين ذلك، فأنا لم اكن اتوقع مدى تحملك وصبرك ومعاملتك الطيبة هذه لي.
ابتسمت ريم لها بمزاح :- يا فتاة لو كنت احبه لما تركته لكِ، هذا عرض لن تحصلي عليه مطلقًا ولا في اي مكان فقط عند ريم الطيبة، وانا اتنازل لكِ بهذا الحب وهذا الرجل بأكمله،
لتكمل بجدية حقيقية :- سما ان كان بمقدوركِ ان تجعلي إبراهيم لك كل الايام لا يهمني وستكونين بهذا قد صنعت لي معروفًا لن انساه لكِ طوال حياتي ف كما تعلمين انه قسم الايام بيننا منذ مدةٍ كبيرةٌ يومين لي وانتِ الخمسة المتبقية.
اسرعت سما بالنفي بسرعة:- لا، لا استطيع ان اجعله لي كل الايام هذا حقكِ ريم، حتى انني افكر بان يقوم بتقسيم الايام بيننا بالعدل ثلاثةٌ لكِ و ثلاثةٌ لي واليوم المتبقي يجعله بشكل دوري اي مرةً لكِ ومرةً لي.
نظرت ريم بصدمةٍ من تفكريها :- ماذا! لا تخبريه بذلك سما، يومين و تكون قد اكتفت قدرتي على التحمل، هل تريدين أن يصبح الامر ثلاث أو أربع أيام لا أرجوكِ، أنظري لقد سحبت كلامي لا أريدك أن تأخذي دوري في أيامي فقط لا تقترحي عليه هذا الامر.
ضحكت سما لتعابير ريم المصدومة والمترجية لتجيبها بهدوء:- حسنًا، كما تريدين ، لكن إن وجديته قد جعلهم ثلاث لا تلوميني.
تحدثت ريم بترجي كبير:- سما من فضلكِ لا تخبريه باقتراحكِ حبيبتي.
ضحكت سما من اعماق قلبها لتبتسم لها ريم:- ادامها الله حبيبتي.
مدت سما يدها نحو ريم لتقترب الاخرى منها ممسكةً بيدها لتقوم سما بسحبها نحوها:- نامي عندي ريم واعبثي بشعري.
ابتسمت لها ريم لتأخذ وضعية الجلوس بميلان لتنام سما وهي تغلق عينها براحة لتضع ريم اصابع يدها مخللةٌ اياهم داخل شعر سما وهي تنظر للأمام تسبح في حياتها السابقة.
««::::::::::::::-::::::::::::::»»
هبطت ريليان من الاعلى بعدما اخبرتها الخادمة ان طعام العشاء قد اعد وهو جاهز الان، جلست بتوتر بعدما ادت تحية المساء لتنظر الى رلين المبتسمة فقد اخبرتها كاذبة انها لن تفكر في ذلك الشخص وستفكر ب أمبر فقط وانها كانت فتره طائشة ليست الا، التفتت الى والدها بعدما امرها بان تهاتف أمبر ليشاركهم في تناول الطعام لتخرج هاتفها من جيب سروالها لتهاتفه على مضض، استمعت الى صوت رنين هاتفه منتظرة ان يجيب
في احدى البارات المحرمة كان أمبر يجلس وهو يحاوط كتفي احدى الفتيات ليمسك هاتفه الذي علا صوته ليجيب المتصل بسعادة كبيرة بعدما تجرع ما في الكأس الموضوع أمامه، استمع الى صوت ريليان المنخفض وهي تهاتفه برقة :- مرحبًا أمبر.
خرج صوت أمبر بحب كبير:- لقد اشتقتُ اليكِ حبيبتي كيف حالكِ.
ضغطت ريليان على غطاء طاولة الطعام لتجيبه باسمة بزيف:- بخير عزيزي.
ابتعد أمبر عن الفتاة بعدما اشار لها بان تنتظره ريثما يعود ليتحدث بهيام :- ماذا تريد اميرتي مني .
تحدثت ريليان وهي تنظر لوالدها بتوتر:- أمبر؛ هل تستطيع القدوم الان ام انك مشغول .
نظر أمبر للفتاة التي تشرب الكأس خاصتها وتنظر اليه بابتسامة عذبه ليخاطبها بتردد:- ما الامر حبيبتي.
دعت ريليان الرب بأن يكون مشغولًا لتجيبه:- ان أبي يدعوك لتناول العشاء معنا.
اجابها أمبر بتردد :- بالتأكيد سيشرفني ذلك لكني مشغول حقًا اعتذر .
تنفست براحة كبيرة وكأن من اعيد اليه روحه لتجيبه بسعادة غير مبررة :- لا عليك عزيزي، في المرة المقبلة ستكون من نصيبك.
اجابها أمبر و هو يتوجه نحو الفتاة ليجلس بجانبها:- اجل بالتأكيد حبيبتي.
ابتسمت ريليان بزيف وهي تغلق معه:- الى اللقاء أمبر.
اجابها أمبر وهو يمسك بالكأس مرة اخرى :- فليحفظكِ الرب حبيبتي.
اغلقت ريليان الهاتف لتعيده داخل جيبها لتخاطب والدها باحترام:- انه مشغول ابي ، ويعتذر منك.
خاطبها جرير وهو يبدأ بتناول الطعام :- حسنًا، ابدئي بتناول طعامك كي لا يبرد.
بدأت ريليان تناول الطعام بشهية منغلقة لتتوقف عن الاكل بعد مدة وهي تنتظر والدها بان ينهي طعامه، فهناك عادة لديهم انه غير مسموح لأي شخص بان يترك المائدة قبل جرير، زفرت بسعادة وراحة عندما اعتدل جرير تاركًا مائده الطعام لتمسح فمها بخفة معتدلةً في وقفته ، صعدت للأعلى لتهاتف سارة قبل ان تأتي رلين وتفهم الامر لقد فكرت اليوم فيما تسرعت به لتشعر ببعض التردد في ذلك.
استمعت الى رنين هاتف سارة لتنظر الى الساعة لتجدها ما زالت التاسعة، ارسلت اليها رسالةً نصيةً تخبرها "(ساره اخبريني هل ان كنت مسيحيةً سأدخل الجنة ام لا) " .
وضعت هاتفها بجانبها وهي تعيد التفكير من جديد في هذه الخطوة الكبيرة والخطيرة التي ستقدم عليها .
««:::::::::::-:::::::::::»»
بعد مرور اسبوع كامل
نظرت سارة الى سليم الذي كان يقف وهو يرتدي زي رسمي مكون من سروال بني وسترةً بنفس اللون اسفلها قميص باللون البني الفاتح جدًا بربطة عنق بنيه بها بعض خطوط لون القمص، نظر اليها عندما انتبه إلى وجودها باستفسار متسائلًا :- ماذا هل سوف تأتي؟.
اجابته سارة بتوجس من عدم مجيء ريليان انها منذ اخر رسالة ارسلتها لها قبل اسبوع لم تفتح الاخرى هاتفها او تجيبها، حتى انها تسلقت سور المدرسة الخاصة ب ريليان قبل يومين لكنها لم تكن موجودة هناك.
اجابته سارة بقلق :- لا اعلم سليم ان هاتفها مغلق منذ اسبوع كامل لم تقم بفتحه البته حتى انها لم تجب عندما اخبرتها بان تأتي كي تجيبها على سؤالها الخاص بدخولها الجنة.
تنهد سليم بقلة حيلة لينظر الى ساعه يده:- لكن هكذا سنتأخر على الندوة سارة لم يتبقى وقت.
نظرت إليه سارة بإحباط شديد وشعورٌ بالحزن كساها:- دعنا نذهب سليم يبدو انها تراجعت و لن تأتي.
تنهدت ابتهال لتتحدث بتأكيد محبط :- يبدو ذلك اذهبا في حفظ الرحمن.
فتح سليم باب المنزل ليتفاجأ بوجود فتاةً امامه طليقة الشعر تلاقت عينيه البنية بعينها ذات لون القهوة الصباحة ليخفض بصره ارضًا وهو يستغر ربه بضيق من نفسه.
تحدثت ريليان وهي تأخذ انفاسها المنقطعة في محاوله لتنظيمهم :- اوه لم تذهبا بعد.
زفرت سارة براحة كبيرة لأنها بخير اولًا ثم لأنها جاءت وام تتراجع، لقد ظنت انها تراجعت عن فكرتها لتعلم الدين الاسلامي لتتوجه نحوها معانقة اياها بقوة:- ظننتكِ تراجعتِ .
اخفضت ريليان رأسها بأسف :- اعتذر سارة، انني مستعدة.
ابتعدت سارة على الباب وهي تسحب ريليان جانبًا ليتسنى لسليم الخروج بعدما حمحم بصوته، توجه سليم نحو سيارته ليحتل مقعد السائق لتتبعه ريليان وسارة في المقعد الخلفي.
همست سارة وهي تنظر نحو ريليان :- اخبريني الحقيقة لماذا كنتِ مغلقة هاتفكِ هل حدث شيء.
اجابتها ريليان بندم :- في الحقيقة كنت سأتراجع عن قراري لكني فكرت بالأمر جيدًا طوال الاسبوع وعزمت امري.
احتضنتها سارة بسعادة لتبتعد عنها مبتسمة :- اسأل الله لكِ الهداية الكاملة وان يجعلك من عباده الصالحين.
تساءلت ريليان بحماس :- ما رأيك بثيابي سارة ، هل هي مناسبة؟.
نظرت ساره الى ثياب ريليان المكونة من سروال وسترة طويلة لتبتسم لها :- اجل انها مناسبه وغير كاشفة.
تحدثت ريليان بإحباط :- لكني لم اجد ذلك الوشاح الذي وضعته في المرة السابقة، لا يوجد عندي منه.
ضربت ساره رأسها بتذكر كيف نسته لتخاطب سليم الذي كان يقود مستمعًا لحديثهم :- سليم هل يمكنك التوقف قليلاً.
خاطبها وهو يكمل قيادته ببعض السرعة لأنه لم يتبق وقت لبدء الندوة :- هل هناك امر مهم سارة، اننا متأخرون جدًا، من المفترض ان اكون هناك الان .
اجابته سارة بتردد :- لم ترتدي ريليان الحجاب.
خاطبها سليم بهدوء ومازال يكمل قيادته :- لا بأس فهناك الكثير من الاشخاص لا يرتدون الحجاب هناك وستعلمون ذلك عندما نصل، لا تقلقي.
اومأت سارة بتفهم وراحة :- حسنًا.
بعد مدة عشر دقائق ترجل سيلم من سيارته بعدما خاطب سارة بانه يمكنهم اللحاق به ، دلف نحو الفندق وهو يجاور ساره التي كانت ترتدي عباء باللون الاسود وحجاب باللون الابيض وبجانبها ريليان تيسر بتوجس ناظره لمن حولها باستكشاف، وقف سليم عند موظف الاستقبال ليرحب به الاخر بحرارةٍ عندما علم هويته ليعطيه ثلاث بطاقاتٍ بعدما اخبره ان الاثنتين معه، دلفت ريليان بعدما اعطتها ساره بطاقة كان سليم قد اعطاها لها
(هذه البطاقات تمكن صاحبها من توجيه اي سؤال يريده ولا تسمح لمن لا يحملها بذلك )
نظرت ريليان الى القاعة الكبيرة والضخمة جدًا لتجد ان هناك اشخاص من مختلف الاجناس والأديان، جلست على المقعد وهي تشعر بخوف شديد عندما وجدت القسيس البرت صديق والدها يجلس على المنصة في الاعلى، ابتلعت ريقها وقد بدأت انفاسها بالانقطاع لتسمك بيد سارو بخوف :- سارة اريد ان اخرج من هنا.
نظرت اليها سارة باستغراب وتعجب:- ما الامر، ما الذي حدث!.
اشارت ريليان نحو احد الاشخاص لتجيبها بخوف :- هذا القسيس آلبرت انه قسيس الكنيسة وصديق والدي.
نظرت سارة اليه لتضغط على يدها مطمئنة اياها:- لا تقلقي ريليان لن يراكِ بين هذه الحشود من الناس ثم ان سليم لم يجلسنا في المقاعد الامامية اننا في المنتصف.
زفرت ريليان بقوة وهي تدعو الرب بأن يكون معها ولا يراها آلبرت،
عم الهدوء المكان عندما تقدم منظم الندوة وهو شاب في الثلاثين من عمره متحدثاً خلف مكبر الصوت يرحب بهم:- اهلًا ببريق تواجدكم الماسي اهلًا بشذى اريج ورودكم، طبتم وطابت زيارتكم،
ف بباقةٍ من ورود المحبة نستقبل موكب قدومكم الميمون حياكم الله من ممشاكم لملقاكم، ف مرحبًا بكم بين زهور الأبداع ورحيق الاخوة وشهد المحبة اتمنى لكم ندوه هادفة ومواضيع نافعة ننتظر بوح اسئلتكم وجميل آرائكم ،
من لديه من الان ايُّ سؤال فيما سبق او اي سؤال يريد ان يوجهه للدكتور سليم محمد فإنه مستعد للجابه على ذلك بصدر رحب.
وقف القسيس آلبرت ليتساءل ناظرًا الى سليم بهدوء ليلتفت الى الحاضرين متحدثًا:- الآن وبالتحديد اليوم سنشهد صراعًا وحديثًا سيكون مهمًا للغاية وسأكون صريحًا وواضحًا لأبعد مدى وآمل ان يكون لديكم النضج الكامل الذي يسمح للدكتور سليم الفرصة ليجيب على ذلك لأنه تحداني في المرة السابقة وصرح بكلام فيما معناه أن الإنجيل ليس كتابًا مقدسًا، لقد قال أن إنجيلي هذا (قالها وهو يرفع كتاب الإنجيل ملوحًا به) لا يستحق الإيمان به آو الاعتقاد بصحته، لقد جلست هنا أسترق السمع صامتًا وأصابتني صدمة ودهشةٌ إلى حد ما لأنني قرأت القرآن خاصتكم ورأيت أن محمدًا دعا الى النظر أن التوراة و الإنجيل وانهم مرسلين من عند الله، فلماذا تنتقد أنت التوراة والإنجيل وقرآنك أمرك ان تؤمن بهم.
علت الاصوات وعلا التصفيق ليكمل بعدما هدأت:- إنني اقول قد دُهشت وأصابني التعجب لماذا الدكتور سليم يجيبُ العالم بأسره محاولًا محاربة المسيحين؟!.
ابتسم سليم بهدوء له بعدما اعتدل واقفًا لينظر الى الحاضرين مخاطبًا اياهم بود واحترام:- لقد ذكر القس ( آلبرت ) أن القران تحدث عن التوراة اي عن شريعة موسى عيله السلام وكذلك تحدث عن الإنجيل إي شريعة عيسى عليه السلام
ليكمل ببساطة وعدم ابتذال :- وهذه الحقيقة، فتوجد علاقة بين تعاليم موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة وافضل السلام، ويؤمن المسلمون اننا في الواقع ديانةً واحدة؛ فهي ليست ثلاث ديانات ولكن هذا موضوع مختلف سأتطرق إليه في وقت لاحق لأنه سيحتاج وقت اكثر من هذا، و لكن القرآن يخبرننا اننا نؤمن بالمبدأ الرئيسي أن موسى كان مُلهمًا من قبل الله، وان داوود كان مُلهمًا من قبل الله وكذلك عيسى كان مُلهمًا من قبل الله، وكل ما نشروه وقدموه في زمانهم كان من عند الله ايضًا، لأنهم معصومون ولكن كتُبهم لم تحفظ بنقائها الأصلي وهذا هو محور حديثنا، فنحن لا نُسائل موس، ولكن ما كُتب لم يكتبه موسى فلو كان وُقّع بإسمه لما كانت هناك مشكلة ولو كان أيضًا المسيح وقّع بإسمه على كتب متّى، مرقس، لوقا، يوحنا، لما كانت هناك مشكله، ولكن موسى لم يكتب كلمة واحده في حياته، ولم تُكتب اي كلمة في حياته ايضًا، ولكن كل هذه الكتب مجهولة الهوية.
ليكمل ببعض التعجب بعدما سار للأمام:- ويخبرنا فقهاء الانجيل من النصارى وليس عندهم ضغائن! يمكن ان يكون عندي لكن ليس علمائكم؟.
ليكمل بتساؤل كبير:- فأي ضغائن تلك التي تحمّلهم على ان يخبروكم ان متّى قد نقل حرفًا من كتاب مرقس بلغه علمائكم انه كان ينقل كل المشهد من مرقس، ومرقس لم يكن حتى أحد حوارى عيسى عليه السلام، كيف يكون شاهد عيان مثل متّى ينقل من كتاب شخصٍ لم يكن حاضرًا ؟ فهذا غير معقول،
وفي إنجيل متّى الاصحاح التاسع الآية التاسعة "وفيما كان يسوع مارًا بالقرب من مكتب جباية الضرائب رأى يسوع جابيًا اسمه متّى جالسًا هناك فقال له يسوع: اتبعني، فقام متّى وتبعه
ليتساءل سليم باستفسار:- فمن كتب هذا؟.
أكمل مستنكرًا :- الرب من كتبه ؟؟!!
هل المسيح من كتب هذا؟ لا، هل متّى من كتبه أيضًا؟ لا ، بل ان كان متّى من كتبه سيقول: بينما كان هو في طريقه ف رآني بالقرب من مكتب جباية الضرائب فجاء إليّ وقال أن أتبعه فقمت وتبعته ولكن من كتب هذا شخص آخر.
ليكمل بعدها متنهدًا :- دعني اخبرك بشىء آلبرت؛ وكما أن النبي صل الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والرسل و بالتالي القران الكريم هو أيضًا آخر الكتب الإلهية ،فإذًا لا يجوز بعد النبي صل الله عليه وسلم اتباع اي نبي من الأنبياء السابقة.
أكمل بعدما اخذ نفسًا عميقًا:- ولو كان المسيح عيسى عليه السلام موجود لكان اتبع النبي صل الله عليه وسلم، وبظهوره كنبي صلوات ربي عليه لغى اي رسالة قبله.
نظر الى الحاضرين مكملًا حديثه :- الانبياء تُحترم لقد أدو الرسالة واتبعوا أوامر الله عز وجل، وابتعدوا عن نواهيه، ولكن الاسلام بوجوده لغى اي ديانةٍ قبله فلا يجوز لنا ان نتبع غير الإسلام { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} .
تعالت الاصوات والهمهمات والتصفيق، منهم من هو مبهور والاخر مصدوم، ومنهم من هو سعيد برده فقد صمت آلبرت ولم يعقب البته ليجلس مكانه فقد وصله الرد الذي يخبره ان سليم لا يهاجم المسيحين وان ما هو موجود في كتاب متّى محرف.
تقدم مسؤول الندوة ليكمل باسمًا بعدما جلس سليم يتجرع بعض المياه:- ايها السيدات والساده القس بيناير والمعروف الان بصلاح الدين سيخاطبكم الآن عن نفسه فأرجو الإنصات له.
تقدم رجل في نهاية الثلاثينات أشقر الشعر وبعينين خضراوين فارع الطول وجسد ممتلئ قليلًا نحو المنصة ليقف خلف مكبر الصوت معرفًا بنفسه:- بداية مرحبًا بكم بجميع اللغات، انا القس بيناير كانيهام سابقًا المعروف الان باسم صلاح الدين الداعية الإسلامي.
اخذ نفسًا عميقًا ليزفره ببطء متحدثًا :- الحمد لله لقد اعادني الله إلى الإسلام، قد يتساءل البعض ما معنى انه قد اعادني الله الى الإسلام، حسنًا كل طفل على وجه الأرض منذ ان بدأت الخليقة يولد مسلمًا، طبقًا لحديث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (فكل طفل يولد مسلمًا)
لذا شأني كشأن كل اطفال الدنيا ولدت مسلمًا، ولكن والديّ مع الاسف علموني افضل ما يعرفوا وهو دين آبائهم، علموني النصرانية واصبحت نصراني ، وقد أحببت الكنيسة بشدة التي كنت انتمي اليها وأحترمها كثيرًا، فقد تربيت وترعرعت نصرانيًا وطوال حياتي تمنيت ذات يوم ان اصلي واعمل في الكنيسة واصبح قسيسًا، فقد عملت وتعلمت ودرست واجتهدت بجد واجتهاد، بل ذهبت ايضًا الى روما، و الى الفاتيكان في إحدى الفترات، لكن كرجل دين شاب كانت لدي العديد والعديد من الأسئلة المختلفة، بدأت أتساءل طوال الوقت عن عجائب الله، عن خالق الكون كله، لكني لم احصل على معلومة واحده بالقدر الكافي وفي كثير من الأوقات كنت صُداع في رؤوس معلميّ، ولكن بفضل الله تحملوني، وتحملوا أسالتي،
وبعد عودتي من رحلتي التعليمية والدينية المهلكة والتي اثمرت العديد من المعلومات في حصيلتي عدت الى موطني، وأحدٌ من أعز أصدقائي لم يكن في استقبالي في المطار، قد كنت متفاجئًا قليلًا ، وخائب الظن في حقيقة الأمر، وحين وصلت للبيت قال والديّ انهم لم يرو صديقي( ليو ) هذا منذ فترة، لقد كان على مشارف ان يصبح قسًّا في الكنيسة الكاثوليكية لذا فقد ذهبت إلى منزله لأراه، وحين تحدثت معه اخبرني انني انا وهو لا يمكننا ان نكون أصدقاء بعد اليوم كالسابق اخبرته مستغربًا منه:- ما الذي يمنعك من ان تبقى صديقًا لي، هل قصرت في حقكُ يومًا، هل خنتك في إحدى المرات.
قال لي وقد بدى منكسرًا وفي نفس الوقت معتزًا:- لا ، لكني لم أعد نصرانيًا بعد اليوم.
اجبته بهدوء من خلف العاصفة التي تريد ان تدمر المكان:- لا مشكلة إن تركت الكاثوليكية فلا يمكن ان يمنعنا هذا من ان نبقى اصدقاء، ولكن ان كنت تركت الكاثوليكية فماذا اصبحت؟!.
قال لي بفخر واعتزاز وكانه حصل على جائزةٍ عظيمةٍ لم يحصل سابقيه عليها:- لقد اصبحت مسلمًا والحمد لله.
اندهشت بشده ونظرت له بغضب عارم:- مسلم؟! اولئك الكفار الإرهابين، الذين لا يؤمنون بالرب ولا بالمسيح اليسوع عليه السلام.
قال لي بهدوء متجاهلا شتيمتي:- لست مستعدًا للجدال معك، اذهب الى اولئك الذي علموني الاسلام وتكلم معهم.
نظرت اليه بصدمةٍ وغير تصديق فهذا ليس صديقي:- من فعل هذا بك ليو؟.
قال لي بكل بساطةٍ وهدوء:- محمد وابنه سليم.
قلت له بغضب كبير وقد اعناني غضبي:- طفح الكيل لقد اكتفيت من هذين الرجلين سأذهب لرؤيتهم الان.
وهذا ما فعلته قابلي الدكتور محمد والدكتور سليم بترحاب شديدين في مكتبهم في مركز الدعوي العقيدي، لكن المناقشة كانت من النوعية التي يجيدها الدكتور محمد رحمه الله والد الدكتور سليم، في الحقيقة لم اكن اتوقع بان هناك رجلًا بهذه العبقرية وخلال وقت قصير جدًا قد أثبت لي خطوة بخطوة أنه لا يوجد ثالوث مقدس واوضح لي ببساطة محمد رحمه الله عظمه الله وهي القرآن الكريم ، وفي إحدى صلوات الجمعة تلوتُ شهادةَ لا إله الا الله محمدًا رسول الله وها انا ذا امامكم اكررها مرة اخرى اشهد ان لا اله الا الله وأشهد لن محمدًا عبده ورسوله.
امتلأت القاعة بالأصوات وعلت الشهقات
منهم الفرح ومنهم المصدوم والمستنكر، لينظر اليه سليم متفاجئًا من إسلامه الذي لم يكن يعلمه مسبقًا
ليكمل صلاح الدين متنهدًا بعدما هدأوا:- الحياة تصبح صعبة للغاية حين تعود للإسلام، وفي اغلب الاوقات تعتقد ان المسلمين الجدد قد تحولوا الى الاسلام، ولكن في اغلبنا يحيد عن الصراط المستقيم، لذا بفضل الله عدت مرة اخرى الى دين الله وهو الاسلام.
تنهد بتقطع ناظرًا للجميع بحب وسماحة:- كان من الصعب في بداية الامر وصعب جدًا جدًا في مجتمعي الذي تركته فلم يكن الجميع سعيدًا بي، والاصعب من ذلك ان عائلتي طردتني، ولكن هذا امر طبيعي اعتقد انه ان كان لديَّ ابنٌ او ابنة تريد ترك الاسلام لدين اخر ايضًا لشعرت بنفس شعورهم، لكن بحمدِ لله بدأت حياة جديدة وعشت في ماليزيا لبعض الوقت وبدأت ممارسة شائر الإسلام.
ليكمل باسمًا وقد رفع راسه بفخر واعتزاز:- لقد اصبح لدي اصدقاء جدد بفضل ديني الجديد ولكني كنت مصّرًا على العودة الى جنوب افريقيا يومًا ما ، ولكن خلال هذا الوقت الذي ابتعدت فيه لم أكن ممارسًا لشعائر ديني الجديد الاسلام فقد اصبحت مسلمًا وتلوت الشهادة ولكني لم ابدأ بممارسة الشعائر خاصته، أما الان والحمد لله فقد أصبحت أحافظ على صلواتي الخمس في المسجد، وأقضي وقتي كاملًا مع المركز العالمي لنشر الإسلام، وأصبحت داعيًا في دين الله.
ليتوجه بعد ذلك نحو سليم وهو يصافحه بحب وشكر كبير ليبادله سليم الابتسامة وهو يحمد الله على دخوله الاسلام، بعد عدة ساعات من الاسئلة والتي كان سليم يجيبها بسلاسة تامة وبطريقةٍ يقتنع بها من سأل كان يقف المنظم وهو يتحدث:- الان سنأخذ السؤال الثاني من عند الاخوات.
وقفت فتاةٌ في مقتبل العمر لكنها ما زالت صغيرةً بعض الشيء من بين الحاضرين لتتحدث بسعادة ظاهر في صوتها:- اوه اخيرًا ها قد جاء دوري شكرًا.
بدأت بالتحدث بهدوء:- انني امتلك الكثير من الاصدقاء وخاصة المسلمين لكنهم دائماً يقولون لي بما انكِ كاثوليكية سوف تذهبين الى جهنم، ونحن ندعوكِ للإسلام كي تذهبين الى الجنة وتفوزين برضا الله انا اعتبر نفسي كاثوليكية متدينة واحاول قدر المستطاع ألا ارتكب المعاصي عن قصد، فسؤالي كالتالي (هل لا زلت سأذهب للنار لأني كاثوليكية، وإذا أسلمت سأذهب الى الجنة )
استمع سليم الى سؤالها ليقف وهو يخاطب الحاضرين بوضوح :- الآنسة سألت أن كثيرًا من اصدقاءها المسلمون يقولون بسبب انك نصرانية كاثوليكية سوف تذهبين الى جهنم، وهل هو حقيقي انها ستذهب الى جهنم لهذا السبب؟!.
ليكمل وهو ينظر الى باب القاعة كي لا ينظر اليها لأنه خمن وجودها في المنتصف عندما استمع الى صوتها:- يا آنسة لو كنتِ نصرانية تتبعين تعاليم المسيح بحذافيرها فسوف تدخلين الجنة إن شاء الله.
امتلأت القاعة بصوت التصفيق ليكمل سليم متبعًا ذلك وهو يرفع اصبعه السبابة:- ولكن اذا كنتِ فعلًا تتبعين التعاليم الحقيقية للمسيح عليه السلام فالمسيح عليه السلام قال:- " وتعرفون الحق والحق يحرركم "
ليكمل كلامه بتساؤل متعجب:- لكن الان انا لا اعلم ما تتبعيه، الكنيسة ام المسيح عليه السلام؟، اذا كنتِ تتبعين الكنيسة ففرصة دخولكِ جهنم كبيرة جدًا، اما اذا اتبعتِ المسيح عليه السلام ان شاء الله ستدخلين الجنة.
ليكمل شارحًا موضحًا اكثر:- الآن، اذا قرأتِ الكتاب المقدس لبعض الاقوال الخاصة بالمسيح عليه السلام، لا اعلم مدى معرفتك بالكتاب المقدس لكن؛ اريد اجابة الان يا آنسة هل تؤمنين بأن المسيح إله؟!.
تحدث الفتاه ببعض التردد:- انا عندي بعض التشويش في هذه النقطة دكتور، فلن اتحدث في ذلك.
اعاد سليم سؤله مرة اخرى:- انا اسألك سؤال واريد اجابه واضحة يا آنسة فليس هناك شيء اسمه عدم وضوح، نعم ام لا .
اكمل سليم عندما انتبه الى ترددها:- إله مشوش.
اسرعت الفتاة بإجابته نتفيه :- لا لا، ليس إله مشوش ولكني لا اريد الاجابة على شيءٍ لا اعلمه.
ابتسم سليم بابتسامة تاهت بها ريليان في ابحره:- انا لا اسألكِ عما تعلمين ولكني اسألك عما تؤمنين .
زمت الفتاة شفتيها بتفكير قليلًا ثم اجابته:- حسنًا، نعم انا اؤمن بأنه إله.
تنهد سليم لإجابتها المترددة ليخاطبها بهدوء:- حسنًا، انا لا اسأل عما تعلمين لأنه يصعب إثباته دعيني اخبرك شيء، الاسلام هو الدين الوحيد غير المسيحي الذي يجعل كل معتنقيه يؤمنون بالمسيح عليه السلام، فالمسلم لا يكتمل اسلامه ان لم يؤمن بالمسيح عليه السلام، المسلمون يؤمنون انه من اولي العزم من الرسل، نحن نؤمن بولادته الاعجازية بدون اب وانه هو المسيح عليه السلام، نحن نؤمن بانه يحي الموتى بإذن الله، ونؤمن بانه يبرئ الاكمه والابرص بإذن الله ،
ليكمل بتنبيه لها:- المسلم والمسيحي الى الان معًا هل تفهميني.
اكمل عندما اجابته بنعم :- ولكن قد يسأل احدهم اين وجهة الاختلاف، دعيني اخبرك يا آنسة ان اغلب النصارى ان لم يكن كلهم يؤمنون ان المسيح هو الاله العظيم، يؤمنون انه ادعى الالوهية، في الحقيقة اذا قرأتِ الكتاب المقدس فإنه لا يوجد جملة واحدة صريحة ولا توجد جملة واحدة بلا لبسٍ في الكتاب المقدس بأكمله يقول فيها المسيح عليه السلام بنفسه " انا إله " او " اعبدوني "
اكمل متجاهلًا الاعتراض من البعض:- يا آنسة اذ استطعتِ ان تشيري على جملة واحدة صحيحة من اي مكان في الكتاب المقدس يقول فيها المسيح بنفسه " انا إله " او " اعبدوني " انا مستعد الان لان اكون نصرانيًّا اليوم.
تعالت الشهقات المستنكرة والغير مصدقة لما تفوه به ليكمل متغاضيًا ذلك :- في الحقيقة انا لا اتكلم عن قبولك للإسلام اما لا انا آتيكِ في الكلام قد تظنين انكِ حصلتِ على الاجابة لكني اعطيتكِ نصف الاجابة وسأكمل لك.
اكمل عندما سمحت له بذلك بكل ترحاب وقبول:- حسنًا لقد اخبرتكِ لو كنتِ نصرانية حقًا ستدخلين الجنة.
اجابته الفتاه بتأكيد :- نعم لقد اخبرتني.
اجابها بابتسامة زينت ثغرة:- انتِ لا تعلمين عن المسيحية الصحيحة، انا اعطيتكِ معلوماتٍ عن المسيحية الحق، اذا قرأتِ انجيل يوحنا الاصحاح المسيح عليه السلام يقول(28/14) :- "أبي اعظم مني".
وايضًا في يوحنا الاصحاح(10/29 ) " هو أعظم من الكل ".
وفي متّى الاصحاح (12/28)"انا بروح الله اخرج الشياطين ".
وفي لوقا الاصحاح (20/11) " بأصبع الله اخرج الشياطين".
وفي يوحنا الاصحاح (30/5) " انا لا اقد ان افعل من نفسي شيئًا عما اسمع ادين ودينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الاب الذي ارسلني.
يا آنسة يقول انه ليست مشيئتي بل هي مشيئة الإله فإنه مسلم وبما ان المسيح عليه السلام اقر بمشيئة الإله فإذا هو مسلم، انه لم يقل ابدًا انه إله.
وفي يوحنا (14/24) " والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للاب الذي ارسلني".
وذكر ايضًا في سقوا اعمال الرسل(17/5) :-«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ».
وهذا يعني أنه ليس الله اذًا المسيح هو رجل تبرهن لكم من قبل الاله بقواتٍ وعجائب وآيات صنعها الاله بيده في وسطكم.
وجه خطابه للحاضرين بعدما اخذ نفسًا عميقًا:- كما تعلمون انتم فمن الكتاب المقدس نفرق ان المسيح واحد من احب الرسل الى الاله العظيم ونحن نحبه ونقدره، هل نتبع تعاليمه؟ لقد اخبرتكم في المرة السابقة نحن المسلمون نتبع اغلب تعاليم المسيح عليه السلام بناءً على (لوقا) فقد تم تطهيره عليه السلام في العام الثامن ونحن المسلمون كلنا مطهرون واغلب المسيحيون لا.
واصل كلامه مستدلًا:- وفي متّى اصحاح ، قال المسيح:- «لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّل ».
وكما ذكرت في حديثي انها مذكورة في سفر التثنية سفراء شيعاء " ان لحم الخزيز محرم ونحن المسلمون لا نأكله ولكن اغلب المسيحيين يأكلوه، وذكرت الرسالة الى اهل افس لا تشرب الكحول والمسلمون لا يشربون اما المسيحيين نعم، فلو كانت النصرانية تعني اتباع تعاليم المسيح عليه السلام فيكون فسيكون المسلمون اكثر مسيحية من المسيحيون انفسهم.
ليوجه خطابه للفتاة مرة اخرى:- فإذا اصبحتِ مسيحيةً حقيقيةً واتبعتِ المسيح عليه السلام وكنت نصرانيةً حقًا، واذا كنتِ تؤمنين بعيسى عليه السلام يجيب عليك الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وستؤمنين به من تلقاء نفسكِ اذا كنت مسيحيه حقًا، وان شاء الله ستدخلين الجنة، واتمنى من الله العلي العظيم ان تكون اجابتي كافية لكِ.
نظرت ريليان الى سارة بعدما انتهت الندوة لتبتسم اليها الاخرى بهدوء متحدثة باستفسار:- اتمنى ان تكوني قد حصلت على اجابة سؤالكِ ريليان.
***____****____****
(متّى، مرقس، لوقا ويوحنا ) هم كتبة الأناجيل الأربعة
انجيل متّى: فمتّى وجه خطابه إلى اليهود فتحدث إليهم بأسلوب يفهمه اليهودي.
انجيل مرقس: فكتب بلهجةٍ وأسلوبٍ يفهمه الروماني.
انجيل لوقا: بلغة ولهجةٍ وأسلوبٍ يستسيغه اليونانيون.
انجيل يوحنا: يخاطب به المسيحيين أنفسهم لتقوية إيمانهم.
( الإصحاح ) :- هو جزء من الكتاب المقدس (التوراة ) أو ( الإنجيل) أو أحد تقسيماته بمعنى الفصل، وهو دون السِّفر وفوق الفصل،
بحيث يتكون السفر من عدّة اصحاح، والإصحاح يتكون من عدة آيات قد تقل وقد تكثر، وهناك أسفار تحتوي على اصحاحات كثيرة مثل سفر التكوين أو قليلة جدا قد تصل إلى إصحاح واحد مثل رسالة يهوذا الرسول ورسالة يوحنا الثالثة .
أنت تقرأ
صراعٌ ولكن ( مكتملة)
Ficción Generalالحياةُ صراع ؛؛ صراعٌ مع الزمن، صراعٌ مع الضمير، صراعٌ مع الجاهلين، صراعٌ مع الظروف، صراعٌ مع العادات والتقاليد، صراعٌ مع العقل والقلب مع الأفكار وحتى المشاعر وأشد وأقوى صراع هو الذي تخوضه مع نفسك، فهو يحاول إسقاطك بكل ما أوتيت من قسوة وأنت تحاول ال...