الفصل (7)

423 42 477
                                    

***____****____***

تبدأ حياتك محاولًا فهم كل شيء
وتنهيها محاولًا النجاة من كل ما فهمت
ف اللهُم تسهيلًا لتلك الأمنيات المتروكة
  بينّ عظيم لطفك .

***____****____***

قبلَ ذلكَ الوقت في منزلِ ريليان عندما دلفت غرفةَ مكتبِ والدها وجدَت أمبِر يجلسُ والابتسامةُ تشقُ وجهَهُ الأشقر المُستَفِز، نظرت إلى أخيها ستيف الذي ينظرُ اليها بحبٍ لتتقدم وهي تحاول جرَ قدميها بعدم اطمئنانٍ لاجتماعهم هُنا.

جَلست على المقعد المزدَوج بهدوءٍ وهي تبتسمُ بتوتر تخفي قلقها الذي يكادُ يقتلها في مكانها لِتشاهد أمبِر وهو يعتدل في وقفتِه متوجهًا نحوها، رفعت عينيها اليهِ عندما وقف أمامها لينحني مقبلًا رأسها لتشعر بقشعريرةٍ تسري في اوصالها جراء قُبلته المنفرة لتستمع الى صوته البغيض والذي تمقته:- كيفَ حالُكِ ريليان.

أجابتهُ بعدما جاهَدت بقوة في اخراجِ صوتِها كي يبدو طبيعي:- بخير شكرًا لك.

جلسَ ملاصقًا لها لتضغط على يدِها بقوةٍ غاضبة بعدما حاوط كتفيها بتملك لتستمع الى صوت والدها الذي تهابه:- ريليان هل انتِ مستعدة للزواج هذا العام.

هل تخيلتم من يتمنى الموت في اسرع وقت ولا يُستجابُ له  كانت ريليان تتمنى ان تموت في هذه اللحظة بمجرد سماعها لهذا الاقتراحِ الأرعن، إنها تعلم ان عارضت أو إن وافقت سيتمُ تنفيذِ قرارِ والدها الذي قرره مسبقًا وبنفسه وبالتأكيد هو قرارٌ سيقتُلها في الصميم أجل إنها تعلمُ أنه سوف يقوم بتزويجها له، لقد قررَ وانتهى لكن يبدو انهُ يأخذُ قرارًا منها أمامَ أمبِر، إنها فقط شكلياتٌ ليس إلا.

أغمضت عينيها في محاولة بائسة عله يكون حُلمًا او كابوس لتخرج صوتها اخيرًا بعدما خابت آمالها عندما فتحتهم ناظرةً لهم وهي ترى الأمر حقيقيٌ:- ما تراهُ مناسبًا أبي.

اتسعت ابتسامة جرير حتى تبينَ سنه الذهبي الضاحك من عدم معارَضتها له ليتحدث بفخر بنفسه وهو يوجه حديثه لأمبِر:- حسنًا، إذًا كما اتفقنا أمبِر بعد نهايةِ السنةِ الدراسيةِ هذه سنقيم مراسيم الزفاف، لكن أولًا عليكم التوجه نحو الكنيسة لتلقي تلك الدورة التأهيلية بما انه تمت خطبتكم لقد تحدثتُ مع القسيس ألفريدو وقد دونَ أسمائكم.

بدأت دموعها بالتجمع وهي تتخيل فقط فكرة ارتباطها أقصد تقيدها ب أمبر إنه أمر أشبه بخروج الروح لخالقها نظرت إلى ستيف بمعنى أن يتدخل في هذه المهزلة المقامة حوله ليبادلها الآخر نظرةٍ باسمةً غير مدرِك بما تشعر بتأجج النيران بداخلها.

ابتسمت بإستهزاءٍ لتفكيرها الذكي كيفَ سيُساعدها وهو سيتزوج ابنة خالة أمبِر الشقراء ذات العيون الزرقاء بالحقيقة هي ليست ابنةَ خالتهِ  وحسب بل هي صديقته المقربة وكل ما يملك فإن حاول الاعتراض لن يتزوج بمخطوبته، التفتت إلى أمبِر ببطءٍ لتشاهد ابتسامته الواسعة تتمنى أن تشوه هذه الابتسامة بلكمةٍ منها تطيح بها اسنانه، تنهدت بقوة لتحاول ان تتماسك امامهم فليس من الطبيعي ان تنهار هنا.

وقفت من جانب أمبر  وهي تعطيهم ابتسامة متألمة لتتوجه نحو والدها مقبلةً رأسه ببعض الحب وهي تتمنى ان يشرح لها سر تعامله القاسي هذا لها، ابتعدت عنه بضع انشاتٍ قليلة متحدثة بهدوء وغصة خانقة:- هل تريدُ شيئًا آخر ابي.

نفى برأسه مبتسمًا بجمود لتنظر الى ستيف معطيةً اياه ابتسامةً خفيفة لتتوجه بعد ذلك نحو الباب بانكسار كبير، تجر خيباتها.

أغلقت باب المكتب لتسرع نحو غرفتها صاعدة السلالم وهي تذرف الدموع لتدلف غرفتها بقهر لتجد رلين ومايا جالستان وكل واحده تحادث حبيبها، مسحت دموعها لتتوجه نحو المرحاض لتوقفها رلين بقلق بعدما اغلقت مع ديفيد لتمسكها من كتفها موقفةً اياها بشك :- ما بكِ ريليان ما الذي حدث

نظرت اليها بتشويش من كثرة الدموع في عينيها لتجيبها وهي تمسحهم بباطن كفها:- سوف يكون زواجي بعد انتهاء هذا العام، ارجوكِ رلين لا اريدُ ان اتزوج الان اخبري والدي إنه يُحبكِ كثيرًا.

احتضنتها رلين بمواساةٍ  مربتةً  على ظهرها بحنان اخوي:- لا تقلقي ريليان سيكون كل شيء بخير، ربما هذا الأفضل لكِ.

ابتعدت عنها بغضب طفيف:- أنا لا اريد أمبِر ، لا أريد الارتباط به لماذا لا تفهون ذلك. 

ثم امسكت يديها بتوسل:- ارجوكِ رلين اقنعي والدي سيستمع إليكِ.

ابتسمت الاخرى بقلة حيلة ناظرة لها:-  صدقيني إن ابي إذا وضع شيئًا في عقله لا يستطيع اي شخص أن يغيره وانتِ تعلمين ذلك.

وقفت مايا تنظر اليها بحزن وهي ترى بكاء اختها الدامي لتتقدم منها محتضنة اياها بمواساة:- ريليان لا تبكِ حبيبتي لن يفيد البكاء شيئًا.

اغمضت عينيها بضعف، صحيح لن يفيد البكاء شيئًا سوى ألم بالرأس وغصة في القلب لتنظر اليها بابتسامة حزينة:- شكرًا لكم، يبدو انه لا خلاص من أمبر.

جلست رلين باستفسار وهي تجبر ريليان على الجلوس أيضًا لتتساءل:- اخبريني لماذا لا تريدين أمبر، الجميع يعرف كم يحبكِ وانتِ كنتِ تحبينه ما الذي حدث.

ابعدت عينيها عينها بهروب لتجيبها بتوتر:- لا شيء حدث ثم انني لم احبه يومًا قط ، كنت احترمه واعتبره صديق وليس حبيب او شريك لحياتي رلين.

نظرت اليها رلين باختراق لترفع اسفل وجه ريليان بواسطه إصبعيها السبابةُ و الوسطى مجبرةً اياها على النظر داخل عينيها لتسألها بشك :- هل تحبين شخص آخر.

حاولت الهرب من النظر اليها لكن الأخرى لم تسمح لها لتتحدث بحنان :- اخبريني ريليان انني توأمكِ واستطيع فهمكِ د.

احنت ريليان زوايا فمها لتعاود البكاء من جديد ، ان اخبرتها بسليم فلن يسمحوا لها بالخروج من البيت مطلقًا هذا غير العقوبة التي ستلحقها جراء معرفتهم بعقيدته، تحدثت بتردد :- ما رأيكِ انتِ هل معارضتي هذه يُفهم منها انني احبُ شخص آخر.

اومأت رلين بتأكيد مبتسمة بحب :- أجل حبيبتي لا يوجد تفسير آخر غيره، والان اخبريني من هذا الشخص الذي اوقعكِ بغرامه وكسب قلبك.

لن تغامر بإخبارها لأنها تعرف عداوتها الشديدة للمسلمين لتبتسم لها بتوتر:- لكني لا أحبُ أي شخص رلين صدقيني.

نظرت إليها الأخرى بعدم تصديق فعينيها تفضحانها بكل جدارة فقط لمعتا بجرد ذكرها لاسمه في عقلها لتجيبه رلين:- هل ستخبرينني أم لا ريليان مع انني عرفت اجابة سؤالي.

تدخلت مايا بالحديث مازحةً تريد تلطيف الاجواء لكنها زادت الطيب بله :- يا فتاة لماذا أشعر أنكِ تحبين شخصًا من عقيدةٍ اخرى ولا تريدين ان.....

قاطعتها رلين بغضب لا مبرر له :- اصمتِ مايا، ما الذي تتفوهين ب، كيف لها ان تحبَ شخص من عقيدة اخرى هذا هراء ولن يحدث ابدًا.

انكمشت ريليان على نفسها بخوف من غضب رلين هذا رد فعلها فقط عندما ذكرت عقيدة اخرى فما بالها اذا عرفت انه مسلم! ستقام القيامة حينها، ابتلعت ريقها بتوتر لتحاول ان تتحدث لتكمل مايا حديثها بتوتر :- كنت امزح رلين لا تغضبي، فقط من ترددها قلت هذا ثم انه أليس ان احبت شخص اخر سيتركها أمبِر.

اجابتها رلين بغضب شديد وقد تحول وجهها للون الاحمر:- اقول اصمتِ مايا او اخرجي من الغرفة نهائيًا هيّا.

اغلقت مايا الباب خلفها بعدما اعتذرت اليها بندم لتلتفت رلين الى المنكمشة على نفسها بخوف لتخاطبها بعدما اغمضت عينيها في محاولةٍ منها لتهدئة نفسها:- ريليان اذهبي واغسلي جسدك د، ثم انني سأخرج مع ديفيد واعود لكِ ستكونين قد ارتحتِ وستخبرينني من هذا الشخص لأني أعلم انه يوجد هنام من تحبينه.

اغلقت ريليان عينيها بضعف لتفتحهم بعد برهة من الزمن  وهي تشاهد رلين تضع احمر شفاه غامق اللون ثم بعدها توجهت نحو الباب وهي تحمل حقيبتها مغلقةً الباب خلفها، وضعت رأسها بين يديها  وقد انزلق شعرها يغطي ملامح وجهها مجهشه في البكاء بضعف لتتردد جمله مايا في عقلها ( ثم انه أليس إن أحبت شخصًا آخر سيتركها أمبر )

، حاولت التفكير بالأمر بجديه هل إن حازت على قلب سليم في هذه الفترة فسوف تتخلص من أمبر حقًا، امسكت الهاتف بتردد لتهاتف ساره بتسرع لتجيبها الاخرى بهدوء :- أهلًا ريليان .

لم تستطع ريليان منع نفسها من البكاء لتجيبها بحرقة:- ساره أريدُ أن اتعلم مبادئ دينكم .

توقفت سارة عن الاجابة بل عن كل شيء حولها فقد صدمت من جملتها هذه  لتتساءل ريليان بتوجس بعدما لم تتلقى اي اجابه منها:- ما الأمر، هل انتِ رافضةً لتكمل بحزن وهي تمسح دموعها بإحباط:- اعتذر سار....

قاطعتها سارة وهي تصرخ بسعادة كبيرة :- انتظري، انتظري يا فتاة هل حقًا ما تقولينه، هل ما وصل الى مسامعي صحيح؟.

اجابتها ريليان بتأكيد متردد بغض الشيء :- أجل .

التفت سارة تحتضن سليم بثوة وسعادة والذي نظر إليها باستغراب:- حسنًا، حسنًا لقد اسعدتني بذلك ريليان، لا تعلمين ماذا فعلتِ بي يا فتاة، انني سعيدةً من أجلكِ جدًا.

تنفست ريليان براحةٍ من قبولها لذلك لتخاطبها بضيق :- ظننتكِ سترفضين من صمتكِ سارة.

هزت سارة رأسها وهي تنظر لسليم بسعادة :- من اين اختلقت هذا التفكير ثم انني عرضت عليكِ الامر اليوم اذًا لماذا ارفض.

تنهدت ريليان براحةٍ كبيرة:- هذا جيد، اذًا متى ستعلمينني؟.

اجابتها سارة بتريث:- اُنظري سأخبر سليم بالأمر  واعطيكِ جواب بعد ذلك

علت دقات قلبها وارتسمت ابتسامةً خفيفةً عاشقة على محياها لتجيبها بخجل:- حسنًا انني انتظركِ عزيزتي.

عاودت سارة احتضان سليم الذي ما زال متعجبًا من حركاتها الغريبة هذه لتجيبها بسعادة:-  حسنًا اعتني بنفسكِ جيدًا.

أغلقت سارة الهاتف ثم قذفته على سرير سليم لتقبل وجنته بسعادة ليبعدها عنه بضيق من تصرفها هذا ليتساءل باستفسار:- ماذا دهاكِ سارة.

أجابته سارة وهي تنظر اليه بفرحة كبيرة :- ريليان تريد ان تتعلم امور ديننا الاسلامي .

دقيقة دقيقتين بل ثلاث دقائق استمر نظر سليم نحو سارة يريد ان يستوعب الأمر ليبتسم لها بهدوء وشيء ما حدث بقلبه جراء ما سمعه فأن يدخل شخصٌ للإسلام امر يسعده:- هذا شيءٌ جميل، اعانها الله على ذلك وهداها وسدد خطاها.

تحدثت سارة وهي تبادله الابتسامة :- انني سعيدةٌ  جدًا سليم بكونكَ ستتولى أمر تعليمها أليس كذلك.

عقد بين حاجبيه باستغراب تام :- من يعلم من سارة؟!.

نظرت اليه سارة بتوجس من ردة فعله مجيبة :- انتَ ستُعلم ريليان، انك تعرف عقلية النصارى وتستطيع مجابهتهم وايضًا وهناك الكثير من اسلم على يدك منهم أليس هذا صحيح، وغير ذلك انا افتقر لأشياء كثيرة.

تحدث سليم هدوء مؤكدًا حديثها :- أجل هذا صحيح  لكني لم اقم بتعليم فتاة امور ديننا.

نظرت اليه سارة بإحباط كبير:- هذا يعني انكَ لن تساعدها اليس كذلك؟.

حرك سليم رأسه نافيًا:- لا، يمكنني ذلك لكن ليس بطريقة مباشرة، امي تعلم الكثير عن الدين و انتِ ايضًا ثم انه يمكنها لقاء الندوات التي تقام في المسجد كما فعلت المرة السابقة حسب قولكم، لكنها ستحتاج لوقت طويل لتشهر إسلامها كوني على علم بذلك اي انها لن تشهره بين ليلةٍ ضحاها.

اومأت ساره بتفهم وامل صغير انار داخل قلبها :- حسنًا، لكنك ستكون معنا خطوةً بخطوة اليس كذلك؟.

اومأ لها بتأكيد :- أجل هذا صحيح
ليتحدث متذكرًا:- بعد اسبوع سيكون هناك لقاء دعوي انها في قاعة كبيرة في إحدى الفنادق سوف يحضره أُناس كثر من مختلف الديانات، هذا هو اللقاء الذي يسفر عن اسلام بعض الاشخاص يمكنكِ اخبارها اذا ارادت القدوم الى هناك .

توجهت سارة نحو هاتفها بسرعة ليوقفها مبتسمًا لتصرف شقيقته:- ليس الان سارة.

ابتسمت سارة وهي تضغط على اسم ريليان:- لا انه الان سليم.

             ««::::::::::::::-:::::::::::::»»

نظرت ريم للهاتف زافرة  بملل لتنظر الى محتواه  لتفتح عينيها بصدمة كبيرة ، عادت ببصرها إلى إبراهيم بخوف وهي تبتلع ريقها ليتحدث الاخر بغضب:- ما هذا اجيبي.

حاولت الثبات في هدوءها لتجيبه :- كما ترى رسالةً من امي تريد ان تطمئن على عليّ لأنه كان متعب.

نظر اليها بشك غير مصدق ما تتفوه به ليأمرها بمهاتفتها:- اتصلي بها الان واسمعيني ماذا تريد.

عقدت بين حاجبيها بخوف مبتلعة ريقها لتمسك الهاتف منه متحدثة برجفةٍ خفيفة:- هل انتَ لا تصدقني إبراهيم؟.

اغمض عينيه بضيق من حديثها:- اتصلي بها وحسب ريم.

دعت الله بأن يخرجها من هذا المأزق وهي تتذكر رساله والدتها التي قرأتها للتو
" ريم حبيبتي هل انتِ بخير لماذا لا تجيبين على هاتفك هل حدث شيءٌ، وما هي اخر الأخبار اريحي قلبي "

هاتفت والدتها بعدما وضعت مكبر الصوت لتجيبها الاخرى بقلق ولهفة:- ماذا حدث هل انتم بخير.

اجابتها ريم بسرعة تتدارك الامر قبل ان تتفوه والدتها بأي شيء:- أعتذر أمي لأنني لم اعاود مهاتفتكِ، لا تقلقي عليّ بخير لقد تحسنت صحته وها هو يجلس بجانب والده ويتناول حلواه.

تفهمت والدتها الأمر بسرعة لتهدأ من روعها:- حقًا لقد ارحتني احمد الله انه بخير، وكيف حال إبراهيم هل هو بخير حبيبتي.

زفرت ريم براحة من تفهم والدتها الامر بسرعة لتجبها بابتسامة خفيفة وهي تنظر نحو ابراهيم:- أجل إنه بخير ويوصل سلامه لك.

نظر إبراهيم إليها زافرًا بقوة لينظر الى سما التي كانت تقف ليشير اليها بالاقتراب والجلوس بجانبه، تقدمت الأخرى وهي تجلس بجانبه لينظر اليها عليّ بخباثةٍ جالسًا على قدميها مقبلًا وجنتها ليهمس لها بطفولة:- هل لديك المزيد من الشكولاتة.

ضحكت بقوة لتضع يدها على فمها بسرعه متذكرة ان ريم تهاتف والدتها لتلتفت اليها باعتذار لتغمض ريم عينيها بقوة وهي تخرج من الصالة نحو غرفتها، اغلقت ريم البلب خلفها والتي هي غرفة اطفالها في الاصل محدثة والدتها:- أمي لن استطيع ان اهاتفكِ وإبراهيم هنا، وانتِ ايضًا حاولي الا تهاتفيني سوف احاول انا عندما يخرج  لأنه يشك بالأمر حسنًا.

جاءها صوت إم خالد بحزن:- حسنًا اعتني بنفسك ريم وقبلي وجنتي صغارك.

ابتسمت ريم بحزن وهي تخرج من الغرفة:- حسنًا قبلي خالد من اجلي.

تنهدت والدتها بحنان:- ان شاء الله حبيبتي، هيّا استودعكِ الله.

توجهت ريم نحو المطبخ لتكمل اعداد الطعام ومازالت تهاتفها:- استودعكِ الذي استودعتني اياه اني.

في الخارج نظرت سما الى إبراهيم بتوتر خفيف لتسأله ببعض الخوف:- اريد ان اهاتف أمي إبراهيم .

رفع حاجبه الايمن بتساؤل:- لماذا؟.

تمسكت بعليّ بتوجس لتجيبه برهبة:- أريد أن اطمئن عليها ثم إنني منذ زمن طويل لم اهاتفها، ارجوك.

نفى برأسه وهو ينظر اليها بقوة :- لا .

نظرت اليه باستنكار تام :- ولماذا لا ؟!.

هز كتفيه ببساطة ممسكًا بسيجارته:- لا يمكنك مهاتفتها ولا تجادليني سما.

وقفت من جانبه بعدما ابعدت عليّ عنها لتتحدث بتسرع:- سوف اذهب لأهاتفها إبراهيم وسآخذ الهاتف منك.

توجهت نحو غرفتهم ليلحق بها الاخر بسرعة ليمنعها نن فتح دولاب ثيابه  ليجد ان هاتفها قد اختفى لينظر اليها بصدمه:- هل اخذتيه؟!.

كتفت يدها امام صدرها بعناد وتحدي:- أجل وسأهاتف أمي إبراهيم.

بسط كفه بهدوء بعدما اطفئ سيجارته :- اعطيني الهاتف سما.

ابتعدت عنه بخوف لأنها تعرف ان بعد هدوءه هذا عاصفة مدمرة لكنها اصرّت على عنادها لتجيبه :- لن اعطيك اياه، ولن تمنعني من مهاتفتها.

خرجت ريم من المطبخ وهي تستمع الى صوت صراخ الاثنين لتقف على باب الغرفة لتجد إبراهيم منهلاً على سما يبرحها ضربًا وهو يتحدث بغضر :- اقول لكِ احضري الهاتف سما.

استمعت ريم الى تألم سما وهي تجيبه بضعف:- لن اعطيك اياه إبراهيم حتى وان قتلتني.

اطلقت سما صرخةً قويةً عندما تلقت ضربة. في عينها اليمنى اصابتها بترنح عندما تحول إبراهيم لوحش وهو يضربها، اسرعت ريم بعدما تداركت الامر وهي تشاهد الاخرى تتلقى الضربات بدون اي مقاومة تذكر،  انهم لأول مرة يتشاجرون ويصلون لهذه المرحلة من الشجار، هل السبب الهاتف انها لا تعلم لماذا يأخذ هاتف سما كل فترةٍ ويخبئه خاصة عندما يتخاصمون ربما يخشى من مهاتفتها لوالدتها واخبارها بالوضع الذي هي به وان لديه زوجة اخرى ، امسكت بيد إبراهيم تمنعه من اكمال ضرباته لكنها بدت ك عصفورةٍ أمام هيئته الضخمة، ف إبراهيم ذو جسد رياضي بعضلات مفتولةٍ وطول فارع اخرجت صوتها الضعيف متوسل ومتوتر من رد فعله اتجاهها هي الأخرى:- إبراهيم توقف ارجوك.

نظر اليها بعيون حمراء من شدة الغضب لينظر الى سما التي تنظر اليه بدموع ليأمرها بقوة:- اعطني الهاتف سما.

حركت رأسها نافية لتجيبه بذات العناد والضعف:- لن اعطيكَ اياه.

كاد ان يكمل ما بدأ لتقف ريم حائل بينها وبينه بعدما شاهدت الدماء تسيل من انف الأخرى لتضع يدها على صدر إبراهيم في محاولة لدفع الجبل الذي امامها:- ارجوك إبراهيم يكفيها ما اخذته اتركها وشأنها.

تحدث بغضب وهو يقف مكانه ولم يتزحزح مطلقًا :- اجعليها تخرج الهاتف ريم.

نظرت ريم الى سما باستعطاف:- سما حبيبتي اعطيه الهاتف لا تعاندي.

رفعت سما حاجبيها كعلامة رفض ليضغط إبراهيم على يده بقوة غاضبًا:- سما أعطيني الهاتف وإلا ستندمين.

نظرت إليه لعدة ثواني قبل ان تعتدل في وقفتها بضعف لتساعدها ريم في ذلك لتقترب منه سما متحدثة بقوة:- انا اكرهكَ إبراهيم ولن اعطيكَ الهاتف طلقني اريد ان اذهب لوالدتي.

اغمض إبراهيم عينيه  لعدة ثواني قبل ان يفتحهم  ناظرًا اليها  مجيبًا:- أنتــ.....

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن