الفصل (30)

430 33 511
                                    

***____****____***

إن لم أُحسن في دُعائي لك يا الله، ف أنت أعلم بما في قلبي فاستجب لي،

ف اسأل الله ان يجعلنا وإياكم ألين قلبًا وأحنّ روحًا وأخف ميزانًا وأن يغمرنا جميعًا برحمته ويتلحفنا ببركته ويقربنا منه عن كل شبرٍ نخطوه ذراعًا.

***____****____***

نظر إبراهيم إلى ريم التي انتهت من صلاتها لتوها  ليتحدث بغضب مستعر:- سوفَ أجعلها تذهبُ خلفَ الشمس، سوفَ أنتقمُ منها.

عقدت بين حاجبيها بتعجبٍ لتسأله:- من هذهِ التي تتحدثُ عنها، من تقصد إبراهيم؟!.

اجابها ومازال ينظر اليها:- عن من أتحدثُ غيرَ سما يا ريم.

نظرت اليه بخوف متحدثة بعدما اعتدلت واقفة:- لا، لا تفعل هذا حرامٌ عليكَ إبراهيم إنها لا تستحقُ منكَ ذلك، لماذا تريد أن تفعلَ ذلك بها أرجوكَ تراجع عن كلامكَ وقراركَ في الحال.

تحدث بضيق وهو ينظرُ اليه يخرط ما في جعبته من قول:- كنتُ سأورّطها بقضيةِ سرقةٍ هي وأخيها وأبيها لأنه لو كانت بمفردها لا أستطيعُ أن أورطها كونها زوجتي وبرأيهم أنّ الزوجة لا تسرقُ زوجها إنما بالاشتراكِ مع أبيها وأخيها أستطيعُ بسهولةٍ تحريرُ محضرٍ في حقهم، لقد رتبتُ كل شيءٍ وهاتفتُ صديقي المحامي لذلك الأمر كي يُنفذ لكنه أخبرني أنه لا يوجد صلحٌ في ذلك حتى وإن دفعوا لي المال المسروق الذي أزعُمه، لكنها سوف تسجنُ في جميع الأحوال لذلك تراجعت،  أنا لا أريد أن يصل الامر للحبس ريم  فقط أريد ان أجعلهم يعرفون كيفية اللعب معي.

نظرت إليه متحدثة بصدمة من تفكيره:- لا إبراهيم لا تفعل ذلك أنتَ أعقلُ وأكبرُ من هذا الفعل تحدث معها بهدوء وتفاهما فيما بينكم.

أجابها بكبرياء كبير:- أتعلمين أنّ الكثير أقنعني أن أعود إليها لكن بفعلتها تلك قامت بمسحِ الأشياء الجميلة التي كانت بيننا.

قاطعته بصدق حقيقي:- اُقسمُ بالله لو أعرف طريقةً لأقناعِكَ إبراهيم لأقنعتُكَ بها ولقد تحدثتُ معكَ من قبل أن تعيدها لذِمَتكَ، ألم يقل الله في كتابه "وَعاشروهُنَّ بمعروفٍ او طلقوهُنَّ بإحسان" ف ليسَ بالضروري ان تفعلَ ذلك.

أجابها بضيق اكبر وهو يجلس على الاريكة:- لا أعلم، فانا طوال وقتي أفكر كثيرًا ريم.

قاطعته مرةً اخرى مقتربة منه:- و لماذا تفكرُ ابراهيم، ألم تنفصل عنها، اذًا اذهب عند القاضي وانفصل عنها بورقةٍ رسميةٍ.

زفر بغضب ناظرًا لها:- إنها تحوم حولي ريم عندما علمت انني عُدتُ لياسمين.

سألته بحاجبٍ مرتفع متعجبة:- وهل عُدتَ حقًا لياسمين!.

اومأ لها بتأكيد وعدم مبالاة لمشاعرها:- أجل هذا صحيح لقد عدتُ لها.

أومأت بهدوء ولم تستطع أن تجيبه لأنها تشك بكذبه، هل عاد حقًا لياسمين أم لا كما فعل بقصةِ طلاق سما وضربها  ليكمل بشر:- أتعلمين؛ لقد أرسلتُ بعض الصور لشقيقها كي أكشفها على حقيقتها أمامهُ وأمامَ عائلتها.

زفرت من تفكيره الرجعي لتخاطبه:- أنتَ انفصلتَ عنها اذًا إنسي أمرها بالله عليكَ إبراهيم.

عبث بلحيته قليلًا ليجيبها وكأنه لم يتسمع إليها:- أتعلمين لماذا! إن المشكلة هنا في شقيقها لقد هاتفني وقال لي أنها تريد الانفصال التام عني، لكن أتعلمين ما الذي فعلته.

هزت رأسها بجهلٍ تام ليكمل:- لقد سجلتُ كل شيءٍ قبل أن أتزوجها حتى أنني كتبت قسيمةً مضروبةً لا يوجد لها قيمة حتى نستطيع أن نسافر بمفردنا أينما نشاء وكما تعلمين لقد كانت حامل في هذه الاثناء وقد أرادت أن تتخلص منه وبالفعل فعلت ذلك فكيف لفتاةٍ غير متزوجة بدون موافقة عائلتها ان تكون حامل لكني قمت بتصوير الجنين عندما ذهبنا للطبيب وقمتُ أيضًا بتصوير ورقة التأكيد على الاسقاط وكذلك القسيمةُ وحجز الفندق الذي ذهبنا إليه قبل زواجنا ف أرسلتُ هذا كله إلى شقيقها وأمها وزوج شقيقتها  واولاد خالتها وصنعت لها فضيحةً من نوعٍ جميل.

رمشت ريم بصدمةٍ كبيره مما صنع لتسأله بتوجس خوفًا من إصابة سما بأي مكروه:- وماذا كانت ردةُ فعلهم؟.

لوى جانب فمه بضيق:- حتى الان لم يتصل لقد أرسلتُ هذا كله صباحًا وها أنا انتظرُ ردةَ فعلهم.

ابتلعت ريم ريقها بتوتر من أفكاره الشيطانية لتعتدل بشرود وهي تطوي سجادة الصلاة ليوقفها متسائلًا:- إلى اين انتِ ذاهبة؟.

اجابته بهدوء:- سوف اخلدُ للنوم هل تريدُ شيئًا ما.

اومأ لها برأسه:- أجل هل نام الاولاد .

اجابته بتأكيد متوجسة من طلبه ليخاطبها:- حسنًا اذهبي وسوف الحق بكِ بعد قليل.

ابتلعت ريقها بتوتر لتغمض عينها داعيه الله أن تمر الليلة بسلام لتتوجه نحو غرفة اطفالها تتأكد من نوهم ثم دلفت غرفتها مغلقه الباب بهدوء تنتظره.

               ««::::::::::::-:::::::::::»»

زفر سليم وهو ينظر الى سارة ليبتسم بصدق وهدوء مخاطبًا هُمام بتحذير:- حافظ عليها هُمام، إنها امانةٌ في عنقكَ لقد أعطيتكَ أغلى ما أملك، لقد سلمتكَ وحيدتي وصغيرتي، إبنتي قبل أن تكونَ شقيقتي، أعلم انكَ تحبها ولن تخذلها وهي تُحبكَ ايضًا أنا أرى ذلكَ الحبَ في عينيها لك لقد فتحت قلبها لك، فحافظ عليها أكرر لا تخذلها، لا تخدعها، كُن رجلًا لها لا عليها، رجلًا يفهمُ عينيها يفهم تقلباتها العاصفة والهادئة، كن لها وطنًا حينما تستندُ إليك، كن لها ابًا واخًا واُمًّا وصديقًا وحبيبًا،

وضع يده على كتف همام مكملًا:- هذه هي حواء التي خُلقت من ضلعكَ تطلبُ منكَ أمرين لا ثالث لهما، الأول أن تحبها كونها شريكةً لك مدى الحياة وألا تدعها تفرّطُ بكبريائها وكرامتها، فهي قادرة على انتشالك من قلبها وتتحمل فقدانك لأن كرامتها فوق كل شيء.

اكمل متنهدًا ناظرًا إليه بعد ان أبعد ناظريه عن سارة الذي بدى عليها التأثر:- كُنتَ في رحمِ حواء جنينًا وكنتَ في حضنها مريضًا والآن أنتَ على أهبّ الاستعدادِ أن تكون حبيبًا في قلبها ولا تنسى أن تكون لها سندًا تكن لك الحياة فرفقًا بها هُمام.

أدمعت عيني سارة لتلقي بنفسها في أحضان سليم تشهق بقوةٍ كبيرة مما جعله يعانقها بحنان، ربّت على ظهرها بهدوء هامسًا في اذنها:- كفاكِ بكاءً حبيبتي، اليوم هو يومكِ لا دُموعَ ولا حزن، ها أنتِ تُزفين لبيتِ زوجكِ برضاكِ ورضا عائلتكِ، وأنا أضع كامل ثقتي به إنه لن يخذلكِ ولن يُحزنكِ، لذلك كوني زوجةً مطيعةً له زوجةً كما أمركِ ربك، زوجةً أشبهُ بأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم، اتفقنا.

حاول إبعادها عنه يريد أن ينظر الى سوداويتها لكنها دفنت رأسها في احضانه اكثر، ضغط هُمام على يديه بضيق لاحظه سليم ليبتسم في نفسه مقبلًا رأس سارة متعمدًا، حمحم الاخر وهو ينظر الى سارة متحدثًا بلطف بعدما اقترب منها واضعًا يده على كتفها:- هيّا سارة، ولا تقلقي لن احرمكِ منهم سوف اجعلكِ تزورينهم متى تشائين.

حاولت التوقف عن البكاء لتمسح عينيها وقد سال كحلها الاسود الذي يزين مجرتيها ليبتسم لها سليم متحدثًا بتنهد:- كوني بخير سارة، ولا اريدكِ ان تهملي دراستكِ أو أن تهملي زوجكِ حاولي ان توافقي بين الاثنين اتفقنا.

قربها هُمام منه محاوطًا قدها بتملك لتومئ الى سليم بهدوء حاولت التوقف عن البكاء لتنظر إلى ابتهال التي تحاول جاهدةً كبت دموعها، فتوجهت اليها لتعانقها بقوة وكأنها ستتركها وتغادر الحياة بأكملها، حاولت ابتهال التماسك أمامها فها هي صغيرتها سوف تتركها وتذهب لبيت زوجها، همست لها بقلب اُمٍ حنون لا يسمعه غيرها:- لا تبكِ حبيبتي لن ترحلي وتتركيني للأبد سوف تتنقلين لبيت زوجٍ محب وعاشق، وها هو هُمام أحضر لكِ بيتًا قريبًا من هنا

ثم اكملت بتنبيه بذات الهمس:- كوني متفاجئة من رؤيته فلا نريد أن نخذل أمل لأنها هي من أخبرتنا يوم قدومها معه اثناء طلبه حسنًا.

ابتعدت عنها سارة ثم قبلت وجنتيها:- حسنًا اُمي، كوني بخير انتِ ايضًا.

تنهدت ابتهال بهدوء لتبتسم لها بحب لتنقل سارة انظارها نحو ريليان التي وقفت بجانب سليم وهناك انتفاخ بسيط يكاد يُرى اسفل ثيابها، اقتربت منها متحدثة بتحذير مازحة:- اهتمي بها جيدًا ريليان فأنا أريد أن تكون ابنة أخي جميلة  وبصحةٍ ايضًا، ساعدي والدتي في أعمال المنزل اعلم انني كنت مقصرو معها لكن الان سأتحمل مسؤولية بيت كامل، لذلك اريحيها بعض الشيء، وبالمناسبة لن اشتاقَ اليكِ.

ارتمت ريليان تشهق بقوة من ابتعادها عنها لتخاطبها ساره ببعض القوة المصطنعة:- يا فتاة لا اريد ان ابكي اكثر من ذلك ابتعدي عني لقد افسدتِ ثوب زفافي ببكائكِ هذا.

لم يصدر منها اي ردة فعل لتبادلها سارة العناق وهي تبكي:- ايتها الحمقاء سوف اشتاق اليكِ كثيرًا، كوني بخير وذاكري جيدًا وفكرة ان تؤجلي السنة اقذفيها من رأسك الصغير هذا وإلا خاصمتكِ.

ابتعدت عنها ليتقدم سليم ممسكًا بريليان التي مازالت تبكي متمسكة بيد سارة ليخاطبها بهدوء:- كفاكِ ريليان، هيّا اتركيها و دعيها تذهبُ مع زوجها.

بدأت ريليان بإرخاء يدها رويدًا ليتقدم همام وهو ينحني حاملًا سارة بين يديه متحدثًا بضيق:- سوف نرحلُ بعد عام من بكاءكم هذا، هيّا أمل.

تبعته أمل وهي تلوح للبقية بسعادةٍ كبيرة فأخيرًا تزوجا وستبقى سارة عندها للأبد.

تنهد سليم ليخاطب ريليان التي تبكي:- ريليان قلتُ لكِ كفاكِ بكاءً.

كادت ان تجيبه لكن نظرات احداهن جعلتها تصمت نهائيًا، تمسكت بيده بتملك كبير لتمسح دموعها بقوة وهي تشاهدها تقترب منهم، أخذت نفسًا عميقًا كي تشحن طاقتها فأمامها غريمه من نوع صعب.

ابتسمت سمر بهدوء وهي تخاطب ابتهال:- مباركٌ عمتي.

ربتت ابتهال على كتفها بحنان:- شكرًا لك غاليتي والعقبى لك.

تنهدت سمر بهدوء لتبتسم لها بخفة ثم نظرت الى ريليان التي تتمسك بذراع سليم بتملك ملحوظً لتنقل ابصارها اليه تخاطبه بثقل:- كيفَ حالُكَ سليم.

عقد سليم بين حاجبيه كيف اتت الى هنا الم يتصلا بهاشم ولم يقبل أن يأتي، اجابها بهدوء:- بخير نحمدُ الله على كل شيء،

اكمل بتساؤل:- هل جاءَ خالي معكِ.

ضغطت ريليان على يده بقوة مما جعله يستغرب حركتها لتجيبه سمر:- لقد اوصلني وذهب، وها هو الآن على مشارف الوصول.

هز رأسه بتفهم لتنظر اليها ريليان بضيق كبير لا تعلم لماذا تكرها في الحقيقة انها تعلم لأنها كانت تُكن الحب لزوجها، أغمضت عينيها تأخذ نفسًا فهي لا تريد أن تثور في وجهها فحتى الآن لم تمسها بسوء.

فتحت عينيها عندما تحدثت الاخرى لتقوم بلوي فمها للجهة الاخرى من اخراج سمر صوت حروفها بشكل مرقق غير مقصود.

تحدث سمر وهي ترفع هاتفها:- ها قد اتصل، عن إذنكم.

اوقفها سليم مقاطعًا اياها بهدوء:- انتظري من بعد اذنكِ سوف اذهب اليه اريدُ ان اتحدث معه قليًلا.

اومأت له ليبتسم لريليان وهو يسحب يده منها لتنظر اليه الاخرى بغضب، تنهد بهدوء ليخاطب ابتهال:- تعالي إمي.

توجهت ابتهال معه خارج القاعة التي كان زفاف سارة بها لتبقى ريليان مع سمر لوحدهم مع بعض الفتيات اللواتي تنظمن القاعة، نظرت ريليان الى اظافر يدها ببرود متحدثة:- لماذا اتيتِ سمر ألم تقاطعي عمتكِ وعائلتها.

اجابتها الاخرى بذات البرود:- من أجل زفافِ ابنةَ عمتي ثم لماذا احادثكِ انا.

نظرت ريليان اليها بطرف عينيها لتجيبها باستفزاز:- صدقتِ لماذا تحادثيني فأنا لا احادثكِ.

جزت سمر على أسنانها لتتحدث بكره وبرود:- فتاة نصرانيةٌ تتزوج من رجلً مسلمٍ وملتزم، هذا يسمى سحر وشعوذةٌ واختطاف منــ...

قاطعتها ريليان بغضب صارخة بها بقوة:- عن أي سحر وشعوذةٍ واختطافٍ تتحدثين يا فتاة انظري لما يخرج من فمكِ هذا افتراء في حقي.

اجابتها سمر بحقد وهي تضغط على طرف المقعد الذي بجانبها:- لم افتري شيئًا ايتها النصرانية لقد سرقتِ سليم مني كان من المفترض ان نتزوج لكنكِ قُمتِ بسحره.

ضربت ريليان كفًا بكفٍ من حديث الاخرى لتخاطبها بضيق واضح:- انظري سمر اولًا لقد هداني اللهُ وأسلمتُ به وهذا بفضله عليّ أي لم أعد نصرانية ولا أنتمي الى الدين النصراني مطلقًا، ثم انني لم اسرق سليم منكِ ربما سرقتُ قلبه لكن لا شأن لي باختياره لي هذا نصيبٌ سمر.

حركت سمر رقبتها بقهر:- لا شأن لي بكلامكِ هذا فأنتِ نصرانية وسبقين كذلكَ في نظري ولن اسامحكِ على
سلبكِ وخطف سليم مني.

لم تعد ريليان ان تتحمل كلامًا اكثر من ذلك منها لتخاطبها بغضبٍ كبير  ناظرة لها بتحذير:- ارحلي من امامي سمر ولا تدعيني اُظهر الوجه الآخر لكِ اذهبي ولا تعودي وان علمتُ انكِ فكرتي في سليم سوف أكون كابوسكِ المزعج.

انفجرت سمر ضاحكة ثم اجابتها بعد ان توقفت:- حقًا انكِ لمشكلة يا فتاة، ستكونين ماذا ان فكرت في سليم، حسنًا سوف اتوقف عن الضحك لقد ضحكتُ بما فيه الكفاية وهذا بفضلكِ لكن لن اشكركِ.

استجمعت نفسها لتكمل باستفزاز:- بصراحة لم اعد افكر في سليم لكن بحديثكِ هذا سوف تجعليني أفكر في طريقةٍ لاسترداده.

طقطقت ريليان اصابع يديها مستغفره الله في سرها وهي تخاطبها بغضب فشلت في اخفاؤه:- لن اسمح لكِ سمر حتى وان مِتُ لن اتركه لكِ سوف آخذه معي والان اغربي عن وجهي.

ابتسمت سمر بخباثة وهي تشاهد غضب ريليان لتتقدم منها متحدثة بهمس:- اريد ان اراكِ تحت التراب اولًا ثم بعد ذلك يمكنكِ اخذ سليم ان استطعتِ.

لم تستطع ريليان ان تصمت لتدفعها من كتفها للخلف ادى لسقوط سمر ارضًا بقوة.

في الخارج كان هاشم ينتظر سمر لتخرج اليه وكله حنين لابتهال وابنائها لكن كرامته فوق كل شيء، أجل لقد هاتفه سليم قبل عدة أسابيع يخبره بتحديد زفاف ساره لكنه كابر في ذلك فقط تفوه بحرف واحد " مبارك " وأغلق الهاتف، استدار للخلف عندما استمع لصوتٍ اشتاق إليه كثيرًا، أغمض عينيه ليشعر بيد ٍوضعت على كتفه مما جعله يأخذ نفسًا عميقًا وهو يرسم الجمود قبل ان يلتف نحوه، تحدث ببرود مميت:- أين سمر؟.

أجابته ابتهال بصوتٍ مهتز وهي تتفحص ملامحه التي تشبه والدها رحمه الله:- وعمة سمر ألا تريدها هاشم ألا تسأل عنها.

تنهد بهدوء ليتحدث سليم متدخلًا:- « لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ ، يَلْتَقِيَانِ فَيَصُدُّ هَذَا، وَيَصُدُّ هَذَا ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِى يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ » هل انت من اذكّره بهذا الحديث  خالي ام ماذا نحن نعيش هذه الأيّام شهرًا آخَر يُعد رتيبة لرمضان وهو شهر شعبان فنحن مقبلون على شهر رمضان العظيم، ألا تعلم ان المتخاصمين لا تُعرض على الله أعمالهم ولا يقبل صيامهم.

وايضًا قال رسول الله صل الله عليه وسلم « تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا؛ إلا امرئ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا»

  ليس هذا نحن يا خال دعنا نعود عائلةً من جديد وأعتذرُ لرفض طلبكَ بالزواج من ابنتكَ، لكن لا أريد ان اتزوج زواج أقارب كي لا نتسبب بمشكلةٍ مع الاخوة ثم نخسر بعضنا بعضًا، اعلم ما فعلته سبب بمشكلةٍ اكبر لكن ان تزوجنا لا اضمن المستقبل وما الذي سيحدث فيه، على الاقل انظر إلى ابتهالكَ وسترى الشوق داخلهم كما اراه لديك.

التفت هاشم بجسده نحو ابتهال الذي كان يستمع الى سليم من بداية حديثه ليجد الدموع تترقرق في عينيها، اخذ نفسًا عميقًا ف مازالت اخته الوحيدة والصغيرة ليفتح ذراعيه اليها مما جعلها تسرع الخطى تنعم بدفء احضانه، ربت على ظهرها بحنان مقبلًا رأسها لتهمس له بصدقٍ اخوي:- لقد افتقدك هاشم،  انني اشتاقُ اليكَ دومًا لا تهاجرني مرةً أخرى.

ابتسم لها ليعاود احتضانها متحدثًا:- وانا اشتقتُ اليكِ ابتهالي، واعتذرُ لما بدر مني.

قاطعهم سليم متحدثًا بضيق لكن حاول ان يكون مرحًا:- ما رأيكم بإكمال جو الاشتياق بالداخل ليس منظرًا ولا لائقًا في منتصفِ الطريق.

اومأ له هاشم ليتوجه خلف سليم الذي عاد الى قاعة النساء التي خلت فقد كان الزفاف في قاعتين منفصلتين واحدةٌ للنساء والاخرى للرجال، لقد كان زفاف أشبه بحفل زفافه باستثناء سارة التي ارادت أمل ان تردي ثوبًا كثوبها وبالفعل كانتا نفس تسريحة الشعر ونفس الثوب الابيض المرصع بالماس.

دلف سليم ليجوب بأنظاره داخل القاعة يبحث عنها ليتوجه نحو ريليان التي كانت تمسك بيدها سمر ويبدو ان هناك شجارًا قائم بينهم، نظرت ريليان اليه لترتمي في احضانه تشهق بقوه تخاطبه ببكاء:- اخرجني من هنا سليم لا اريد ان ابقى ارجوك.

مسد على ظهرها بلطف ليتحدث بتعجب وهو يبعدها عنه:- ما الذي حدث لذلك هل حدث بينكم شيء.

دفنت رأسها تتحدث ببكاء وشهقات:- أرجوك اريد ان اغادر هذا المكان في الحال.

تنهد سليم ناقلًا انظاره نحو والدته التي توجهت نحو سمر المصدومة من ردة فعل ريليان المبالغ بها بصورة كبيره جدًا ليخاطبها بهدوء:- حسنًا سوف نغادر لكن كفاكِ بكاءً.

ابتعدت عنه وهي تمسح دموعها بكف يدها  لتسير بجانبه عندما تحرم لكنها توقفت وهي تتحدث بضعف:- سليم لا استطيع السير واشعر بالدوار ومعدتي تؤلمني.

خاطبتها ابتهال بقلق واضح:- ما بكِ حبيبتي هل انتِ بخير، هل تشعرين بتوعك سامحكِ الله لقد اخبرتكِ الا تجهدي نفسكِ خاصة في اشهركِ الأولى.

فتحت سمر فمها بصدمة كبيرة من معرفتها لأمر حمل ريليان لتنظر الاخرى اليها بطرف عينها واضعة اصابع يدها على صدغها متحدثة بضعف:- لا اعلم أمي لقد اُرهِقتُ كثيرًا اليوم.

تنهد سليم لينحني بعض الشي حاملًا إياها بين يديه لتتعلق الاخرى في عنقه بتملك ناظرة لسمر بمكرٍ كبير، خاطب سليم ابتهال بهدوء:- سوف اضعها في السيارة ثم اعود.

جزت سمر على اسنانها بقوة من تصرف ريليان الطفولي والغير لائق لتنظر الى ابتهال التي تساءلت عن سبب الشجار لتجيبها بتوتر:- لم يكن شجارًا عمتي، لقد كنتُ اريها شيئًا ثم لا اعلم ما الذي حدث لها لتنفجر باكية صدقيني.

تنهدت ابتهال بقلة حيلة فيبدو ان هذه هرمونات الحمل المتقلبة، خاطبها هاشم وهو ينظر لابنته:- حسنًا دعينا نرحل الآن ولدينا موعدٌ معًا ابتهال.

اومأت له لتسير بجانبهم متوجهين نحو الخارج ليستقل هاشم سيارته وبجانبه سمر لتتوجه ابتهال نحو سيارة سليم الذي كان قد وضع ريليان داخلها ليقود السيارة متوجهن للمنزل بعد ان استقلت جانبه .
                                                                               ««:::::::::::-::::::::::::»»

دلف همام غرفة أمل ليجد سارة تنام بجانبها نظر بصدمة وخيبة أمل كبيرين مما يرى،  لقد اصرت أمل بعد وصولهم وتناولهم لطعام العشاء ان تروي سارة لها قصة قصيرة قبل ان تنام فوافق على مضض كبير لكن ان تنام بجانبها امر يدعوه للبكاء حقًا، لم يكن مصدقًا امر موافقة سليم لطلبه يعلم انه لم يوافق حتى الان من تلقاء نفسه وكان ذلك بإصرار وطلب ابتهال منه، حسنًا لا يريد ان يعلم كيف وافق كل ما يهمه هو انها اصبحت ملكه وفي بيته، قلب عينيه للداخل فما  الذي عليه فعله الآن زفر بقوةٍ كبيرة ليتوجه نحو سرير أمل التي كانت تنام في احضان ساره يتأمل الاخرى بحبٍ كبير، تنهد تنهيدة عاشق وهو يتحدث بضيق:- لا بد ان ما يحدث لي من خلف سليم ومعارضته اقسم يا الله انني مسكين وبريء ولم اُؤذي اي أحد لماذا يحدث معي ذلك، الحمد لله على كل حال.

اعاد ابصاره نحو سارة ليحاول ان يحملها بين يديه كي يتوجه نحو غرفتهم، وما ان اقترب من أمل كي يبعدها عنها فتحت الاخرى عينيها بنعاس متحدثة:- ما بكَ عمي، لماذا لم تنم.

اجابه بهمسٍ كي لا تستيقظ سارة:- جئتُ لآخذ زوجتي كي تنامي براحتكِ ولا تزعجكِ صغيرتي.

تشبثت امل بسارة بخوف مما ادى الى تحرك الأخرى:- لا تأخذها وتعيدها الى اخي سليم ارجوكَ عمي.

اجابها بضيقٍ هامسًا:- اعيدُ من يا فتاة.

ليكمل باسمًا وهو يطمئنها:- لن اعيدها سوف تبقى معنا للابد بإذن الله انها زوجتي الآن.

تنهدت براحة كبيرة لتفتح سارة عينيها كاشفه عن سوداء مجرتيها متحدثة بنعاس:- ما الامر ما بكم.

اجابها باسمًا بعدما تنهد:- لا شيء، هيّا افسحا لي المجال  اريد ان انام بجانبكم.

نظرت ساره لطوله وجسده ثم اعادت انظارها نحو السرير الذي لا يتسع له، صحيح ان سرير أمل كبير لكنه يتسع لإثنين لا ثلاثة، خاطبته بتعجب:- لا يوجد لكَ متسعٌ هُمام، اذهب للغرفة الاخرى ونم هناك.

رفع حاجبه باستنكار ليخاطبها بتعجب:- حقًا! اما ان تفسحا لي المجال او آخذكِ للغرفة ونترك أمل هنا.

تشبثا اثنتاهم ببعضهم البعض بقوة كبيرة متحدثتا بصوت واحد:- سوف نفسح لكَ المجال.

ابتسم بضيق لم يظهره ليجد الاثنتين قد افرغتا له بعض المساحة تنهد بهدوء ليندس خلف سارة محاوطًا قدها وصولًا ليدي أمل التي كانت سارة تحاوطها هي الاخرى، قبل وجنة سارة التي تشتعل حمرة من قربه هذا ليهمس لها بهدوء:- حسابنا بالغد، حبيبتي تصبحين من اهلي

اغمضت عينيها بقوة باسمة لتحاول ان تخلد للنوم بهذه الوضعية الجديدة عليها.

                                                                                  ««::::::::::::-:::::::::::»

صعد سليم الدرج نحو الأعلى قاصدًا غرفتهم بعد ان اطمئن على والدته لتنظر اليه ريليان التي تتعلق بعنقه بإرهاق كبير، فتح باب غرفتهم ثم وضعها على السرير بهدوء،  بدأ  في خلع حذائها  وبعد ان انحنى عند قدميها ابتسمت قليلًا، ابتسم وهو يعتدل  بعدما انتهى متوجهًا نحوها كي يحرر حجابها الزيتوني المتناسق مع لون ثوبها، انسدل شعرها البني والتي لم تحبذ ان يتم التغير فيه فقط قامت بقص اطرافه قليلًا بسبب رفض سليم القاطع لها وتركته مفرودًا على طول ظهرها ليتنهد سليم وهو يجلس بجانبها:ـ لماذا فعلتِ ذلك ريليان

نظرت اليه بتوتر:- فعلتُ ماذا؟.

تنهد بهدوء وهو يجيبها:- انتِ أعلم بما فعلتِ.

زفرت بضيق لتبدأ بهز قدميها بغضب طفيف:- هي من استفزتني لم افعل لها شيء لقد قالت عني كلام قاسي.

ربت على كتفها بهدوء:- اهدأي أعصابكِ ريليان حتى لا تجهدي نفسكِ وتصبحي متعبة بحقٍ هذه المرة.

نظرت اليه بصدمةٍ من معرفته امر كذبها لتتحدث بتوتر:- هل تعلم انني لم اكن متعبة.

أومأ لها بتأكيد غامزًا:- أجل ف من بكاءكِ لم اشعر به انه حقيقي وغير ذلك نظرتكِ لسمر كانت ماكرة أيتها الثعلبة الصغيرة.

اعتدلت من جانبه لتقف على قدميها تتحدث بغضب:- انتَ لم تشاهدها او تسمع ما قالته سليم لذلك لا تتحدث اي شيء.

اقترب منها متحدثًا بهدوء يمتص غضبها:- وانا انتظر من صغيرتي ان تخبرني.

زفرت بقوة لا تريد ان تتسبب في مشاكل بينه وبين خاله لتجيبه بهدوءٍ عكس ما بداخلها:- لم يحدث شيء ولم تقل اي شيءٍ ايضًا، دعني ارتاح سليم فاليوم كان متعبًا بحق.

زفر بقلة حيلة لا يريد ان يضغط عليها يبدو ان مشاحنة حدثت بينهم ليخاطبها متذكرًا:- صحيح كيف علمت سارة انها فتاة! وهل حقًا هي فتاة؟.

التفتت اليه بنصف جسدها تستكشف تعبيراته لتجيبه بعد مدة:- لا، لا نعلم جنس الطفل بعد هي تقول ذلك لان امنتيها ان يكون اول طفل لك فتاة.

اومأ بتفهم ليخلع سترته واضعًا اياها على طرف المقعد فخاطبها بعد ذلك:- يمكنكِ اكمال ما كنتِ ستفعلينه وها انا انتظركِ هنا.

دلفت داخل المرحاض تبدل ثياب الزفاف بأخرى للنوم مريحة لتخرج بعد ذلك اليه وقد كان يوليها ظهره اقتربت منه تدلف تحت الغطاء لكنه لم يتحرك قيد انملة، عقدت بين حاجبيها بتعجب فدائمًا ما ينتظرها او يلتفت اليها ويأخذها بين احضانه، هزته بإصبعها بضيق فليس من المعقول انه نام بهذه السرعة:- سليم.

همهم بصوتٍ ناعسٍ لتخاطبه بشك:- هل انتَ نائم.

فتح نصف عين وهو يجيبها ناظرًا لها:- أجل انا نائم وأرى أمامي حوريةٌ جميلةٌ لم اشاهد في جمالها حتى الان.

عقدت بين حاجبيها بتعجب لتتحول لغضب وهي تهزه بقوة غاضبة:- استيقظ واخبرني من هذه سليم حتى اقتلها لمجرد رؤيتكَ لها.

نفخ وجنتيه بغضب مصطنع ليعتدل مجيبًا:- لماذا أيقظتني ريليان لقد كان حُلمًا جميلًا.

ضغطت على شفاهها تمنع نفسها من البكاء لتخاطبه  بنبرةٍ مهتزة:- هل كانت خديجة سليم.

توتر بعض الشيء وهو يجيبها:- ريليان حبيبتي الم اقل لكِ لا يوجد اي واحدة في حياتي غيركِ ايتها المجنونة.

ضربته في كتفه متحدثة بغضب:- لا تستغفلني سليم بكلامكَ هذا، اخبرني من خديجة هذه والآن.

قربها منه جاعلًا اياه تنام داخل احضانه لتحاول الابتعاد عنه متحدثة من بين اسنانها وهي تنظر له:- سليم ابتعد عني واتركني انني غاضبة حقًا.

قبل رأسها ضاحكًا مستمتعًا بغيرتها وهو يقيد من حركتها:- اهدأي صغيرتي اريد ان اخبركِ بقصة قصيرة اتفقنا.

نفخت وجنتيها بغضب:- لا اريد ان تخبرني فقط ابتعد عني سليم.

سألها مستفسرًا مغيرًا مجرى الحديث:- في اي سورة انتِ.

اغمضت عينيها تجيبه بضيق:- في سورة يونس لكني بطيئة سليم، كان من المفترض ان انهيها بالأمس حسب اتفاقنا لكن لم استطع.

اجابها بهدوء بعدما قبل رأسها:- آيةٌ افضل من لا شيء، والان دعيني اخبركِ بقصةٍ قصيرة سوف تحبينها وتستفيدين منها.

زفرت بقلة حيلة ثم اجابته متسائلة:- وسوف تتركني بعد ذلك حسنًا.

اجابها على مضض:- حسنًا كما تشائين.

اخذ نفسًا عميقًا متحدثًا:- يُحكى أنّ ولا يحلو الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام، صلي على رسول الله .

تحدثت بانتباه وتركيز وهي تستمع اليه:- عليه افضل الصلاة واتم التسليم.

اكمل سليم وهو يشدد من احتضانها لتريح رأسها بالقرب من قلبه:- كانت هناك شابة يافعة  تحب القرآن تدعى " أعراف"  تقدم لخطبتها شباب المدينة  ولكن مشيئة الله جمعت بينها وبين شاب يافع  حافظ للقرآن  يدعى "رعد" تزوجا وقضيا أجمل ايامهم  في جزيرة "النحل" ورزقهما الله من الذرية "إسراء ومريم" ولكنهما اشتاقا لولدٍ ذكر، فقيل لهما افعلا الخير واستغفرا الله يمددكما بأموال وبنين ويحقق لكما الأماني.

قاطعته بتساؤل ناظرة له:- هل فعلا ذلك.

اومأ لها بتأكيد كبير:- اجل لقد دأبا ايامهم بالاستغفار والذكر والصدقة وذهبا لتأدية فريضة " الحج " وداوما على الخير ولم يرزقا بالولد بعد ولكنهما استمرا في عمل الخير والذكر والصلاح،  وعاودا الى "الحج" مرةً اخرى كي يستجيب لهم الله.

قاطعته مستفسرة تريد معرفة النتيجة:- هل استجاب الله لهم.

تحدث متذكرًا ناظرًا لساعة الحائط بفعل الضوء الخافت المنتشر في الغرفة:- الساعة متأخرة ريليان هيّا نامي كي نستطيع اداء صلاة القيام قليلًا.

اجابته بضيق ضاغطة على صدره:- سليم اكمل لي القصة ليس عدلًا ان تتوقف هنا، هيّا سليم من فضلك أرجوك.

لم يبدي اي ردة فعل لتقبل وجنته في طريقة منها لاستمالته ناظرة الى ملامحه وتعبيراته التي لم تتغير زفرت بقوة لتتملص من بين يديه ليخاطبها دون فتح عينيه:- نامي بدون اصدار أي حركة.

تحدثت بضيق كاذب:- انكَ تقيدني سليم اكادُ اختنق.

بدأ بفك يديه عنها محررًا اياها ليلتف بجسده نحو الجهة الاخرى، انتظر ثلاث ثواني وفي خلالهم قام بالعد الى ثلاثة منا جعله يبتسم بمكر عندما خاطبته بمجرد توقفه عن العد ببعض الضيق:- سليم عد كما كنت ولن اتفوه بأي حرف او اي حركة.

نظر اليها بطرف عينه:- ألم أكن مقيدًا حركتكِ وكدتِ تختنقين.

زمت شفتيها بقوة كالأطفال معتدلة على ركبتيها:- هيّا سليم عد كما كنت واعدك انني لن اتفوه بإي حرف ولن اسألك عن خديحة مؤقتًا.

استدار نحوها ليفتح يديه متحدثًا بقلة صبر:- تعالي يا آخرة صبري، ولا اريد ان استمع لصوتكِ الاشبه بالعصفور المبتل.

ضحكت بخفه لتدفن نفسها داخل احضانه تشعر بالأمان ثم اغمضت عينيها بهدوء بعدما  قبّل رأسها.
                                                                                 ««::::::::::::-:::::::::::»»

جلست رلين بجانب ديفيد الذي كان يفرك مؤخرة رأسه بتوتر ليخاطبها زافرًا:- انظري رلين اريد ان اخبرك بشيء احتفظ به منذ عدة اسابيع.

وضعت قدمًا فوق الاخرى متحدثة باهتمام مبطن بسخرية:- اخبرني ما الامر.

اخذ نفسًا عميقًا متحدثًا:- لقد هاتفتني ريليان قبل عدة اسابيع واخبرتني انها تريد العودة لديننا والانفصال عند زوجها.

نظرت اليه بسعادة وتفاجئ  اتقنتها جيدًا:- حقًا، أتقول الصدق ديفيد أرني، أرني المكالمة.

اخرج ديفيد لها هاتفه ليقص عليها البقيه التي تعلمها لتخاطبه بسرعة:- إذًا دعنا نخبر ابي جرير بذلك هيّا.

تريث قليلًا متحدثًا بتفكير:- لا ليس الان رلين اخبرتها ان تأخذ وقتها في التفكير وهي وافقت.

اجابته بنفس السرعة:- لا لم توافق ديفيد.

رفع حاجبه بتعجب:- وما ادراكِ رلين!.

ابتلعت ريقها بتوترٍ متحدثة:- لا اظنها وافقت انا متأكدة وانتهى الامر .

اومأ برأسه بهدوء ثم خاطبها:- لماذا لم تأتي لزيارة أمبر، لقد أجرى عملية في انفه الذي كُسر وقد عاد لطبيعته مع انعكافٍ بسيط يكاد يُرى.

زفرت بغضب مما يحدث معها:- لقد منعني والدي من ذلك حتى انه منعني من الهاتف خاصتي وكل شيء احبه والشكر للرب ان مدة العقاب قد انتهت.

ابتسم لها بهدوء فمازال كالأبله يعشقها ويعشق حركاتها، صحيح انها في الآونة الاخيرة اصبحت كالأشرار لكن ما عاشته من صدمة تُعذر له، اعتدل في جلسته ثم خاطبها بلطف:- بما ان مدة العقاب قد انتهت سوف آخذكِ بالغد الى مكانٍ جميل ليس البار لا مكان آخر تحبينه اتفقنا.

قفزت تعانقه كالطفلة لتقبل وجنته بسعادة كبيرة:- احبكَ ديفيد احبكَ جدًا.

ابتسم لها متحدثًا قبل ان يرحل:- لا تخبري والدكِ رلين ريثما ارى واتأكد منها، ولا تستحضري اسم ريليان في المنزل اتفقنا.

اومأت له على مضض ليتوجه نحو الخارج مما جعلها تنهد بضيق صعد نحو الدرج لتتوقف عندما استمعت لصوت جوليا المتسائل:- هل حقًا ريليان تريد ان تعود لديننا؟! تريد ان تعد لأحضان اسرتها.

اومأت لها رلين بتأكيد باسمة بتوتر:- أجل أمي، سوف تفعل ذلك كما سمعتِ من ديفيد.

اتسعت ابتسامة جوليا اكثر فأكثر ولم تعد تصدق ما تسمع لتمسح دمعة فرت منها، نظرت اليها رلين بعض الوقت ثم توجهت نحو غرفتها في الاعلى تاركة جوليا تخطط لعودة واستقبال ابنتها.
                                                                                 ««::::::::::::-:::::::::::»»
  
في الصباح كان هُمام يجلس وهو يتناول فطوره وعلى يمينه تجلس أمل  أما على يساره فتجلس سارة ابتسم بحب كبير لقد استيقظا قبل آذان الفجر ليؤديا قيام الليل معًا وبعد ان انتهيا صليا الفجر نظر اليها بحب كبير ليجدها كحبة الفراولة ويبدو انها تذكرت ما حدث بينهم، اجل لقد اصبحت زوجته امام الله ايضًا وكم اسعده هذا كثيرًا واخيرًا اصبحت ملكه له وحده، قاطع نظراته رنين هاتفه فاعتدل متوجهًا اليه ليشاهد اسم والدته الذي يزين الشاشة، ابتلع ريقه بصعوبة  كبيرة انها لم تحضر الزفاف حتى نهايته في الامس وكم هذا احزنه وبشدة لكنه حمد الله بأنها كانت في بدايته، اجابها باسمًا:- صباحُ الخير امي.

اجابته بضعف:- صباح الخير بني، كيفَ حالكَ وحالُ زوجتك.

اجابها بذات الابتسامة:- نحمد الله ونشكره، وانتِ كيف حالكِ امي.

تنهدت بقلة حيلة وهي تجيبه:- جيدة، همام اريدُ ان اطلُبَ منكَ طلب هل تسمحُ بذلك.

اومأ لها بتأكيد:- عيوني لكِ يا سعادتي.

ابتسمت بهدوء متحدثة:- أريد انـ..

               ««::::::::::::-:::::::::::»»

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن