الفصل(29)

438 34 388
                                    

***____****____***

الله وحده يخمد حريق ضخم في صدرك، وحده سبحانه يغطي قلبك بلحافٍ دافئ في أوج صقيع القلق وحده يجعلك تتزن! لا تغفل عن ذِكره

ف يا رب بعدد قطرات المطر استودعتك أدعية في قلبي لا يعلمها سواك، ربي أمطر على قلبي فرحًا لا ينتهي و حقق أمنياتي اللهم اجعل لي مع كل قطرة مطر عفوًا و توفيقًا و تيسيرًا و فرجًا.

***____****____***

بدأت تكشف عن بندق عينيها برؤية مشوشة وهي تضع اطراف اصابعها بجانب رأسها عندما شعرت ببعض الدوار يعصف بها، نظرت حولها بصدمة وهي تشاهد حائط المشفى لتعتدل بسرعة مما سبب لها ألمًا في يدها اليمنى جعلها تأنُّ بصوتٍ مرتفع نسبيًا بسبب سحبها لإبرة المحلول المعلقة بها، انهى سليم صلاته توًا ليعتدل متوجهًا نحوها بقلق نظرت اليه بعدم تصديق لترتمي بين أحضانه تتشبث به بقوةٍ كبيرة تجهش في بكاءٍ طويل تحمد الله بكونه حي يرزق غير آبه بالدماء التي سالت منها.

ابعدها عنه ليمسح دموعها بحب باسمًا لتشيح بوجهها عنه بضيق ابتسم بهدوء فقد علم أنها متألمة بسبب ما حدث، فخاطبها بهدوءٍ بعد ان اجبرها على النظر اليه:- ما الأمرُ ريليان.

اوشكت على البكاء مرةً اخرى ليسرع بالتحدث:- ها أنا امامكِ حيٌّ يرزق ريليان والحمدُ لله الصغيرُ بخير وهو الآن بين أحضان والديه، أما بالنسبة للحريق تمت السيطرةُ عليه بعض الشيء لكنهُ ما زال مشتعل بعد.

ابتسمت بسعادةٍ لنجاة الطفل الصغير لتتذكر منظر الحريق وحديث ذلكَ الشاب الذي فقد عائلته، بدت ملامحُ الحُزن تَتَجسدُ على وجهها وهي تخاطبه:- لستُ على ما يُرام سليم، هل لكَ أن تحتضنني!.

ضمها لصدره بقلق ليخاطبها:- ما بها سعادتي حزينة؟.

اكمل بندم حقيقي:- أعتذرُ ريليان لأنني أجبرتُكِ على عيش هذه اللحظات لكن كما رأيتِ طفلٌ صغيرٌ وكان يحتاج للمساعدة، هل كنتِ سَتترُكينَهُ يغادر الحياة وترك قلوبِ والديهِ محطمة، اخبريني.

أغمضت عينيها بقوةٍ لتجيبه بهدوء ونبرة مهتزة:- لكني كنتُ سأفقِدُكَ سليم، أنت المُتبقي لي في هذه الدنيا ماذا كنتُ سأفعل حين أن ترُكتني وحيدة، أنتَ لستَ مجردِ شخصٍ عَرِفتُهُ وتَزوجتُه،  أنتَ أصبحتَ كل شيءٍ بالنسبةٌ إلي، لستُ اُحبكَ حُبَّ العاشقين أنا أحببتُكَ مثلما اُحببتُ عائلتي، لا بل زدتَ عن ذلكَ أضعافًا، لقد أخبرتني يومًا أنكَ غريبٌ عني لكنك أصبحتَ كُلَ حياتي، ️هل تعلم لِما كنتَ غريب؟ أنا لا يمكنُني أن أثقَ بأي بشخصٍ لكني وثقتُ بكَ بشكلٍ مفرطٍ حتى بدونِ أيِّ علاقة تربطنا،  لقد مَنَحتني الحياه أجمل ما أملك فقد أصبحتَ أنتَ كُلَ شيءٍ بالنسبةِ لي وصار عشقي لغيركَ فكرةٌ مستحيلة.

قبض على يده فشعرت بتصلبِ جسده مما جعلها تبتعد عنه لكنه لم يسمح لها بذلك، تحدث بضيق منها:- فكري في ذلكَ عزيزتي و سأنهي حياتَكِ قبل حياته أعِدُكِ بذلك.

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن