***____****____***
لن يُخيِّب الله هذا الصدق الكامن فيك، أنتَ الذي تنشد النقاء في كل أمر، وتنجذب طواعية للبياض والطُهر، وتسوؤك الدروب الملتوية، وتحرص على العناية بدوافعك قبل أفعالك، إذ تؤمن أن النوايا الطيّبة تصنع أجمل الأقدار.
***____****____***
اخذت ريليان الهاتف من سارة بأنامل مرتعشة لتضعه على اذنها متحدثة بصوت ضعيف مهزوز وعدم تصدق:- رلين.
اتاها صوتها الجامد بعد فترة وهي تتحدث ببرود:- اجل.
شعرت وكأن روحها عادت اليها من جديد بمجرد سماع صوتها لم تنتبه الى تلك النبرة الباردة ولا الى القسوة المبطنة، جلست ارضًا ولم تعد قدميها تحملانها بمجرد سماع صوتها فخاطبتها بصوت مشتاق وقد بدأت الدموع بالترقرق في مقلتيها:- اشتقتُ اليكِ رلين، اشتقتُ لصوتكِ حبيبتي.
اكملت بضعف:- أنا لستُ على ما يرام واعلم انكِ كذلك، لقد اشتقتُ اليكِ اكثر مما تتخيلين.
اغمضت رلين عينيها بقوة لا تريد ان تضعف امامها لا تريد ان تنهار امام صوتها، وضع أمبر يده على كتفها في محاولةً لتشجيعها فقد جاءت اليه رلين في ذلك الملهى الذي يرتابونه دائمًا وقصت عليه امر الرقم الذي يستطيعون من خلاله التوصل لريليان فاخبرها ان تهاتفها الان لكسب الوقت، فتحت عينيها بضعف ناظرة اليه ليومئ لها بان تجاريها في حديثها
اخذت نفسًا عميقًا لشحن نفسها بالقوة لتجيبها بصدق حاولت تكذيبه لنفسها قبل أمبر:- وانا ايضًا اشتقتُ اليكِ ريليان.
رفع أمبر اصبعه الابهام ضامًا باقي اصابعه ك علامة ان ما تفعله جيد لكنه لا يعلم انها بدأت تتحدث بمشاعر صادقة معها ام لا لكن هذا لا يهمه ولا يريد ان يهتم اكملت بهدوء:- الا تريدين العودة ريليان.
نظرت ريليان نحو سليم الذي جلس بجانبها منذ بداية جلوسها ارضًا خوفًا عليها من الانهيار وقد غرق كفها الصغير بين بحور يديه لتبتسم له بسعادة ممتنة له ، اجابتها بذات الهدوء وهي تعانق عيني سليم بصدق:- اين اعود حبيبتي انا الان متزوجة واُحِبُ زوجي.
اكملت برجاء حار قبل ان تترك لها مجالًا للرد:- رلين حبيبتي اروجكِ تفهمي امري، ان كنتِ تحبينني حقًا سوف تتمنين لنصفكِ الاخر السعادة اليس كذلك، اعتبريني تزوجت أمـــ...
بتّرت حديثها بسبب انفاس سليم التي ثارت بغضب وقد اغمض عينيه آخذًا نفسًا عميقًا، ابتسمت له بتوتر خشية من اغضابه اكثر من ذلك لتكمل بتهرب من عينيه الغاضبتين بعد ان فتحهم:- كنتُ في يومٍ من الايام سأتزوج لذلك اعتبريني رحلت من بيتكم لبيتِ زوجي.
اغمضت رلين عينيها بقوةٍ كبيرة حتى لا تخرج صوتها الغاضب، فقد استطاعت ريليان تحويلها لحوش خلال ثانية واحدة فقط من ردها هذا، فتحتهم ضاغطة على اصابع يديها بغضب اكبر ليربت أمبر على كتفها عندما شاهد عروقها التي ظهرت بغضب لتنظر اليه برفضٍ انها لا تستطيع المواصلة، حدجها بأنظاره ان تكمل والا فلن يكملوا الخطة لتزفر بضيق مكملة تخفي غضبها بصعوبة كبيرة:- لكنكِ بدلتي دينكِ ريليان وتتركيني وحيدة، اريدكِ هنا بجانبي صدقيني سوف تجعليني اعود لغضبي وحالتي السابقة مرةً اخرى انتِ لا تعرفين ما مررت به.
زفرت ريليان بضيق بعض الشيء لتجيبها بلطف:- وهل تظنين انني لا اريد ذلك ايضًا، انني لا اريد البعد الذي يسحق كل شيء نحلم به، لا اريد ان نكونَ كالبقية رلين اريد ان اراكِ كلما اشتقتُ اليكِ آتي اليكِ كلما احتجتكِ، وكلما حزنا نكونُ بجانبٌ بعضِنا البعض نتشاركُ السعادة والحزن معًا ألا استحق ان تتغاضي عن هذا الامر من اجلي!
عبثت رلين بخصلات شعرها بغضب كبير وقد اقسمت على تنفيذ تلك الخطة ولا تراجع لذلك، لقد ارادت ان تعطيها فرصةً لتثني ذاتها عن تنفيذها لكن هي من جلبت العواقب لأمرها تريد ان تعود بطريقة اخرى وابشع لها ذلك اجابتها ببعض الجمود:- كما تشائين ريليان لن اضغط عليكِ الان عندما تأتين لزفاف ستيف سنتحدث في هدا الامر د، ستأتين اليس كذلك؟.
اجابتها بسعادة كبيرة بعدما تجاوزت صدمتها:- ستيف! هل سيتزوج حقًا متى ذلك.
ابتسمت رلين بإشفاقٍ لأمبر الذي ابتسم عندما استمع الى سؤالها بعد ان وضعت الاخرى خاصية مكبر الصوت فلقد اشتاق اليها والى صوتها على من ينكر ذلك اجابتها بتريث:- بعد اربعة ايام من اليوم سيكون في الكنيسة التي يعمل بها والدي لكن سنتحدث في منزلنا فما زال ابي غاضب منكِ.
قل حماسها لتنظر الى سليم بتوجس خشية ان يكون ذهابها ممنوع لتتنهد بثقلٍ مجيبة:- حسنّا سأحاول ان انتظركِ في منزلنا عزيزتي.
خاطبتها بعدما لم تجد ردًا منها:- رلين كيف حال ابي وامي واخوتي.
اراد أمبر ان تطيل رلين الحديث معها ليستمع الى اكبر قدر من صوتها المخدر لتنهي معها رلين دون اكتراث فإن تحدثت معها اكثر من ذلك ستفقد اعصابها لا محالة:- بخير، لكن عليّ ان اغلق الان وداعًا.
نظر اليها امبر بضيق كبير ليتحدث:- لماذا اغلقتِ معها رلين.
جابت الغرفة ذهابًا وايابًا فقد كانوا في غرفةٍ منعزلةٍ عن الاصوات الصادرة من الداخل لتجيبه بعيون غاضبة:- بداخلي وحش نائمٌ وليس ميت أمبر، انصحكَ بشدة ألا تُفكر بإيقاظه ف ابتعد عني الان هذا لمصلحتك!.
زم شفتيه بضيق من اسلوبها لكنه صمت فلا يريدها ان تعود لحالتها السابقة خاصةً هنا اخذت سترتها السوداء لتتوجه نحو الخارج وقبل ان تخرج استدارت اليه متحدثى:- ان كنتَ تريد ريليان حقًا فابتعد عن آليس، انها تحبك وانت بسماحكَ لذلك تجعلها تقترب منكَ اكثر، اما ان كنت قد تخليت عن حبكَ لريليان فأنتَ حرُ بحياتك.
جلس أمبر على المقعد بعدما خرجت واضعًا رأسه بين يديه متنهدًا بتفكير كبير فحقًا قد بدأ ينسى ريليان بعلاقته مع آليس ومحاولتها اسعاده لكن بعدما استمع لصوتها قبل قليل احيت ذلك الحب المدفون، ارجع رأسه للخلف ليتصل بآليس متحدثًا بعدما اجابته:- تعالي الى الملهى ان مزاجي معكر، لا تتأخري.
««::::::::::::-::::::::::::»»
ارتمت ريليان بين ذراعي سليم تعانقه بسعادةٍ كبيرة بلغت عنان السماء لتخرج سارة بخجل مغلقة الباب خلفها تاركة هاتفها معهم لم يتحرك سليم او يبدي اي ردة فعل فتخيله انها كانت ستصبح زوجة لذلك السمج تعمي بصيرته ابتعدت عنه متحدثة كطفل صغير:- لقد حادثتني انها تشتاق لي كما اشتاق اليها سليم ليست غاضبة مني.
عادت لتعانقه بقوةٍ اكبر متحدثة بسعادة'- انا سعيدة، انا سعيدة سليم.
بعناقها له قللت من ثورته الغاضبة لقد استطاعت امتصاص تلك الثورة التي تجتاحه، بادلها العناق متنهدًا لكن مازال بعض الغضب يجتاحه ابتعدت عنه تخاطبه بتوجس ومازالت بين ذراعيه:- سليم هل تسمح لي بحضور زفاف اخي.
زفر بقوةٍ كبيرة ليجيبها بتوضيح:- انظري ريليان دخول الكنائس إذا خلت من المنكرات والمعاصي جائز ولا حرج فيه فلا يوجد مانع من الصلاة فيها ان كانت نظيفة لكن اذا وجدت فيها منكرات ومعاصٍ فإنه لا يجوز حينئذٍ دخولها، وليس هذا خاصًا بالكنيسة ريليان بل في أي مكان توجد به بدع ومنكرات.
تنهدت بحزن كبير لتجيبه وهي تخفض رأسها للأسفل:- اذًا لا يمكنني الذهاب لحضوره.
اومأ لها بابتسامةٍ ليرفع رأسها بإصبعيه:-
لا يجوز لك حضور الزفاف هناك لأنه من المعلوم قطعًا أنه لا يخلو من معاصٍ ومنكرات، كالتبرج والاختلاط والمعازف والغناء وغير ذلك ان لديهم تقوس واقوال غريبة ومحرمة وهذا ما يزيد حرمته ك قراءة شيء من كفرهم وتحريفهم وباطلهم، لقوله تعالى:- { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً } (النساء:140) .
لكن إن فرض خلو الزفاف من المنكرات وهذا مستبعد جدًا فإنه يجوز حينئذٍ حضوره، بل يستحب إذا كان فيه دعوتهم للإسلام وتأليفهم للدخول فيه.
وضعت رأسها على كتفه بحزنٍ متنهدة:- لكني اريد الذهاب فقط من اجل التحدث مع رلين، فانا لا استطيع دعوتهم للإسلام هذا صعب معهم.
اعتدل في جلسته ليحملها بين يديه مما جعلها تتعلق برقبته ليجيبها بهدوء:- يمكنكِ الذهاب للمنزل كما فهمتُ من محادثتكِ مع شقيقتكِ ولن امانع ذلك لكن بالطبع سأوصلكِ ذهابًا وايابًا بنفسي.
قبلته من وجنته بحب كبير ليخاطبها بضيق متذكرًا :- لا تضحكي عليّ بقبلةٍ ريليان فانا ما زلت غاضبًا منك.
ابعدت رأسها لتخاطبه بتوتر:- اقسم انني نسيت لم اكن اقصد ذلك.
ظل عابس الوجه لتقترب منه مقبلة وجنتيه اكثر من مرة بترقب لتتسع ابتسامته بخبث وقد اعجبته جرأتها هذه، خاطبها بعدما وضعها على السرير بوجه نجح في جموده:- نامي ريليان وسنتحدث في الصباح.
قطبت بين حاجبيها بحزن فهي لا تريده ان يخاصمها او ان يخلد للنوم وما زال يحمل بعض الضيق اتجاهها، زفرت بندم لتخاطبه باستمالة:- اعتذر سليم اقسم انني نسيت
جلس بجانبها وهو يكتف يديه باصطناع لتخاطبه متذكرة:- انتظر من المفترض انكَ انتَ من يصالحني اليس كذلك
كتم ابتسامته لأجل تذكرها متحدثًا بعبوس:- لماذا .
ضربته بضيق في كتفه بعدما رأت ابتسامته:- انتَ مزعج سليم لقد اعتذرتُ لك.
اجابها بضيق مماثل:- وانا اعتذرتُ ايضًا.
اقتربت منه وهي تسير على اطرافها الاربعة ناظرةً الى عينيه مما جعله يتراجع للخلف بجسده لتخاطبه باسمة:- مزعج.
زم شفتيه بضيق ليقترب منها ملقيًا اياها للخلف لتنظر اليه بتوجس وهي ملقاة على ظهرها:- من المزعج.
اجابته بعناد وهي تخترق عينيه بتحدي:- انتَ المزعج.
رفع حاجبه بتحدي ليأمرها باصطناع وهو يضع اصبعه على وجنته:- قبليني.
نفت برأسها رافضة ولا تعلم لماذا ارادت عناده، رفع حاجبيه للأعلى بتعجب ثم بدأ في دغدغتها لتعلو اصوات ضحكاتها والتي لأول مرةٍ يسمعها بهذا القدر وكأنها خلقت من رقة الزهر بل من اصطفاف النجوم تجسدت على هيئة مجرة هو مالكها ليقسم بداخله
ان يجعلها طفلته المدللة سيفسدها بدلاله كي لا تحلو بعين أحدهم يومًا ما.
««::::::::::::-::::::::::::»»
في الصباح وبعد ان عادت ريم من الخارج فقد ذهبت لإيصال عمر اما عليّ فقد ظل في البيت لم يشأ ان يذهب لمدرسته بسبب ما حدث بالأمس وبسبب وجود علامات اصابع يد ابراهيم المطبوعة على وجنتيه وكفيه حتى الان.
دلفت ريم غرفتها بكأس حليب وبعض المخبوزات لتتقدم من عليّ بابتسامة بعدما رفعت الغطاء عن رأسه والذي كان مستيقظًا منذ ان خرجت في الصباح:- من البطل الذي سيأكل هذا كله.
لم يجبها بل نظر اليها بحزن جلي ملتفًا بجسده الصغير للجهة الاخرى، جلست ريم بجانبه وهي تمسد شعره متحدثة بحنان كبير:- هيّا عليّ لا اريد ان اشاهدكَ هكذا سوف احزن ان لم تنهض.
اعتدل في جلسته ليقبل وجنتيها متحدثًا بحزن وهدوء وكان روح الطفل الذي بداخله ماتت:- لا تحزني أمي اسف
عانقته بحب كبير:- لن احزن يا بطلي، والان هيّا تناول هذا كله.
اخفض رأسه للأسفل متسائلًا بحزن:- أمي ان ذهبت لإبراهيم وقلت له صباح الخير هل سيصرخ في وجهي ويضربني كالأمس.
اجابته بنفي متوجس من ردة فعل ابراهيم بحزن على ابنها:- لا يا صغيري انهض وقل له صباح الخير ولن يضربك او يصرخ في وجهك، لكن بعد ان تتناول فطورك هذا فما زال ابراهيم نائمًا.
نهض من فراشه متوجهًا نحو المرحاض ليقوم بروتينه ليخرج بعد ذلك حتى يتناول فطوره الذي يحبه كثيرًا.
بعد مدة استيقظ ابراهيم لتذهب ريم الى عليّ وتخاطبه باسمة:- لقد استيقظ ابراهيم، هل تريد ان تقول له صباح الخير ام انك تراجعت.
تصلب في جلسته وقد بدأ الرعب يدب في اوصاله ليخاطبها بتقطع:- انني خائف امي، اخشى ان يقوم بضربي مرةً اخرى.
اجابته بنفي وهي تشجع نفسها قبله:- لا لن يفعل، تعال وانا سآتي معك هل تريد ذلك.
اومأ برأسه عدة مرات متتالية بتأكيد مجيبًا:- اجل، اجل.
مدت يدها نحوه ليتوجه نحوها متشبثًا بها يستمد القوة والامان منها، توجهها نحو غرفة سما وقد كان ابراهيم يضحك بصوت مرتفع معها ليطرقا الباب بخفة مع انه كان مفتوح.
استدار ابراهيم نحو الباب بأنظاره لتنقلب ملامحه للغضب عندما رأى ريم وعليّ معًا، شدد عليّ من امساكه لريم لتتحدث سما باسمة وقد علمت سبب قدومهم:- تفضلا ما بكما تقفان هكذا.
دلف عليّ بعد ان دفعته ريم بخفه ليقف امام إبراهيم واضعًا يديه خلف ظهره محركًا قدمه للأمام والخلف بتوتر ورأسه للأسفل:- صباح الخير ابراهيم، انا اعتذر.
خاطبه ابراهيم بجمود:- حسنًا لم يحدث اي شيء، لكن لا تكررها مرةً اخرى حسنًا.
اتسعت ابتسامة عليّ تدريجيًا ليتوجه نحو ريم بسعادة كبيرة.
نظرت اليه سما بتوبيخ بعد ان اغلقت ريم الباب خلفهم:- لكنك مخطئ ابراهيم، تصرفك ليس صحيح .
اجابها بلامبالاة:- لا ليس خاطئ.
زمت شفايها بضيق من عناده:- لكنك ضربته ابراهيم بقوة.
نظر اليه نافيًا:- انها ضربتان فقط، سما لا تكبري الموضوع.
اجابته بغضب وهي تقف امامه مستنكرة:- ضربتان ماذا، لقد ضربته اربع مرات على وجهه غير الضربات على كفيه.
زفر بقوة مجيبًا:- لا لقد ضربته على يده مرتين وعلى وجهه مرتين.
زفرت هي الاخرى بضيق لتخاطبه بهدوء:- لا لقد كانوا اربعة على وجهه واثنتان على يده.
اعتدل في جلسته مخاطبًا اياها:- يستحق حتى يتعلم مرةً اخرى ولا يكررها.
اجابته باستنكار تام:- يتعلم ماذا ابراهيم، هل تعلم انه فعلها على نفسه من تصرفك هذا.
اجابها قبل ان يخرج من الغرفة:- وان يكن ، فتربية الرجال ليست بالأمر الهين.
ضربت كفًا بكفٍ من عقليته هذه بعدما فتح باب الغرفةٍ وخرج منها ليتناول طعام الافطار التي اعدته ريم لتعتدل هي الاخرى في جلستها ووقد اجزمت على الطلاق منه رغم اعتصار قلبها من هذا التفكير.
««::::::::::::-::::::::::::»»
طرقت سارة باب الشقة بهدوء وتريث لينفتح الباب بسرعة كبيرة وقد اندفع شيءٌ صغير ليعانقها، جثت على ركبتيها لتبادل امل العناق ثم خاطبتها باسمة:- لقد اشتقتُ اليكِ امل.
قبلتها امل بعد ان ابتعدت عنها قليلًا:- وانا اشتقت اليكِ سارة، شكرًا اخي سليم.
ابتسم لها سليم بحب يشوبه بعض الحزن عندما تذكر مصيرها ليخاطبها وهو ينحني مقبًلا وجنتيها بحنان:- لا داعي لذلك حبيبتي، لقد احضرتها كما وعدتكِ.
اومأت برأسها باسمة لتحتضن ابتهال التي كانت الدموع تترقرق داخل عينيها :- كيف حالكِ امي.
غمرتها ابتهال بضعف متحدثة بحنان اموي:- لقد اصبحت الان بخير عندما رأيتك.
انحنت ريليان لمستواها بعدما تركت يد سليم التي كانت متعلقة بها فقد اخبرها بعدما اديّا قيام الليل بهذا الامر لكنه لم يرضى ان تبيت معهم لتوافق الاخرى على مضض:- وانا اشتقت لملاكي الصغير
قبلتها امل من وجنتها باسمة:- احبكِ كثيرًا ليان.
ضحك سليم بخفه لاسمها الذي تناديها به امل مما جعل ريليان تلكزه في ذراعه بضيق ليتوقف عن الضحك، اجابتها باسمة:- وانا ايضًا احبكِ ايتها الملاك الصغير.
اتسعت ابتسامة امل ويبدو انها انتبهت لتوها لتخاطبها:- لقد ارتديتِ الحجاب ليان.
اومأت لها بابتسامة ثم احتضنها بقوة، ابتعدت عنها لتدلف للداخل وهي تجر سارة من يدها بسعادة كبيرة وقد ولجت ابتهال خلفهم بعد ان اخذت الحقائب من سليم والتي قد احضروها من محل الالعاب د، كادت ريليان ان تلحق بهم ليوقفها مخاطبًا وقد دلف معها:- سوف اعود في المساء لأقلّكِ للبيت هل اتفقنا.
اومأت له بخفة له باسمة ليقترب منها يقبل جبينها متحدثًا:- اهتمي بنفسك جيدًا ولا ترهقي نفسكِ كثيًرا فمنذ الامس وانتِ متعبة حسنًا.
اومأت له متنهدةً بحب لاهتمامه:- لا تقلق، توكل على الله الان.
نظر اليها وكأنه ينتظر شيئًا ما لتضحك بخفة توبخه بعد ان تذكرت طلبه بالأمس لها:- البيت ليس لنا سليم، لا تكن كالأطفال الان.
قطب حاجبيه بضيق وقد بدى كالأطفال حقًا:- همام ليس هنا انه ينتظرني بالأسفل هيّا لا اريد ان اتأخر عليه.
قلبت عينيها للداخل لترتفع على اطراف اصابع قدميها تقبله من وجنته لتهمس له بحب:- استودعكَ الله .
تنهد بقوة وحب ليجيبها بابتسامة:- استودعكِ الذي استودعتيني اياه حبيبتي.
اغلقت الباب بسعادةٍ كبيرة بعدما غادر لتتوقف فجأة وهي تفتح الباب تريد ان تلحق به لتجد الرواق خالي، اغلقت الباب مرةً اخرى لتضع يدها على قلبها الذي يقرع كالطبول ثم همست بعدم تصديق:-هل قال حبيبتي.
ظلت واقفة في مكانها ليخرجها صوت هاتفها، اخرجته من حقيبتها لتقرأ ما تم ارساله:- " اغلقي فمكِ واذهبي اليهم، وعندما اتصل بكِ جهزي نفسك لنعود للبيت ".
ضحكت بخفة متوجه للداخل وعلى محياها ابتسامة سعيدة لتجد سارة تجلس بأريحية وقد خلعت حجابها مما جعلها تخلعه هي الاخرى وقد جلست ارضًا تنخرط باللعب معهم.
««::::::::::::-::::::::::::»»
في المساء كانت ريم تتحدث مع كيان عما حدث مما اغضب الاخرى كثيرًا، خاطبتها بضيق:- اسمحي لي ان اشتمه.
ضحكت ريم بقوة فهي تعرف شتيمتها لتجيبها:- الطريق لكِ لكن اتحفيني بشيء جديد هذه المرة.
ضحكت كيان لحديثها:- حسبي الله ونعم الوكيل هل هذا اب، لا يبدو ان مشروب السفن اب، لا اعلم كيف يفكر هل من اجل قصاصة ورق قام بضربه وينكر وفوق هذا ينكر ذلك، لا اريد ان آخذ ذنوبًا ريم فهو لا يستحق حسناتي آخر الزمان اعطيها لشخص مثل البُرهم هذا.
انفجرت ريم ضاحكةً لتسألها بعد ان توقفت:- وماذا تقصدين بالبُرهم هذا.
ضحكت كيان بخفة لتجيبها بحماس:- البر اي الطريق والهم اي الهم الذي يحدث للإنسان، فتصبح طريق الهم.
جلست سما بجانبهم لتخاطب ريم:- اوصلي سلامي لها.
خاطبت ريم كيان بابتسامة:- سما توصل لكِ سلامها.
اومأت كيان بهدوء فهي حتى الان لا تصدق سما البتة:- سلمّنا الله واياكِ من كل شر.
توقفت ريم عن الحديث لتكتب لكيان بعجالة:- لقد وصل ابراهيم، سأتحدث معكِ عندما يخلد للنوم في امان الله حبيبتي.
اغلقت معها ليتزامن ذلك فتح الباب ليدلف ابراهيم ويبدو عليه بعض الارهاق، وقفت سما تستقبله مقبلة وجنتيه:- حمدًا لله على سلامتك
اومأ لها ليجلس امام عمر وعليّ اللذان يلعبا ببعض الالعاب الخاصة بهم ليخرج قطعة حلوى من حقيبته مخاطبًا عمر:- تعال عمر.
اعتدل عمر بهدوء ليتوجه نحوه فخاطبه الاخر بعقل طفل بعد ان نظر اليه عليّ:- هذا الحلوى لك، ولا يوجد لعليّ لكن تناولها في الصباح وليس الان.
نظرت ريم لسما وهي تهمس لها:- هل رأيتِ هذه التفاهة بالله عليكِ، الم يكفيه الضرب الذي اعطاه اياه بالأمس ليقهره بهذا التصرف.
تنهدت سما بقلة حيلة لتجيبها:- ماذا تتوقعين منه ريم، هداه الله.
اعتدلت ريم وهي تأخذ عليّ الذي بدى الحزن جليًّا عليه لتنظر الى ابراهيم بضيق مما جعل الاخر يتجاهلها وكأن الامر ما قام به هو الصحيح د.
دلفت غرفتها فقد حان موعد النوم، بعد ان تأكدت من نومهم اخرجت هاتفها تخبر كيان بما حدث لتحاول الاخرى التخفيف عنها بعد ان سألت عن حالتها وحال معدتها التي ضُربت بها من ابراهيم لتطمئنها الاخرى بانها بخير بفضل الله.
««::::::::::::-::::::::::::»»
رمشت ريليان بعينها عدة مرات متتاليه تريد ان تستكشف المكان التي هي به، جابت ببندقيتيها نحو اثاث الغرفة لتجدها غرفةً لأول مرةٍ تشاهدها في حياتها، ارتكزت بيدها تريد ان تعتدل لتجد ان هناك جسدٌ صلب قد لامسته، استدارت بجسدها تنظر اليه ظنًا منها انه سليم لكنها لا تذكر انها خرجت معه فآخر شيء تذكره جلوسها مع رلين في منزلهم بعد ان اوصلها سليم اليه، بدأت تتذكر ما حدث فهي تجزم انها لم تخرج اليه ولم تتصل به، فنظرت بتوجس نحو الجسد الممد بجانبها لينسدل شعرها على وجهها، وضعت يدها عليه بصدمةٍ لتخفض ابصارها نحو جسدها لتطلق صرخةً قوية رجّت البيت بأكمله ليفتح الاخر عينيه بنعاس قابلها بحب:- صباح الخير حبيبتي.
بدأت دموعها تهبط بضعف وعدم تصديق على وجنتيها وهي تتمنى من الله ان يكون هذا كابوس ليمسك الاخر يدها متحدثًا برقة:- الم تشتاقي اليّ ريليان، الم تشتاقي لأمبر.

أنت تقرأ
صراعٌ ولكن ( مكتملة)
General Fictionالحياةُ صراع ؛؛ صراعٌ مع الزمن، صراعٌ مع الضمير، صراعٌ مع الجاهلين، صراعٌ مع الظروف، صراعٌ مع العادات والتقاليد، صراعٌ مع العقل والقلب مع الأفكار وحتى المشاعر وأشد وأقوى صراع هو الذي تخوضه مع نفسك، فهو يحاول إسقاطك بكل ما أوتيت من قسوة وأنت تحاول ال...