الفصل (9)

386 43 656
                                    

***____****____***

اللهُمَّ ألقي علينا محبتك لنكون سعداء،
وألقي علينا رضاك لنكون أتقياء واكتب لنا القبول في الأرض وفي السماء

اللهُمَّ أرحنا بعد التعب ، وأسعدنا بعد الحزن، وكافئنا بعد الصبر.

***____****____****

كانت ريم نائمةً بجانب سما فقد غلبها النعاس من كثرة التفكير لتفتح عينيها عندما شعرت بضربات خفيفةٍ على كتفها، نظرت امامها بتشويش لتجد إبراهيم يقف وهو يبتسم لها بخفة، نظرت الى سما التي مازالت تنام بعمق هي الأخرى لتبتعد عنها بهدوء معتدلة في جلستها، تساءل ابراهيم مستفسرًا:- كيف اصبحت سما هل هدأت.

نظرت اليه متحدثة ولكن بداخلها اعصار من المشاعر التي ستنفجر لتجيبه بابتسامةٌ منكسرة:- لا تقلق انها بخير.

تقدم من سما ليجلس مكان ريم وهو يبعد شعرها عن وجهها بسبب انفلاته من تخليل اصابع ريم به، لتأخذ ريم نفسًا عميقًا قبل ان تخرج من الغرفة، هذا ما ينقصها ان ترى كيف يقوم بمراضاتها لا تريد طعنات اكثر من سابقتها، خرجت من الغرفة لتجد الساعة قد قاربت على العاشرة مساءً لتنظر الى طفليها عمر وعليّ لتبتسم لهم عندما تقدما منها، عانقتهم بحب مستمدةً منهم القوة لتحملِ ما تعانيه لتبتعد عنهم مخاطبة اياهم بضعف:- هيّا الى النوم الوقت قد تأخر .

اجابها عمر وهو يقبل وجنتها بحب :- حسنًا امي لكني لم اقم بحل واجبي المدرسي بعد.

امسكته من تلابيب ثيابه موبخه اياه بخفة:- ولماذا لم تقم بحله عمر.

اجابها عمر ببراءته المعهودة:- لقد كنت نائمة امي.

اغمضت عينيها بهدوء لتنظر اليه بعدما فتحتهم :- اذهب وقم بحله ريثما أؤدي صلاتي التي فاتتني.

ذهب عمر بطاعة نحو حقيبته المدرسية ليخرج كراسته ويبدأ بحل واجبه المدرسي، نظرت ريم الى عليّ الذي يجلس بهدوء لتخاطبه بحنان:- هيّا علي اذهب للمرحاض كي تنام .

اجابها ببعض المشاكسة :- امي انني مريض وبحاجةٍ لبعض الطعام.

رفعت حاجبها الايسر ناظره اليه بتعجب:- الم تأكل عليّ لقد وضعت لك الطعام قبل ان ادلف لسما اي منذ ثلاث ساعات تقريبًا.

كتف يديه بحزن طفولي وقد زم فمه :- لكني جائع امي.

تدخل عمر بالحديث بهدوء:- لقد تناول بعض الخبز المحشي بالجبن امي قبل نصف ساعةٍ تقريبًا.

زفر عليّ بضيق طفولي:- لكني ما زلت جائعًا وللغاية.

توجهت ريم نحو المطبخ لتلتفت الى غرفة سما التي كانت مفتوحة بعض الشيء لتجد ابراهيم يعانق سما والاخرى تبادله العناق ابتسمت بانكسار لتدلف المطبخ وهي تضع بعض البيض في المقلى، بعد مدة خرجت وهي تضع البيض في طبق ليبدأ عمر وعلي بأكله بسعادةٌ كاملة.

كادت ان تدلف غرفتها ليوقفها صوت ابراهيم الذي بدأت ايضًا هي الاخرى تنفر منه لتلتفت اليه:- ماذا هناك.

خاطبها إبراهيم بسعادة:- سوف نسافر لمدة اسبوع للخارج.

اجابته ريم بسعادةٍ كبيرةٍ وقد نست ما عاشته منه:- حقًا ومتى؟.

اجابها ابراهيم متنهدًا براحة:- في الغد ان شاء الله سوف نحزم حقائبنا الان.

نظرت اليه ريم لا تريد ان تفرح كثيرًا لتسأله بتريث تريد ان تتأكد :- مع من ستسافر .

ابراهيم وهو ينظر الى سما التي تقدمت منه بضعف :- انا وسما، انها هدية يوم مولدها الذي سيكون بعد يومين.

تلاشت ابتسامتها تدريجًا لتضغط على يدها بقهر لقد ظنت انها ستسافر معهم :- وانا ابراهيم متى سيحين دوري.

اجابها ابراهيم بملل وعدم اكتراث :- ريم انني اخذ اسبوعين اجازة في السنه ولقد اخذت اسبوع من قبل عندما طلب عليّ التخييم مع ولّي امره وهاذا الاسبوع الثاني، ثم ان السفر يكلف مصاريف كثيرة.

ابتسمت بطيبة اليه وصدق :- اتمنى لكم السعادة، والحمد لله ان علاقتكم عادت كالسابق.

لتلتفت الى عمر وعلي مخاطبةً اياهم بهدوء :- هيّا يا اولاد للنوم.

نظر اليها ابراهيم مخاطبًا اياها بهدوء :- ريم وانتِ حضري نفسك لتذهبي عند والدتي كي تجلسي عندها حتى نعود.

اومأت له لتغلق الباب خلفها بعدما دلف الطفلين لتتوجه نحو المرحاض تريد ان تأخذ حمامًا يخفف عنها ما تعايشه.

بعد ساعة بالتحديد عندما انهت من الاستحمام وادت صلاتها امسكت بهاتفها تريد ان تحادث والدتها  اجابتها الاخرى بسعادة:- كيف حالكِ ابنتي هل امورك بخير.

كتمت ريم بكاءها لا تريد ان تُحزن والدتها لتجيبها بغصة ومرارة:- اجل امي الغالية انني بأفضل حال والحمد لله .

خاطبتها ام خالد بتساؤل :- ريم هل قمتِ بتوكيل محامي ابنتي؟.

نفت ريم برأسها مجيبة بهدوء :- لا ليس بعد، انني لا اخرج من المنزل امي، ثم انكِ تعرفين انني لست جيدةً في هذه الامور.

سألتها ام خالد باستفسار:- ريم هل استخرتِ.

نظرت ريم الى طفليها النائمين لتجيبها بهدوء:- لا امي ، ليس بعد ثم انني اخشى ان تكون الاستخارة ليست بصالحي، اي ان ابقى على ذمته، هل تفهمينني.

تنهدت والدتها بحزن لحالها :- وكيف زوجته الاخرى.

زفرت ريم بهدوء :- انها بخير ثم اننا متوافقات امي لا تقلقي.

اجابتها ام خالد بحسرة لحالها :- وهذا ما يزعجني ريم، هل يجوز ذلك ابنتي.

اجابتها ريم وهي لا تريد ان تفتح الاوجاع:- امي لا تقلقي انني بخير والحمد لله لا تحملي همًا ارجوكِ.

زفرت الاخرى بضيق لتجيبها بقلة حيلة:- انظري ريم لقد اخبرت سليم ابن الشيخ محمد رحمه الله صديق والدك عـ..

وقفت ريم كمن لدغته افعي لتقاطعها بصدمة :- اخبرتي من امي، سليم؟!.

استغربت والدتها من نبرة صوت ريم لتجيبها بتوجس :- ما الامر هل اخطأت؟.

اغمضت ريم عينيها بقوة لتجيبها ببعض اللوم:- امي لماذا أخبرته سامحكِ الله.

اجابتها الاخرى بتبرير وقهر :- كنت اريد ان ينصحنا بشيء في موضوعك.

زفرت ريم بندم لأنها اخبرت والدتها :- امي انسي كل شيء وكأنني لم اخبركِ بشيء.

عقدت والدتها بين حاجبيها باستغراب:- لماذا ريم!.

اجابتها ريم بهدوء:- هكذا امي، ثم انه ان علم ابراهيم ف سيأخذ حضانة اطفالي وانا لا اريد ذلك وانتِ ايضًا لا تريدين ذلك،  لقد فوضت ووكلت امري لله امي انه نعم المولى ونعم النصير.

اجابتها والدتها بحزن دفين :- وكفى به وكيل حبيبتي.

ابتسمت ريم بحزن لحالها:- هيّا امي هل تريدين شيء .

اجابتها والدتها نافية بحنان:- لا حبيبتي تصبحين من اهل الجنة.

خاطبتها ريم بابتسامة مودة:- وانتِ من اهلها ان شاء الله امي.

وضعت ريم هاتفها بعدما قامت بضبط المنبه لصلاة الفجر لتتوجه نحو السرير مختبئةً تحت الغطاء بجانب اطفالها لتحتضنهم بحب واطمئنان.

***____****____***

نظرت ريليان الى سارة بعدما انتهت الندوة لتبتسم اليها الاخرى بهدوء متحدثة:- اتمنى ان تكوني قد حصلتِ على اجابة سؤالك ريليان.

اومأت ريليان بشرود بما سمعت قبل قليل لتسير نحو الخارج وهي تفكر جيدًا بهدوء كبير، التفتت اليها متسائلة:- ماذا كان اسم الفتاة التي سألت سارة.

نظرت اليها سارة بتذكر:- اظنها لم تذكر اسمها البته او انها ذكرته ونسيت.

هزت رأسها بخفه لتتوجها نحو سيارة سليم، اخرجت ساره مفتاح السيارة فقلد اعطاها اياه سليم قبل ان يدلفا للقاعة لتنظر اليها ريليان بابتسامة صغيرة:- انني ذاهبه سارة.

رفعت ساره حاجبها باستنكار:- الى اين، لن اسمح لكِ.

اجابتها ريليان بهدوء:- شكرًا لكم لكني سأذهب بمفردي سارة اوصلي سلامي لخالتي ابتهال، اراكِ غدًا الى اللقاء.

زفرت سارة بضيق وهي تشاهدها تبتعد عن ناظريها لتتبع خطواتها زافرة براحة عندما استقلت احدى سيارات الاجرة.

صعد سليم السيارة بعد عشرة دقائق من ذهاب ريليان ليأخذ المفتاح من سارة التي اعطته له لتتحدث بهدوء:- يمكنك التحرك سليم لقد ذهبت ريليان لمنزلها.

نظر اليها سليم اليها باستغراب فلقد كانت تجلس على المقعد الامامي الذي بجانبه:- حقًا، ولماذا تركتيها ترحل بمفردها سارة؟ كان من المفترض ان نقوم بإيصالها مازالت صغيرة والوقت متأخر الان وايضًا جاءت معنا لذلك من المفترض ان ترحل معنا.

اجابته سارة بعبوس ضيق:- لقد اخبرتها ولكني في الحقيقة لم اشئ ان اضغط عليها تركتها على راحتها.

حرك سليم المقود متوجهًا نحو منزلهم ليخاطبها بهدوء:- حصل خيرًا سارة، لكن في المرة المقبلة وهذا ان ارادت القدوم لا تسمحي لها ان تغادر بمفردها انكِ لا تضمني اي سائق.

اومأت سارة بطاعة:- حسنًا سليم لك ذلك الامر.

***____****____***

في صباح اليوم التالي استيقظت ريليان لتتوجه نحو الاسفل بعدما ايقظت رلين وقامت بروتينها اليومي وارتدت زيها المدرسي، نظرت لوالدتها لتقبل خديها بقوة:- صباح الحب امي كيف حالك.

بادلتها جوليا الابتسامة بحنان  ممسدة على كفها:- صباح الخير حبيبتي هل ايقظتِ رلين .

جلست ريليان بجانب جوليا وهي تحتضن ذراعها بطفولة:- اجل لقد ايقظتها لكن تعلمين ان ابنتكِ نامت بالأمس لوقت متأخر من الليل وهي تهاتف حبيب القلب.

اجابتها جوليا وهي تقبل رأسها بحنان:- انني احبكِ ريليان انتِ اكثر ابنة نشيطة هنا.

ضحكت ريليان وهي تنظر اليها بتكبر مصطنع:- احمدي الرب لكوني ابنتكِ جولي .

توقفت جولي عن الضحك عندما نظرت لجيدها الخالي من العقد لتتساءل باستغراب:- اين عقدكِ ريليان .

وضعت ريليان يدها على جيدها ثم اجابتها بتوتر:- لقد خلعته عندما كنت اريد ان اغتسل لقد كانت رقبتي تؤلمني.

هزت جوليا رأسها بتفهم :- حسنًا، لقد ظننتكِ انكِ لم تعودي تحبين ارتداءه.

ابتسمت بتوتر لها:- الامر ليس هكذا جولي سوف ارتديه عندما اشعر بتحسن في رقبتي.

خاطبتها جوليا متذكرةً بابتسامة:- هل تتذكرين عندما اختلط عقدك بعقد مايا، لقد بكيتِ ليومين كاملين ظنًا منكِ انه ضاع لكن تبين انه اختلط مع مايا.

ابتسمت لتذكرها ذلك اليوم فقلد بكت كثيرًا ولم تتحدث مع احد فقط تريد عقدها، لتتذكر انها قامت بخلعه عندما ذهبت الى الندوة لحضورها.

نظرت الى رلين التي تسير بنعاس وهي ترتدي سترتها المدرسية متحدثة بتثاؤب:- صباح الخير لكم، من منكم نعسٌ مثلي.

توجهت ريليان اليها لتمسك شعر رلين وتقوم بتصفيفه ضاحكة نظرت اليها بابتسامة هادئة بعدما انتهت:- حسنًا الان اصبحتِ جميلة.

نظرت جولي اليهم بحب لتستدعي الخادمة، تقدمت منها الاخرى متحدثة باحترام:- تفضلي سيدتي .

خاطبتها جوليا بأمر:- احضري فطار الاثنتين وضعيه على المائدة.

تحدثت ريليان بنفي:- لا امي لا نريد لقد تأخرنا على ميعاد باص المدرسة انه على وشك الوصول.

قالت اخر كلمة وهي تقبل وجنتيها لتعتدل:- هيّا اننا ذاهبتان.

اوقفتها جوليا متذكرة :- ريليان لا تنسي الدورة التأهيلية التي ستذهبين اليها اليوم.

اغمضت عينيها بضيق وغضب لتجيبها باقتضاب:- حسنًا امي .

***____****____***

كانت ريم تجلس في بيت والدة زوجها السيدة (إخلاص) لتتذكر ما حدث صباحًا، لقد استيقظت لتجد البيت خالي تمامًا ويبدو ان ابراهيم وسما قد سافرا، قامت بمساعدة ابنائها في ارتداء ثيابهم لتستمع الى رسالة وصلت اليها، امسكت هاتفها لتنظر اليه بتهكم :" ريم لقد خرجنا مسرعين ولم اتمكن من اخبارك بذلك، لقد اعطيت والدتي المال الذي ستحتاجينه من مصاريف الاطفال اما بالنسبة للطعام فيوجد عند والدتي ما يلزم "

انتبهت الى السيدة إخلاص لتبتسم لها بحب حقيقي :- هل تحتاجين مساعدةً امي.

نفت إخلاص لها باسمة بحنان:- لا صغيرتي لا اريد شيء، اخبرني كيف حالكِ مع ابراهيم وسما.

تنهدت ريم بضعف ثم اقتربت منها تجلس بجانبها :- ما زلت على قيد الحياة امي، لا تقلقي .

جاءها الرد من شقيق ابراهيم الذي يصغرها بسنة واحدة:- يا ريم عيشي حياتكِ ولا تهتمي لأخي، لو انه ليس اخي لأخبرتك بقتله لكن ماذا نفعل.

ابتسمت له بهدوء لتجيبه بلطف:- شكرًا لك معاذ.

اجابها معاذ مازحًا كي يخفف عنها :- اريد ان تنهضي الان وتحضري لنا افطارًا شهيًا ومكافئة لكِ سأجعلك تتناولين معنا.

ضحكت بخفه لتعتدل واقفة متوجهة نحو المطبخ :- حسنًا وانا موافقة.

***____****____***

كانت ريليان تجلس في بيت سارة بعدما قامت بإنهاء جميع امورها من حل واجباتها المدرسية ومراجعة دروسها وحضور الدورة التأهيلية التي حضرتها مع أمبر بواسطة القسيس آلبرت لتخبر والدتها انها بحاجة لشراء بعض المستلزمات الشخصية لتأتي لمنزلهم

نظرت ريليان الى سارة ببعض التردد لتحثها الأخرى على الحديث عندما شعرت بحاجتها لذلك:- ما الامر ريليان أخبريني.

اخدت ريليان نفسًا عميقًا لتسألها باستفسار حقيقي :- سارة بالأمس استمعت الى كلام سليم عن دخول الجنة لكن أليس الرب خاصتكم هو من يتحكم بنا وهو قادر على كل شيء؟.

ابتسمت لها سارة بخفة لتجيبها بتوضيح:- انظري ريليان انني لا اريد ان اتحدث كثيرًا او ان اتفوه بكلام لن تقتنعي به وربما لن اوصلها لك بطريقةٍ تفهمينها، ما رأيكِ ان نسأل سليم

ثم وجهت خطابها نحو والدتها:- أليس كذلك يا أمي.

اومأت لها ابتهال بتأكيد :- اجل هذا صحيح عزيزتي .

نظرت إليهم ريليان بابتسامة صغيرة :- حسنًا لكن ارجو ان يساعدني في الاقتناع.

نظرت اليها ابتهال بتساؤل:- اخبريني ريليان كيف كانت الندوة بالأمس.

اجابتها ريليان بصدق:- كانت جميلة جدًا وايضًا كان سيلم يجيب على الاشخاص بطريقةٍ سهلةٍ وسلسة لقد ارتحت عندما وقفت الفتاه وسألت هكذا سؤال لقد سهلت الأمر عليّ كثيرًا.

تحدثت ابتهال بابتسامة :- هذا من فضل الله صغيرتي.

ابتلعت ريليان ريقها ثم سألتها ببعض التردد:- خالتي متى خطبة سليم وابنة خاله، و هل كانا يحبان بعضهم البعض.

ضحكت ابتهال بقوة مجيبة اياها:- سليم لم يحب البته صغيرتي.

ريليان ببعض السعادة :- حقًا
ثم اكملت باستفسار:- لماذا هل الحب ممنوع ؟.

كادت ان تجيبها ابتهال ليدلف سليم من الباب وهو يحمل بيده بعض الحقائب الكرتونية و البلاستكية لتتقدم منه سارة وهي تأخذهم من يده متحدثة برقة :- حمدًا لله على سلامتك .

قبّل سليم رأسها ليجيبها بابتسامة مرهقة:- سلمكِ الله سارة،
تحدث وهو يشير بإصبعه نحوى احداهم:- انظري الازرق لك والاحمر لأمي والباقي ضعيهم في المطبخ.

التف سليم ناظرًا الى والدته بعدما ذهبت سارة ليتقدم منها وهو يقبل يديها بحب واحترام، اعتدل عندما لاحظ ريليان بعدما قبل والدته:- كيف حالكِ امي .

اجابته ابتهال وهي تنظر اليه باسمة:- بخير عزيزي
لتكمل بتردد:- سليم هل يمكنك اجابة ريليان على بعض أسئلتها.

اخذ نفسًا عميقًا وهو يغلق عينيه ليجيبها بعد قام بفتحهم:- حسنًا امي ما هي اسئلتها.

حمحمت ريليان صوتها بإحراج وتوتر:- اذهب وارتاح قليلًا لستُ مستعجلة على ذلك .

هز رأسه بخفة ليتوجه نحو غرفته يريد ان يبدل ثيابه فهو حقًا متعب لقد استنزفت طاقته من قبل طلابه.

جلست سارة بجانب ريليان بعدما خرجت من المطبخ لتفتح  الحقيبة خاصتها مخرجةً من داخلها حلوى مختلفة الاشكال والالوان احتضنهم صارخةً بسعادة لتوبخها ابتهال على ذلك:- اخفضي صوتكِ سارة هل انتِ طفلة.

اجابتها سارة  وهي تقوم بفتح بعض الحلوى :- انها حلوى يا امي،
لتعطي ريليان البعض: - خذي وتذوقي .

ارجعت ريليان الحلوى باحترام :- شكرًا لكِ سارة لا اريد.

زمت سارة فمها بضيق:- ريليان خذي من يدي لقد آلمتني يدي المسكينة هيّا.

اخذتها ريليان لتقوم بفتحها وهي تنظر الى ابتهال بإحراج لتتحدث :- خالتي هل تريدين.

نفت ابتهال برأسها متحدثة بحنو:- لا حبيبتي ، هذه الحلوى تضرني شكرًا لكِ .

امسكت سارة بالحقيبة الاخرى وهي تعطي ابتهال ما احضره سليم لها لتضعه ابتهال جانبًا دون ان تفتحه، نظرت اليها سارة بفضول:- لماذا لم تنظري اليه هل تعلمين فحواه.

اجابتها ابتهال ببساطة:- أجل انني اعلم فحواه.

تحدثت سارة بفضولٍ اكبر:- اذا ماذا يوجد بداخله.

حركت ابتهال حاجبيها بنفي ضاحكةً:- لا شيء مهم اكملي اكل حلواكِ.

نظرت ريليان الى سليم الذي خرج لتوه وتقدم منهم متنهدةً بحزن، هذا شعورٌ صعب ان تحب شخص اخر بينما انت متربط بمسخ،

خاطبها سليم بهدوء:- تفضلي يا انسة ماذا تريدين ان تعرفي.

تريد ان تتعلم وتفهم لكنها لا تعلم كيف تصيغ سؤالها اخذت نفسًا عميقًا لتسأله بتردد:-انكم تقولون ان الله قادر على كل شيء، دائمًا ما كنت اسمع من سارة وخالتي ان كل شيء يحدث بإرادة الله وان كل شيء مكتوب بالفعل بإرادته ايضًا ، فأين حرية اختيار الله عندما يعطي الله حرية الاختيار لشخص؟! اي كان الذي افعله واي شيءٍ هو مكتوب، وهذه هي إرادة الله، اذ كان كل شيء مكتوب فأين حرية الاختيار بكوني مسيحية ام مسلمة، فكوني مسيحية هي إرادة الله أليس كذلك؟!.

اخذ سليم نفسًا عميقًا ليتحدث وهو ينظر للطاولة التي امامه:- سؤالك لو ان كل شيء يحدث بإرادة الله فإين حرية الاختيار بكونك مسيحة او مسلمة اليس هذا سؤالك.

اجابته ريليان بإنتباه شديد:- صحيح .

تحدث سليم بهدوء يريد ان يشرح لها بطريقه بسيطة لعقليتها الصغيرة كونها فتاة. في السادسة عشر من عمرها :- انطري يا آنسة هذا السؤال لا يُسأل بواسطة غير المسلمين فقط، بل المسلمين انفسهم يسألوه ايضًا، انه يتكلم عن القدر اذا كان مذكور في القدر أنني سأقوم بالسرقة وسرقت بالفعل، من المسؤول عن السرقة الله هو المسؤول؟.

استرسل حديثه عندما لاحظ انتباه الجميع:- حسنًا مثال اخر لو كان مكتوب في القدر انني سأقتل شخصًا وقتلته فمن المسؤول؟ الله هو المسؤول! لذلك لو هذه هي إرادة الله ومثلاً  كل شيء مكتوب في القدر فأين الارادة الحرة.

اكمل عندما اخذ نفسًا عميقًا :- حسنًا سأبدأ بإجابتكِ، يجب على كل مسلم ان يؤمن بالقدر ولكن يجب ان نفهم معنى القدر، على سبيل المثال لو افترضنا اننا الآن في فصلكِ الدراسي ويوجد به خمسين طالب وعندما يدّرس المدرس الطلاب في الفصل و في نهاية السنة الدراسية وقبل الاختبار يقوم المدرس بالتنبؤ ان ريليان ستنجح وتحصل على المركز الأول، وان سارة ستنجح وتحصل على المركز الثاني، وان سليم سيرسب، هنا المدرس تنبأ فقط لماذا ؟؟ لأنه يعلم أنّ ريليان تذاكر جيدًا، ودائمًا  ما تقوم بحل واجبها المدرسي وانها تذاكر خارج المطلوب لتتعلم وان سارة ستصبح في المركز الثاني لان مستواها متوسط وان سليم يشاهد الافلام ويسهر خارج المنزل ولا يقوم بأداء واجبه المدرسي ولا يحضر في الفصل لذلك قام المدرس بالتنبؤ انني سأرسب، فعندما تحدث الاختبارات ويتقدم الطلبة اليها وتظهر النتائج، ريليان تحصل على المركز الاول وسارة المركز الثاني وسليم حظًا اوفر له.

الان سأسألك سؤالًا:- هل يمكنني ان ألوم المدرس وأقول له انت سبب رسوبي بسبب انك تنبأت ؟! اذا من المسؤول الان انا ام المدرس.

نظرت اليه ريليان لتجيبه انت لست كذلك ولن تكون كذلك بالطبع المدرس هو المسؤول ( لكنها لم تتفوه بهم).

كرر سليم سؤاله عندما لم يتلقى اجابة منها:- من المسؤول سليم ام المدرس؟.

تنهد بخفه ليكمل عندما لم يجد ايضًا اجابة:- بالتأكيد سليم هو المسؤول فهو لم يذاكر ولم يحضر الدروس وكان يشاهد الافلام والمدرس تنبأ فقط ليس الا، وبالمثل فإن الله سبحانه وتعالى قد اعطى للإنسان ارادةً حره، الله قد اخبرنا ما هو الصواب وما هو الخطأ ولكن الاختيار للإنسان.

دعيني ابسطها اكثر من ذلك:- على سبيل المثال لو كنتِ في مفترق طرق وكان هناك اربع طرق (الاول والثاني و الثالث والرابع ) يمكنكِ اختيار طريق، فلنقل انكِ اخترت الطريق الثالث مثلا، هنا الله يعلم مسبقًا انكِ عندما تأتي ستأتين الى مفترق الطريق الثالث، لذلك الله كتبها لك عندما تأتين الى المفترق الثالث لذلك ليس لأن الله كتب فإنك اخترت الطريق الثالث مسبقًا، بل لأنك ستختارين فالله كتب،
قال تعالى {يَعْلَمُ مَا في ٱلسَّمَٰوَتِ وَٱلْأَرْضِ} يعني ان الله يعلم الغيب يعلم المستقبل لذلك كتبها مسبقًا.

خاطبته ريليان بتشويش :- لم افهم جيدًا.

اعتدل سيلم في جلسته اكثر ليتحدث بشرح :- حسنًا مع انني لم انتهي لكن سأعطيكِ مثال اخر، الان بعد ان انتهيتِ من الدراسة الثانوية بمعدل مرتفع ستخططين لتصبحي طبيبة او مهندسة او ربما معلمة انتِ الان اخترت ان تكوني طبيبة، اذًا الاختيار لكِ ولكن الله يعلم مسبقًا بعد ان انتهيت من المرحلة الثانوية ستختارين ان تكوني طبيبة ليس لان الله كتب لك هذا فانتِ اصبحتِ طبيبة ولكن لأنكِ تريدين ان تصبحي طبيبه فالله كتب ذلك مسبقًا ويجب ان تعلمي ان الله لو اراد شيئًا فمن السهل عليه ان يغيره.

نظرت اليه ريليان باستفسار:- كيف ذلك .

اجابها سليم بهدوء:- على سبيل المثال لو كنتِ في اختبار رياضيات والمدرسة اعطتكِ ورقةً مكتوب بها عدة اسئلة و من ضمنهم اربعةً زائد اربعة كم الناتج ؟؟؟

اجابته ريليان بسرعة:- اربعة، أقصد ثمانية.

ابتسم سليم بخفه لإجابتها المتسرعة ليكمل بعدما شعر بصوت الاحراج في صوتها لإجابتها الخاطئة:- انتبهي، بينما المدرسة كانت تراقب شاهدت طالبة تكتب تسعه، الان المدرسة لن تقوم بتصحيح الاجابة لها ولكنها تستطيع ان تصحح لها ولو فعلت هذا ستقولين ان هذه المدّرسة غير عادلة، واذا قالت المدرسة لا تكتبي تسعة واكتبي ثمانية سيقول بقية الطلبة هذا اختبار وليس تدخل، اي ان الله لو اراد شيئًا من السهل عليه ان يغيره ولكن لان ارادة الله ارادةً حرة فهو يترككِ تتخذين قراركِ بذاتك.

تحدث متنهدًا:- إنّ هذه الدنيا هي اختبار للأخرة، الله يوضح لكِ القواعد وما هي الاشياء الجيدة والله بذلك يعطيكِ الارادة الحرة، اذًا الاختيار لكِ انتِ، الله لا يتدخل في ارادتكِ الحرة ويستطيع ان يفعل ذلك لو اراد، يقول الله في كتابه العزيز { وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا }

وأيًا كان الذي يحدث فهو يحدث بإرادة الله تعالى ولكن القرار قراركِ بالنهاية واعتمادا على قرارك يكافئكِ الله او يعاقبكِ، اتمنى ان اكون قد اجبتكِ على سؤالكِ.

اجابته ريليان بابتسامةٍ واسعة:- اجل، اجل لقد اجبتني و شكرًا لك سليم.

اجابها سليم بهدوء:- على الرحب .

تساءلت ريليان مترددة :- هل ستقام ندوة اخرى كالتي بالأمس؟

اجابها تأكيد:- اجل هذا صحيح .

نظرت اليه ريليان باستفسار :- متى، اي في اي يوم ستكون.

اجابها سليم بنفس الهدوء:- كالأمس من كل اسبوع.

نظرت ريليان الى ساعة هاتفها لتشهق بصوت مرتفع وهي تفتح عينيها على مصرعيها ليلتفت اليها سليم بسرعه متسائلًا :- ما الذي حدث ما الامر .

تقدمت سارة منها متسائلة بقلق:- ما الامر ريليان.

حمحمت ريليان بخجل:- لا يوجد شيء فقط الوقت تأخر.

نظر سليم الى الساعة المعلقة على الحائط بعدما لام نفسه على نظرته اليها التي قبل قليل ليجدها التاسعة مساءً ليتحدث بهدوء:- اذهبي وارتدي ثيابك سارة.

تساءلت الاخرى باستفسار:- لماذا؟! .

نظر اليها سليم نظرة فهمتها لتهرول نحو غرفتها بسرعة، توجهت ريليان نحو باب المنزل ليخاطب سليم والدته:- امي لا تجعليها تخرج من البيت.

ابتسمت ابتهال بهدوء لتخاطب ريليان:- ريليان انتظري ابنتي.

توقفت الاخرى متلفتة اليها:- نعم خالتي .

اجابتها ابتهال بابتسامة صغيرة:- انتظري قليلًا ريثما تأتي سارة.

دقائق وحضرت سارة وهي ترتدي ثياب الخروج لتخاطب سليم بعجل:- انني جاهزة هيّا بنا.

تقدم سليم من الباب ليخرج من المنزل لتنظر ريليان اليهم باستغراب بعدما امسكتها سارة من يدها :- ما الامر سارة.

ابتسمت سارة مجيبة بهدوء:- نريد ان نوصلكِ لبيتكِ ريليان فلا يصح ان تذهبي للمنزل بمفردكِ في هذا الوقت المتأخر.

نظرت ريليان الى سليم الذي اخرج سيارته لتتحدث بنفي قاطع:- لا اريد شكرًا لكم سارة.

قلبت سارة عينيها للداخل لتتحدث بقلة صبر:- ليست اوامري بل هي اوامر المذياع سليم

نظرت اليها قليلًا لتنظر الى سليم مرة اخرى متحدثة باستنكار:- حقًا؟! .

اومأت لها سارة بتأكيد:- اجل

لتسحبها بخفة متحدثة نحو السيارة:- يا ابنتي هيّا لقد اتعبتني معكِ، ثم انني اريد ان ارى منزل صديقتي ام انك لا تريدين ذلك.

ابتلعت ريليان ريقها بخوف من رؤية والدها او احد افراد عائلتها لهم لتبتعد عنها متحدثة:- لا اريد اعرف طريق منزلي شكرًا لكم .

نظرت سارة اليها وهي تتحرك تاركةً اياها لتنظر الى سليم الذي يجلس خلف المقود لتتوجه نحوه بخطى سريعة، تحدثت عندما وصلت عند نافذته:- سليم ان ريليان لا تريد ان نقوم بإيصالها.

اغمض عينيه بهدوء ليجيبها بتريث :- اصعدي سارة.

نظرت اليه باستفسار:- اين.

خاطبها سليم زافرًا:- الى السيارة.

نظرت اليه سارة باستغراب :- لماذا لقد ذهبت.

اجابها بعصبية خفيفة :- سارة اقول اصعدي بدون نقاش.

***____****____***

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن